Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 الملحن والمطرب إيلي شويري صنع مجد الأغنية الوطنية

رافق ثلاثة اجيال ولمع في المسرح الرحباني وترك 1500 أغنية

المطرب والملحن إيلي شويري رائد الأغنية الوطنية في لبنان (صفحة الفنان - فيسبوك)

ملخص

عاصر إيلي شويري الفنان اللبناني الذي توفي مساء الأربعاء ثلاثة أجيال، ورافق مطربات ومطربين بين الستينيات والسبعينيات والثمانينيات

أنجز الفنان إيلي شويري الذي توفي مساء الأربعاء الماضي عن 84 عاماً نحو 1500 أغنية بين تلحين وكتابة، غنى هو بصوته الشجي والمتين بعضاً منها، وأطل ممثلاً بارزاً في مسرحيات رحبانية عدة، منها "الشخص" و"فخر الدين" و"الليل والقنديل" و"صح النوم" و"دواليب الهوا" و"بياع الخواتم" التي تحولت فيلماً شهيراً من إخراج يوسف شاهين. وفي هذا السياق وصفه الصحافي سعيد فريحة مؤسس دار الصياد بأنه "أيقونة في معبد الرحابنة". وأطل الشويري أيضاً في مسرحيات أخرى منها "تيعة تيعة" لأنطوان غندور ووضع ألحان أغانيها.

عاصر إيلي شويري ثلاثة أجيال، ورافق مطربات ومطربين بين الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، فلحن لفهد بلان ووداد وشادية وجاكلين، وكذلك لهدى حداد شقيقة المطربة الكبيرة فيروز ولجورجيت صايغ وسلوى القطريب وطوني حنا وجوزف عازار وماجدة الرومي ونجوى كرم وراغب علامة ومادونا وصابر الرباعي. ولقيت أغانيه التي لحنها وكتب كلماتها في أحيان كثيرة ترحاباً كبيراً لدى الجمهور اللبناني والعربي، وتركت أثراً و"بصمة" فريدة في عالم الطرب الجديد. وبرع الشويري في ميدان الغناء الوطني والحماسي وقدم عشرات الأغنيات الوطنية، أو الأناشيد نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس أبنائه الذين رددوها في كل زمان ومكان وصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم، ومنها "باكتب اسمك يا بلادي" و"صف العسكر" و"تعلا وتتعمر يا دار" و"يا أهل الأرض"... وآخرها أهزوجة "اعتز الأرز بملقاكم" لشهداء الجيش اللبناني في عام 2013. وهذا القبيل بدا الشويري واحداً من مبدعي الأغنية اللبنانية التي نشأت خارج المدارس التي رسخها الرحبانيات عاصي ومنصور وزكي ناصيف وروميو لحود، مثله مثل توفيق الباشا وفيلمون وهبي وملحم بركات وعصام رجي وعازار حبيب وسواهم.

بيروت العصر الذهبي

ولد إيلي شويري في بيروت في عام 1939، وكان يفتخر أنه ولد في العصر الذهبي للفن. وللمصادفة كانت انطلاقته الحقيقية في عالم الموسيقى والغناء في أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960 عندما دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام، وكان في العشرين من عمره. جمعته الصدفة يومها بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود، مع زميل له يدعى مرسي الحريري، وهو ملحن مصري كفيف.

في منتصف عام 1962 وصلت إلى الكويت فرقة "الأنوار" اللبنانية ضمن جولة فنية كانت تقوم بها، وهي تتألف من مطربين لبنانيين عدة بينهم وديع الصافي وسعاد الهاشم وزكي ناصيف وتوفيق الباشا. استيقظ الحنين في نفس إيلي وقرر العودة إلى بلاده بعد أن حضر عرضاً للفرقة، مزوداً برسالة من أحد الأصدقاء في الكويت تطلب من موسيقي لبناني يدعى جوزيف شمعة، يعيش في لبنان، أن يدعم موهبة إيلي ويساندها. أصبح إيلي عضواً في فرقة كورال تضمه إلى جوزيف شمعة ونقولا الديك. وكان من ضمن الفريق المرافق لعدد من الفنانين بينهم فهد بلان ونزهة يونس.

بعلبك والرحابنة

عام 1963 علم شويري أن هناك تحضيرات تجري في الكواليس لإحياء مهرجان بعلبك بإشراف الموسيقي روميو لحود. فقصده في مكتبه ووعده بإعطائه دوراً صغيراً في مسرحية "الشلال"... في تلك الأثناء كان الأخوان عاصي ومنصور الرحباني يبحثان عن وجوه فنية جديدة، فأعجبا بأداء إيلي على المسرح، وهكذا بدأ رحلته مع الفن الأصيل. شارك الشويري مع الرحابنة في أعمال مسرحية عدة بينها "بياع الخواتم" التي تحولت إلى فيلم من إخراج يوسف شاهين، و"الشخص" و"فخر الدين" و"الليل والقنديل" و"صح النوم" و"دواليب الهوا" و"ميس الريم". وفي المسرح الرحباني غنى الشويري وأدى أدواراً طريفة جداً مثل "راجح" و"فضلو" و"ديك المي" و"شهوان" و"عيد" وسواها، وجعلته هذه الأدوار قريباً من الجمهور الرحباني، سواء بحضوره اللطيف والمميز بعفويته أم بصوته الرخيم والقوي والفائض بالعذوبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يكتف إيلي شويري بوقوفه إلى جانب الكبار، فأطلق العنان لأعماله فكتب "بلدي" و"أنت وأنا يا ليل" من شعره وألحانه وغناء وديع الصافي.ثم التقى الشويري الشحرورة صباح في مسرحية "ست الكل" وكانت فاتحة خير جديدة في مسيرته الفنية، فكتب ولحن "تعلا وتتعمر يا دار" التي نالت شهرة كبيرة.

غنى للشويري كبار نجوم الفن، من بينهم داليدا رحمة التي كتب لها مسرحية "قاووش الأفراح" وغنت له "يا بلح زغلولي" التي صارت على كل شفة ولسان. وكذلك غنت له ماجدة الرومي "سقط القناع" و"مين إلنا غيرك" و"ما زال العمر حرامي"، وتنافست صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية "أيام اللولو" التي أثارت في حينها زوبعة في عالم الغناء.

عزلة فنية

منذ وفاة زوجته قبل سبع سنوات تضاعفت معاناة شويري مع المرض، وهو الذي كان قد أجرى عملية قلب مفتوح قبل سنوات. كان شويري معروفاً بعزة نفسه، ورفضه الغناء في المطاعم، وهو ما منعه من جمع ثروة مالية على غرار الفنانين أقرانه، لدرجة أنه لم يستطع أن يبني منزلاً خاصاً به.

في السنوات الأخيرة من مسيرته انصرف إلى أداء الأغنيات الدينية والصلوات، وما عاد يكلف نفسه عناء متابعة مجريات الساحة الفنية وكان يقول "اليوم أنا مش أنا وما يجري لا يعنيني ولا يثير اهتمامي. أعاني الواقع الفني المتردي لا سيما أنني جئت من حقيقة البارحة".

وعندما منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017، تقديراً لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، قال شويري إن "وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة