Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

14 ألف نازح سوداني يعبرون الحدود المصرية

تتسم أوضاع العالقين بالصعوبة وسط التشديد الأمني وغياب مستنداتهم

مخاطر الحرب في السودان أجبرت الملايين على النزوح  (أ ف ب)

ملخص

استقبل المعبر الحدودي بين السودان والقاهرة نحو 14 ألف نازح موزعين على أكثر من 250 حافلة

ثلاثة أسابيع مخيفة عاشها السودانيون فدفعهم الدمار والرصاص والقتل والنهب وانقطاع التيار الكهربائي والمياه للنزوح، وفي وقت انتقل أكثر من 3 ملايين شخص إلى ولايات السودان المختلفة، فضل الآلاف منهم الزحف شمالاً نحو مصر بعد انقطاع الأدوية في الخرطوم والولايات وارتفاع الأسعار بصورة جنونية وتردي المستشفيات.

أعداد هائلة

وفق وزارة الخارجية المصرية، "استقبل المعبر الحدودي بين السودان والقاهرة نحو 14 ألف نازح، موزعين على أكثر من 250 حافلة، وشكل العدد الكبير صدمة للمعابر التي لا تتناسب بنيتها التحتية مع الأعداد الهائلة، خصوصاً أن كل هذا العدد دخل خلال أقل من 72 ساعة".

ووفق شهود عيان، تتسم إجراءات المعبر بالتشديد، لا سيما أن معظم الأشخاص لا يحملون أوراق سفر مكتملة، فبعض الأسر فرت من دون أوراقها أو تأشيرات.

يقول القنصل العام للسودان من أسوان عبدالقادر عبدالله إن "التكدس حدث جراء تشديد إجراءات الدخول إلى مصر، خصوصاً بعد هروب مجرمين من السجون السودانية والخوف من تسربهم إلى مصر"، ودعا وسط هذا التكدس الرهيب "السودانيين إلى النزوح نحو المناطق الآمنة في البلاد".

ارتفاع جنوني

على رغم مرور أسابيع على الأزمة في السودان، إلا أن أسعار المواصلات ما زالت تشهد ارتفاعاً جنونياً، بخاصة الحافلات التي تنقل المسافرين إلى القاهرة، حيث وصل سعر التذكرة حتى الآن إلى أكثر من 600 ألف جنيه سوداني (1000 دولار) للفرد الواحد، فيما تنتهي رحلات هذه الحافلات في أسوان (جنوب مصر) وأخرى عند المعبر، لتترك النازحين يبحثون عن وسائل أخرى على رغم دفعهم الكلفة كاملة.

في السياق يقول سائق حافلة يدعى محجوب عمر إن "ارتفاع كلفة النقل ليس من باب الطمع أو الاستغلال كما يدعي بعضهم، إذ بلغ سعر غالون البنزين والغاز 50 إلى 60 ألف جنيه (100 دولار)، والطريق طويل ومنهك ناهيك عن التكدس والانتظار لساعات طويلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن عدم مواصلة الرحلة حتى القاهرة أوضح عمر أن "معظم الحافلات التي لم تواصل الرحلة إلى القاهرة كان بينها وبين الركاب اتفاق على ذلك نظراً إلى التكدس بالأيام في المعبر"، وأضاف، "الوضع سيئ ويدعو إلى القلق ومعظم السائقين توقفوا عن العمل بسبب سوء الأوضاع في المعابر وإذا انخفضت كلفة البنزين والغاز سنقوم بإرجاع الأسعار كما هي".

أما عن دور لجان النقل وتدخلها لإعادة الأمور إلى نصابها، فقال عمر "لا تستطيع أي جهة أن تعيد التسعيرة كما كانت في السابق أي 20 ألف جنيه (33 دولاراً) لأنه أمر غير منطقي ولن يحدث، وإن حدث فلا بد من أن نتوقف عن العمل".

انفراجة كبيرة

أسبوع قاس عاشه المسافرون عبر معبر أرقين الذي يربط بين مصر والسودان، والتكدس الهائل جعل الآلاف يعانون أزمات متعددة تتمثل في نقص الدواء والأكل ومياه الشرب، وآلاف كانت الأرض سريراً لهم والسماء لحافاً، وسط بكاء الأطفال وتعب كبار السن.

ولكن المعبر شهد انفراجة كبيرة في الأعداد، بحيث تم تمرير 6 آلاف مسافر استطاعوا إكمال إجراءاتهم والدخول إلى مدينة أسوان ومن ثم التوجه نحو القاهرة أمس السبت.

وشهد المعبر حالتي وفاة مؤكدتين بين كبار السن، فيما دعا النازحون عند المعبر إلى عدم سفر كبار السن عبر "أرقين" لصعوبة الأوضاع فيه.

وقالت المتطوعة في معبر أرقين سهير حمد إن "الأوضاع قاسية نتيجة التكدس الكبير ولكن تعاون السلطات المصرية سهل العملية وسمح بعبور آلاف الحافلات نحو القاهرة، ولولا هذه التسهيلات كانت ستكون الأوضاع أشد مأساوية".

وعن دور المتطوعين في المعابر أوضحت حمد، "ركزنا على توفير المياه والطعام وقمنا بتغطية أعداد ليست كبيرة لصعوبة نقلها من مدينة أسوان إلى المعبر، ولأن الأعداد كبيرة لا يمكن تغطيتها كلها، ونعمل على الوجود في المعبر حتى استقرار الأوضاع ورجوع الأوضاع إلى طبيعتها".

وعن الأعداد التي تدخل يومياً إلى المعبر قالت حمد، "في الفترة الأولى كان المعبر يستقبل عشرات الحافلات في اليوم ولكن العدد تناقص أخيراً بسبب سوء الأوضاع، مما جعل الناس يتخوفون من خوض التجربة، إضافة إلى انتظار المئات في مدينتي حلفا ودنقلا القريبتين من المعبر حتى استقرار الأوضاع".

من جانبها سهلت السلطات المصرية الإجراءات وأسهمت هذه التسهيلات في انفراج التكدس بصورة كبيرة، فتمت إضافة الأطفال الذين لا يملكون جوازات سفر إلى جوازات أهاليهم، وتوفير تأشيرات دخول للشباب يتم منحها لهم في مدينة حلفا وغيرها.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات