Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أول لقاء منذ أزمة المنطاد... واشنطن وبكين تستأنفان التواصل بمباحثات "صريحة"

وانغ يي وسوليفان عقدا محادثات جوهرية في شأن قضايا أساسية شملت الحرب في أوكرانيا وتايوان

كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي (أ ف ب)

ملخص

وانغ يي عرض بوضوح الموقف الصيني الرسمي في ما يتعلق بقضية تايوان، والجانبان اتفقا على مواصلة الإفادة الجيدة من قناة التواصل الاستراتيجية.

عقد مسؤولان كبيران في كل من الولايات المتحدة والصين مباحثات "صريحة" في فيينا كانت الأولى على هذا المستوى منذ أسابيع، وتأتي في خضم توتر متزايد بين القوتين على خلفية قضايا عدة أبرزها تايوان.

وأعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التقى كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي في العاصمة النمسوية، الأربعاء والخميس، في سياق لا يزال متوتراً بين بلدين يخوضان تنافساً دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً شاملاً.

وجاء في البيان أن "الجانبين عقدا محادثات صريحة وجوهرية وبناءة في شأن قضايا أساسية" شملت الحرب في أوكرانيا، و"المسائل عبر المضيق" في إشارة إلى تايوان التي صعدت بكين لهجتها حيالها في الآونة الأخيرة.

من جهتها، أشارت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى أن "وانغ يي عرض بوضوح الموقف الصيني الرسمي في ما يتعلق بقضية تايوان"، مضيفة أن الطرفين "اتفقا على مواصلة الإفادة الجيدة من قناة التواصل الاستراتيجية هذه".

خطوة إيجابية

وقال مسؤول أميركي للصحافيين، إن مجرد عقد اللقاء هو خطوة إيجابية.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه أن الهدف كان "محاولة إيجاد مسائل تتقاطع عندها مصالح" الطرفين، مؤكداً أنه بالنسبة لواشنطن "ليس سراً أن إبقاء قنوات التواصل (مفتوحة) مهم خصوصاً في أزمنة التوتر، ومن المهم إدارة التنافس". ولفت إلى أن الطرفين متفقان على ذلك.

وتشهد العلاقات بين القوتين الكبيرتين تجاذباً في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ضمن صراع نفوذ يشمل أنحاء مختلفة من العالم، خصوصاً في منطقة المحيط الهادئ.

وفي الأشهر الماضية، أضيف ملف الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى مسائل التباين المفتوحة بين البلدين.

العلاقات الروسية- الصينية

ورغم أن الصين أبقت على موقف محايد رسمياً في الحرب التي بدأت أواخر فبراير (شباط) 2022، إلا أن علاقتها بروسيا شهدت تقارباً في الفترة الماضية، وزار رئيسها شي جينبينغ موسكو حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مارس (آذار) الماضي.

وأثار هذا التقارب قلق الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، وفي مقدمها الولايات المتحدة، من أن تقدم الصين دعماً عسكرياً لروسيا في هذه الحرب. وحذر الأميركيون الصين من خطوة كهذه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما تبدي واشنطن قلقها الدائم في شأن تايوان، الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ ويفصلها مضيق فقط عن الصين.

قضية تايوان

وتعد الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد إعادتها إلى كنفها، بالقوة إذا لزم الأمر، ويثير حفيظتها أي تواصل دبلوماسي بين مسؤولين من الجزيرة وسياسيين غربيين وأجانب.

وصعدت الصين في الفترة الأخيرة لهجتها السياسية والعسكرية حيال تايوان. وأجرت في أبريل (نيسان) مناورات عسكرية لثلاثة أيام في محيط الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، شملت محاكاة فرض "تطويق كامل" لها.

وأثارت المناورات تنديد واشنطن التي دعت إلى "ضبط النفس"، لكنها أرسلت في الوقت عينه مدمرة إلى المياه التي تطالب بكين بالسيادة عليها.

وأتت المناورات الصينية احتجاجاً على لقاء جمع في ولاية كاليفورنيا رئيسة تايوان تساي إنغ-وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.

المحيط الهادئ

من جهتها، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز حضورها في جنوب المحيط الهادئ، من خلال حضور عسكري مباشر أو عبر شراكات مع دول إقليمية مثل "مجموعة كواد" التي تضم اليابان والهند وأستراليا، أو تعزيز التعاون مع دول أخرى مثل الفيليبين.

وندد شي في مارس بحملة غربية تقودها الولايات المتحدة هدفها "تطويق" بلاده و"احتوائها وقمعها"، في اتهام نفته واشنطن.

وسيعيد اجتماع فيينا إحياء التكهنات في شأن احتمال عقد لقاء قريب بينه وبين نظيره الأميركي جو بايدن.

ورداً على سؤال في هذا الشأن، قال بايدن، الأربعاء، "هناك تقدم. وسينجح الأمر".

أزمة المناطيد

وتأتي استعادة الاتصالات الرفيعة بين واشنطن وبكين بعد أسابيع من الانقطاع، خصوصاً في أعقاب أزمة المناطيد.

وتصاعد التوتر بين البلدين في فبراير بعد رصد تحليق مناطيد صينية فوق الأراضي الأميركية، الأمر الذي وصفته واشنطن بعملية تجسس.

ونفت بكين ذلك، وقالت إن المنطاد مخصص للاستخدام المدني وهدفه جمع بيانات حول الأرصاد الجوية، لكنه انحرف عن مساره بسبب الطقس وانتهى به المطاف فوق الأراضي الأميركية.

وألغى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة إلى الصين في اللحظة الأخيرة، بينما أسقط الجيش الأميركي المنطاد في 4 فبراير. إلا أن بلينكن التقى وانغ يي في الشهر ذاته على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات