ملخص
#الجريمة حديثاً معركة من أجل الكماليات لا الأساسيات والحل علمياً في "تقليل وسائل الإغراء حول المجرم"
أقدم جريمة عرفها الإنسان القتل، إذ قام قابيل بقتل أخيه هابيل، الإنسان وقتها كان أقل ذكاء مما هو عليه الآن، فالغراب دل قابيل على طريقة طمس جنايته من خلال إخفاء جثة الضحية.
ورد في مجلة العلوم الإنسانية مقالة بعنوان "تطور الجريمة واستراتيجية معالجتها"، أن نظرة المجتمع للمجرم متغيرة باستمرار، إذ كان المجرم قديماً بمثابة عدو للمجتمع لذلك حاول المجتمع الانتقام منه بدل إصلاحه بخاصة في عهد السلطات الغاشمة التي مثلتها سلطات مجتمعية عدة، من أشهرها دور شيوخ القبائل وتعاليم الكنيسة في العهد الأوروبي القديم، إذ تركت آثاراً سلبية كثيرة، واستمر ذلك حتى مطلع القرن الـ19 إذ حاول رجال القانون التعامل معها من خلال محاولة فهم الجريمة ومبرراتها والوقاية منها. وتبين رسالة الدكتوراة لمزهر جعفر عبد حول "جريمة الامتناع" ومقالة المحامي سامي العوض بعنوان "الجريمة في مدلولها الجنائي" وكتابات أخرى، أن الجريمة تطورت كثيراً خلال القرون الوسطى وما قبلها بسبب إنكار المجتمع لدوره في حدوثها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد ظل هذا الاعتقاد سائداً حتى زمن "أرسطو" الذي اعترف بأن المجرم إنسان وضع في بيئة خاطئة، ولكنه مع ذلك دعا إلى معاقبته مثل "حيوان شرس"، فكان تطبيق العقوبة يتمثل في تعذيب المجرم وانتظار موته بسبب الاعتقاد السائد بأن أفعاله ما هي إلا "أثر الشيطان" أو نتيجة أرواح شريرة سكنته ودفعته إلى ارتكاب هذا الفعل الشائن، وهو ما عرف بالتفكير غير المنطقي (الغيبي) في تفكيك الجريمة وتحديد العقاب.
الجريمة حديثاً
النشوة والرغبة في تملك الأشياء وحب السيطرة على الآخرين إضافة إلى الانتقام من السلطات الرادعة للمجرم، هي أهم مبررات الجريمة حديثاً، فالجريمة وفق القانوني الإنجليزي (جيريمي بانثام 1748-1832) هي معركة من أجل الكماليات لا الأساسيات كما كان معروفاً حتى أفلاطون، ويعد بانثام صاحب كتاب "مبادئ الأخلاق والتشريع" والمؤسس الروحي لجامعة لندن واحداً من أشد منتقدي الخيال القانوني القديم، إذ دعا إلى "تقليل وسائل الإغراء حول المجرم" وله يعود الفضل في دفع المجتمعات الحديثة مطلع القرن الـ19 نحو الاعتراف بدور المجتمع كله في وقوع الجريمة.
الجريمة عند العرب
خرج العرب في الإسلام من عباءة القوانين العرفية التي كانت تدور في حلقة مفرغة أخرى يمكن اختصارها بقانون الثأر فالدم بالدم، وجاء خروجهم من هذه الحالة في زمن الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب الذي عطل حد السرقة في زمن الرمداء أو المجاعة.
شرلوك هولمز
تعد الشخصية الأسطورية للمحقق الإنجليزي شرلوك هولمز من أهم الشخصيات الخيالية المرتبطة بالجريمة، وقد استطاع الطبيب الاسكتلندي آرثر كونان مبتكر الشخصية أن يجعل من هذا الرجل السوداوي والفوضوي إنساناً خارقاً، وتكمن أهمية هذه الشخصية الوهمية في أنها جاءت في توقيت حاسم ساد خلاله اليأس من قدرة الإنسان على إنهاء الجريمة من دون حاجة إلى قوة خارجية.
الجريمة ووسائل التواصل
أثار النزاع بين تطبيق "سناب شات" الشهير وأجهزة القضاء في بعض الحكومات أخيراً مخاوف من تنامي دور مواقع التواصل في تعزيز الجريمة، ويرفض "سناب شات" إعطاء معلومات حول مستخدمي التطبيق كما هو شأن كل مواقع التواصل الأخرى التي انصاعت إلى رغبة أجهزة حكومية في تتبع مستخدمي هذه التطبيقات للكشف عن الجريمة.