Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي قالته نائبة بريطانية عن اليهود واستدعى تعليق حزبها عضويتها؟

مطالبات بطرد دايان أبوت بعد اعتبارها أن التمييز الذي يواجهونه مماثل لما قد يواجه الأشخاص ذوو الشعر الأحمر

قالت النائبة بأنها تعتذر عن أي ألم تسببت به (غيتي)

ملخص

علق حزب العمال البريطاني المعارض عضوية نائبته في البرلمان دايان أبوت إلى حين انتهاء تحقيق في رسالة أشارت فيها إلى أن العنصرية التي يتعرض لها اليهود تختلف عن تلك التي تعانيها باقي الأقليات

علق المسؤول عن الانضباط الحزبي لنواب حزب "العمال" البريطاني المعارض في البرلمان عضوية النائبة دايان أبوت إلى حين انتهاء تحقيق في رسالة كانت أشارت فيها إلى أن العنصرية التي يتعرض لها الشعب اليهودي تختلف عن تلك التي تعانيها باقي الأقليات.

السيدة أبوت التي كانت تتولى سابقاً منصب وزيرة الداخلية في حكومة الظل في عهد قيادة جيريمي كوربين لحزب "العمال" قدمت اعتذاراً عن تعليقاتها، موضحة أن الرسالة المنشورة في صحيفة "أوبزرفر" كانت "مسودة أولية" أرسلت من طريق الخطأ.

وجاء في الرسالة أن المجتمعات اليهودية والإيرلندية والرحالة عانت من "أحكام مسبقة"، لكنها أضافت أن "التعبير يشبه العنصرية، وأن المصطلحين غالباً ما يتم استخدامهما كما لو كانا قابلين للتبادل".

وأضافت أبوت، "صحيح أن أنواعاً كثيرة من الأشخاص البيض الذين لديهم نقاط اختلاف، مثل أصحاب الشعر الأحمر، يمكن أن يكونوا ضحايا لمثل هذا التمييز أو الأحكام المسبقة، لكنهم لا يتعرضون طوال حياتهم إلى العنصرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم اعتذار أبوت وسط غضب عارم صباح الأحد، فقد قرر المسؤول عن انضباط نواب حزب "العمال" آلن كامبل تعليق عضويتها البرلمانية أثناء إجراء التحقيقات.

متحدث باسم حزب العمال أكد أن الحزب "يدين بشدة هذه التعليقات التي تعد مسيئة ومضللة للغاية، وقد أوقف المسؤول عن الانضباط الحزبي عضوية دايان أبوت في انتظار صدور نتائج التحقيق".

ومن بين المسؤولين الذين عبروا عن غضبهم من تعليقات أبوت الوزير في الحكومة عن حزب "المحافظين" غرانت شابس الذي قال "مرة أخرى كان على الشعب اليهودي أن يستيقظ على ادعاءات مليئة بالكراهية والمعاداة للسامية التي تنشرها جزافاً نائبة من حزب العمال، فهل ستقوم بأي شيء حيال ذلك يا كير ستارمر"؟

وفي المقابل أثارت رسالة دايان أبوت القصيرة التي لا تزال منشورة على الإنترنت رد فعل غاضب على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الأحد، قبل أن تقدم النائبة العمالية اعتذارها متنصلة من رسالتها ومؤكدة سحب ملاحظاتها.

وقالت في هذا الإطار "أرغب في سحب ملاحظاتي كلياً وبلا تحفظ، وأريد أن أنأى بنفسي عنها، فلقد حصلت تلك الأخطاء في مسودة أولية جرى إرسالها، لكن لا يوجد عذر وأود أن أعتذر عن أي ألم تسببت به".

وأضافت السيدة أبوت، "إن العنصرية تأخذ أشكالاً عدة ولا يمكن إنكار أن الشعب اليهودي عانى آثارها الرهيبة كما الشعب الإيرلندي والشعوب الرحالة وغيرهم، ومرة أخرى أود أن أعتذر علناً عن تلك الملاحظات وعن أية مأساة نجمت عنها".

وكانت السيدة العضو في الجناح اليساري لحزب "العمال" ترد على مقالة رأي في صحيفة "غارديان" كتبها توميوا أولاد يقول فيها إن الإيرلنديين واليهود والرحالة عانوا جميعاً العنصرية.

وكتبت السيدة أبوت في ردها إنه "في أميركا ما قبل مرحلة الإقرار بالحقوق المدنية لم يكن يتعين على الإيرلنديين واليهود والرحالة الجلوس في الجهة الخلفية لحافلة، وفي مرحلة الفصل العنصري (أبارتهايد) في جنوب أفريقيا كان يسمح لتلك الجماعات بالتصويت".

وأضافت البرلمانية التي تمثل دائرة "هاكني نورث أند ستوك نيوينغتون" الانتخابية تقول "في ذروة العبودية لم يتم تقييد أشخاص من ذوي البشرة البيضاء على متن سفن العبيد".

وفي إطار ردات الفعل وصف "مجلس النواب اليهود البريطانيين" Board of Deputies of British Jews رسالة السيدة أبوت بأنها مخزية، وقال إن "اعتذارها هو غير مقنع على الإطلاق"، في حين أكدت "الحركة العمالية اليهودية" Jewish Labour Movement (إحدى أقدم الجمعيات الاشتراكية التابعة لحزب العمال البريطاني) أنها تؤيد "بأسف" قرار تعليق عضوية النائبة.

زميل أبوت اليساري جون لانسمان مؤسس حركة "مومينتوم" Momentum (تنظيم سياسي يساري يشكل قاعدة داعمة لحزب "العمال") ندد هو الآخر بتصريحاتها وقال مغرداً على "تويتر"، "إنه لتعليق مشين من دايان أبوت، وقد تسبب بحق في تعليق عضويتها في حزب "العمال". إن العنصرية ليست منافسة".

مجموعة "عمال ضد معاداة السامية" Labour Against Antisemitism (جماعة ضغط سياسي تعنى بمكافحة معاداة السامية داخل حزب العمال البريطاني) دانت تعليقات أبوت معتبرة إياها "غير مقبولة على الإطلاق"، ودعت السير كير إلى اتخاذ إجراءات بإبعادها عن الحزب.

وقالت المتحدثة باسم المجموعة فيونا شارب "إن التقليل من شأن العنصرية التي يواجهها اليهود وجعلها تقتصر على مفهوم التمييز، في حين تشهد الذاكرة الحية على أنه تمت إبادة 6 ملايين يهودي بشكل منهجي في أوروبا بسبب عرقهم، يعد أمراً مسيئاً للغاية".

وأضافت، "في المملكة المتحدة اليوم يتعرض يهودي من كل خمسة لهجوم عنصري، فيما يبلغ أكثر من فرد من كل ثلاثة من الغجر ومجتمعات ’الروما‘ [مجموعة عرقية هندية - آرية من الرحل يعيشون في أوروبا والأناضول] والرحالة عن الأمر نفسه.

إن السيدة أبوت هي إما مضللة بشكل مؤسف أو متعصبة عن عمد، وفي كلا الحالتين يجب عدم التسامح معها".

"الحملة المناهضة لمعاداة السامية" Campaign Against Antisemitism رأت أن تعليق عضوية أبوت "يجب أن يكون الخطوة التمهيدية لطردها من الحزب"، وقال متحدث باسم الحملة إن السيدة أبوت وحلفاءها من "أقصى اليسار" في الحزب "غير قادرين على إدراك حدة معاداة السامية داخل الحزب لأنهم فشلوا في الاعتراف بها كشكل من أشكال العنصرية".

رئيس تحرير صحيفة "جويش كرونيكل" Jewish Chronicle جيك واليس سيمونز طالب أيضاً بطرد السيدة دايان أبوت بشكل دائم، واعتبر في حديثه مع شبكة "سكاي نيوز" ألا "حاجة تستدعي إجراء تحقيق بحيث أن الأدلة ضدها واضحة، فيما سبق لها أن قدمت دفاعها"، ورأى أن "طردها من الحزب هو ما يجب القيام به".

وأضاف، "يبدو لي أن أموراً من هذا القبيل لا تصدر من طريق الخطأ، وأنت تقولين ذلك لأنك تعتقدين به ثم تسعين إلى التخفيف من وطأة كلامك عندما تدركين مدى تماديك فيه في وقت متأخر، بسبب الغضب الذي تواجهينه".

نواب في حزب "العمال" أوضحوا لـ "اندبندنت" أن التحقيق يجب أن يجرى "على وجه السرعة" قائلين إن سياق الحقائق والاعتذار هما من الوضوح بما يكفي لتجنب حدوث "تأخير" في إصدار أية عقوبة.

وعلى رغم وجود أسباب لطرد أبوت من الحزب بشكل دائم فإن أعضاء برلمانيين عماليين مؤيدين لإعادتها يخشون تعليق عضويتها إلى أجل غير مسمى في محاولة لإجهاض حظوظها في الترشح للانتخابات العامة المقبلة.

وفي إطار آخر قالت السيدة أبوت، وهي حليفة مقربة للزعيم السابق لـ "العمال" جيريمي كوربين، "إنه لأمر غير عادي" أن يمنع السير كير ستارمر السيد كوربين رسمياً من الترشح عن حزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة.

وكانت عضوية السيد كوربين علقت بسبب رده على تقرير "لجنة المساواة وحقوق الإنسان" Equality and Human Rights Commission عن التحقيق في معاداة السامية داخل أوساط الحزب، قائلاً إن خصومه السياسيين "بالغوا في تضخيم هذه القضية".

ووصف كوربين القرار بأنه بمثابة "هجوم مخجل على ديمقراطية الحزب"، وقال أيضاً إن ادعاءات السير كير بأنهما لم يكونا يوماً أصدقاء تنم عن "سلوك طفولي"، فيما انتقد الإعلانات الهجومية (لحزب العمال) ضد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، واصفاً إياها بأنها "غير ذي جدوى ومسيئة في مختلف الاتجاهات".

© The Independent

المزيد من متابعات