Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تعكس شبكة التواصل المفضلة توجهاتك السياسية؟

وضعت المنصات الاجتماعية المستخدمين في مواجهة دائمة مع الأفكار التي يختلفون معها

مقر شركة تويتر في نيويورك (أ.ف.ب) 

ملخص

وضعت #المنصات الاجتماعية المستخدمين في مواجهة دائمة مع #الأفكار التي يختلفون معها

فتحت وسائل التواصل الاجتماعي آفاقاً جديدة لمستخدميها حول العالم، وتحديداً الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عدد الحسابات النشطة في تلك المواقع بعد الصين والهند، لكن المستهلك الأميركي الذي قربته هذه الشبكات من نظرائه في قارات مختلفة يواجه مثلهم تحديات اجتماعية وسياسية كثيرة، من أبرزها أنه صار على مقربة من الآراء التي تتعارض مع أفكاره، فالجمهوري والديمقراطي اللذان يتحاشيان انحراف المحادثات اليومية البسيطة إلى السياسة في خضم الاستقطاب والمكائد الحزبية أصبحا من خلال مواقع التواصل في مواجهة مباشرة مع كل صغيرة وكبيرة لا تتسقان مع توجهاته، فالآراء التي كان يتجنبها البعض في الأماكن العامة صار بوسعها الآن القفز من الشاشات واجتياح منازلهم.

ووفقاً لدراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث، صارت الجدالات والمناقشات السياسية سمة ملازمة للحياة الرقمية لعديد من مستخدمي وسائل التواصل، وفرصة لبعض المستخدمين النشطين سياسياً الذين يستمتعون بالنقاشات الساخنة مع خليط من أصحاب التوجهات السياسية المتعارضة. ومع ذلك، فإن شريحة واسعة من المستخدمين يعبرون عن حنقهم من حدة النقاش. وبحسب الدراسة، يقول أكثر من ثلث مستخدمي وسائل التواصل إنهم مثقلون بالمحتوى السياسي الذي يتعرضون له. ويصف أكثر من النصف تفاعلهم الرقمي مع المختلفين معهم سياسياً بـ"المقلق" و"المحبط". في المقابل، توجد أقلية كبيرة من المستخدمين تنعم بالقدرة على استهلاك هذا النوع من المحتوى، وتستمتع بتبادل الآراء مع المختلفين معهم.

أين تنشط التيارات السياسية؟

في خضم الاستقطاب السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة، أصبحت وسائل التواصل ساحة للمعارك بين الأيديولوجيات المختلفة، فصراعات اليسار واليمين على "تويتر" و"فيسبوك" لا تكاد تنتهي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الديمقراطية ونقيضها. وفي ضوء ذلك، تساءل استطلاع لـشركة "ستاتيستا" للأبحاث الشهر الماضي هل يفضل اليساريون واليمينيون وسائل التواصل أكثر من غيرهم في الوسط، وهل يلعب الانتماء السياسي دوراً في تحديد المنصة المفضلة للفرد؟

وخلصت الدراسة إلى عدم وجود فجوات كبيرة في تفضيلات معظم الأميركيين لمنصات التواصل الاجتماعي، ولكن هناك بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام. فـ"فيسبوك" مثلاً هو المنصة التي يشعر فيها المعتدلون بأنهم في منازلهم، ويميل هؤلاء إلى تجنب باقي وسائل التواصل أكثر من أولئك الذين يرون أنفسهم أقرب سياسياً إلى اليمين أو اليسار. وعلى رغم أن اليساريين أقل استخداماً لـ"فيسبوك"، فإن "تيك توك" و"إنستغرام" هما الشبكتان الأكثر تساوياً من حيث استخدام اليمين واليسار.

أما في "تويتر" فتبرز الحزبية بوضوح، مع استخدام أكبر من قبل المنتمين لليمين، الذين ينشطون بشكل أكبر في "لينكدان"، في حين يمثل Reddit منصتهم الأقل استخداماً. وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن الموقف السياسي له تأثير محدود للغاية على استخدام وسائل التواصل، فعلى رغم الاختلافات، فإنها لا تزيد على بضع نقاط مئوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السياسة تذيب القواسم المشتركة

وتشير دراسة لمركز "بيو" إلى أن منصات التواصل تعزز شعور 64 في المئة من مستخدميها بأن لديهم عدداً أقل مما كانوا يعتقدون من القواسم المشتركة مع المختلفين سياسياً عنهم. في المقابل، يقول 29 في المئة من المستخدمين، إن المناقشات التي خاضوها مع غيرهم جعلتهم يعتقدون أن هناك عدداً أكبر من القواسم التي تربطهم معاً على عكس توقعاتهم المتحفظة.

ويحاول 83 في المئة من المستخدمين تجاهل ما ينشره أصدقاؤهم من محتوى سياسي مخالف لقناعاتهم، في حين يبادر 15 في المئة بالرد. وعندما يفشل مستخدمو المنصات الاجتماعية في تجاهل "المحتوى الإشكالي"، فإنهم يلجأون إلى بعض الخواص التقنية لمنع ظهور تعليقات المستخدمين المسببين للإزعاج. وقال ما يقرب من ثلث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم غيروا إعداداتهم للحد من ظهور مشاركات بعض الأشخاص لأسباب سياسية، بينما اضطر 27 في المئة إلى حظر أو إلغاء صداقة شخص للأسباب نفسها.

ويتفق نحو 40% من المستخدمين مع فكرة أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أماكن يقول فيها الناس آراء سياسية لم يكونوا ليقولوها حضورياً. ومع ذلك، تشعر أقلية كبيرة أن النقاشات السياسية هناك تعكس إلى حد كبير النقاشات السياسية في مجالات حياتية أخرى. وفي الوقت نفسه يرى 53 في المئة أن هذا النوع من النقاش في منصات التواصل أقل احتراماً.

آثار سلبية على التفكير

ويجادل بحث نشرته مجلة الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي بعنوان "تأثير الشبكات الاجتماعية على جودة التفكير السياسي" بأن هناك آثاراً سلبية لمنصات التواصل على جودة التفكير السياسي، كونها تخلق "فقاعات اجتماعية" من شأنها أن تحد من كيفية تواصل المرء مع الآخرين وكيفية تفكيره بالسياسة.

وتظهر دراسة لمركز "بيو" للأبحاث نشرت عام 2020 أن الأشخاص الذين يلجأون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اطلاع دائم بالأحداث النشطة يولون اهتماماً أقل بالأخبار والسياسة بشكل عام ويكونون أقل دراية بها. ووجدت الدراسة أن 48 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يندرجون في هذه الفئة، ويحصلون بشكل أساسي على أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقاً للدراسة، فإن أولئك الذين يتلقون الأخبار بشكل أساسي من وسائل التواصل الاجتماعي "أكثر عرضة من غيرهم من الأميركيين لسماع ادعاءات كاذبة أو غير مثبتة." وتظهر النتائج أن 57 في المئة من الأشخاص الذين يعتمدون على وسائل التواصل لمتابعة الأخبار لديهم "معرفة سياسية متدنية"، في حين أن المجموعة الوحيدة التي لوحظ أن نسبة كبيرة منها أصحاب معرفة سياسية متدنية، هم الأفراد الذين يتلقون الأخبار من محطات التلفزيون المحلية.

أكثر من 300 مليون مستخدم

تعد وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من الحياة اليومية لمعظم مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة، كونها تقدم فرصاً لا حصر لها للتواصل محلياً وعالمياً. ومع ظهور المؤثرين، أصبحت هذه المنصات أساساً لعديد من الوظائف. وفي عام 2022، صار لدى الولايات المتحدة ثالث أكبر جمهور على وسائل التواصل في جميع أنحاء العالم بعد الصين والهند، فهي موطن لأكثر من 302 مليون مستخدم بمعدل انتشار للشبكات الاجتماعية يبلغ 90 في المئة، وشكلت النساء ما يقرب من 55 في المئة من المستخدمين في الولايات المتحدة.

ووجدت "ميتا" المالكة لكل من "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، أكبر جمهور لها من النساء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، الذين شكلوا 13.6 في المئة من جميع المستخدمين. تبعهم رجال من نفس الفئة العمرية، ويمثلون أكثر من 12 في المئة من جميع مستخدمي منصات "ميتا". وفي الربع الثالث من عام 2021، قال أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة، إنهم يتابعون الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين يعرفونهم على وسائل التواصل، بينما قال 29 في المئة تقريباً إنهم يتابعون الفرق الموسيقية والمطربين والموسيقيين.

وتغيرت وسائل التواصل على مر السنين وتطورت لتناسب تفضيلات المستخدمين وحاجاتهم، ففي حين أن بعضها يركز على تداول المعلومة، مثل "تويتر"، فإن منصات أخرى قائمة على الصور ومقاطع الفيديو. وأوضح استطلاع حديث لـ"ستاتيستا" أن 67 في المئة من المستخدمين في الولايات المتحدة ذكروا أنهم يستخدمون منصات اجتماعية مثل "فيسبوك"، بينما استخدم 59 في المئة منصات مشاركة الوسائط مثل "سناب شات" و"إنستغرام" و"يوتيوب" و"بنترست". وأصبح "تيك توك" التطبيق الأكثر شعبية في عام 2021، إذ تم تنزيله 94 مليون مرة، وتلاه "إنستغرام" 64 مليون مرة.

وتختلف تفضيلات وسائل التواصل بحسب الفئة العمرية، ففي عام 2021، كان 63 في المئة من مستخدمي الجيل "Z" في الولايات المتحدة يستخدمون "تيك توك"، مما يجعله التطبيق الأكثر استخداماً بين هذه الفئة العمرية، وهي المكانة التي احتلها "إنستغرام" عام 2019. وأظهر تقدم التطبيق الصيني جاذبية مفهومه للأذواق الحالية للمستخدمين الشباب. ومع ذلك، من المتوقع أن يبقى في منافسة محتدمة مع "إنستغرام" و"سناب شات" في السنوات المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير