Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دراسة: العنصرية أمر "شائع" داخل العمل الصحافي في بريطانيا

نتائج "مثيرة للصدمة" تظهر أن عدداً من السود يشعرون بأنهم يفتقرون للدعم وأن آراءهم تواجه بالرفض بشكل روتيني

يمثل الصحافيون السود ما نسبته 0.2 في المئة فقط من عدد العاملين في قطاع الصحافة ببريطانيا (غيتي)

ملخص

أظهرت دراسة جديدة أن #العنصرية هي أمر "شائع" في قطاع #الصحافة_البريطانية الذي يحتاج إلى مزيد من الموظفين #السود بالمناصب العليا، ومزيد من المراسلين من أصول عرقية لتعزيز التنوع في التغطية

أظهرت دراسة جديدة أجريت في المملكة المتحدة أن العنصرية هي أمر "شائع" في قطاع الصحافة البريطانية الذي يحتاج إلى مزيد من الموظفين السود بالمناصب العليا [في أعلى الهرم]، ومزيد من المراسلين من أصول عرقية لتعزيز التنوع في التغطية الصحافية.

ويكشف التقرير الذي نشرته أمس الثلاثاء "شبكة الصحافة الأخلاقية" Ethical Journalism Network (EJN) (منظمة تعنى بتعزيز الصحافة والمعايير الأخلاقية في المهنة)، عن تحديات جسيمة [شائكة] يواجهها الصحافيون السود في وسائل الإعلام البريطانية.

تقرير الدراسة الذي أعدته الدكتورة عايدة القيسي مستشارة تطوير وسائل الإعلام في "شبكة الصحافة الأخلاقية" - تحت عنوان "العنصرية الهيكلية داخل غرف الأخبار في المملكة المتحدة" Structural Racism in UK Newsrooms - يستند إلى 27 مقابلة معمقة أجريت مع صحافيين وجهات معنية في هذا القطاع من أصول سوداء، ممن سبق لهم أن عملوا أو ما زالوا يعملون في غرف أخبار تابعة لمؤسسات إعلامية وطنية رئيسة، تتوزع ما بين مطبوعات ومواقع إلكترونية ووسائل بث.

ويلفت التقرير إلى أن عدداً كبيراً من هؤلاء يشعرون بأنهم لا يلقون الدعم اللازم، وبأن مقترحاتهم وأفكارهم تجابه بالرفض بشكل روتيني، إضافة إلى أنهم لا يشعرون بانتماء إلى تلك المؤسسات، وليس لديهم أي شخص في منصب رفيع يستطيعون اللجوء إليه للحصول على توجيهات محايدة.

هذا المشروع الذي مولته "مؤسسة جوزيف راونتري الخيرية" Joseph Rowntree Charitable Trust (تقدم منحاً للذين يعملون على معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات والظلم)، يشكل "فضيحة صادمة" تكشف تقاعساً عن عدم إحراز تقدم لجهة تحقيق التنوع في وسائل الإعلام البريطانية، إذ يمثل الصحافيون السود ما نسبته 0.2 في المئة فقط من عدد العاملين في القطاع، في حين أن نسبتهم [السود] تقدر بثلاثة في المئة من مجموع سكان المملكة المتحدة، وذلك بحسب إحصاءات حديثة.

ووفقاً لبيانات سابقة صدرت عن "معهد رويترز لدراسة الصحافة" Reuters Institute for the Study of Journalism في عام 2015، تبين أن الصحافيين من أصول بيضاء، يشكلون نحو 94 في المئة من إجمالي القوى العاملة الصحافية. ولم تجر بعد مقارنة حديثة مع هذه الأرقام.

 

 

غير أن التقرير أشار إلى أن نسبة الصحافيين السود قد زادت خلال الأعوام الأخيرة، فيما تنامت الآمال منذ عام 2020 في حدوث تغيير، وذلك في أعقاب الزخم المتزايد الذي شهدته حركة "حياة السود مهمة" Black Lives Matter، لكن بعض الصحافيين السود أكدوا أن عمليات غرف الأخبار لا تزال إقصائية، وأن التمييز العنصري ما زال سائداً على نطاق واسع.

أحد الصحافيين قال للباحثين إنه "عندما يدخل أحد ما إلى غرفة الأخبار، يشعر بوجود فصل عنصري. ويجرى تصنيفك على الفور بحسب لون بشرتك"، مؤكداً في هذا الإطار ملاحظة وردت في التقرير بأن الصحافيين السود يتم "تحجيمهم" بحيث تقتصر مهماتهم على تغطية مواضيع معينة فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسجل التقرير في المقابل أن الأساليب التقليدية المستخدمة من أجل اعتماد "التنوع والإدماج" - كوضع مخططات وبرامج ذات صلة - لا تجدي نفعاً في وسائل الإعلام الإخبارية في المملكة المتحدة، لأنها "لا تقوم بشيء يذكر لمعالجة المسائل الهيكلية في القطاع أو في المجتمع ككل".

واعتبر أن التقارير الإخبارية عن العنصرية والعنصرية الهيكلية، تعد إحدى الطرق التي يمكن اللجوء إليها للفت انتباه الجمهور إلى المشكلة. ومع ذلك فإن "ثقافة الخوف" تبقى طاغية بحيث يخشى الموظفون السود من فقدان وظائفهم إذا ما تجرأوا على الإفصاح عن القضايا التي يواجهونها.

ويضيف التقرير أن هناك إحساساً بأن عمل الصحافيين السود يتم استقطابه كي تظهر المؤسسات الإعلامية على أنها مناصرة للتنوع العرقي، في حين أن غرف الأخبار غالباً ما ينظر إليها على أنها بيئة معادية.

 

 

وقال أحد الصحافيين السود للباحثين: "أشعر كأنني بمثابة ظل لنفسي في غرفة التحرير. فأنا لست قادراً على التعبير عن شخصيتي. وينتابني قلق في شأن نظرة الآخرين إلي على أنني ربما شخص صاخب أو مشاغب".

ماركوس رايدر - الذي يحمل "وسام الأمبراطورية البريطانية" MBE - وهو رئيس الاستشارات الخارجية في "مركز "السير ليني هنري للتنوع الإعلامي" Sir Lenny Henry Centre for Media Diversity التابع لـ "جامعة بيرمنغهام سيتي"، يرى أنه "لا يمكن للمؤسسات الإخبارية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة أن تقدم تقارير دقيقة ونزيهة وموضوعية عن العالم، قبل أن تعالج العنصرية في غرف أخبارها".

واعتبر أنه "على رغم أن هذا التقرير المعمق يجب أن يحرك اهتمام كل فرد يعمل في قطاع الإعلام، فإن النتائج التي توصل إليها لا بد من أن تنعكس على الطريقة التي تعمل من خلالها الديمقراطية في مجتمعنا، وعلى نوع الروايات التي يتعين سماعها، والأهم من ذلك تحديد من يقوم بمحاسبة الذين يمسكون بزمام الأمور".

وتشمل توصيات التقرير دعوة القيادات الإعلامية العليا إلى إحداث تغيير في تركيبة غرف الأخبار، على نحو تعكس فيه تحسينات في التنوع على مستوى المبتدئين في المهنة، كما على مستوى المجتمع البريطاني الأوسع.

فقد توصل بحث حديث أجراه "معهد رويترز" Reuters Institute  و"جامعة أكسفورد" إلى أنه في المملكة المتحدة، لم يكن يوجد في أي من أفضل 10 مواقع إخبارية على الإنترنت، وأهم 10 مؤسسات إخبارية تقليدية، رئيس غير أبيض لقسم التحرير، وذلك وفقاً لعينة تضمنت 100 مسمى وظيفي لديها.

واقترحت أخيراً "شبكة الصحافة الأخلاقية" في جزء من توصياتها، ضرورة بذل مزيد من الجهود على المستوى التنظيمي لتحفيز مديري وسائل الإعلام على توظيف صحافيين سود في المناصب الإدارية وترقيتهم. ودعا التقرير أيضاً إلى اعتماد مزيد من الشفافية على مستوى اتخاذ القرار، في مختلف جوانب عملية صنع الأخبار.

© The Independent

المزيد من تقارير