Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريان ماي وكيرميت الضفدع و"أتوميك كيتن" معا... يا للغرابة!

إذ تستعد كاتي بيري و"تايك ذات" لأداء خلال عطلة نهاية الأسبوع الواقع فيها تتويج تشارلز، تحيي كاتي روسينسكي التقاليد الفوضوية والمربكة لاجتماع مشاهير متباينين في شكل لا يصدق ليغنوا للعائلة المالكة

ليونيل ريتشي وبريان ماي ورود ستيوارت وكاتي بيري (غيتي/ اندبندنت)

ملخص

إذ تستعد كاتي بيري و"تايك ذات" لأداء خلال تتويج تشارلز، تحيي الكاتبة التقاليد الفوضوية والمربكة لاجتماع مشاهير متباينين على نحو لا يصدق ليغنوا للعائلة المالكة 

بريان ماي على سطح قصر باكنغهام، رافعاً القيثارة. توم جونز و"بلو" يغنيان معاً "يمكنك عدم خلع قبعتك". كيرميت الضفدع يحل ضيفاً. ختام جمع بول ماكارتني وأوزي أوزبورن و... "أتوميك كيتن" جميعاً على المسرح. كان هذا مجموعة منوعة من الأداءات التي جمعت في 3 يونيو (حزيران) 2002 في مقر الملكة إليزابيث الثانية الرسمي في لندن لإقامة "حفلة في القصر". أحيت هذه الحفلة الباذخة المتلفزة مرور 50 سنة على تولي الملكة العرش – وقدمت مخططاً لحفلات الأغنيات الشعبية الملكية في المستقبل.

ما هي الصيغة؟ مع بعض الأغنيات القديمة الذهبية (يقدم ماكارتني مزيجاً من أغنيات "البيتلز" وتصدح شيرلي باسي بأغنية رافقت أحد أفلام جيمس بوند) إلى جانب بعض الثوابت الشعبية المتينة والصديقة للأسرة والمشاركة غير المتوقعة الغريبة. منذ ذلك الحين، أصبحت هذه العروض أكثر انتقائية في شكل مذهل. في مراجعة "اندبندنت" الإيجابية عموماً لـ"حفلة اليوبيل البلاتيني في القصر" عام 2022 (حيث غنى رود ستيوارت "كارولين اللطيفة" وشقت "دايفرسيتي" طريقها رقصاً إلى تاريخ الموسيقى البريطانية)، أشاد مارك بومونت بالحدث باعتباره "واحداً من أكثر أنواع الترفيه العشوائي غرابة وإصراراً على الإطلاق". خلال عطلة نهاية الأسبوع الواقع فيها تتويج الملك تشارلز، سيتمثل واحداً من أكبر الأحداث في حفلة تضم أمثال كاتي بيري وليونيل ريتشي و"تايك ذات"، إضافة إلى شركة شكسبير الملكية ونيكوتي غاتوا، بطل مسلسل "دكتور هو" العتيد، الذي سيؤدي مقتطفات من أعمال شكسبير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يبدو أن هذه الحفلات المتلفزة الكبرى تواجه الآن مهمة ثقيلة تتمثل في عكس صورة البلاد في صورة موسيقية مصغرة، فتلخص فهماً للهوية الوطنية. هذا، بالطبع، مفهوم "منتشر جداً ومعقد إلى درجة يصعب معها تحديده"، كما تقول الدكتورة كيرستي فيركلاو، القارئة في دراسات الشاشات ونائبة الرئيس الموقتة لكلية الفنون الرقمية بجامعة مانشستر متروبوليتان – ليس أقله من ضمن حدود حفلة للموسيقى الشعبية مدتها ساعتان، لا يمكنها أن تعرض يوماً سوى "شريحة صغيرة من المنظومة البيئية الموسيقية في المملكة المتحدة".

بالطبع، ليست الأعمال، ربما، ما يستمع إليه متولي العرش بوتيرة كبيرة. تقول لورنا ديكنسون، المنتجة التنفيذية لـ"حفلة في القصر": "أعرف أن الموسيقى لم تكن بالضرورة مناسبة لذوق الملكة، لأنني أبلغت أنها قد تضع سدادتين أذنيتين خلال مشاهدتها الحفلة. وهذا جيد، لكنها كانت تعلم أن الحفلة كانت في الواقع مخصصة للبلاد. لم تكن مخصصة لها فقط" (لكن ديكنسون تلقت بالفعل "تأكيداً" على أن أفراداً آخرين في العائلة المالكة كانوا سيقدرون غناء أوزي لـ"قلق").

عملت ديكنسون من كثب مع السير مايكل بيت "التقدمي جداً"، المسؤول عن الدخل الملكي الخاص، على مجموعة من شأنها "الاحتفال بمرور 50 سنة على حكم الملكة". كان بيت هو الرجل الذي نسب إليه إقناع إليزابيث الثانية بفتح حديقتها الخلفية أمام 12 ألف مشجع كانوا قد فازوا بتذاكر الحفلة عبر اليانصيب. واحتشد مليون شخص آخر في أراضي القصر والحدائق الملكية لمشاهدة الحفلة على شاشات كبيرة، بينما تابعها 200 مليون مشاهد عبر التلفزيون في أنحاء العالم كله.

تعود أصول "تركيزنا على المشهد الوطني" كطريقة لبناء "الكينونة البريطانية" إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، على حد قول إيرين مورا، أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة تورنتو ومؤلفة الكتاب "الكينونة البريطانية والموسيقى الشعبية والهوية الوطنية: صنع بريطانيا الحديثة". كانت بريطانيا والدول الحليفة لها قد انتصرت في الحرب العالمية الثانية، لكن انهيار الإمبراطورية جعل مكانة البلاد على الساحة العالمية موضع تساؤل. ومع تراجع أثر بريطانيا الدولي، ضاعفت القوة الفنية "الناعمة". تشرح مورا قائلة "ما ترونه في الخمسينيات هو هذا الاهتمام الكبير بالثقافة"، إذ أعادت البلاد تسمية نفسها "أرض شكسبير"، في بداية "العصر الإليزابيثي الجديد".

بعد بضع سنوات في فجر الستينيات، تضيف فيركلاو، بدأ الموسيقيون في البحث عن التاريخ البريطاني – والعائلة المالكة – وإنشاء "علاقة تكافلية بين الموسيقى والثقافة الشعبية والملكية في المملكة المتحدة".

وتشرح قائلة "تلاعبت فرق مثل "الكينكس" أو "الهو" أو "الرولينغ ستونز" نوعاً ما بهذا الماضي الإمبراطوري – [كان] مادة لمظهرها وصوتها، بغرض السخرية منه ببعض الطرق، واحترامه وتبجيله بطرق أخرى".

لم يقتصر دور "البيتلز" على إعادة تخصيص الأزياء العسكرية العائدة إلى العصر الإدواردي لصالح الأغنية "سرجنت بيبرز لونلي هارتس كلوب باند" فحسب – بل كانت الفرقة، كما تقول مورا، "هدية كبيرة رائعة" لتشكيل بريطانيا أزياءها بنفسها. "لا يقتصر الأمر على أنها تتمتع بشعبية حقيقية في المملكة المتحدة، بل إن ما تفعله هو أيضاً تكرار لهذا النوع الإمبراطوري من السرد، لأنها تغزو الولايات المتحدة – إنه هذا الغزو البريطاني بالثقافة البريطانية".

ولأن الملكية "تتماشى في شكل وثيق مع هذه اللحظة [الثقافية] التالية للحرب"، تلاحظ مورا قائلة إن هذا العصر "لا يزال ينير محاولات إقامة حفلات شعبية معاصرة" احتفالاً بالعائلة المالكة. ومن هنا نشأت المساحة المنحوتة في كل مجموعة تقريباً يملؤها الحنين إلى الستينيات، ما حول رموزاً كانت مضادة للثقافة سابقاً إلى كنوز وطنية محبوبة. وتقول إن المملكة المتحدة هي "أمة لا يمكنها التوقف عن النظر إلى الوراء... إنها تتطلع إلى فنونها للتعبير عن ذلك التاريخ حتى تتمكن من إعادة تغليفه في العالم الحديث".

بالطبع، لا يتعلق كل شيء بالرمزية والاستعارة الوطنية. هناك اعتبارات عملية رئيسة عند إقامة حدث مباشر على نطاق واسع. وفي حين كان لليوبيل الذهبي الترف النسبي لأن يحظى بفترة إعداد واسعة، إذ قام فريق ديكنسون "بإرسال رسائل إلى الفنانين في أغسطس (آب) 2001" في شكل سري، لم تتوفر لدى منظمي حفل التتويج هذه الأسبقية (في أغسطس الماضي، تلاحظ قائلة "لم يكن أحد يعلم أن تتويج الملك سيحدث").

وتضيف ديكنسون: "يحدد التاريخ الأشخاص المتاحين والأشياء المتاحة ولا يمكن للمرء الالتفاف حقاً على ذلك، لأن نجوم الروك يخططون لجداول جولاتهم الزمنية قبل سنوات". عام 2002، رفض روبي ويليامز في حادثة شهيرة المشاركة في حفلة اليوبيل الذهبي ("لم يكن متوفراً في ذلك التاريخ"، وفق ما يوضح مقال مفيد على موقع "نيوزراوند" الخاص بشبكة "سي بي بي سي"، محفوظ في مستوعب رقمي، في مكان آخر يشير إلى ويليامز باسم "روبي مفسد البهجة").

قد تفرض معرفة الحجم الهائل من الإعداد الذي ينطوي عليه عمل كهذا على المنتقدين التوقف عندها، حتى لو لم تكن المجموعة مناسبة لأذواقكم، تعد هذه الأحداث إنجازاً تقنياً ولوجيستياً. كان لدى فريق ديكنسون، خلال عمله على "حفلة في القصر"، "16 كاميرا ونحو 30 عاملاً" (جميعهم كان عليهم الحصول على تصريح أمني كامل، عززت إجراءاته في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر).

قبل ذلك، كانت المسافة بين ماي (على السطح) وعازف الطبول الخاص بالملكة روجر تايلور (على المسرح) إشكالية تقريباً ("إذا فصلنا موسيقياً... يمكن أن يختل التناسق") وكاد التمرين على اللباس أن يفشل. في اليوم السابق على العرض، "بدأ دخان يتصاعد من سطح القصر. فجأة، خرج هؤلاء الأشخاص الأمنيون جميعاً من بين الشجيرات... بول ماكارتني، إريك كلابتون، وآخرون، نقلوا جميعاً إلى الجزء الخلفي من حدائق القصر بينما كنا ننتظر"، ما السبب؟ لم تكن الكابلات والأسلاك تحترق، كما كانت ديكنسون تخشى، بل "تسرب في مرحاض في العلية في الجزء العلوي من القصر – كان شخص ما قد ترك سخاناً مروحياً هناك لتجفيفه".

لكن بعد مرور أكثر من 20 سنة، هل ستظل الوصفة نفسها لحفلة أغنيات شعبية مثيرة للإعجاب ناجحة؟ حتى في الأشهر التي تلت "حفلة اليوبيل البلاتيني في القصر"، طرأ تحول في المزاج الوطني. تقول فيركلاو: "فقدان الملكة، وحقيقة أننا في أزمة على صعيد كلفة المعيشة – سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف ستعكس المناسبة بالفعل فهماً لأي هوية وطنية قد تكون في أعين [المنظمين]. "أعتقد أن الوقت صعب للغاية لإقامة حدث بهذا الحجم".

في وقت سابق من هذا الشهر، سأل استطلاع حديث أجرته شركة بحوث السوق "يوغوف" أكثر من ثلاثة آلاف شخص بالغ عن شعورهم تجاه احتفالات التتويج الوشيكة – قال 35 في المئة إنهم "لا يهتمون كثيراً"، في حين قال 29 في المئة إنهم "لا يهتمون على الإطلاق". مع عناوين الصحف التي تزعم أن كثراً من هاري ستايلز إلى "سبايس غيرلز" رفضوا المشاركة في الحفلة سيطرأ موقف صعب محتمل على صعيد العلاقات العامة – وإن كان موقفاً جعلته أكثر إثارة للاهتمام قليلاً قدرته المحتملة على تحديد النبرة الثقافية لعهد الملك تشارلز.

"لذلك هو يستقدم شركة شكسبير الملكية... هل هذا مجرد تعزيز لتلك العلاقة بين الملكية والتقاليد والنخبوية؟ أم هل سيحصل اعتراف بالحداثة المحتملة لمؤسسات الفنون في ظل ملك جديد؟"، تتساءل مورا. "سيكون من المثير للاهتمام إلى حد ما أن نرى ما إذا كان يحاول تغيير مغزى ما يفعله [بواسطة] الحفلة".

في بعض الأحيان، تكون اللحظات العرضية هي التي تستشعر عن غير قصد ما هو بين مزدوجين بريطاني أكثر من أي شيء آخر. نعم، كان أداء روبي ويليامز مع فرقة "كولدستريم غاردز" أمام قصر باكنغهام خلال حفلة اليوبيل الماسي عام 2021 بمثابة عمل إجرائي – لكن صراخ روبي "فليكن!" في الحشد الذي كان يلوح بالعلم بتهذيب بدا محبباً. وسواء كان ذلك مناسباً لذوقكم أم لا، في الغالب "لا يمكنكم أن تشيحوا النظر عنه، لأنه جزء من تلك اللحظة"، على حد قول فيركلاو – "حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعتبرون أنفسهم ملكيين بالضرورة، هناك شيء ما حول تجربة الحدث، سواء كان ذلك عبر التغريد المباشر حوله [أو] توجيه انتقادات شديدة إليه – هناك شيء ما حول المشاركة فيه أعتقد بأنه مثير للاهتمام دائماً". ولعل "الكينونة البريطانية" الحقيقية تأتي في الاتحاد لتشريح هذه اللحظات – واعتناق سلوكيات جديدة.

© The Independent

المزيد من منوعات