Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غراميات "سيدي الرئيس" فقرة ثابتة في التاريخ الأميركي

البحث في علاقات فضائحية سمة تميز موسم الانتخابات لاستخدامها من قبل الخصم وترمب ليس الأول والقائمة تبدأ بالآباء المؤسسين

كثيرة هي الكتب والتقارير والوثائق التي خصصت للبحث والتنقيب في غراميات رؤساء الولايات المتحدة (أ ف ب)

ملخص

هي فقرة لا تنتهي إثارتها عند #حدود_أميركا أو تتوقف دوائر النقاش حولها بمضي الوقت بل تخلد في #كتب_التاريخ وتبقى مقترنة بإنجازات الرئيس وإخفاقاته السياسية والاقتصادية وفتوحاته الغرامية

فلان عرف امرأة على زوجته وعلان أقام علاقة مع إحداهن وفلانة اكتشفت أن زوجها يخونها وعلانة قفشت زوجها مع امرأة أخرى وقائمة الاكتشافات والانكشافات والعلاقات والقفشات قديمة قدم التاريخ. يقول بعضهم إنه طالما الرجال على قيد الحياة، فالعلاقات السرية قائمة ودائمة. ويقول بعض آخرون إنه لولا منظومة الزواج لما كانت هناك خيانات وعلاقات سرية وأخرى غرامية تثير حب الاستطلاع وتوقظ روح التلصص وتحرك الرغبة البشرية في التعرف إلى فضائح الآخرين. فما بالك لو كان "الآخرون" رؤساء؟ وما بالك لو كانوا رؤساء أميركا؟

العلاقات الغرامية لرؤساء الولايات المتحدة فقرة ثابتة في مناهج التاريخ وهي فقرة لا تنتهي إثارتها عند حدود أميركا، أو تتوقف دوائر النقاش والجدال على خروج الرئيس للاعتذار أو انزواء الرئيس السابق بعد انتهاء رئاسته بعيداً من الأنظار، بل تخلد العلاقة في كتب التاريخ ويبقى اسمه مقترناً بإنجازاته وإخفاقاته السياسية والاقتصادية وفتوحاته الغرامية. وهو تخليد لا يتوقف عند حدود أميركا، بل يمكن القول إن الكوكب يتابع علاقات السيد الرئيس بكل اهتمام وفضائحه بكل ولع وشغف مع قليل من اللوم وكثير من الإثارة.

الإثارة التي وحدت الكوكب الذي قلما يقف على قلب رجل واحد وامرأة واحدة تتألق وتتبلور هذه الأيام بينما أنظار سكانه وعيونهم وآذانهم ودقات البحث على أجهزتهم المتصلة بالأثير تبحث من دون هوادة عن ستورمي دانييلز. والبحث يؤتي ثماره الوفيرة ويثبت أنه يستحق كل دقيقة جهد وكل دقة زر. بعضهم يتابع بكل ما أوتي من شغف حكاية الرئيس الأميركي الأكثر إثارة للجدل مع دانييلز، والبعض الآخر يعرج على مؤهلات السيدة دانييلز ويجدها فرصة طيبة للتبحر في ما تتمتع به من إمكانات وضعتها في المكانة التي تتمتع بها هذا الأيام.

 

بحث محموم

هذه الأيام شهدت عمليات البحث عن ستورمي دانييلز على المواقع الإباحية ارتفاعاً صاروخياً أملاً في العثور على فيديوهاتها وصورها التي جعلت الرئيس السابق لقوة العالم العظمى يعرض نفسه لأخطار القيل والقال والتربص والترصد والتوعد والمقاضاة بغرض الفتك المعنوي والاغتيال الاجتماعي على أمل دق مسمار إضافي في نعش أحلام العودة للبيت الأبيض.

دانييلز، ممثلة الأفلام الإباحية التي أصبحت حديث العالم اليوم والمبرر الشرعي للصولان والجولان في مواقع ومنابع ومناهل المواد الإباحية على شبكة الإنترنت لملايين البشر، لم تكن ممثلة أفلام إباحية مغمورة تبحث عن شهرة مفقودة أو "منقبة عن ذهب" كلاسيكية تسعى إلى اكتساب مصالح أو مميزات عبر علاقة. فهذه هي مهنتها الرسمية والمعلنة إذ تقدم خدمة في مقابل راتب أو مكافأة، لكنها كتبت اسمها بفعل القضية التي ينظر فيها القضاء الأميركي حالياً ضد الرئيس السابق ترمب والتحقيق معه في شأن دفعه لها 130 ألف دولار مقابل صمتها عن علاقة مزعومة بحروف من نور في سجل "غراميات الرؤساء" أو فلتاتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سجل الغراميات والفلتات عامر ووافر أكثر بكثير مما يعتقد الجميع. ودونالد ترمب ليس الرئيس الأميركي الأول الذي يدخل التاريخ بسبب قضية أو علاقة مع امرأة غير زوجته. هو مجرد وافد جديد إلى السجل العتيق فقائمة المزاعم والحكايات المثيرة والتفاصيل الساخنة التي تصاحب مثل هذه الأمور، لكن الباب الذي دخل منه جديد وهو باب الفضائح الجنسية التي وصلت إلى القضاء وارتقت سلم الاتهام لتصل إلى المرتبة الجنائية.

روزفلت وطلاق لم يحدث

المراتب كثيرة والكتب والتقارير والوثائق التي خصصت للبحث والتنقيب في غراميات الرؤساء، تحديداً رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، عدة. من فرانكلين روزفلت وخيانته مع سكرتيرة زوجته ودوايت أيزنهاور وعلاقته مع سائقته، إلى سلسلة علاقات كل من جون إف كينيدي وليندون جونسون، وأخيراً وليس آخراً مع الإبقاء على القوس مفتوحاً جورج بوش الأب وبيل كلينتون ودونالد ترمب.

البداية المؤرخة والموثقة من نصيب فرانكلين رزوفلت الرئيس الـ32 الذي ظل رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بين عامي 1933 وحتى وفاته عام 1945. روزفلت الذي تزوج من إليانور روزفلت ظل على علاقة غرامية مع سكرتيرتها لوسي ميرسر روثرفورد، وذلك بحسب السجلات الرسمية.

علاقة روزفلت الغرامية فيها كثير من التفاصيل المثيرة والحكايات الساخنة بين افتضاح أمره من زوجته التي تمت له بصلة قرابة ورغبته في الحصول على طلاق ورفض والدته لهذا الطلاق ووعد الرئيس بقطع علاقته بالسكرتيرة، وهو الوعد الذي لم يتحقق حتى وفاته. ليس هذا فقط، بل تشير وثائق رسمية يرفضها بعض المؤرخين إلى مزيد من الإثارة، إذ إن معلومات تفيد بأن السيدة إليانور روزفلت ارتبطت بعلاقة مثلية مع أشهر الصحافيات في هذا الوقت وأول صحافية امرأة تحظى بكتابة اسمها على مقالات الصفحة الأولى لصحيفة "نيويورك تايمز" لورينا هيكوك، وهي العلاقة التي بدأت بصداقة وتقارب في الاهتمامات بقضايا الحريات والحقوق والديمقراطية واستمرت على وقع العاطفة حتى وفاة السيدة روزفلت.

أيزنهاور والسائقة

الصحيفة نفسها التي عملت فيها هيكوك "نيويورك تايمز" هي التي كشفت أو ادعت أن الرئيس الـ34 لأميركا دوايت أيزنهاور حينما كان ضابطاً في الجيش الأميركي إبان الحرب العالمية الثانية طلب من قيادته العودة لأميركا لتطليق زوجته "مامي" ليتمكن من الزواج من السائقة، وهو ما لم تتم الموافقة عليه. وعلى رغم افتضاح أمر العلاقة ومعرفة "مامي"، استمرت العلاقة بين الزوجين وبعد وصول أيزنهاور إلى منصب الرئاسة وحتى وفاته في 1969 بعد زواج دام 53 عاماً.

 

 

نصف قرن من الزواج ليس بالضرورة علامة على الزواج الناجح أو السعيد، ولا حتى الزواج الذي لم يدم إلا سنوات قليلة وانتهى بوفاة أحد الزوجين، إذ تبقى ماهية السعادة سر الزوجين. ولم يكن هناك زوجان أكثر إثارة في تاريخ الرئاسة الأميركية من جون إف كينيدي الرئيس الـ35 وجاكلين كينيدي. القصص العاطفية والمغامرات الغرامية لكل من الزوجين ما زالت محط اهتمام الملايين على رغم رحيل كليهما. وصالات المزادات تعرض بين الحين والآخر رسائل غرامية أرسلها الرئيس الراحل لإحداهن، أو فستان ارتدته "جاكي" في مناسبة ما أو صدور كتاب يدعي أنها أيضاً أقامت علاقات غرامية خاطفة، ربما رداً على "التعددية العاطفية" لزوجها التي تنوعت بين سكرتيرات في البيت الأبيض وممثلات أشهرهن على الإطلاق مارلين مونرو وسيدة من ألمانيا الشرقية يعتقد بأنها كانت جاسوسة أرسلت في مهمات استخبارية في أميركا اسمها إلين رومتسك، وهي السيدة التي دخلت التاريخ من أضيق أبوابه لارتباط اسمها برئيسين أميركيين، لكن صولات وجولات الرئيس انتهت باغتياله عام 1969.

من كينيدي إلى جونسون

صولات وجولات مشابهة، لكن ليست بالدرجة نفسها من إثارة كينيدي أو جاذبية "جاكي" دارت رحاها لدى الرئيس الأميركي الـ36 ليندون جونسون ولكنها كانت مغامرات من طرفه وحده. وإذا كانت جاكلين كينيدي جاهرت غير مرة بطرق ساخرة وحادة بعلاقات زوجها ومغامراته، أبرزها حين اصطحبت أحد زوار البيت الأبيض في جولة ووصلت إلى مكتب سكرتيرة كان يعتقد بأنها على علاقة مع زوجها، قالت له وهي تبتسم، "وهذا مكتب السكرتيرة التي ينام معها زوجي"، فإن زوجة جونسون اتبعت أساليب غارقة في المحافظة والكلاسيكية رداً على مغامرات زوجها.

عمدت ليدي بيرد جونسون إلى اتباع حميات غذائية لتقليل وزنها والخضوع لإجراءات تجميلية وتعديل طريقة ارتدائها الملابس، في ما يعتقد بأنها محاولات مستميتة لاستمالة زوجها الرئيس.

وعلى رغم من جهود السيدة جونسون، إلا أن هذا لم يثن السيد الرئيس عن المضي قدماً في العلاقات والمغامرات التي لم تنافسها في السخونة والإثارة إلا مغامرة الرئيس الـ38 للولايات المتحدة الأميركية الرئيس هيرالد فورد.

فورد وبوش الأب

وعلى رغم الصور الفوتوغرافية لفورد وزوجته بيتي فورد والمليئة بالحيوية واللفتات الدالة على الغرام والنظرات المبرهنة على الهيام، إلا أن ما وراء اللفتات والنظرات ربما كان مختلفاً إلى حد كبير. وتشير تقارير صحافية عدة إلى أن الرئيس فورد دخل في علاقة مع الألمانية الشرقية إلين رومتسك التي ورد اسمها في قائمة كينيدي العاطفية، إلا أن هذه العلاقة تظل "كلاماً في الهواء"، لا سيما أن شهادات المقربين منه تنفي ذلك، إضافة إلى أن طبيعة علاقته بزوجته بيتي قلصت هذا الاحتمال.

احتمال وجود علاقة بين الرئيس جورج بوش الأب وقت كان مديراً للاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وإحدى مساعداته دفعت زوجته باربارا إلى التفكير في الانتحار بعمر السبعينيات، لا سيما أن الأقاويل تشير إلى استمرار المغامرة لنحو 18 عاماً. وعلى رغم عدم وجود وثائق تؤكد العلاقة، إلا أن عدداً من الكتب التي صدرت عن السيدة الأولى السابقة الراحلة تشير إلى مرورها بفترات نفسية بالغة الصعوبة. وعلى رغم ذلك، استمر الزواج 73 عاماً حتى وفاة كليهما عام 2018 بفارق زمني ثمانية أشهر.

كلينتون وهيلاري والفستان الأزرق

لكن أشهر غراميات الرؤساء الأميركيين تظل من نصيب الرئيس السابق بيل كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي في أثناء فترة رئاسته بين عامي 1993 و2001.

مغامرة كلينتون العاطفية سببت صدمة عنيفة في المجتمع الأميركي والعالم بأسره، لا لغرابة الضلوع في علاقة لكن للمجاهرة بالتفاصيل الحميمة وأبرزها ثوبها الأزرق الذي حمل دليل الإدانة، ألا وهو السائل المنوي.

 

 

علاقة كلينتون ولوينسكي تميزت بالتفرد من ألفها إلى يائها. بدأت بإصرار على الإنكار أمام الرأي العام وأمام أسرته وزوجته الفولاذية هيلاري كلينتون، ثم مرت باعتراف بـ"علاقة جسدية حميمة وغير مناسبة" ومعها مساءلة قانونية برلمانية للرئيس أوشكت أن تؤدي إلى عزله، لا بسبب العلاقة لكن بسبب الكذب ونجاته بأعجوبة، وانتهت بتحول العلاقة الصادمة ذات التفاصيل المحرجة إلى أداة تسويق في حملة زوجته هيلاري كلينتون الانتخابية لمنصب الرئاسة ومادة تشويقية في سلسلة وثائقية حملت عنوان "هيلاري" ومصدر إلهام لدراما تلفزيونية، ولم تنته بعرض لشراء "الفستان ذي البقعة" للبيع بمليون دولار في متحف "إيروتيك هيريتاج" أو "التراث الشهواني" أو "تراث الإثارة" في لاس فيغاس الأميركية. ففي عام 2015 استيقظ العالم ليجدد حراك مغامرة كلينتون ولوينسكي بأنباء عرض بيع الفستان في المتحف ذي الطبيعة الجنسية والإثارة.

لكن لوينسكي رفضت العرض الذي بررته إدارة المتحف بوضع الفستان ضمن مقتنيات ومعروضات توثق للعلاقات الخاصة لرجال الدولة ورصد ردود فعل الأميركيين تجاه مثل هذه العلاقات المعقدة وكيف ينظرون إلى الرموز التي يفترض أن تكون محل ثقة بعد كشف أمر هذه المغامرات.

ترمب و"الاضطهاد السياسي"

 أما مغامرة الرئيس السابق ترمب الذي يأمل في أن يكون الرئيس اللاحق، فهي مغامرة غريبة، لا من حيث محتواها الجنسي أو إطارها الفضائحي أو حتى تفاصيلها الساخنة مع ستورمي دانييلز، لكن لشبهة التوقيت وملمح التسييس وأمارة التوجيه. فمغامرة ترمب لم تجر وقائعها، في الأقل المتعلقة بدانييلز موضوع القضية، وقت كان رئيساً لأميركا، لكنها حدثت عام 2006 وقت كان مواطناً عادياً، حتى إن كان مليارديراً.

 

 

ويشار إلى أن سجل الاتهامات والتلميحات التي اتهمت ترمب باعتداءات أو علاقات جنسية يحتوي على ما لا يقل عن 26 سيدة ظهر معظمهن أثناء ترشحه للرئاسة وبعد وصوله إلى منصب الرئيس.

ترمب اليوم يتحدث عن إجراءات مسيسة وعن اضطهاد سياسي وعلى رغم أن التفاصيل الدقيقة محل البحث والتقصي، فالسؤال عما إذا كان ترمب استقبل دانييلز في جناحه وهو يرتدي البيجاما وجالساً على الأريكة أو لا، والتأكد من حجم العلاقة الجنسية التي تقول دانييلز إنها حدثت بعد ذلك بقليل ليس صميم القضية، إلا أن ما يشغل الرأي العام العالمي أكثر من موضوع القضية هو مبلغ الـ130 ألف دولار الذي يقال إن دانييلز تلقته قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016 مقابل سكوتها.

انتخابات وفضائح

ومعروف أن الاستعداد للمواسم الانتخابية في أميركا عادة يشمل بنداً خاصاً بالبحث في علاقات فضائحية أو مغامرات عاطفية خاضها المرشح المحتمل لاستخدامها من قبل الخصم وسيلة للردع وأداة للفوز.

لكن تبقى غراميات الرؤساء الأميركيين مادة بالغة الدسامة وشديدة الإثارة لشعوب الأرض. وعلى رغم أن معظم السرديات الغرامية المتداولة حالياً تتعلق برؤساء أميركا في العصر الحديث نسبياً، إلا أن سيرة الرؤساء الأولين لم تخل من تلميحات مثيرة وإن كان التأكد منها يبقى قيد التوثيق.

الآباء المؤسسون

كل من "الأب المؤسس" أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وهو أيضاً من الآباء المؤسسين حامت حوله أقاويل عن علاقات مع "عبيد". وتشمل قائمة الرؤساء الذين تشير تقارير وتكهنات إلى إقامتهم علاقات جنسية، بعضها أسفر عن أطفال غير منسوبين لهم بحسب التقارير، كلاً من ويليام هنري هاريسون وهو الرئيس التاسع لأميركا الذي لم تستمر رئاسته أكثر من 31 يوماً مات بعدها، وخلفه الرئيس العاشر جون تايلر.

وتتسع القائمة لتشمل رؤساء آخرين مع تنوع هويات السيدات اللاتي يعتقد أو يقال إنهم أقاموا علاقات معهن، بين الرئيس الـ20 جايمس غارفيلد والرئيس الـ22 والـ24 غروفر كليفلاند الذي تولى الرئاسة فترتين غير متصلتين والرئيس الـ29 وارين هاردينغ وربما آخرين.

ليست سمة أميركية

قوائم غراميات الرؤساء، أو ادعاء غراميات الرؤساء الأميركيين طويلة وكثيرة. ويعتقد بعضهم أن إقامة علاقات جنسية أو عاطفية خارج إطار الزواج أثناء رئاسة البلاد، أي بلاد، أمر يقتصر على أميركا، لكن أغلب الظن أن "لعبة" البحث في ماض يتمنى الغريم أن يكون فضائحياً لعبة أميركية مضمونة العواقب. كما أن ثقافة المجاهرة بالعلاقات خارج إطار الزواج ونفيها أو الاعتراف بها ومن ثم الاعتذار عنها متعارف عليها أميركياً إلى حد كبير. كما أن إمكانات البحث والتنقيب وكذلك الأدوات المطلوبة لإتمام عمليات البحث والبيئة الحاضنة للكشف والفضح ثرية، إذ إن "المنقبات عن الذهب" Gold diggers موجودات ووسائل إقناعهن بالمجاهرة متوافرة والمال المطلوب من أجل إسكاتهن أو دفعهن إلى الكلام أيضاً متاح والبيئة الحاضنة لانتشار القصص والحكايات سانحة، بدءاً باهتمام شعبي كبير بحكايات الإثارة وقصص الإغراء، مروراً بقواعد لعبة السياسة والانتخابات بحيث الممنوع مسموح والمستور مكشوف، وانتهاء بمنصات إعلامية تعتبر فضح ماضي الرئيس أو حاضره حقاً من حقوق الناخبين.

نهش "سيدي الرئيس"

أما ردود فعل الشارع في أميركا حول غراميات الرؤساء، فمختلفة باختلاف ألوان الطيف. فمن أقصى يمين "هذه حياة الرئيس وهو حر فيها طالما يخدم الناخبين ولا يقصر في تلبية الحاجات والإبقاء على البلاد في صدارة العالم"، إلى أقصى يسار "المبادئ لا تجزأ ومن يقيم علاقة سرية خارج إطار الزواج وينكرها ويعرض زوجته وأبناءه للحرج والمهانة يفعل ذلك بالجميع"، وما بينهما من "خطأ ولكن ليس قاتلاً" أو "نزوة ومرت"، تتأرجح المواقف وتتراوح المحاسبات الشعبية.

وتجدر الإشارة إلى أن طريقة توظيف العلاقة الغرامية للسيد الرئيس من قبل الإعلام، وذلك بإحاطتها بهالة ملائكية من "جل من لا يخطئ" أو بالإصرار على شيطنتها إذ إن "الرئيس الغشاش" أو "الشهواني" أو "الخليع" لها أثر كبير في استقبال الشارع، تحديداً الناخب، للقصة.

كما يشار إلى أن علاقات الرؤساء الأميركيين الغرامية في زمن الـ"سوشيال ميديا" تؤتي ثماراً ذات طابع مختلف عن زمن ما قبل الثورة الرقمية. غراميات الرؤساء قبل الثورة الرقمية ليست كبعدها. ربما تبقى أبعاد العلاقات ومكوناتها المثيرة وتفاصيلها الساخنة متشابهة، وربما كذلك يحتفظ الإعلام التقليدي ومعه فرق إنقاذ الرئيس أو إغراقه عبر أدوات التسويق والعلاقات العامة بجزء من القدرة على توجيه الفضيحة، إلا أن الجموع الرابضة على منصات التواصل الرقمي باتت هي الأخرى ذات سطوة وقدرة على توجيه الرأي العام إما لنهش "سيدي الرئيس" أو الصفح عنه.

المزيد من تحقيقات ومطولات