Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسالة أممية للبنانيين: "انتخبوا الرئيس المناسب"

فرنسا جمدت مبادرتها في العلن وغير صحيح أن السباق الرئاسي انحصر بين فرنجية وأزعور

البطريرك الراعي في أحد لقاءاته مع المبعوثة الأممية الخاصة إلى لبنان يوانا فرونتسكا (مكتب الإعلام في بعثة الأمم المتحدة في بيروت)

ملخص

الكلام عن حصر السباق الرئاسي بين فرنجية وأزعور غير صحيح، ومنسقة الأمم المتحدة في لبنان "عليكم أن تنتخبوا الرئيس الأنسب"

تراجعت مجدداً هبات التفاؤل باقتراب انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ولم تدم طويلاً الأجواء التي تحدثت عن أن السباق الرئاسي بات محصوراً بين مرشح الثنائي الشيعي ("حركة أمل" و"حزب الله")، وهو رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور، مرشح القوى المعارضة لفرنجية.

فإذا كان الثنائي لا يزال على موقفه في دعم مرشحه، وهو ما أكده رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الذي دعا الآخرين إلى التفاهم وقال "لدينا الحجج والبراهين والأدلة التي نتوسم فيها أن نقنع الآخرين إذا كانوا أهل منطق"، إلا أن النقاش داخل المعارضة لم يبلغ بعد مرحلة الحسم، وإن كانت الاتصالات الأخيرة قد قطعت شوطاً كبيراً في حصر لائحة الأسماء بثلاثة أو أربعة. وتؤكد أوساط نيابية في المعارضة أن الكلام على أن المعركة حسمت بين فرنجية وأزعور كلام إعلامي فقط، فيما يؤكد المقربون من فرنجية أن حظوظه لا تزال مرتفعة وأن المسألة باتت مسألة وقت. ويكشف مصدر رفيع في المعارضة لـ"اندبندنت عربية" عن أنهم لن يعلنوا عن الاسم الذي سينتخبونه إلا في صندوق الاقتراع داخل الجلسة، متهماً "حزب الله" وحلفاءه باعتماد "بروباغندا" حرق الأسماء التي تطرحها المعارضة مقابل ثبات مرشحهم، متسائلاً "لماذا يحق للحزب أن يتمسك بمرشحه ولا يحق للمعارضة أن تفعل الأمر نفسه"؟ ويؤكد المطلعون على كواليس الاستحقاق الرئاسي أن محاولة إعطاء انطباع بأن فرنجية يتقدم في ظل تراجع وتشرذم المعارضة هو انطباع غير حقيقي، ولو كان ذلك صحيحاً لكان رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا إلى جلسة اليوم قبل الغد.

رهان الحزب على باسيل

يسعى "الثنائي الشيعي" إلى رفع عدد النواب المؤيدين لمرشحهم ليبلغ النصاب المطلوب للانتخاب وهو 65، وسط صعوبة تأمين نصاب الثلثين لانعقاد الجلسة، وتملك قوى المعارضة في المقابل نصاب التعطيل 43 نائباً، لكنها تحتاج أيضاً إلى مرشح يمكن أن يحصل على النصف زائداً واحداً. وعدد الداعمين لفرنجية لم يصل بعد إلى تلك النسبة باعتراف مؤيديه، وقد لا يتخطى الـ50 نائباً في أحسن أحواله، مما يدفع "حزب الله" إلى حتمية الاتفاق مع "التيار الوطني الحر"، لتوفير الدعم المسيحي لفرنجية، أو "اللقاء الديمقراطي" الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط. وإذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي سيحضر الجلسة ويؤمن نصاب الثلثين لا النصف زائداً واحداً، انطلاقاً مما أعلنه رئيس الحزب وليد جنبلاط في رفضه التصويت لمرشح تحدي، لكنه يستبعد في الوقت نفسه مرشح الثنائي ومرشح المعارضة الحالي النائب ميشال معوض. ويؤكد خيار الوسطية في اعتماد التصويت بالورقة البيضاء، إذا لم يقنعه مرشح المعارضة، في حين أن "التيار الوطني الحر" لا يزال على موقفه في رفض فرنجية، لكن من دون التقدم خطوة واحدة باتجاه المعارضة، ويرفض أي اسم يمكن أن يستفز "حزب الله"، وموقفه المستجد من أزعور، الذي سبق واعترض عليه الحزب، يصب في هذا الاتجاه. ويؤكد عضو كتلة "التيار الوطني الحر" النائب آلان عون لـ"اندبندنت عربية"، "أن التيار لم يحسم موقفه بعد"، كاشفاً عن أن كل ما يطرح حتى الآن لا يزال في إطار الأفكار غير المتفق عليها، لكنه لم يستبعد أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة في مطلع يونيو (حزيران). علماً أن بري ربط دعوته إلى الجلسة رقم 12 بموقف المعارضة وقال "لن أدعو إلى عقد جلسة من أجل إطلاق مزايدات، فليتفقوا على مرشح وأنا جاهز".

 ولم ينف "التيار الوطني الحر" لقاءً مرتقباً هذا الأسبوع بين رئيسه النائب جبران باسيل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، خصوصاً أن الرهان على التوصل إلى تقاطع حول اسم واحد بين التيار و"القوات اللبنانية" و"الكتائب" لم ينجح بعد، فيما يذهب المشككون إلى الاعتقاد أنه من الخطأ الاعتبار بأن باسيل أصبح بعيداً من "حزب الله"، فهو لا يزال مقتنعاً بحلف الأقليات، وعندما تحين لحظة الحقيقة سيؤمن النصاب مع الحزب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا رئيس في المدى القريب

في لقاءات بقيت بعيدة عن الإعلام عقدتها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، العائدة من الولايات المتحدة الأميركية بعد لقاءات مع ممثلي مجموعة الدول الخمس التي تلتقي من أجل لبنان، كشفت المسؤولة الأممية عن أن الوساطة الدولية والعربية لا تزال قائمة داخلياً وخارجياً من أجل الحث على انتخاب رئيس للجمهورية، لكن رسالتها كانت واضحة في أن المجتمع الدولي والعربي لا يمكن أن يضمن أي مساعدة مالية لبلد الأرز إذا لم يتم انتخاب الرئيس المناسب، وكررت القول أكثر من مرة لسائليها "أنتم بحاجة إلى انتخاب الرئيس المناسب The right president"، وعكست موقفاً دولياً وعربياً متشدداً في هذا الاتجاه. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ"اندبندنت عربية" عن أن الاشتباك الإقليمي الدولي حول لبنان لا يزال قائماً، والتوازن الدولي العربي سيساعد في تعزيز التوازن الداخلي القائم حالياً لرفض أي تسوية لا تكون لمصلحة لبنان. في المقابل لا تزال فرنسا تسعى إلى إنجاح ورقة فرنجية، على رغم تجميد مبادرتها في العلن إفساحاً في المجال كما قيل لاتفاق المعارضة على اسم بديل يمكن أن يحظى بموافقة "حزب الله". وفي هذا الإطار تأتي زيارة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي إلى باريس المتوقعة في بداية يونيو (حزيران)، في محاولة فرنسية جديدة للالتفاف على الاعتراض المسيحي القوي على فرنجية، لكن البطريرك، الذي سبق وعبر للسفيرة الفرنسية آن غريو عن امتعاضه من تخطي فرنسا لبكركي في طرح تسوية رئاسية تتعلق بالموقع الماروني الأول، لن يتخطى بدوره مواقف الكرسي الرسولي في الفاتيكان، الذي سبق واستغرب أمام زائريه الأسباب الكامنة وراء اتخاذ باريس طرفاً في الاستحقاق الرئاسي اللبناني ودعمها مرشحاً ضد الآخر. وتؤكد مصادر مطلعة على موقف الفاتيكان أن باريس كانت جمدت اندفاعتها التسووية بعد اتصال تلقته وزارة الخارجية الفرنسية من دوائر الفاتيكان. والمعلوم أن الكرسي الرسولي معني بإنقاذ هوية الجمهورية اللبنانية التاريخية، ويتطلع إلى رئيس يحمل مشروعاً إنقاذياً أخلاقياً متكاملاً، وتقول المصادر إن همَّ الفاتيكان وطني، من باب أن المسيحيين مواطنون وليسوا رعايا في مربع طوائف، ويجب أن يكونوا رواداً في الخير العام، لا منتمين إلى محاور أو أحلاف أقليات أو طالبي نفوذ.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي