Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"هدنة" السودان... ازدحام بالأسواق وأزمات في المياه والغذاء

المعارك بين الجيش والدعم السريع حولت حياة المواطنين اليومية إلى جحيم

ملخص

تعيش #العاصمة_السودانية موجة من العطش منذ اندلاع #الحرب بسبب الشح الحاد في مياه الشرب على إثر تعطل إمدادات المياه عن كثير من الأحياء والمنازل

ألقت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بظلال كارثية على المواطنين وحولت حياتهم اليومية إلى جحيم، لا سيما في الأيام الأخيرة لشهر رمضان، إذ تعاني معظم أحياء العاصمة الخرطوم نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية.

وتضررت أعداد كبيرة من محطات المياه بسبب القصف، فضلاً عن الانقطاع المستمر ولساعات طويلة للتيار الكهربائي وسط درجات حرارة مرتفعة في أيام الصوم.

الأغذية

ومع مرور الأيام تفاقمت الأزمات لتطاول المواد الغذائية بسبب إغلاق المحال التجارية والمخابز جراء القصف المتواصل الذي يعيق حركة الناس حتى داخل منازلهم، وخلال فترات الهدنة القصيرة، شهدت الأسواق داخل الأحياء ازدحاماً وتدافعاً لافتاً في ظل ارتفاع جنوني للأسعار حال دون تمكن المواطنين من شراء حاجاتهم الأساسية.

أحد المواطنين عثمان الشريف قال "حرصنا على أن نشتري مخزون طعام يكفي لمدة أسبوع، لكن جشع التجار واستغلالهم حاجة الناس حال دون القدرة على تنفيذ خطة الأسرة"، مضيفاً "في ظل ارتفاع أسعار السلع ونفاد المبالغ التي نعتمد عليها، لجأنا إلى خيار تقليل كميات الطعام التي نستهلكها أملاً في أن يستمر مخزونها لأطول فترة ممكنة، فبدلاً من وضع صنفين مختلفين على المائدة كما اعتدنا خلال الفترة السابقة، تقوم الأسرة باستهلاك صنف واحد فقط".

ومع اشتداد الأزمة المعيشية وعدم قدرة المواطنين ميسوري الحال على الخروج خشية التعرض للخطر، اعتذر أحد أشهر التطبيقات الإلكترونية لإيصال الطلبات في الخرطوم من تقديم خدماته للمنازل بسبب القتال الدائر، وقال القائمون على التطبيق إن الطلبات تفوق طاقته الاستيعابية.

أزمة مياه

وتعيش العاصمة السودانية موجة من العطش منذ اندلاع الحرب بسبب الشح الحاد في مياه الشرب على إثر تعطل إمدادات المياه عن كثير من الأحياء والمنازل، مما تسبب في معاناة قاسية للمواطنين الذين اعتبروا أن الوضع تجاوز كل حدود الاحتمال، بخاصة أن الأزمة تأتي في شهر رمضان فضلاً عن شدة الحر.

وسط هذه الأجواء نشط مواطنون في استخدام خراطيم المياه من خزانات منازلهم لمساعدة المحتاجين من الجيران فضلاً عن تسيير عدد من الخيّرين سيارات ممتلئة بالمياه إلى الأحياء التي انقطعت عنها الخدمة، لا سيما في مدينة أم درمان والخرطوم بحري.

وقال مؤمن المكي أحد المواطنين بمنطقة كوبر في بحري، "شبكات المياه تأثرت بسبب الآليات العسكرية الثقيلة، كما أن انقطاع الكهرباء يؤثر تلقائياً في توليد المياه النيلية أو التي تجلب من الآبار"، مضيفاً "عانت أجزاء من الخرطوم وأم درمان انقطاع الإمداد المائي لأكثر من يومين من دون تدخل السلطات المحلية بسبب القتال الدائر، مما أعاق حركة فرق الصيانة".

الكهرباء

وإلى أزمات الغذاء والماء، عانت العاصمة السودانية انقطاعاً في التيار الكهربائي أياماً عدة، وفي درجات حرارة مرتفعة يضطر آلاف المواطنين إلى البحث عن أماكن باردة نسبياً داخل المنازل على رغم خطورة البقاء خارج الغرف خشية التعرض لرصاص طائش أو لقذائف عابرة، كما يواجه المرضى ظروفاً بالغة القسوة نتيجة توقف كثير من الخدمات، ومما فاقم الأزمة أيضاً اعتذار شركة الكهرباء من توافر خدمة الشراء عبر تطبيقات الدفع الآجل بسبب التبريد وعدم إمداد الطاقة نتيجة الوضع الأمني، ووجهت الشركة موظفيها والمهندسين بالعودة للتوصيلات القديمة أي من خلال عمود الكهرباء مباشرة، كما دعت الشركة المواطنين إلى الترشيد يدوياً من داخل المنازل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المهندس معاوية حماد في قطاع بحري "الاشتباكات تسببت في سقوط أسلاك الضغط العالي في بعض المناطق وتلف الكابلات التي تغذي بعض الشبكات الرئيسة، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الكهرباء"، وأضاف "إطلاق النار بصورة عشوائية أسفر عن انقطاع عدد من الخطوط وخروجها كلياً من الخدمة"، وحذر حماد من أن فرق الهندسة لن تستطيع ممارسة عملها إن لم تتوقف الحرب التي امتدت إلى داخل الأحياء.

مشاهدات الهدنة

ولم تكد أول ساعة من الهدنة بين الجيش وقوات الدعم السريع تدخل حيز التنفيذ حتى تعالت أصوات إطلاق النار وتم خرقها، لكن المواطنين لم يكترثوا لأجواء الحرب ودوي المدافع، وشهدت الأسواق داخل الأحياء والمحال التجارية والمخابز ازدحاماً وتدافعاً لافتاً لشراء الحاجات اليومية والمواد الغذائية.

في غضون ذلك دخل السودانيون عقب الإفطار في ممارسة عاداتهم بالالتقاء عبر تجمعات وجلسات صغيرة داخل الأحياء حول بائعات الشاي والقهوة، وسرعان ما عادوا لمنازلهم، وبعد غياب دام ثلاثة أيام عادت العادة الرمضانية "إفطار الشارع" داخل بعض الأحياء حيث توقف إطلاق النار.

في الأثناء أغلقت جميع محطات الوقود بالكامل نتيجة للظروف الأمنية، ووجد أصحاب السيارات صعوبة في التزود بالوقود، وقال عبدالمنعم الشيخ أحد المواطنين بمنطقة الثورات في أم درمان "ضمانات أي هدنة يجب أن تكون مرتبطة بموافقة كل قيادات الأطراف ووجود جهة ترعى الهدنة، سواء كانت محلية أو دولية يكون لها مراقبون على الأرض"، وتوقع أن يحدث ذلك الإغلاق تداعيات على نقل المواد الغذائية والمرضى والجرحى.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات