Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الليرة ساحة المعركة الخفية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو

نتائج انتخابات الرئاسة التركية رفعت بقوة "علاوة الأخطار" على سندات الدين السيادي

الانتخابات التركية شهدت منافسة شرسة بين أردوغان وكليتشدار أوغلو (اندبندنت عربية)

ملخص

الحكومة التركية ستبذل كل ما تستطيع للحفاظ على عدم انخفاض سعر صرف الليرة حتى انتخابات الإعادة لكنها ربما تضطر إلى مزيد من التدخل لفترة أطول في حال التجديد لأردوغان
 

سجلت علاوة الأخطار على سندات الدين السيادي التركي ارتفاعاً بقوة مع بداية تعاملات الأسبوع أمس الإثنين، في أعقاب النتيجة غير الحاسمة لانتخابات الرئاسة، وتقدم الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان على مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، لكن يبقى لسعر صرف العملة المحلية كلمة السر في جولة الإعادة.

وارتفعت شهادات الضمان لسندات الدين التركي في حال التخلف عن السداد (CDS) لمدة خمس سنوات بمقدار 100 نقطة أساس (واحد في المئة) لتصل إلى 6.07 في المئة، في أعلى ارتفاع خلال يوم واحد منذ مارس (آذار) 2021.

وحذر المستثمرون من تغيرات متزايدة في سوق السندات، كما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن المتخصص في الأسواق التركية بشركة "كيه أن جي سيكيوريتيز" كاغري كوتمان "الكل الآن في وضع الانتظار، فلا أحد يعرف كيف سيكون رد فعل السوق". وأضاف "إذا ظل أردوغان في السلطة فسنرى شهادات التأمين على الدين ترتفع علاوتها إلى 7.5 في المئة وربما أكثر من ذلك".

كانت الأسواق التركية عامة شهدت ارتفاعاً قبل التصويت الأحد مع إظهار استطلاعات الرأي تقدم مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو، الذي وعد في حال فوزه بإجراء إصلاحات جذرية في الاقتصاد لجذب رأس المال الأجنبي، لكن مع فتح الأسواق لتعامل أول أيام الأسبوع الإثنين كان واضحاً أن أردوغان متقدم في النتائج، وأن هناك إعادة انتخابات بعد أسبوعين بينهما.

توقعات بالأسوأ

شهدت سوق سندات الدين السيادي التركي عمليات بيع مكثفة الإثنين مع تقدم أردوغان وإعلان الإعادة بينه وبين كليتشدار أوغلو، 28 مايو (أيار) الجاري. وارتفع العائد على السندات متوسطة الأجل لمدة 10 سنوات المقيمة بالدولار إلى 9.25 في المئة، بزيادة بما يقارب نقطة مئوية كاملة (0.97 في المئة) عن تعاملات الجمعة الماضي. وهذه أعلى نسبة للعائد على السندات منذ مارس، إذ إنه من المعروف أن ارتفاع نسبة العائد يكون مع انخفاض قيمة سند الدين.

وعلى رغم ذلك فإن سعر صرف الليرة التركية لم ينخفض إلا قليلاً مع تدخل البنوك التركية بطرح دولارات في السوق لدعم العملة المحلية. وانخفضت قيمة الليرة في تعاملات الإثنين 0.2 في المئة ليصل سعر الصرف إلى 19.66 ليرة للدولار الواحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول تيموثي آش من شركة "بلو باي أسيت مانجمنت" إن الحكومة التركية ستبذل كل ما تستطيع للحفاظ على عدم انخفاض سعر صرف الليرة حتى انتخابات الإعادة، لكنها ربما تضطر إلى مزيد من التدخل لفترة أطول. ويضيف "سيكون سعر صرف الليرة هو ساحة المعركة، وإذا فاز أردوغان في الجولة الثانية فسنعود مرة أخرة لأزمة ميزان المدفوعات، فنحن نعرف القصة، أردوغان لا يريد رفع سعر الفائدة، وهناك طلب كبير على الدولار في تركيا ولا يوجد احتياطي كاف".

وأدى العجز الكبير في الحساب الجاري ونقص احتياطات العملة الأجنبية إلى معاناة المستوردين في توفير الدولار، كما أن المواطنين يسعون إلى شراء العملات الأجنبية تحوطاً من احتمال تدهور سعر صرف العملة المحلية، وهو ما يزيد الضغط على الليرة إلى جانب معدلات التضخم المرتفعة أيضاً.

تيموثي أشار إلى أنه إذا فاز كمال كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية فإن سعر صرف العملة المحلية سيتدهور أيضاً ليصل ربما إلى 25 ليرة مقابل الدولار، وذلك بسبب الطلب على العملة الخضراء، بينما إذا فاز أردوغان فيتوقع أن يهوي سعر الصرف بسرعة ليصل إلى ما بين 25 و30 للدولار.

رفع الفائدة

مذكرة لمحللين من بنك "يو بي أس" يرون أنه في حال استمرار الحكومة في دعمها سعر صرف الليرة سيكون البنك المركزي التركي مضطراً إلى رفع سعر الفائدة، للحيلولة دون "تحول الودائع بشكل هائل إلى دولارية فقط".

وخلال تعاملات الإثنين أيضاً، ومع تقدم أردوغان في الأصوات، انخفض المؤشر الرئيس ببورصة إسطنبول بنسبة 6.4 في المئة. وكان المؤشر أنهى العام الماضي 2022 على ارتفاع، لكنه فقد منذ بداية هذا العام 15 في المئة من قيمته.

وينتظر المستثمرون والمتعاملون في السوق التركية أي مؤشرات على احتمال تغيير السياسة الاقتصادية إذا فاز أردوغان في جولة الإعادة، إلا أن المحللين لا يرون أي احتمال للتغيير، إذ لم يشر الرئيس المنتهية ولايته خلال حملته الانتخابية إلى أي تحول متوقع.