Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تقدر حجم المساعدات التي يحتاجها السودان بأكثر من 3 مليارات دولار

جولة ثانية من مفاوضات جدة تركز على الجانب الإنساني وطرفا النزاع يتمسكان بحسم المعركة في الميدان

ملخص

جولة ثانية من مفاوضات جدة تركز على الجانب الإنساني وطرفا النزاع في السودان يتمسكان بحسم المعركة في الميدان

مع اكتمال الشهر الأول من حرب السودان ودخول الشهر الثاني تفيد التقارير الواردة من العاصمة الخرطوم بتحول المدينة إلى ما يشبه أرض أشباح، السير في طرقاتها مغامرة، لا سيما وسطها وفي الليل، ذلك مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل كبير داخل العاصمة، حيث أصبح من المعتاد للسكان سماع أصوات القصف المدوي مع حلول الظلام.
وأعلنت الأمم المتحدة أنها تقدر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار حجم المساعدات التي يحتاج إليها السودان في المجال الإنساني وللاجئين، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في ذلك البلد، متوقعةً أن يبلغ عدد الفارين من السودان مليون لاجئ هذا العام.
وفي مراجعة لخطتها من أجل السودان، قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 2،6 مليار دولار - مقابل 1،75 مليار دولار في تقديرات ديسمبر (كانون الأول) الماضي. واشارت إلى حاجتها إلى 470،4 مليون دولار إضافية للاجئين الذين فروا من البلاد.

استمرار المعارك

ووسط استمرار المعارك بين الطرفين منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، أعلن الجيش السوداني، مساء أمس الثلاثاء، اندلاع اشتباكات مع قوات الدعم السريع في "شمال بحري ووسط العاصمة الخرطوم".

وقال في بيان، إنه وجه ضربات مركزة على عدد من أماكن تمركزات هذه القوات "نتج عنها خسائر كبيرة في القوات والأسلحة والمركبات". وأضاف أن الجيش ألقى القبض على 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في شمال أم درمان أثناء فرارهم من اشتباكات شمال بحري عبر نهر النيل.

وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع "ما زالت مستمرة في ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات من قصف عشوائي للمناطق السكنية في وسط الخرطوم وبحري، ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتخريب مرافق الخدمات، حيث قامت بنهب أموال وسيارات حكومية من مكتب كهرباء أبو حليمة بشمال بحري".

في المقابل اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بشن هجوم على مواقعها في شمال الخرطوم بحري.

وقالت في بيان، إن قوات الجيش حاولت، فجر الثلاثاء، مباغتة "ارتكازات قواتنا في منطقة شمال بحري حيث تصدت عناصرنا لها وطاردتها حتى نقطة انطلاقها"، وفق تعبيرها. وأضافت أنها "استولت على معسكر السواقة وعدد من معسكرات شمال بحري واعتقلت أكثر من 700 جندي".

وفي وقت سابق، نقل مراسل وكالة "رويترز" عن المواطنين سماع أصوات قصف عنيف أثناء الليل في أجزاء من مدينتي بحري وأم درمان المجاورتين للخرطوم، فيما ذكرت قناة العربية أن الاشتباكات اندلعت عنيفة في أحياء أركويت والمعمورة شرق الخرطوم وجبرة جنوب العاصمة.

وقال سكان في الخرطوم إن الضربات الجوية والقصف المدفعي تصاعدا بشدة في العاصمة اليوم الثلاثاء، وذكر شهود أنهم سمعوا أصوات ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، مع انتشار فيديوهات لحرائق في مناطق مختلفة كأسواق ومصانع، ومحطة الأقمار الصناعية بمنطقة الشقيلاب جنوب الخرطوم.

ويسعى الجيش إلى طرد قوات الدعم السريع من الخرطوم، مستخدماً الضربات الجوية، في الوقت الذي تتغلغل فيه عناصر الدعم داخل الأحياء السكنية، بعد أن احتلت عديداً من المساكن التي فر أهلها جراء تصاعد القتال منذ بدء الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

محادثات وقصف مستمر

على رغم محادثات وقف النار التي انطلقت في مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي، والتي انتقلت لمرحلة ثانية الأحد، فإن العنف لم يتوقف في العاصمة السودانية.

تركز المحادثات بشكل أساسي على الجانب الإنساني، وأسفرت يوم الخميس الماضي عن اتفاق مبدئي للتهدئة بهدف السماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين.

واستأنف الطرفان الأحد المحادثات بغية تنفيذ البنود التي اتفق عليها، وإرساء وقف قصير لإطلاق النار كمرحلة أولية، فيما أوضح مسؤولون سعوديون وأميركيون سابقاً أن جولات أخرى ستعقد لاحقاً، من أجل إرساء هدنة طويلة الأمد، تليها كذلك مفاوضات لاحقة قد تجمع القوى المدنية إلى جانب القوات العسكرية، من أجل التوصل إلى حل يعيد البلاد إلى الطريق الديمقراطي.

غير أن الطريق يبدو صعباً وغير ممهد مع تمسك كل طرف بمواقفه بمظنة تحقيق نصر لصالحه، وهو ما يرى المراقبون أنه يقف عائقاً أمام الوصول إلى حل عاجل، وأن المطلوب تغيير طريقة التفكير والتزام الطرفين ما يتم التوقيع عليه من بنود الاتفاق.

ويفترض أن تقود جولة ثانية من التفاوض بالتركيز على الجانب الإنساني إلى السماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات، لكن الجانبين لم يتفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية في شأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات.

اختباء ورحلة معقدة لخارج العاصمة

الآن يعيش سكان الخرطوم ممن تبقوا بالمدينة ولم يغادروها مختبئين في منازلهم في انتظار وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي تطاول حتى المستشفيات والمنازل.

ووصل الأمر إلى دفن جثث الضحايا ممن يصابون بالقاذفات أو الرصاص داخل منازلهم، في داخل حرم البيوت، في ظل تعثر الوصول إلى المقابر العامة.

وفي ظل محاولات الخروج من العاصمة إلى الولايات أو خارج البلاد إلى مصر وإثيوبيا وجنوب السودان، فإن هذه الرحلة تبدو عسيرة، فقد تحدث سكان عن عمليات نهب واعتداء تحدث في الطرق البرية خارج العاصمة، بخاصة في مناطق جنوب الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، حيث يجرد البعض من سياراتهم وأمتعتهم.

وتتهم قوات الدعم السريع بممارسة السرقة والعنف، غير أن قائدهم محمد حمدان حميدتي أكد - في تسجيل صوتي مساء السبت، نفى فيه أخبار مقتله التي ترددت في الوسائط - أن من يقومون بهذه الأعمال الإجرامية هم لصوص وخارجون عن القانون.

رحلة الخروج نفسها بالتنقل داخل الأحياء لا سيما وسط العاصمة، تظل معقدة، فالأحياء القديمة من المدينة ووسطها ومناطق استراتيجية باتت محتلة بالعسكريين وتخلو من المارة المدنيين، وأظهر فيديو على الوسائط أمس الإثنين، سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة السوق العربية بوسط الخرطوم، التي لا تبعد سوى كيلومتر عن القصر الجمهوري الذي بات شبه خاوٍ بعد أن تعرض للتخريب.

معاناة إنسانية وتهديد بالمجاعة

يكرر الخبراء والدبلوماسيون أن كلاً من الجنرالين مقتنع بأنه يستطيع حسم الأمر عسكرياً، وهو ما يجعل الوصول إلى نتيجة سريعة أمراً شبه مستحيل.

وفي الوقت الذي يتركز فيه القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان بخاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وأجبر الصراع نحو 200 ألف شخص على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان، مما فجر أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، إذ تخشى دول مجاورة من انتقال العنف إليها.

وتحذر منظمات دولية من خطر المجاعة إذا استمرت وتيرة العنف، بخاصة مع صعوبة إيصال المساعدات والأغذية والأدوية التي تتعرض للنهب، كما سبق أن أكدت الأمم المتحدة أن عدداً من الشاحنات سرقت وهي تغادر ميناء بورتسودان إلى داخل البلاد.

المزيد من متابعات