Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هموم المعيشة تسرق جمهور الكوميديا في موريتانيا

وجد ضالته في مسلسلات "ربيع العمر" الدراما التي تناقش تحديات اجتماعية وقصصاً واقعية

نجوم "شيخ الدشرة" يحتفلون بالانتهاء من تصوير مسلسلهم الذي حظي بأعلى نسبة مشاهدة في موريتانيا (اندبندنت عربية)

ملخص

الواقع الاقتصادي يحرم #الموريتانيين من متابعة مسلسلات #رمضان ويحول اهتمامهم نحو #الدراما

لم تعد مشاهد المسلسلات الكوميدية التي تبثها أغلب القنوات الموريتانية في شهر رمضان المبارك، تستهوي عشاق الشاشة الصغيرة. فالأوضاع الاقتصادية لأغلب الأسر الموريتانية صرفت الاهتمام حول تدبير موائد الإفطار، وبقي نجوم الكوميديا يواجهون انحسار الانتشار والمتابعة، وتحولت بوصلة المشاهدات خلال هذا الشهر الرمضاني نحو الدراما الاجتماعية التي أصبح لها جمهورها الخاص عكس المواسم الرمضانية الماضية.

لا وقت للكوميديا

ويحظى نجوم الكوميديا في موريتانيا بنسب مشاهدة كبيرة، وترتفع نسب مشاهدات المسلسلات الكوميدية بحسب أرقام إحصائيات شركات الإنتاج ومؤسسات الضبط التلفزي في البلد، الذي يتوفر على باقة تلفزيونية على القمر الاصطناعي (عربسات) تبلغ 12 قناة تلفزيونية.

ويدافع المنتج التلفزيوني بون أميده عن مركزية الكوميديا في دائرة اهتمام المشاهد الموريتاني خلال رمضان بقوله "الواقع أن كل الإنتاجات التي قمت بها تميل إلى الكوميديا... ومواضيعها كوميدية وكذلك معالجاتها، سوى عمل درامي واحد. وبناء على هذه المعطيات أعتقد أن الكوميديا ما زالت تجد اهتماماً ومتابعة كبيرين من قبل الموريتانيين".

وعن علاقة الموريتانيين بالكوميديا يعتبر الكاتب والسيناريست الربيع أدوم، الذي حظي المسلسل الذي كتب قصته وحواره، بإشادة واسعة من النقاد والجمهور، أن "المشاهد مهتم بالكوميديا كمادة أساسية في رمضان، وأعتقد أن الشاشة الموريتانية نقلت الأعمال الكوميدية طيلة السنوات الماضية وكانت تنتج بغزارة، وقد عبرت عن مشكلات الناس بأسلوب ساخر. والأكيد أن المشاهد أصبح مهتماً بالدراما أخيراً، وهذا لا يغني عن المسلسلات الكوميدية، إلا أن جديد هذا العام هو أن إحدى القنوات الرسمية بثت عملاً درامياً متناسقاً يملك سيناريو قوياً ويطرح بعض مشكلات المجتمع بشكل دقيق وصريح ويناقشها في مسلسل (ربيع العمر)، وهذا لا يعني أن المشاهد لم يعد مهتماً بالكوميديا بقدر ما هو متعطش لعمل درامي يناقش مشكلات المجتمع".

وعلى رغم تراجع جماهيرية الأعمال الكوميدية هذا العام، فإن المنتج الفني فؤاد الصفرة يقول إن "الأعمال الكوميدية ستظل هي الأكثر مشاهدة لأن الناس في رمضان تريد أن تضحك. وعلى رغم نجاح مسلسل (ربيع العمر) الدرامي، فإن الكوميديا لها جمهورها العريض في موريتانيا بدليل نسب المشاهدة الأعلى التي حققها مسلسل (شيخ الدشرة) الكوميدي، ووجود الجاد والساخر يمنح المشاهد خيارات أكثر وهذا مهم للساحة الفنية".

ويرى المخرج التلفزيوني عثمان علي أن "الموريتانيين ملوا الكوميديا التي يقدمها نجوم هذا الفن، كما أن تراكم الأزمات الاقتصادية التي يعيشونها دفعت بهم إلى هجر الضحك، وأسهم هذا التحول في انجذاب الموريتانيين للأعمال التي تحاكي واقعهم الاقتصادي والسياسي، ربما كنوع من البحث عن الخلاص".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دراما الواقع

فرضت الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها أغلب الموريتانيين نفسها وباتت متابعة الدراما نوعاً من الترف. إلا أن لجوء غالبية الجماهير إلى المحتوى المصور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، جعل الإنتاج الدرامي المحلي محط اهتمام من شرائح عدة من المجتمع الموريتاني.

ويرى المنتج والمخرج التلفزيوني بونه أميده أن "ما يعيشه الموريتانيون من أوضاع صعبة يؤثر سلباً على نسبة متابعتهم، ذلك أن العمل والسعي وراء لقمة العيش تبعد المواطنين عن شاشات التلفزيون ويتركون الدراما، لذا أنا أرى أن من يعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة يحتاج لأوقات ترفيه والكوميديا هي متنفسهم الوحيد في رمضان".

مستقبل واعد

وارتفع المردود المالي لفضاء الإنتاج التلفزيوني بشكل كبير في السنوات الأربع الماضية في موريتانيا، وأصبحت القنوات التلفزيونية الرسمية والخاصة تدفع أرقاماً مالية كبيرة للاستحواذ على حقوق بث هذه الأعمال التي توفر مساحة إعلانية مهمة تعود بالنفع المادي الكبير لميزانيات هذه القنوات.

وعن مستقبل الإنتاج الدرامي في موريتانيا، يرى الربيع أدوم أن "السنوات المقبلة حبلى بالإنتاج الدرامي الضخم، وستتعزز مؤهلات صناع الدراما في مجال الصوت والصورة، وأعتقد أن المستقبل واعد في هذا المجال لأنه ما زال بكراً وسيشهد تطوراً، ويحتاج لكثير من المعالجة، وستمنح الخبرة التي اكتسبها صناع الدراما في هذه التجارب مزيداً من الجودة والعمق في قادم أعمالهم".

ويتفق مدير تصوير مسلسل "ربيع العمر" محمد محمدي أن "مستقبل الإنتاج واعد، وأرى أن المشاهد الموريتاني أصبح يملك ذوقاً فنياً راقياً، ولديه متطلبات كثيرة لكي يرضى عن أي عمل فني، وهذا مما يدفعنا للعمل بجد من أجل إقناع الجمهور وكسب وده".

ويرى المخرج عثمان أن هناك تحديات أخرى تقف في وجه صناعة دراما جادة، أهمها "أن عدم اهتمام الجهات المخولة بالإنتاج فاقمت أزمة الدراما، فوزارة الثقافة الموريتانية لم توفر ظروف إنتاج للعاملين في صناعة الدراما، ويبقى فقط إنتاج التلفزيون الموريتاني الموسمي وهو محدود ولا يمكن أن يؤسس لدراما وطنية قوية، كما أن سوق الإعلانات ما زالت ضعيفة".

ومن مقومات بقاء الكوميديا كمتربع على عرش الإنتاج التلفزيوني في موريتانيا ما يؤكده المنتج الفني فؤاد الصفرة "السماح لصناع الكوميديا بمساحات نقد واسعة لتوجيه سهام السخرية في القضايا السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، وهذا متنفس مهم للمشاهد الموريتاني وعامل بقاء لهذا النوع من الإنتاج التلفزيوني".

ويذهب النجم الكوميدي حمادة سيدات بطل "يوميات حمادة" المتابع على نطاق واسع في موريتانيا، إلى أن "غمر الموسم الرمضاني بالأعمال الكوميدية خلال هذا الموسم الرمضاني الجاري، الذي بلغ سبعة مسلسلات كوميدية، أدى إلى ملل المشاهد من هذه الأعمال الساخرة، وانتقل إلى الدراما ليجد ضالته في مسلسل (ربيع العمر) الدرامي مثلاً الذي يناقش تحديات اجتماعية مطروحة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير