رحيل المؤرخ والفقيه السعودي عبدالوهاب أبو سليمان

نعت السعودية المؤرخ والفقيه والعضو السابق في هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالوهاب أبوسليمان الذي رحل عن 86 سنة.

وأعلنت عائلته فجر اليوم الإثنين نبأ وفاته في تغريدة مقتضبة على "تويتر" جاء فيها "بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله وقدره، انتقل إلى رحمة الله معالي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان، وسيصلى عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الظهر، وسيوارى جثمانه بمقابر جنة المعلاة".

ولد يتيماً

وأبوسليمان الذي ولد يتيماً سنة 1937 ودرس مراحل دراسته الأولى في دار الأيتام بمكة المكرمة قبل أن يتخرج فيها سنة 1949، التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي السعودي الذي مهد الطريق نحو الدراسة بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة والتي تخرج فيها سنة 1957.

ودرس الأديب السعودي الذي نال جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية 2014 في بداية حياته على يد علماء المسجد الحرام الذي يضم قبلة المسلمين، وكان من أبرزهم حسن بن محمد المشاط وعلماء آخرون متخصصون في علوم التفسير والفقه والنحو والبلاغة.

وفي سنة 1964 صدر قرار وزاري بتعيينه معيداً بكلية الشريعة لمادتي أصول الفقه والفقه المقارن بجامعة أم القرى، وبعد نحو عام وفي سنة 1965 ابتعث أبوسليمان إلى جامعة لندن لإكمال دراسته العليا بقسم القانون المقارن، وحصل على درجة الدكتوراه مع توصية بطبع الرسالة في عام 1970.

كما حصل على دبلوم في القانون الإنجليزي والدراسات الحقوقية أثناء تحضيره الدكتوراه من كلية مدينة لندن (City of London College).

وشغل الراحل الذي قال في وثائقي قصير عن حياته "أحاول أن أعمل ما يخلدني ويجعل لي حياة أخرى غير هذه الحياة" مناصب عدة، منها عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز عام 1971، وفي عام 1992 عين عضواً في هيئة كبار العلماء وهي أعلى سلطة دينية في البلاد.

وقد منح الشيخ عبدالوهاب الميدالية التقديرية للجامعة من الدرجة الأولى تقديراً للأعمال الميدانية التي أداها خلال عمادته بكلية الشريعة.

ويعد الفقيه أبوسليمان من أوائل من ألف في العملات الورقية والبطاقات  البنكية، وهو الذي عينته وزارة المالية والاقتصاد الوطني (وزارة المالية حالياً) لرئاسة لجنة الاستئناف الجمركية للمنطقة الغربية في سبعينيات القرن الماضي.

نعي 

ونعى الراحل طيف كبير من الأكاديميين والمثقفين ومن طلابه على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب مسفر الغامدي وهو أكاديمي سعودي "مع علمه العميق وفكره الفقهي الواسع كان على قدر عظيم من التواضع"، قبل أن يسهب في الحديث عن علمه الذي لخصه في أمرين هما "التأسيس المنهجي في أطروحاته وتدريسه، وقدرته الموسوعية على ضم المعارف عند النظر والتحليل، والأخذ بمجامع الفكرة من زوايا متعددة، ولذلك تجد في مؤلفاته الفقهية النظر القانوني والحقوقي والجغرافي والتاريخي والاجتماعي وغيرها".

ويصف السيد سمير أحمد برقه وهو باحث شرعي الراحل بالأصولي والمؤرخ المكي المتقن، وكتب "لقد أفنى عمره في طلب العلم والبحث والتأليف".

وقدم الحساب الرسمي لجائزة الملك فيصل العالمية التعازي لأسرته وذويه.