Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 كيف ستبدو الحرب بين أميركا والصين؟

يرى مراقبون أنه لا يمكن احتواء حرب تشارك فيها واشنطن وبكين بسهولة فكلاهما لن يقبل الهزيمة

تعتقد الصين أن الولايات المتحدة والغرب يريدون منع صعودها (رويترز)

بعد أن كشفت واشنطن عن ثلاث قضايا جنائية تتعلق بتورط عملاء صينيين في عمليات تجسس وتدخل في النظام القضائي الأميركي، تبدو حلقة التوترات بين أميركا والصين في تصاعد مطرد، بخاصة بعدما رفض الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه أمام الحزب الشيوعي استبعاد استخدام القوة ضد تايوان، فيما بدا رداً واضحاً على تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستدافع عن تايبيه إذا تعرضت لهجوم صيني.

والآن، بعدما أصبح بينغ أقوى زعيم صيني منذ ماو تسي تونغ، ليس مستبعداً مع أي توتر أن يندلع صراع عسكري حول تايوان، أو بسبب النزاعات في بحر الصين الشرقي أو الجنوبي، فما الذي يمكن أن تبدو عليه هذه الحرب؟ وهل يمكن أن تمتد خارج نطاق شرق آسيا، وتصل إلى قلب الأراضي الأميركية الرئيسة؟ وما تداعياتها المحتملة على العالم؟

أقوى زعيم

خرج الرئيس الصيني من اجتماع الحزب قبل أيام قليلة، باعتباره أقوى زعيم للبلاد منذ ماو تسي تونغ، بعدما تمكن من تجديد رئاسته لدورة ثالثة في الحكم، والتخلص من كل منافس في دائرته الضيقة داخل اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب، وبات حراً في أن يفعل ما يريده من دون مقاومة، ليس هذا فحسب، بل إنه في معرض رفضه استبعاد استخدام القوة ضد تايوان، طمأن الشعب الصيني بعدم القلق نظراً للإصلاحات الجريئة التي اتخذتها بلاده في تحسين الدفاع الوطني والقوات المسلحة، وإعادة هيكلة القيادة العسكرية وأنظمة القيادة.

ويفسر مراقبون ذلك بأن إمكانية الحرب لإعادة توحيد الصين تزداد اقتراباً عما كانت من قبل وبخاصة بعدما أصبح إعادة التوحيد السلمي أمراً مستبعداً للغاية، ليس فقط على مستوى القيادات السياسية إنما أيضاً على المستوى الشعبي، إذ عرف 68 في المئة من شعب الجزيرة أنفسهم على أنهم تايوانيون وليسوا صينيين، كما عبر أكثر من 95 في المئة منهم عن رغبتهم في الحفاظ على السيادة الفعلية للجزيرة أو إعلان الاستقلال.

تحول أميركي

وما يزيد من احتمالات الحرب أن واشنطن التي ظلت تنتهج سياسة "الغموض الاستراتيجي" حيال تايوان على مدى عقود من خلال رفض الالتزام رسمياً بالدفاع عن الجزيرة، باتت تتراجع بشكل متزايد عن هذه السياسة، إذ صرح الرئيس بايدن أربع مرات منذ وصوله إلى البيت الأبيض أن أميركا ستدافع عن تايوان إذا تعرضت لهجوم، في محاولة لردع بكين عن خططها المحتملة.

كما يبدو أن المشاعر السائدة في مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، تعمل بقوة لصالح دعم تايوان عسكرياً، رغم استمرار الخلاف بين صانعي السياسة في واشنطن حول ما إذا كان يجب الانتقال إلى سياسة "الوضوح الاستراتيجي"، وليس تجنب التدخل العسكري.

ويشعر المحللون والمسؤولون في واشنطن بالقلق إزاء التوترات المتفاقمة بين الولايات المتحدة والصين، والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها العالم من قوتين عظميين تتصادمان بدلاً من التعاون، ورغم أن المسؤولين الصينيين والأميركيين يعلنون أنهم لا يسعون إلى حرب باردة، إلا أنها بدأت بالفعل، وأصبح السؤال الذي يردده كثيرون هو ما إذا كان بالإمكان تجنب كل من الولايات المتحدة والصين بدء حرب ساخنة. 

نذر الحرب

ومع ذلك لا تبشر المقدمات بخير، إذ تعتقد الصين أن الولايات المتحدة والغرب يريدون منع صعودها، وأعلن الرئيس شي جين بينغ في يوليو (تموز) 2020 أن أولئك الذين يقفون في طريق صعود الصين ستضرب رؤوسهم بالدماء في سور الصين العظيم، وتنتج بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني السفن بمعدل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

وتصدر بكين تهديدات ضد تايوان وترسل طائراتها إلى المنطقة الفاصلة بينهما، كما تهدد الدول المجاورة الأخرى، فيما حذر كبار مسؤولي البنتاغون من أن الصين قد تبدأ نزاعاً عسكرياً في مضيق تايوان أو غيره من النقاط الساخنة الجيوسياسية بالمنطقة في وقت ما من هذا العقد، فيما يقدر آخرون أن هذا الهجوم قد يحدث عام 2025.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل تزيد الولايات المتحدة من ضغوطها على الصين، واتخذت إجراءات عديدة لمنع حصولها على تكنولوجيا الرقائق الإلكترونية الدقيقة وأشباه الموصلات اللازمة لصناعة عديد من الأجهزة التكنولوجية والأسلحة المتطورة، وحافظت على حربها التجارية التي بدأها الرئيس السابق دونالد ترمب، وحثت أوروبا على الاصطفاف في مواجهة الصين، باعتبارها خصماً استراتيجياً، وهو ما استجاب له الاتحاد الأوروبي في اجتماع قادته الأخير.

ومن الناحية العسكرية أبرمت واشنطن معاهدات أمنية مع اليابان والفيليبين، يقول مسؤولون إنها تشمل الجزر المتنازع عليها مع الصين، وعززت من وجودها العسكري في شرق آسيا بينما تعمل على تحسين دفاعات تايوان العسكرية.

دوافع الصين

لكن الولايات المتحدة تخشى ألا تكفي جهودها لردع القيادة الصينية عن اتخاذ قرارات صعبة بالحرب في مرحلة ما، بسبب أهداف الصين الجيوسياسية التي وصفها الخبيران في معهد أميركان إنتربرايز مايكل بيكلي وهال براندز، بأنها تتمثل في أن تكون القوة المهيمنة في شرق آسيا كنقطة انطلاق إلى قوة عالمية، وتعزيز سيطرة الصين على الأراضي والممرات المائية المهمة التي فقدتها البلاد خلال ما يوصف بـ"قرن الذل" (1839-1949)، عندما مزقت القوى الإمبريالية الصين.

وتشمل هذه المناطق هونغ كونغ وتايوان وأجزاء من الأراضي المتنازع عليها مع الهند، ونحو 80 في المئة من بحر الصين الشرقي والجنوبي الذي يمثل أهمية حيوية لتجارتها العالمية. 

وما يزيد من المخاوف الأميركية أن السجل التاريخي لجمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949 يشير إلى أنها عندما تواجه تهديداً متزايداً لمصالحها الجيوسياسية أو تشعر بأنها مهددة بفقدان أراضيها، فإنها لا تنتظر حتى تتعرض للهجوم، بل تطلق النار أولاً للحصول على ميزة المفاجأة وإخافة الآخرين ونادراً ما تعطي تحذيراً مسبقاً أو تنتظر لامتصاص الضربة الأولية.

حدث هذا في الحرب الكورية خلال الخمسينيات، وفي عام 1962 مع الهند فوق جبال الهيمالايا، وفي الاشتباكات مع فيتنام عام 1979، وكذلك مع الاتحاد السوفياتي حينما نصبت كميناً للقوات السوفياتية على طول نهر أوسوري، ما أطلق صراعاً غير معلن استمر سبعة أشهر وخاطر بحرب نووية. 

النقاط الساخنة

والآن بعدما أنفق الحزب الشيوعي الصيني ثلاثة تريليونات دولار على مدى العقود الثلاثة الماضية لبناء جيش مصمم لمواجهة خصوم الصين وإضعاف القوة الأميركية، تنظر بكين إلى عدد من النقاط الساخنة في غرب المحيط الهادئ، التي تعد حيوية بشكل خاص بالنسبة إليها، إذ تمثل تايوان موقعاً لحكومة صينية ديمقراطية منافسة في قلب آسيا ولها صلات قوية بواشنطن.

ويعد بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي حيث تمر معظم تجارة الصين نقطة أخرى مهمة، بينما يتحالف أعداء الصين الأساسيون في المنطقة وهم اليابان وتايوان والفيليبين مع الولايات المتحدة، وتمنع أراضيهم وصول بكين إلى المياه العميقة في المحيط الهادئ.

بالنسبة إلى تايوان تحتفظ الصين بخيارات عسكرية قابلة للتطبيق، لأن صواريخها يمكن أن تعطل القوات الجوية التايوانية والقواعد الأميركية في أوكيناوا عبر هجوم مفاجئ، مما يمهد الطريق لغزو ناجح.

لكن تايوان والولايات المتحدة تدركان الآن التهديد، وتخطط واشنطن لتقوية وتوزيع قواتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول أوائل العقد الثالث من القرن الحالي، بينما تنتهج تايوان وفقاً لجدول زمني مماثل استراتيجية دفاعية من شأنها أن تستخدم قدرات وفيرة مثل الصواريخ المضادة للسفن والدفاعات الجوية المتنقلة لجعل غزو الجزيرة صعباً للغاية.

أميركا في خطر

ويعني هذا أن الصين ستتاح لها أفضل فرصة من الآن وحتى نهاية العقد لتنفيذ الهجوم، إذ ما زال الميزان العسكري بشكل موقت لصالح بكين من منتصف وحتى أواخر العقد الحالي، عندما يتعين على عديد من السفن والغواصات والطائرات الأميركية القديمة التقاعد، وهذا هو الوقت الذي ستكون فيه أميركا في خطر، كما يقول المسؤول السابق في البنتاغون ديفيد أوشمانك، الذي حذر من هزيمة مدمرة لأميركا في صراع شديد الحدة إذا هاجمت الصين، إذ ستواجه واشنطن خياراً بين تصعيد الحرب أو رؤية تايوان تحت السيطرة العسكرية الصينية.

ويظهر مزيد من هذه المعضلات في بحر الصين الشرقي حيث أمضت الصين سنوات في بناء أسطول، وتميل القوة البحرية في الوقت الحالي لصالح بكين في هذه المنطقة حيث ترسل بانتظام سفن خفر السواحل المسلحة إلى المياه المحيطة بجزر سنكاكو المتنازع عليها لإضعاف سيطرة اليابان هناك.
 
لكن طوكيو لديها خطط لاستعادة الميزة الاستراتيجية بعدما حولت السفن البرمائية إلى حاملات طائرات تحمل مقاتلات شبحية مسلحة بصواريخ طويلة المدى مضادة للسفن، كما أنها تستخدم الجغرافيا لصالحها من خلال تعزيز وجود قاذفات الصواريخ والغواصات على طول جزر ريوكيو التي تمتد على طول بحر الصين الشرقي.

حروب صغيرة تتسع

وعلى مدى سنوات تكهن الاستراتيجيون الصينيون بحرب قصيرة وحادة من شأنها إهانة اليابان وتمزيق تحالفها مع واشنطن، وتكون بمثابة درس مهم للدول الأخرى في المنطقة، إذ يمكن لبكين أن تقوم بعملية إنزال للقوات الخاصة بالمظلات في سنكاكو، وتعلن منطقة حظر بحرية كبيرة فيها، وتدعم هذا الإعلان بنشر السفن والغواصات والطائرات الحربية وطائرات الدرون، ودعمها جميعاً بمئات الصواريخ الباليستية المسلحة تقليدياً كي تستهدف القوات اليابانية وحتى الأهداف داخل اليابان، عندها سيكون على طوكيو إما قبول الأمر الواقع الصيني أو شن عملية عسكرية صعبة ودموية لاستعادة الجزر.

 

وسيتعين على أميركا أيضاً الاختيار بين الانسحاب، أو الوفاء بالتعهدات التي قطعتها في 2014 و2021 لمساعدة اليابان في الدفاع عن سنكاكو، لكن انسحاب أميركا من شأنه أن يؤدي إلى تدمير صدقيتها، بينما تشير نظم المحاكاة لمعركة هناك، التي تجريها مراكز أبحاث بارزة إلى أن المقاومة يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد سريع يؤدي إلى حرب إقليمية كبرى.

وفي بحر الصين الجنوبي تتزايد استعدادات الدول الصغيرة لمقاومة هجمات محتملة من الصين، إذ تقوم فيتنام بتخزين الصواريخ المحمولة والغواصات والطائرات المقاتلة والسفن البحرية التي يمكن أن تجعل العمليات على بعد 200 ميل من ساحلها صعبة للغاية على القوات الصينية، في حين تعمل إندونيسيا على تكثيف الإنفاق الدفاعي لشراء عشرات المقاتلات والسفن السطحية والغواصات المزودة بصواريخ مضادة للسفن، وحتى الفيليبين التي كانت تتودد إلى بكين، زادت من الدوريات الجوية والبحرية، وأجرت تدريبات عسكرية مع الولايات المتحدة، وتخطط لشراء صواريخ كروز من الهند، بينما يقوم تحالف هائل من الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بإجراء مناورات لضمان حرية الملاحة في مواجهة مطالب الصين الإقليمية. 

لكن من منظور بكين قد تبدو الظروف مواتية للحظة تأكيد ما تعتبره حقها في بحر الصين الجنوبي رغم الطعن الذي قدمته مانيلا عام 2016 في مطالبات الصين بشأن بحر الصين الجنوبي أمام محكمة التحكيم الدائمة، وفازت بحكم لصالحها.

وقد تعمد بكين إلى تحذير دول جنوب شرق آسيا الأخرى من كلفة إغضابها من خلال طرد القوات الفيليبينية من مواقعها في بحر الصين الجنوبي، وهنا سيكون أمام واشنطن عدد قليل من الخيارات الجيدة، إذ يمكنها الانسحاب والسماح للصين بفرض إرادتها على بحر الصين الجنوبي والدول المحيطة بها، أو قد تخاطر بحرب أكبر بكثير للدفاع عن حلفائها.
 
العشرينيات الرهيبة
 
إذا اندلع الصراع خلال فترة العشرينيات الحالية التي تستشعر فيها بكين مصادر قوتها، فلا ينبغي للمسؤولين الأميركيين التفاؤل بشأن الكيفية التي سينتهي بها الصراع، فقد يتطلب كبح أو عكس مسار الهجوم الصيني في غرب المحيط الهادئ استخداماً مكثفاً للقوة، ولن يرغب الصينيون في الهزيمة.
 
ومن الناحية التاريخية فإن الحروب الحديثة بين القوى العظمى عادة ما تطول، ما يشير إلى أن الحرب بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكون خطرة بشكل لا يصدق، إذ تقدم الدلائل كثيراً من الضغوط الشديدة للتصعيد والقليل من الوسائل المعقولة للخروج من الصراع، ورغم أن الجيش الصيني لا يزال غير مختبر إلى حد كبير منذ السبعينيات، إلا أن واشنطن لا ينبغي أن تختبره لأن الحرب بين أميركا والصين ستكون كارثة يجب تجنبها، كما يقول دوغ باندو الخبير في معهد كاتو والمساعد الخاص السابق للرئيس الأميركي رونالد ريغان.
ويحذر باندو من أن الجغرافيا السياسية تعمل لصالح بكين من حيث اهتمامها أكثر بالقضايا الإقليمية، وقربها الجغرافي من المناطق الساخنة بينما تبعد الولايات المتحدة آلاف الأميال، فضلاً عن الأبعاد القومية والعاطفية التي يؤيدها الصينيون قادة وشعباً، كما أن الخطاب الأكثر صرامة الذي يقدمه الحلفاء الآسيويون لأميركا، لم يظهر أي التزام منهم بعمل عسكري، فيما اتخذ عديد من الدول الأوروبية موقفاً سلبياً بشكل متزايد تجاه الصين.
وقد تكون مشاركتها في حرب المحيط الهادئ غير مرجحة، حتى فرنسا وبريطانيا العظمى اللتان تمتلكان أكبر قوة عسكرية في أوروبا غير مهيأتين للعب دور مهم في صراع المحيط الهادئ، رغم استعدادهم مع حلفاء أميركا الآخرين لفرض عقوبات اقتصادية والتعاون في الحرب الإلكترونية وممارسة الضغط الدبلوماسي وتقديم الدعم اللوجستي.
 
أسوأ كارثة 

لا يمكن احتواء حرب تشارك فيها الولايات المتحدة والصين بسهولة، فقد حذر مايكل أوهانلون، الخبير في معهد بروكينغز أن بكين أو واشنطن لن يقبلا الهزيمة في مشاركة عسكرية محدودة، بل من المحتمل أن يتوسع الصراع ليشمل مناطق أخرى، وربما حتى يشمل تهديدات باستخدام الأسلحة النووية أو استخدامها الفعلي، إذ يصبح الصراع حرفياً أسوأ كارثة في تاريخ الحروب.

وستنتشر عواقب هذا الصراع على مستوى العالم، مع تأثير أكبر بكثير من الحرب الروسية - الأوكرانية، إذ يمكن تخيل تدمير الصناعة التايوانية بسبب القتال، وتأثير عقوبات الحلفاء ضد بكين وشركائها التجاريين، بينما ستدفع الدول الكبيرة والصغيرة إلى اختيار أحد جانبي الصراع الجانبين، وتتأثر التجارة في البحار والمحيطات.

هل أميركا في مأمن؟

وفي النهاية ستكون هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها محتملة، وفقاً لبعض برامج المحاكاة الأميركية التي أظهرت أن بكين قد تنتصر في صراع محدود قرب أراضيها، وفي أحسن الأحوال قد تظل الحرب غير محسومة بالتالي تستمر طويلاً، وستغرق منطقة المحيطين الهندي والهادئ في حرب واسعة طويلة الأمد يمكن أن تشمل هجمات مباشرة على الولايات المتحدة، بما في ذلك هاواي وربما الأراضي القارية للولايات المتحدة بين الساحل الشرقي والساحل الغربي الأميركي.

علاوة على ذلك، ستكون هذه أول حرب تقليدية كبرى بين القوى النووية، وقد تجد الحكومتان صعوبة في تجنب اللجوء إلى أسلحة الدمار الشامل في مثل هذا الصراع، لكن طبيعة ساحة المعركة ذاتها ستخاطر بالتصعيد، لأن استخدام الصين لقواعد البر الرئيس داخل أراضيها سيجبر الولايات المتحدة على استهدافها، وستكون أهداف الصين في المقابل الممتلكات والقواعد الأميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يضمن قتل المدنيين وتدميرهم، وستشعر كل من بكين وواشنطن بالضغط لمزيد من التصعيد، وهو ما لن يكون له نقطة توقف واضحة.

خطر الحرب النووية

قد يكون الخطر الأكبر هو اندلاع حرب نووية حال عدم تحمل أية حكومة صينية الخسارة، وإدراك واشنطن أن خسارتها ستدمر صدقية الولايات المتحدة كضامن عالمي لأمن الدول الأخرى، وهكذا يمكن أن تعتقد كلتا الحكومتين أن تجنب الهزيمة يستحق أية تضحيات وأية تكلفة. 

وحتى إذا انتصرت أميركا مع حلفائها، فإن النصر مهما كان شكله، من المرجح أن يكون موقتاً فقط، حيث من غير المرجح أن يقبل الشعب الصيني بهذه النتيجة، وتدفع الجغرافيا والقومية والمصلحة جمهورية الصين الشعبية المهزومة، مثل ألمانيا المهزومة بعد الحرب العالمية الأولى، إلى إعادة التنظيم وإعادة التسلح من أجل مباراة العودة في المستقبل.

ولهذا يرى كثير من الخبراء أنه لا ينبغي النظر إلى العمل العسكري على أنه أمر حتمي، ولا ينبغي للدول الليبرالية أن ترى الحرب مع الصين كحل لأنها ستؤدي إلى فشل كارثي ومأسوي، مما يستدعي تجنب الحرب في غياب الضرورة القصوى.

المزيد من تقارير