Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أصبت بسلالة كورونا القاتلة الجديدة ... لماذا نقف مكتوفي الأيدي حيالها؟

صحيح أن ارتفاع الإصابات لم يترجم زيادة في الحالات الخطرة، ولكن لا يمكننا التخلي عن حذرنا

الوضع على أرض الواقع يبعث على القلق. يبدو أن الجميع يلتقطون العدوى، فيما فحوص الكشف قليلة (غيتي)

ملخص

بصفتي مراسلة صحافية، توليت تغطية موجة "دلتا"، ورأيت بنفسي الرعب بين أروقة المستشفيات وثلاجات الجثث، وطوابير المرضى الطويلة والجثامين

في الأسبوع الماضي أظهرت الفحوصات إصابتي بـ"كوفيد-19" للمرة الرابعة منذ بدء الجائحة. تأكدت حالتي في وقت تشهد فيه الهند ارتفاعاً مقلقاً في عدد الحالات التي تتسبب بها سلالة "أركتوروس" Arcturus الجديدة المتحورة من "كوفيد".

على نحو مخيف، يشبه توقيت هذا الارتفاع الأخير في حالات "كوفيد" في الهند موجة "دلتا" المدمرة التي اجتاحت البلاد في أبريل (نيسان) 2021.

بصفتي مراسلة صحافية، توليت تغطية موجة "دلتا"، ورأيت بنفسي الرعب بين أروقة المستشفيات وثلاجات الجثث، وطوابير المرضى الطويلة والجثامين، والناس الذين يقاسون الأمرين للحصول على قوارير الأوكسجين والأدوية الأساسية التي نفدت.

قاست الهند ما مجموعه 4.7 مليون حالة وفاة إضافية خلال تلك الموجة، وفق أرقام "منظمة الصحة العالمية". لم يسبق أن رأيت هذا الكم من الجثث في حياتي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كانت الأحوال قد بلغت أسوأ درجاتها، وكان من الصعب ألا تشعر بأنك مثقل بالتعب والإرهاق. في كل مرة أصاب بالفيروس، يكون الصراع نفسياً بقدر ما يكون جسدياً، ما زالت ذكريات تلك الأيام حاضرة في ذهني، ولهذا فإن أخبار الارتفاع المفاجئ في حالات "كوفيد" في الهند تنذر بالسوء.

لا يسعني إلا أن افترض أيضاً أن المتحورة الجديدة وراء إصابتي هذه، ولكن ما من تسلسل جيني دقيق للفيروس متوفر بما يكفي لقطع الشك باليقين.

بدأت أعراضي بحمى عادية، ثم تطورت بعد ذلك إلى سعال وإرهاق وآلام في الجسم. سرعان ما أخذت أتناول الأدوية، فانخفضت درجة حرارة جسمي، لكنني استغرقت أربعة أو خمسة أيام قبل أن أتعافى.

الوضع على أرض الواقع يبعث على القلق. يبدو أن الجميع يلتقطون العدوى، فيما فحوص الكشف قليلة. اختفت الأقنعة الواقية بالكامل تقريباً من الأماكن العامة. ويسود بين الناس شعور عام بالارتياح، ويبدو أن كثيرين قد تخلوا عن حذرهم، على افتراض أن الأسوأ صار وراءنا.

على رغم قلة فحوص الكشف، فإن الهند سجلت يوم الأربعاء الماضي فقط زهاء 10 آلاف حالة جديدة في فترة 24 ساعة فقط. وقال علماء الفيروسات وعلماء في الأوبئة منذ أسابيع إن المتحورة الجديدة، المعروفة أيضاً باسم "أكس بي بي.16.1" XBB.1.16، ربما تكون السبب وراء هذا الصعود السريع والمفاجئ في الإصابات.

هذه الأرقام الجديدة شكلت ارتفاعاً هائلاً عما كان عليه الحال في بعض أيام يناير (كانون الثاني) الفائت وبواقع أقل من 100 حالة جديدة كان يتم الإبلاغ عنها في عموم البلاد، والذي كان حينها أدنى معدل تسجله الهند منذ بداية الجائحة في أوائل عام 2020.

كثفت السلطات بعض الجهود، وعقد مسؤولو الصحة اجتماعات مراجعة للتحقق من حالة التأهب لمعالجة "كوفيد" في البلاد. وطلب من سلطات الولايات الهندية إجراء تدريبات مفترضة في المرافق الصحية لضمان الاستعداد التشغيلي للبنية الأساسية الطبية.

لكن التهاون العام وعدم توفر فحوص الكشف عن الفيروس يعنيان أننا لا ندرك الحجم الحقيقي للمشكلة، وليس مستبعداً أن تكون الأرقام أعلى كثيراً مما يتردد.

تثير هذه الحال في النفس الإحباط، لأننا سبق ورأينا السرعة التي تخرج بها الأمور عن السيطرة. في عام 2021، وفي غضون أسابيع فقط، ارتفع عدد الإصابات اليومية من المئات إلى الآلاف، ثم تصاعد إلى مئات الآلاف كل يوم.

مع تجاوز الهند الآن الصين لتصبح الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، ليس من المستغرب أن أي ارتفاع إضافي في حالات "كوفيد" سيقلب نظام الرعاية الصحية الهش رأساً على عقب مرة أخرى.

يموت الناس بالعشرات فعلاً في دلهي وحدها، ولكن أحداً لا يرى في ذلك أمراً جللاً الآن. نبدو كما لو أننا أصبحنا مخدرين تجاه هذه الحال، وأننا نتقبلها على أنه الوضع الطبيعي الجديد.

يحذر الخبراء من أن المتحورة الجديدة ربما تكون قادرة على نقل العدوى بنسبة تصل إلى 1.2 مرة أكثر مقارنة مع المتحورة المتفرعة الرئيسة الأخيرة، ولكن بصرف النظر عن الاجتماعات والتدريبات الافتراضية، لم تطرح البلاد حتى الآن بروتوكولاً وقائياً يقضي بإلزامية ارتداء الكمامات والالتزام بالتباعد الاجتماعي.

صحيح أن ارتفاع الإصابات لم يؤد إلى زيادة في الحالات الخطرة، ولكننا لا يمكننا التخلي عن حذرنا، ما زال "كوفيد" منتشراً بيننا، ومن المحتمل أن يبقى معنا في المستقبل المنظور.

فيما نتعلم أن نتعايش معه، آمل أن نتعلم أيضاً أن نبقى بأمان على الدوام. وهذه المرة، آمل أن تتخذ السلطات الإجراءات المناسبة قبل أن تسوء الأحوال.

© The Independent

المزيد من آراء