Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تستعد لتتويج تشارلز بالفخامة والفرح... والاحتجاجات

زعماء العالم يتوافدون على لندن لحضور المراسم التي سيشارك فيها ممثلون عن جميع الأديان للمرة الأولى

ملخص

ليس الجميع في مزاج احتفالي في بريطانيا... فالمعارضون الجمهوريون الذين يطالبون برئيس دولة منتخب، وضعوا خطة للاحتجاج في يوم تتويج تشارلز مع شعارات تقول "ليس ملكي"

تنظم بريطانيا اليوم السبت مراسم تتويج فخمة هي الأولى منذ 70 عاماً مع جلوس الملك تشارلز الثالث على العرش في طقوس مسيحية مهيبة تعود لأكثر من ألف عام من التاريخ.

ومراسم التتويج الأولى لملك بريطاني منذ عام 1937، هي تأكيد ديني على اعتلائه العرش خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت في سبتمبر (أيلول) 2022.

وجزء كبير من المراسم الأنغليكانية التي ستقام في كنيسة وستمنستر، وستتوج خلالها أيضاً زوجته الثانية كاميلا ملكة، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك البالغ 74 سنة.

لكن سيكون هناك أيضاً خروج واضح عن التقاليد مع مشاركة أساقفة نساء وقادة ديانات أقلية، وقائمة مدعوين أكثر تنوعاً وتمثيلاً للمجتمع البريطاني.

وستكون مسألة البيئة حاضرة أيضاً، ومنها مسح الملك بزيت نباتي والملابس الاحتفالية المعاد تدويرها، مما يعكس القضايا التي حمل تشارلز لواءها طوال حياته وهي الاستدامة والتنوع البيولوجي.

سوناك: لا يمكن لأي بلد آخر أن يفعل ذلك

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالمراسم التي ستجرى لتتويج الملك تشارلز رسمياً ملكاً لبريطانيا، ووصفها بأنها استعراض لتاريخ الأمة وإثبات لطابعها العصري، قائلاً إنه لا يمكن لأي دولة أخرى أن تحشد مثل هذا "العرض المبهر".

وقال سوناك إنها ستكون "لحظة غير عادية للفخر الوطني". وأضاف في بيان " لا يمكن لأي دولة أخرى أن تقدم مثل هذا العرض المبهر... المواكب والاحتفالات والمهرجانات في الشوارع".

وتابع "ولكن هذا ليس مجرد مشهد. إنه تعبير عن الفخر بتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا. دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وطقوس نعتز بها تولد من خلالها حقبة جديدة".

وقال سوناك إن الاحتفال الذي سيقام في وستمنستر حيث تم تتويج ملوك إنجلترا وبريطانيا منذ عام 1066 سيشارك فيه ممثلون عن جميع الأديان لأول مرة.

ومضى يقول "لذلك دعونا نحتفل في مطلع الأسبوع بكل فخر بمن نحن وما نمثله.. دعونا ننظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل. ودعونا نصنع ذكريات جديدة حتى نتمكن من إخبار أحفادنا باليوم الذي اجتمعنا فيه للغناء.. حفظ الله الملك".

بعض الجهات مستاءة

لكن ليس الجميع في مزاج احتفالي في بريطانيا، فالمعارضون الجمهوريون الذين يطالبون برئيس دولة منتخب، وضعوا خطة للاحتجاج في يوم التتويج مع شعارات تقول "ليس ملكي" (نات ماي كينغ).

ويبدو حماس الأشخاص الأصغر سناً لحفل التتويج والملكية عموماً فاتراً، وفق استطلاعات للرأي.

وخارج المملكة المتحدة، يضعف موقع تشارلز كوريث للعرش في 14 من دول الكومنولوث. فقد ألمحت كل من أستراليا وبليز وجامايكا إلى خطوات نحو التحول إلى نظام جمهوري، فيما يواجه تشارلز أيضاً دعوات إلى تقديم اعتذار عن ضلوع أسلافه في الاستعمار وتجارة الرق.

 

توافد زعماء الدول

بالعودة لبريطانيا يأمل القادة السياسيون في أن تظهر مراسم التتويج بريطانيا في أفضل أحوالها، وتعمل بطريقة ما لإصلاح موقعها الدولي الذي تضرر بخروجها من الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتوالى وصول زعماء دول وشخصيات عالمية إلى العاصمة البريطانية قبل الحدث. وكتبت السيدة الأولى الأميركية جيل بايدن على "تويتر" قبل توجهها إلى بريطانيا، "إنه لشرف كبير أن أمثل الولايات المتحدة في هذه اللحظة التاريخية وأن نحتفل بالعلاقة الخاصة بين بلدينا".

وسيعلن زعيما أستراليا ونيوزيلندا الولاء للملك تشارلز خلال مراسم تتويجه السبت.

وسيكون الرئيسان الفرنسي والألماني وكبار قادة الاتحاد الأوروبي من بين 2300 مدعو سيحضرون المراسم، إلى جانب أفراد من عائلات ملكية من أنحاء العالم.

التخييم في "ذا مول"

وعلى رغم الأمطار الغزيرة اليوم الجمعة وتوقعات بمزيد من الأمطار في عطلة نهاية الأسبوع، بدأ محبو العرش البريطاني بالتخييم على طول شارع "ذا مول" المؤدي إلى قصر باكنغهام طمعاً في متابعة المراسم من أفضل الأماكن.

وجاءت كارول فيرفاكس (45 سنة) وابنها تشارلي البالغ ثمانية أعوام وشقيقتها كارين تشامبرلين (57 سنة) من برمنغهام بوسط إنجلترا وتجهزوا بخيم وأكياس النوم.

وقالت تشامبرلين العاملة في منظمة خيرية لوكالة الصحافة الفرنسية، "الأمر رائع". وأضافت "والدتنا جاءت إلى لندن في عام 1951. القدوم إلى هنا طريقة للقول إننا فخورون بالعرش. عسى أن نكون هنا عندما يصبح (وريث تشارلز) وليام ملكاً".

ويتلقى ركاب القطارات رسالة بصوت تشارلز وكاميلا تنبههم إلى "الفجوة" بين منصة المحطة والقطار.

كلفة مرتفعة

لكن المزاج الاحتفالي والعرض الفخم للمجوهرات والتيجان والعربات المطعمة، يثير توتراً لدى عديد من البريطانيين الذي يعانون ارتفاع كلفة المعيشة وإضرابات واسعة للمطالبة بتحسين الأجور.

وقالت إيدن إيويت (38 سنة) في شمال لندن، "لا نعيش الحياة نفسها. الناس الآن يواجهون صعوبات". وأضافت "أطبخ مرتين فقط في الأسبوع. آكل السندويتشات فقط. بعض الأشخاص لا يأكلون على الإطلاق".

وجزء كبير من كلفة المراسم البالغة 100 مليون جنيه (126 مليون دولار) والممولة بشكل كبير من دافعي الضرائب، قد تكون مخصصة على الأرجح للعملية الأمنية الضخمة.

غير أن متحدثاً باسم قصر باكنغهام قال إن اهتمام العالم "يعوض وأكثر عن المدفوعات المترافقة معها (الاحتفالات)".

وقالت هيئة تجارية هي "يو كي هوسبيتاليتي"، إن المراسم التي تستمر ثلاثة أيام تشمل عطلة رسمية الإثنين، يمكن أن تعود بمبلغ 350 مليون جنيه على قطاع الترفيه بما فيه الحانات.

عروض فخمة

وبذلت كل الجهود لأكبر عروض الفخامة والأبهة البريطانية منذ عقود، التي تتخطى المراسم الرسمية لدفن الملكة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي المجموع، سيشارك سبعة آلاف عسكري، من خيالة إلى فرق موسيقية، في العرض الذي يتم التدريب عليه بدقة بالغة.

وسينتقل تشارلز وكاميلا من باكنغهام في عربة اليوبيل الماسي، ثم يعودان إلى القصر في الطريق نفسه على متن العربة الذهبية الأقدم، عقب المراسم التي ستستمر ساعتين في الكنيسة.

وفي القصر، ستقدم لهما التحية من أفراد من القوات المسلحة، ثم يتابعان طلعات جوية احتفالية من شرفة القصر مع أفراد آخرين من العائلة الملكية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات