Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغلاء يعيد "حلويات زمان" في المغرب

سهلة التحضير ولا تستلزم مقادير كثيرة وليست مكلفة مادياً وربات بيوت: "احترام موازنة الأسرة أولوية"

المغربيات من الطبقات الفقيرة ذكيات بما يكفي ليجمعن بين الاحتفال بالعيد وعدم انتهاك "قانون الجيب" (اندبندنت عربية)

ملخص

لأن "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" كما يقول المثل العربي السائر، فإن "حلويات زمان" أضحت نافعة لعدد من #الأسر_المغربية من #الطبقات_الفقيرة

أسهمت موجة الغلاء غير المسبوق في المغرب خلال الفترة الأخيرة في عودة "حلويات زمان" البسيطة ذات الكلفة الاقتصادية المتدنية لموائد عيد الفطر.

ولأن "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود"، كما يقول المثل العربي السائر، فإن "حلويات زمان" أضحت نافعة لعدد من الأسر والنساء المغربيات من الطبقات الفقيرة أو ذوات الدخل المحدود، لا سيما في خضم ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية.

عادت لتسود

طيلة الأيام التي سبقت عيد الفطر كشفت النساء وصانعات الحلوى (الحلوانيات) عن سواعد الجد من أجل تحضير أشكال مختلفة من "حلويات أيام زمان"، وتضع الأسر المغربية على موائد الإفطار طيلة يوم العيد أطايب الأطعمة والمشروبات، غير أن أهم ما يميز هذه الموائد علاوة على الفطائر المختلفة من "بغرير" و"ملاوي" و"بطبوط"، تلك الحلويات التي تتسيد موائد العيد.

من أشهر هذه الحلويات التي تعمد النساء إلى إعدادها وصناعتها خصيصاً ليوم الفطر حلوى "غريبة البهلة" التي تكون هشة الملمس لذيذة المذاق، وأيضاً حلوى "كعب الغزال" الشهيرة وحلوى "البوق" و"الرخامة" وغيرهما.

تقول وفاء حلمي، ربة بيت، لـ"اندبندنت عربية" إنه لا تكاد تخلو مائدة في صباح عيد الفطر بالمغرب من "حلويات زمان"، خصوصاً "غريبة"، فهذه الحلويات سهلة التحضير ولا تكلف مواد ومقادير كثيرة وليست مكلفة مادياً، مما يتيح لربة البيت تحضير هذا الصنف من الحلويات بأكبر عدد ممكن وأقل كلفة مادية، لا سيما مع الغلاء الفاحش الذي طاول الزيت والزبدة وكثيراً من مكونات الحلويات.

معشوقة الجماهير

تستأنس السيدات في هذا الصدد بالقنوات المنتشرة في موقع "يوتيوب" التي تتخصص في الوصفات وإعداد الحلويات المغربية التقليدية، فيكثر الإقبال على مشاهدة المقاطع التي تظهر كيفية إعداد وتحضير حلوى "غريبة" وغيرها.

تجذب عناوين براقة مثل "معشوقة الجماهير" أو "محبوبة المغاربة" كثيراً من ربات البيوت والسيدات اللائي يجدن في مثل هذه المقاطع مصدراً لتعلم إعداد حلويات لذيذة تملأ المائدة من دون مصاريف كثيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول الباحثة الاجتماعية ابتسام العوفير في خصوص الربط بين "حلويات زمان" ومائدة العيد في المغرب إنه ربط منطقي وبراغماتي أيضاً بسبب موجة الغلاء التي تضرب البلاد منذ أشهر، وتفاقمت أكثر خلال شهر رمضان.

واستطردت أن ربات البيوت المغربيات من الطبقات الفقيرة والبسيطة ذكيات بما يكفي بحيث يجمعن بين الاحتفال بالعيد وعدم "خرق قوانين الجيب" واحترام حدود الموازنة المالية للأسرة، وذلك بإعداد حلويات جميلة لا تتطلب مقادير كثيرة ولا نفقات أكثر من طاقتها.

وأضافت "التكيف مع الأحوال والأوضاع الاجتماعية القائمة أو الطارئة سمة مطلوبة ومحبذة لدى المواطنين، خصوصاً الذين ينتمون إلى طبقات اجتماعية لا تستطيع شراء ما ترغب فيه من حلويات ورفاهيات عدة في المناسبات السعيدة مثل العيد".

"ريشبوند" و"الغراف"

لا تتطلب حلوى "غريبة" في إعدادها سوى قليل من الزبدة والطحين والزيت والسكر والخمائر، وهي مكونات متوافرة لا تكلف نفقات كثيرة، مع العلم أن أسعار الزيت تحديداً عرفت زيادات متتالية أثرت كثيراً في القدرة الشرائية للمغاربة.

وشهدت أسعار الزيوت ارتفاعات متتالية خلال الأشهر الماضية، لا سيما العام الماضي، مما دفع الحكومة المغربية إلى إصدار مرسوم يتم بموجبه إيقاف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على بعض البذور الزيتية والزيوت الخام، قبل أن تعرف الأسعار انخفاضاً طفيفاً في الأسابيع الماضية.

وإضافة إلى "غريبة"، تتألق على موائد المغاربة خلال عيد الفطر حلوى "ريشبوند"، نسبة إلى نوع تجاري من الفراش الوثير الذي يباع في المغرب، وتستلزم بدورها شيئاً من الزيت النباتي وبعض الدقيق والبيض والخمائر، لتصبح عبارة عن كرات صغيرة يتم دسها في "الكوك".

أما حلوى "الغراف" فتقول السيدة فاطنة، وهي حلوانية، إنها تنتمي إلى عهد "سيدنا زمان"، فهي الحلوى التي كانت معروفة في زمن مضى لبساطتها وسهولة إعدادها ثم لقرمشتها ولذتها.

و"الغراف" بالدارجة المغربية هو إناء يغرف به الماء، وفيه يتم وضع قليل من الدقيق والزيت وسكر صقيل للحصول على حلوى بسيطة ومقرمشة، أما حلوى "كاط كاط"، فتشمل "سكر سنيدة" وزيت وبيض ودقيق، وهي تقريباً مقادير حلوى "البوق" نفسها.

وتردف فاطنة أن معظم هذه الحلويات مثل "الغراف" كانت معروفة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وكان الفقراء خصوصاً وسكان البوادي يقبلون على إعدادها وتناولها في البيت، لكن مع مرور الزمن صارت السيدات يضفن إليها بعض التحسينات لتساير العصر.

علاوة على هذه الحلويات التي تعود لعهد الجدات، لا تخلو موائد المغاربة يوم العيد من حلويات تجمع بين "الأصالة والمعاصرة" لكنها مرتفعة الكلفة بخلاف سابقاتها من قبيل حلوى "كعب غزال"، وهي عبارة عن رقائق من العجين على شكل هلال، تزين عدداً من موائد الأسر المغربية في المناسبات المختلفة من زفاف وعقيقة وفي الأعياد أيضاً، وسبب ارتفاع كلفتها نسبياً هو أن حشوها يكون من عجين اللوز أو "اللوز المطحون".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات