ملخص
يجب أن تتبنى الرعاية #الصحية العالمية نهج الاستجابة #للوباء دائماً. حث السير جون بيل والسير توني بلير على الاستعداد العالمي للأوبئة المستقبلية وبذل جهود دولية متضافرة لعلاج #الأمراض والوقاية منها.
على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم أن تستعد للجوائح في المستقبل عن طريق اتباع نهج في الاستجابة أو الجاهزية "أن يكون دائماً متأهباً لمعالجة [الطارئ]"، وفق أحد الخبراء.
قال جون بيل، برفيسور في الطب في "جامعة أكسفورد"، في الجلسة الافتتاحية لقمة مؤسسة "رودس" لوضع السياسات، إن البدء من الصفر سيكون صعباً، وإنه من الضروري وجود نظام رعاية صحية جاهز على نحو مستمر.
وأوضح البروفيسور بيل أنه نظراً إلى عدم نشوب جائحة في التاريخ الحديث، فإنه عندما ضرب "كوفيد- 19" العالم، لم تكن الخبرة حول كيفية التغلب عليه متوافرة.
البروفيسور بيل، اختصاصي رائد في علم المناعة وعضو في الفريق المكلف من الحكومة البريطانية ملف التلقيح ورئيس أمناء "رودس"، قال في كلمته أمام القمة: "كان علينا أن نطور فحوص الكشف عن الإصابة بالفيروس والدراسات المتصلة بالجينوم واللقاحات المضادة والأدوية وكل شيء من الصفر".
"أعتقد، بأن [تجربة كورونا] أعطتنا دليلاً جيداً فعلاً على أن البدء بنظام [رعاية صحية استجابة لجائحة ما] ووقفه ليس طريقة جيدة [لمواجهة الجوائح].
"من الأجدر فعلاً أن يكون لديك كادر من الموظفين الذين يعملون باستمرار في ظل نظام رعاية صحية ومن دون وجود جائحة، وهكذا عندما تنشب جائحة ما، في المستطاع الاستفادة من هذه القدرات".
ويشمل هذا النهج [الذي يتميز بالجاهزية الدائمة] وفق البروفيسور بيل، تحديد الكائنات المسببة للأمراض والقدرة التصنيعية النشطة دائماً وإمكانات التوزيع العالمية، كما رأينا عالمياً بالنسبة إلى اللقاحات المضادة والقدرة على النهوض ببحوث سريرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف البروفيسور بيل، "أعتقد بأن ’التشغيل الدائم‘ للنظام ليس سوى مبدأ واحد فقط ضمن جدول أعمال التأهب الكامل للجائحة.
"بيد أنه مبدأ مهم جداً، ذلك أنه في حال لم يتوافر لدينا نظام، نظام صحي في جميع البلدان، في شمال العالم وجنوبه، يكون قادراً على الصمود بدرجة كافية، ونبقيه في وضعية العمل طوال الوقت، والانتقال به والتحول بسرعة إلى سيناريو الاستجابة للجائحة، أعتقد بأننا سنشهد المشكلات عينها التي واجهناها في خضم جائحة ’كوفيد‘"، في رأي البروفيسور بيل.
يذكر أن "رودس تراست" مؤسسة خيرية تعليمية تتخذ من "جامعة أكسفورد" مقراً لها.
كذلك تحدث في القمة المعنونة "خلق إرث إيجابي من الجائحة" رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، فقال إن "العالم نجا من ’كوفيد- 19‘ إنما كانت الكلفة باهظة".
وإذ تتراوح التوقعات في شأن الجوائح المستقبلية بين الممكن والمحتمل، لا يقيس أحد الخبراء الخطر بأنه ضئيل.
و"نظراً إلى إمكانية أن تنطوي أي جائحة في المستقبل على فيروس أكثر فتكاً من ’كوفيد- 19‘، لا جدال في أنه ينبغي علينا أن نضمن القدرة، على مستوى العالم، على التصرف بشكل أسرع وأكثر فاعلية من استجابتنا لـ’كوفيد‘، على ما ذكر بلير.
ولكنه أضاف أنه مع مشاغل مثل أزمة كلفة المعيشة والحرب في أوكرانيا وأسعار الطاقة المرتفعة وتغير المناخ، وفيما الضرورة ملحة لاتخاذ إجراءات مناسبة، فإن القادة السياسيين في الأنظمة الديمقراطية يتعاملون مع الطلب العام على مسائل أخرى.
وقال بلير إنه "منذ عام مضى، كان الكلام مع القادة السياسيين عن التأهب للجائحة محادثة مهمة متصلة بالواقع، مما أثار قدراً لا بأس به من الاهتمام".
"اليوم، وبصراحة شديدة، [لا يكتسي الكلام عن التأهب للجائحة هذا الطابع] كثيراً. وهذه مشكلة كبيرة"، وفق بلير.
ومع ذلك، أضاف أن جائحة كوفيد "تؤذن بتقدم كبير، وربما تشكل نقطة تحول في العلوم الطبية"، ولا بد من البناء على ذلك.
وتابع بلير، الرئيس التنفيذي لـ"معهد التغيير العالمي": "إننا نقف على حدود حقل جديد غني ومتنوع من العلوم الطبية الذي من المحتمل أن يحقق ثورة في الرعاية الصحية العالمية لإنقاذ الأرواح، وتريليونات الدولارات المهدورة من الإنتاج، فضلاً عن التأثير الذي يطرحه في الموازنات الحكومية الممتدة على نطاق زمني طويل".
"بغية الوصول إلى هذه الحاجات المحتملة، على الجهد الدولي المنسق تحويل أنظمة الرعاية الصحية لدينا من الاستعداد للأزمة التالية التي يكون قدومها غير مؤكد وتأثيراتها غير معروفة، إلى شبكة ’نشطة دائماً‘ من القدرات المعززة عالمياً التي يمكنها أن تنطلق للعمل فور اندلاع جائحة جديدة، وفي مقدورها أيضاً في أي حال من الأحوال حشد هذه التحسينات في العلوم الطبية لعلاج الأمراض والوقاية منها هنا والآن".