Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

6 أسئلة عن المقابر الجماعية في غزة

السلطات الفلسطينية تقول إنها تحوي مئات الجثث وإسرائيل تنفي مسؤوليتها ودعوات أممية إلى إجراء تحقيق دولي

تجمع بالقرب من جثث بعد اكتشاف مقبرة جماعية عثر عليها في مجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، 25 أبريل 2024 (أ ف ب)

ملخص

قالت السلطات الفلسطينية إن موقع دفن اكتشف داخل مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسة وسط قطاع غزة، ضم نحو 400 جثة واكتشف بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس.

أثار اكتشاف مقابر جماعية داخل مستشفيين في قطاع غزة دعوات من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وآخرين لإجراء تحقيق دولي، فيما تقول السلطات الفلسطينية إن هذه المقابر تحوي مئات الجثث.

ولا تعريف للمقبرة الجماعية في القانون الدولي، لكنها موقع دفن يحوي جثثاً عدة ووجودها قد يكون مهماً في رصد وقوع جرائم حرب محتملة.

ماذا نعرف عن المقابر الجماعية المكتشفة في غزة؟

وقالت السلطات الفلسطينية إن موقع دفن اكتشف داخل مستشفى ناصر، المنشأة الطبية الرئيسة وسط قطاع غزة، ضم نحو 400 جثة واكتشف بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس.

وشاهد مراسلو "رويترز" الإثنين الماضي عمال طوارئ يستخرجون جثثاً من تحت أنقاض مستشفى ناصر.

وأظهر مقطع فيديو صورته "رويترز" في يناير (كانون الثاني) الماضي حفر مقبرة جماعية وقيام فلسطينيين بدفن جثث، وقالوا إنهم مضطرون إلى القيام بذلك في مجمع ناصر الطبي بسبب تعذر الوصول الآمن إلى موقع دفن مناسب على مسافة أبعد.

وعثرت السلطات الفلسطينية أيضاً على موقع دفن آخر في مستشفى الشفاء شمال قطاع غزة استهدفته عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية.

وتحققت "رويترز" من لقطات لحفر مقابر قرب المستشفى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وقالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان رافينا شمداساني الثلاثاء الماضي إن تحقيقاً يجب أن يجرى للتثبت من عدد الجثث، لكن "من الواضح أن جثثاً كثيرة اكتشفت".

وأضافت شمداساني أن "أيدي بعضهم كانت مقيدة مما يشير إلى انتهاكات خطرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويتعين إخضاع هذا لمزيد من التحقيقات".

هل هناك تحقيق؟

وتجري المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقاً بالفعل في فظائع ارتكبها مسلحو حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ورد فعل الجيش الإسرائيلي.

ويتمتع مكتب الادعاء في المحكمة بالولاية القضائية في الأراضي الفلسطينية، لكنه لم يصدر أي تصريحات عن اكتشاف مقابر جماعية.

هل هناك مقابر جماعية في أماكن أخرى؟

وتشمل الأمثلة في الآونة الأخيرة الصراعين الدائرين في السودان وأوكرانيا، وتقول كييف إن أكثر من 1400 قتلوا في بلدة بوتشا أثناء سيطرة القوات الروسية عليها بعد حربها الشاملة لأوكرانيا في الـ 24 من فبراير (شباط) 2022، واكتشفت أكثر من 175 ضحية في مقابر جماعية.

ولمناسبة مرور عامين على أحداث بوتشا، قال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين هذا الشهر إن القتل "يحمل البصمات المميزة للإبادة الجماعية".

أما في السودان وتحديداً في غرب دارفور فقد دفنت 1000جثة في الأقل وسط مقبرة الغابة، في مذابح على مدى أسابيع في مدينة الجنينة بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) 2023.

هل العبث بمقبرة جماعية غير قانوني؟

وبموجب "اتفاقات جنيف" لعام 1949 التي وقعت عليها إسرائيل، يتعين على أطراف نزاع ما اتخاذ كل التدابير الممكنة لمنع أي عبث بجثث الموتى، ويدعو القانون الدولي الإنساني العرفي إلى احترام الموتى، بما في ذلك واجب منع العبث بالقبور وضمان التعرف على الرفات البشرية ودفنها بشكل لائق.

ويحظر القانون أيضاً التشويه والتدنيس وغير ذلك من أشكال عدم الاحترام للموتى، ويجب على الأطراف اتخاذ تدابير لحماية مواقع الدفن ومن بينها تلك التي تحوي رفات أعداد كبيرة من الموتى.

وفي عام 2002 وضمن قضية تتعلق بمقتل فلسطينيين داخل مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية مسؤولة، بموجب القانون الدولي، عن "تحديد موقع وهوية ونقل ودفن جثث" القتلى الفلسطينيين، وقال القضاة إنه يجب ألا تدفن الجثث في مقابر جماعية بل تسلم إلى السلطات الفلسطينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعرف "نظام روما الأساس" للمحكمة الجنائية الدولية تدنيس جثث الموتى أو التمثيل بها بأنه جريمة حرب، وهو شيء محظور باعتباره إهانة للكرامة الشخصية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن ما تقوله السلطات الفلسطينية عن أن قواته دفنت الجثث "لا يستند إلى أي أساس"، مضيفاً أن المقابر حفرها فلسطينيون، ونشر لقطات تظهر أن المقابر تعود لما قبل عمليات الجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته التي كانت تبحث عن رهائن إسرائيليين فحصت الجثث المدفونة قرب مستشفى ناصر ثم أعادتها، مشيراً إلى "إجراء الفحص باحترام مع الحفاظ على حرمة الموتى".

هل كانت المقابر الجماعية مهمة في محاكمات جرائم الحرب الماضية؟

لعبت الأدلة المستقاة من استخراج جثث من مقابر جماعية دوراً مهماً في محكمة جنائية دولية للأمم المتحدة في يوغوسلافيا السابقة، وأقرت المحكمة أن مذبحة سربرنيتشا عام 1995 التي قتلت فيها قوات صرب البوسنة نحو 8 آلاف فرد من المسلمين كانت إبادة جماعية.

وفي محاكمة جنرال قوات صرب البوسنة راديسلاف كرستيتش، وهو أول شخص تدينه المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة بالإبادة الجماعية عام 2001، وجد القضاة أن الأدلة المستمدة من عمليات استخراج الجثث والتي تظهر أن مئات الضحايا قد دفنوا معصوبي الأعين وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، كان كافياً لاستنتاج أنهم لم يلاقوا حتفهم في قتال.

وقالت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين في بيان عن غزة أول من أمس الأربعاء إن "المقابر الجماعية تحوي أدلة حيوية لإثبات حقيقة ما وقع من أحداث، ويتعين اتخاذ إجراءات على الفور لحماية وتوثيق المواقع التي وردت تقارير عن وجود مقابر جماعية فيها داخل غزة".

وأضافت اللجنة التي ساعدت في التعرف إلى آلاف الضحايا المدفونين داخل مقابر جماعية خلال حروب البلقان في التسعينيات، أنه في حال وقوع جرائم حرب فإن "هذه العمليات تتيح تقديم الجناة إلى العدالة".

ما عواقب انتهاك القوانين المتعلقة بالمقابر الجماعية؟

إذا أدت إعادة الدفن أو فتح المقابر الجماعية إلى تدنيس الرفات البشرية فمن الممكن أن توجه المحكمة الجنائية الدولية اتهامات، وبوسع المحكمة أيضاً أن تستخدم تقارير عن محاولة التستر على جرائم دفن جثث في مقابر جماعية كدليل يدعم أن الجناة كانوا يعلمون أن هذا القتل غير قانوني.

ويستطيع القضاة استخدام الحالات المؤكدة لأشخاص قتلوا وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم للتوصل إلى أن الموتى لم يكونوا من النشطين في القتال.

وبموجب النظام الأساس للمحكمة الجنائية الدولية فإن قتل أو جرح مقاتل أثناء الاحتجاز يعتبر جريمة حرب.

المزيد من متابعات