Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهدنة تترنح مع تجدد الاشتباكات في الخرطوم

الأطباء يؤكدون إجلاء المرضى ورفض دخول المصابين الجدد ويشكون قلة الكهرباء اللازمة لتشغيل معدات إنقاذ الحياة

ملخص

تنتشر في #شوارع_الخرطوم #جثامين بلا دفن وسط تواصل اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فيما تجلي #المستشفيات المرضى وترفض استقبال مصابين جدد لنقص الإمدادات الطبية

رغم الإعلان عن التوصل إلى هدنة لمدة 24 ساعة كان يُفترض أن تنتهي اليوم الخميس عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت الخرطوم، تجدد إطلاق النار في العاصمة السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبعد انفجار الوضع في السودان فجأة، أصبحت هناك جثث بغير دفن ونوافذ حطمتها طلقات الرصاص في العدد المحدود الذي مازال يعمل من المستشفيات في العاصمة الخرطوم وطواقم الرعاية الطبية هجرت المستشفيات في ظل دوي القصف المدفعي حولها.

ويصف الأطباء وموظفو المستشفيات الظروف المروعة المتمثلة في عدم وجود مياه للتنظيف وقلة الكهرباء اللازمة لتشغيل معدات إنقاذ الحياة ونفاد الطعام، مما يضطرهم إلى إرسال المرضى إلى منازلهم ورفض دخول أي مصابين جدد.

ويوجد عدد من أفضل مستشفيات السودان في وسط الخرطوم حيث يدور أشرس قتال بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما يتطلب من الأطباء والمرضى الشجاعة للوقوف في وجه إطلاق النار والقصف.

270 قتيلاً في 5 أيام

وقالت وزارة الصحة السودانية إن 270 شخصا على الأقل قُتلوا منذ اندلاع العنف في نهاية الأسبوع الماضي وأصيب أكثر من 2600 شخص إلى جانب آخرين لا يزالون يحتاجون إلى علاج، مما ينذر بكارثة جراء الانهيار السريع لنظام الرعاية الصحية.

وقالت إسراء أبو شامة، طبيبة في وزارة الصحة السودانية، إن "المستشفيات التي تقدم خدمات للجرحى الآن قليلة جدا، وعدد الأطباء محدود، ولذا هناك تكدس من الجرحى".

أضافت "علاوة على هذا، لا يستطيع جميع المصابين الوصول إلى المستشفى في ظل إطلاق النار. نحتاج فعلا فتح المستشفيات العامة والخاصة لتقديم الخدمات الطبية لجميع المصابين والمرضى".

وقال أحد خريجي الجامعات يبلغ من العمر 25 عاما أصيب برصاصة في كتفه لكنه رفض الكشف عن اسمه خوفا من استهدافه "وجدنا مستشفى يعمل لكنه يعاني قلة الخدمات بسبب عدم توفر الكهرباء".

وقال العاملون في أحد مراكز رعاية الأطفال المصابين بالسرطان بالخرطوم إنهم أوقفوا العلاج مؤقتا بعد توقف مولد الكهرباء.

وقال أشرف الفكي، مدير الشؤون الطبية في مستشفى البراء للأطفال بالخرطوم، إن جناحاً واحداً لا يزال يستقبل المرضى هذا الأسبوع مع وجود طبيب واحد لرعاية طفلين حديثي الولادة باستخدام أجهزة التنفس الصناعي.

وتوفي أحدهما بعد ذلك بوقت قصير وتم إجلاء الثاني في النهاية. وقال الفكي "لا أعرف ماذا أفعل؟"

قصف مدفعي لـ9 مستشفيات

وقالت نقابة أطباء السودان إن تسعة مستشفيات تعرضت لقصف بالمدفعية وتم إجلاء 16 شخصا قسرا على مدى الأيام الأربعة الماضية، مضيفا أنه لا يوجد مستشفى منها يقدم خدمة كاملة داخل العاصمة.

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر السوداني أسامة عثمان "المستشفيات منهارة تماماً وخالية من كل الضروريات. الوضع أكثر من كونه كارثياً".

خارج الخدمة

في السياق، شاهد صحافي من رويترز جريحا ينزف خارج أحد مستشفيات الخرطوم هذا الأسبوع وكان يبحث عمن يساعده لكنه اضطر إلى المغادرة بسبب عدم وجود أطقم طبية تعالجه.

وقال المدير العام في مستشفى فضيل الخاصة خالد فضيل، "في كل مكان حولنا، نتعرض لإطلاق نار وقنابل".

وأضاف أن خزانات المياه وأنابيب الطهي في المستشفى تأثرت إلى جانب فرار كثيرين من الموظفين، مشيراً إلى أن وقود الديزل المستخدم في مولد الكهرباء أوشك على النفاد. وقال إن خزانات المياه لا يمكنها الوصول إلى المنطقة.

وقال فضيل إن مستشفاه هي الوحيدة التي ما زالت تعمل في المنطقة وتعالج أكثر من 30 مصابا من مصابي القتال بينما لحقت أضرار بالمستشفيات الأخرى المجاورة بسبب القصف المدفعي.

وأشار إلى أن المستشفى لم يعد قادراً على تقديم الخدمات وأنه يعمل حالياً على نقل المرضى إلى منازلهم مع إعطائهم تعليمات حول الرعاية الذاتية، أو إحالتهم إلى المرافق الطبية القليلة المتبقية التي مازالت تعمل. وقال فضيل "نحن خارج الخدمة حتى ينتهي كل هذا".

وقال الفكي إن ممرضين أصيبا بطلقات طائشة أثناء عملهما في أحد الطوابق العلوية من مستشفى البراء للأطفال.

ومضى يقول "يسود ذعر كبير بين الطاقم الطبي لأنهم لم يعتادوا على أصوات المدفعية هذه".

وأضاف "في جميع أنحاء العالم، تتمتع المستشفيات بالأمن في أوقات الحرب. ويكون بوسع المستشفيات الحصول على إمدادات وبوسع العمال القدوم والمغادرة بأمان، لكن ليس لدينا هذا". وأشار إلى أنه شاهد الجنود وهم يقومون بدوريات أمام المستشفى أمس الثلاثاء.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري، إن الأطباء يواجهون خطراً حقيقياً. وقال "نشعر بقلق شديد من التقارير التي تتحدث عن هجمات مسلحة على مؤسسات صحية وخطف سيارات إسعاف في أثناء نقل مرضى بداخلها. المؤسسات الصحية تتعرض للنهب والاحتلال".

نقص الإمدادات الطبية

اشتكى لؤي أحمد، أحد المتطوعين في المستشفى الدولي في مدينة بحري المجاورة للخرطوم، من نقص الإمدادات، ومنها الحقن الوريدية والعقاقير المنقذة للحياة.

وقال "هذا هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يستقبل الجرحى ونحن نتلقى مزيدا كل يوم".

لا يستطيع الموظفون الوصول إلى المشرحة بسبب القتال، ومن ثم تُحفظ حفظ الجثث في غرف مزودة بمكيفات الهواء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال أحد الزائرين ويدعى أحمد إن بعض الجثث كانت ملقاة في الهواء الطلق.

وأضاف "لدينا جميعا المشكلات نفسها، الكهرباء والماء والموظفين. هذا ما سيؤدي إلى انهيار النظام الصحي".

ولا يمتلك المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل هؤلاء الذين يحتاجون إلى علاج غسيل الكلى، سوى خيارات قليلة.

وفي أحد المستشفيات غرب الخرطوم، قال رجل يبلغ من العمر 54 عاماً بدا متعباً وخائفاً جداً من الإفصاح عن اسمه إن غسيل الكلى كان آخر خدمة لا تزال تعمل هناك.

وقال، "لا أعرف ما إذا كانت الخدمة ستظل تعمل هنا في الأيام القليلة المقبلة بسبب الحرب".

ولم تصمد، الأربعاء، محاولة جديدة لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وأماكن أخرى، ووقف إطلاق النار الذي مدته 24 ساعة، كان من المفترض أن يبدأ في السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الرابعة بعد الظهر بتوقيت غرينتش)، إلا أن القتال استمر.

قتال مستمر

وفرّ آلاف المدنيين من الخرطوم تحت القصف، الأربعاء، حيث أسفر القتال المستمر لليوم الخامس على التوالي بين قوات الدعم السريع والجيش عن مقتل أكثر من 270 مدنياً.

سيراً أو في مركبات، وعلى طرق تغطيها جثث وهياكل مدرعات متفحمة، عبَر آلاف السودانيين وسط أزيز الرصاص ودوّي القذائف خلال المعارك بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي يقود البلاد منذ انقلابهما المشترك في 2021.

هدنة؟

وكما حصل الثلاثاء، أعلنت القوات المسلحة السودانية موافقتها، اليوم الأربعاء، على وقف جديد لإطلاق النار في معركتها الشرسة مع قوات الدعم السريع بعد فشل اتفاق سابق على هدنة للسماح بإجلاء المدنيين، على رغم أن هدنة الثلاثاء لم تدم دقيقة واحدة، وفقاً للبعض.

وقُتل أكثر من 270 مدنياً في المعارك الدائرة في البلاد منذ السبت، بحسب ما أعلنت سفارات 15 دولة غربية في الخرطوم في بيان مشترك، محذّرة من أن هذه ليست سوى "حصيلة موقتة".

تشاد

وحضّت السفارات الـ15 كلاً الجانبين على "عدم طرد الناس بشكل غير قانوني من منازلهم، وتجنّب (استهداف) البنية التحتية المدنية، والسماح بمرور المواد الغذائية الأساسية والمساعدات الطارئة للجرحى والمرضى".

وجاء ذلك فيما أعلنت نجامينا أنّ حوالى 320 عسكرياً سودانياً فرّوا، الأحد من المعارك الدائرة في بلدهم وعبروا الحدود إلى تشاد حيث سلّموا أنفسهم للجيش التشادي.

وفيما يستمر انقطاع الكهرباء والمياه في بعض أحياء العاصمة الخرطوم بسبب العنف، نشرت قوات الدعم السريع صباح الثلاثاء، فيديو من داخل مطار الخرطوم تُسمع فيه أصوات أسلحة وسط أنباء عن سيطرتها عليه.

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن قافلة دبلوماسية أميركية تعرضت لإطلاق نار الإثنين في السودان في ما يبدو أنه هجوم شنته عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، في حادثة وصفها بلينكن بأنها "طائشة" و"غير مسؤولة".

واستدعت الحادثة تحذيراً مباشراً من بلينكن، الذي أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأميركيين هو أمر غير مقبول.

كما حض وزراء خارجية دول مجموعة "السبع" طرفي النزاع على "وقف الأعمال العدائية فوراً" والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس قال إن الجانبين لم يبديا أي استعداد للتفاوض، مضيفاً للصحافيين "الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعاً بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور".

إليكم تغطيتنا للتطورات السودانية عندما حدثت.

المزيد من الأخبار