Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كشف أثري جديد لمدينتين غارقتين في الإسكندرية

تعودان إلى القرن الثاني والرابع قبل الميلاد... وجزء من معبد وعملات ذهبية وحلي نسائية أبرز ما بهما

جانب من حطام المعبد المدمر  للمدينة القديمة آمون جرب (الموقع الرسمي لوزارة الآثار المصرية)

كنوز تحويها السواحل المصرية، ومدن غارقة لا تكف عن البوح بأسرار جديدة من التاريخ مع كل كشف أثري جديد لتكون شاهدة على حضارات وعصور مختلفة. على الرغم من انقضائها فإنها تركت شاهداً على عظمتها والتنوع الثقافي الذي مر بأرض مصر.

وكشفت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية، التابعة للمعهد الأوروبي للآثار البحرية، عن قطع أثرية غارقة بموقع أطلال مدينتي "كانوب" و"هيراكلون" الغارقتين في "خليج أبو قير" بالإسكندرية جرى العثور عليهما خلال أعمال البعثة.

مدينة "كانوب"

وقال إيهاب فهمي، رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوزارة الآثار، لـ"اندبندنت عربية"، "إن أعمال المسح الأثري الأخيرة في موقع أطلال مدينة "كانوب"، كشفت عن بقايا مجموعة من الأبنية تمنح مدينة كانوب امتدادا آخر لمسافة 1 كم نحو الجنوب، عثر به على بقايا ميناء، وعملات ذهبية ومعدنية، ومجموعة من الأواني الفخارية من العصر الصاوي، وحلي ذهبية عبارة عن خواتم وأقراط، إضافة إلى عملات برونزية من العصر البطلمي، وعملات ذهبية من العصر البيزنطي، مما يرجح أن المدينة كانت مأهولة بالسكان في الفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد والعصر الإسلامي".

وأضاف "جميع أعمال البحث البحري لهذا الموسم تمت باستخدام أحدث الأجهزة، وتحديداً جهاز المسح المقطعي للتربة (SSPI)، ويعد أحدث جهاز مسح مقطعي، إذ ينقل صورا عن الشواهد الأثرية الراقدة في قاع البحر أو المدفونة أسفله".

وكانت الإسكندرية قديماً ميناء من أهم الموانئ في العالم لموقعها الفريد، ومرفأ لحضارات كثيرة تفاعلت معها ومزجت بينها في سلام وتآلف، وتعد السفن الأثرية واحدة من أبرز الاكتشافات في مجال الآثار الغارقة نتيجة لحركة السفن التي لم تهدأ في ميناء الإسكندرية لعصور طويلة.

وتابع رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوزارة الآثار "قمنا أخيراً بدراسة بعض حطام السفن الأثرية التي تم اكتشافها من قبل، والتي بلغ عددها 75 سفينة، منها سفينة على الطراز المصري القديم تعود إلى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد".

وأوضح فهمي "أنه تم أيضا الكشف الكامل عن حطام السفينة، التي تحمل رقم 61، وكان يعمل عليها فريق مصري متخصص على مدار أربعة مواسم، ويصل طول السفينة 13 مترا وعرضها 5 أمتار، وكانت مدفونة بالطمي على عمق يتراوح ما بين متر إلى ثلاثة أمتار، وعثر بداخلها على العديد من الأواني الفخارية والمعدنية والعملات والحلي، ويمكن أن ينسب هذا الحطام بشكل مبدئي إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وجارٍ دراستها حالياً تمهيداً لإعداد تقرير للنشر العلمي لها بالاشتراك مع البعثة".

وكانت البعثة الأثرية المصرية الأوروبية أنهت أخيراً أعمال الموسم الأثري بموقع أطلال مدينتي كانوب وهيراكلون الغارقتين في خليج أبو قير بالإسكندرية، الذي استمر قرابة الشهرين.

مدينة "هيراكلون"

وبشأن أطلال مدينة هيراكلون الغارقة، أوضح فرانك جوديو‏، رئيس البعثة، "أن البعثة كشفت عن جزء من معبد مدمر بالكامل داخل القناة الجنوبية، ويعتبر المعبد الرئيس للمدينة (آمون جرب)، بالإضافة إلى احتوائه على العديد من الأواني الفخارية الخاصة بالتخزين، وأواني مائدة من القرن الثاني والثالث قبل الميلاد، بالإضافة إلى عملات برونزية من عصر الملك بطليموس الثاني، وأجزاء من أعمدة دورية ظلت محفوظة على عمق ثلاث أمتار من الطمي داخل قاع البحر، إضافة إلى بقايا معبد يوناني أصغر داخل طمي القناة". وأشار إلى "أن أعمال المسح للموقع باستخدام جهاز SSPI أسفرت عن وجود امتداد آخر لميناء هيراكلون الذي يتكون من مجموعة من الموانئ لم تكن معروفه من قبل".

قصة مدينتين

وكان لمدينة هيراكلون أهمية كبرى في التاريخ القديم، فإلى جانب كونها مركزاً دينياً بارزاً كانت ميناءً ونقطة تجارية رئيسية على البحر المتوسط في القرن السادس قبل الميلاد، وكانت تسمى عند قدماء المصريين "ثونس" أو "تاهونى"، ووصفت بأنها "مدخل بحر اليونانيين"، وعندما بدأ علماء الآثار الغوص في هذا الموقع في التسعينيات من القرن الماضي اكتشفوا أطلال معبد هيراكلون الذي كان مخصصًا لآمون وهرقل وخونس، ابن الإله آمون، ووجدوا تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة وزوجاتهم وآوانيهم وحليهم، والعديد من السـفن الخشبية المحطمة.

 بينما تـعتبر مدينة كانوب، أو كانوبيس باليونانية، وهي مدينة مصرية قديمة كانت تقع على البحر المتوسط شرق الإسكندرية عند مصب فرع بائد للنيل كان يسمى بالفرع الكانوبي، ميناء رئيساً للتجارة الإغريقية في مصر قبل إنشاء مدينة الإسكندرية، وسميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى القائد البحري الأسطوري الإغريقي كانوبوس، الذي يتردد أنه دُفن بالمدينة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة