Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يصبح ديسانتيس أكبر الخاسرين من محاكمة ترمب؟

هرع حاكم فلوريدا إلى الدفاع عن الرئيس السابق ووصف الاتهام بأنه "غير أميركي"

ما يزيد من معضلة ديسانتيس (يمين) أن ترمب لا يزال هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024 (أ ف ب)

ملخص

ما فعله #ديسانتيس يسلط الضوء على الموقف غير المستقر الذي يجد نفسه فيه بينما يتطلع إلى تحدي #ترمب في نيل ترشيح الحزب الجمهوري عام 2024

يواجه رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا وأبرز المنافسين المحتملين للرئيس السابق دونالد ترمب خطراً سياسياً منذ صدور لائحة اتهام ترمب، فعلى رغم انتقاد الرئيس السابق له مرات عدة، هرع ديسانتس إلى الاصطفاف معه فور توجيه الاتهامات من المدعى العام في مانهاتن بنيويورك، في محاولة لعدم إغضاب القاعدة الشعبية الموالية للرئيس السابق، لكن محاكمة الرئيس السابق تزرع ألغاماً سياسية على طريق ترشحه المتوقع في نهاية الربيع، في وقت يعاني فيه من تراجع نسبة تأييده بين الجمهوريين، فهل يصبح ديسانتس أكبر الخاسرين من محاكمة ترمب أم سيضطر إلى تغيير استراتيجيته مع بدء سير المحاكمة على رغم الأخطار التي تحيط بهذا النهج؟

الأكثر ارتباكاً

وحتى قبل أن يظهر الرئيس السابق في المحكمة أمام القاضي لسماع الاتهامات المنسوبة إليه، كان قرار هيئة المحلفين في نيويورك توجيه اتهامات ضد ترمب، أشبه بنيزك ضخم ضرب أراضي الولايات المتحدة، وغير الحسابات التي كان الخبراء الاستراتيجيون يخططون لها منذ فترة طويلة، غير أن حسابات الحملة الرئاسية المنتظرة لحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، كانت الأكثر ارتباكاً بين جميع المرشحين الآخرين الذين أعلنوا عن منافستهم ترمب أو أولئك الذين يعتزمون الدخول في حلبة السباق الانتخابي، ذلك أن حاكم فلوريدا هو المرشح الوحيد الذي اقترب من تحدي دونالد ترمب في استطلاعات الرأي لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، ولا يوجد مرشح آخر يتجاوز 10 في المئة من تأييد الناخبين الجمهوريين.

وبعد أن أمضى أسابيع يتعرض لانتقادات الرئيس السابق وحلفائه، هرع ديسانتيس إلى الدفاع عن الرئيس السابق فور صدور لائحة الاتهام. ووصف الاتهام بأنه "غير أميركي"، أي مخالف للتقاليد والأعراف الأميركية، كما أكد أنه لن يساعد في أي جهود لتسليم ترمب إلى نيويورك إذا طلب الادعاء في نيويورك ذلك، وهو ما جعل حلفاء الرئيس السابق يشيدون برده.

لكن ما فعله ديسانتيس يسلط الضوء على الموقف غير المستقر الذي يجد نفسه فيه بينما يتطلع إلى تحدي ترمب في نيل ترشيح الحزب الجمهوري عام 2024، ويسعى في الوقت نفسه إلى استرضاء قاعدة الناخبين الجمهوريين المحافظة التي لا تزال موالية بشدة للرئيس السابق.

تجميد السباق

وبحسب بعض الخبراء الاستراتيجيين الجمهوريين مثل مات تيريل، المساعد السابق لرئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، فإن الوضع الحالي لترمب ودعم منافسيه الجمهوريين يجمد السباق الآن، ويسلط الضوء على ما رأيناه منذ سنوات بأن الرئيس السابق هو القوة المهيمنة في الحزب الجمهوري، بينما باقي المرشحين الحاليين والمحتملين يساندون الرئيس السابق.

وفي حين لم يعلن ديسانتيس بعد عن حملته للترشح إلى البيت الأبيض، والتي ستنطلق على الأرجح في أواخر الربيع بمجرد اختتام المجلس التشريعي لولاية فلوريدا دورته السنوية، فقد خلقت لائحة اتهام ترمب في نيويورك حقل ألغام سياسياً لديسانتيس الذي تعرض للهجوم من ترمب وحلفائه منذ أسابيع، في وقت يستعيد فيه الرئيس السابق مرة أخرى سيطرته على نشرات الأخبار والبرامج التحليلية، الأمر الذي يجعل من الصعب على حاكم فلوريدا البقاء في دائرة الضوء مثلما فعل خلال الأشهر العديدة الماضية.

استطلاعات محبطة

وما يزيد من معضلة ديسانتيس أن ترمب لا يزال هو المرشح الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، فعلى رغم الدلائل التي أشارت في وقت سابق من هذا العام إلى تراجع دعمه، تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ترمب يوسع تقدمه على ديسانتيس، حيث أظهر استطلاع أجرته شبكة "فوكس نيوز"، ونشر الأربعاء الماضي، أن ترمب ارتفع تأييده بين الجمهوريين إلى 54 في المئة، بينما هبط دعم ديسانتيس إلى 24 في المئة فقط، وجاء هذا في أعقاب استطلاع أجرته جامعة "مونماوث" أظهر أيضاً أن ديسانتيس يواصل التراجع في السباق، حيث انخفض دعمه بين الجمهوريين إلى 27 في المئة مقابل 41 في المئة من التأييد للرئيس السابق، بعد أن كان قد حصد دعم 33 في المئة في فبراير (شباط).

كما أظهر استطلاع شبكة "أن بي آر" و"ماريست كوليدج"، الأسبوع الماضي، أن ثمانية من كل 10 جمهوريين يدعمون ترمب ولديهم رأي إيجابي عنه ويصفون الاتهامات بأنها ملاحقات سياسية، على رغم أن 57 في المئة من الأميركيين يرون أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها معه.

الشمس والأقمار

وفي ظل هذا التراجع، يبدو من الواضح أن ديسانتيس لا يمكنه التنافس مع جاذبية ترمب العميقة لناخبي حركة "ماغا"، "اجعلوا أميركا عظيمة"، مرة أخرى، بحسب ما يقول جوناثان شيت الكاتب في صحيفة "إنتليجنس"، والذي يعتبر أنه من الممكن أن يعيد ديسانتيس التفكير في خططه بالكامل، نظراً للمناخ السياسي داخل الحزب الجمهوري الذي يجعل ترمب مثل الشمس وأكثر منافسيه قوة مجرد أقمار صغيرة تدور حوله، في حين أن ديسانتيس يبلغ من العمر 44 سنة فقط، ولا ينبغي عليه المخاطرة بمستقبله السياسي اللامحدود في حملة يقضي فيها نصف وقته في محاولة تقويض الرئيس السابق أو التفوق عليه، والنصف الآخر يدافع عنه ضد المدعين العامين في نيويورك وخطط الرئيس جو بايدن والملياردير اليساري التوجه جورج سوروس، وإنما ينبغي عليه أن يتجاوز هذا النهج.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذا كان توجيه الاتهام ضد ترمب قد خلق معضلة لـديسانتيس، فإنه يشكل تهديداً وجودياً لمرشحي 2024 الآخرين الفعليين أو المحتملين مثل مايك بنس ونيكي هايلي والسيناتور تيم سكوت وغلين يونغكين حاكم ولاية فيرجينيا، وأي شخص آخر يسعى إلى الخروج من الشعبية المنخفضة في استطلاعات الرأي، والذين ستصبح مواقفهم المتناقضة تجاه ترمب واضحة بشكل مؤلم في كل مرة يسألهم الصحافيون فيها عن مشكلات الرئيس السابق القانونية.

وإذا كان ينظر إلى حاكم فلوريدا على أنه يتراجع، فقد يصبح شخصية ثانوية عند إطلاق حملته التي طال انتظارها، حيث يتساءل النقاد بصوت عالٍ عما حدث للسياسي الذي بدا أنه مستعد لتحدي ترمب وإقصائه منذ وقت ليس ببعيد، بخاصة أن المزيد من الأخبار السيئة قد تكون في انتظار ديسانتيس، مع إمكانية صدور المزيد من الاتهامات في أتلانتا وواشنطن ضد ترمب، والتي سيصورها على أنه عاصفة متزايدة من الاضطهاد والانحياز السياسي ضده.

فرصة فريدة

غير أن خبراء آخرين يرون أن لائحة اتهام الرئيس السابق يمكن أن تقدم لديسانتيس فرصة فريدة. ويشير كيفين مادن، وهو استراتيجي جمهوري ومستشار سابق لميت رومني خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2012، إلى أن ديسانتس يجب أن يستخدم لائحة الاتهام كوسيلة لزيادة حدة التناقض بينه وبين ترمب، من خلال إثبات أنه المرشح الأفضل، لأنه إذا كان خصمك تحت لائحة الاتهام ولا يمكنك استخدام ذلك لصالحك، فإن ذلك يثير أسئلة عن ترشيحك.

ويقترح أحد حلفاء حاكم فلوريدا أن يقوم الأخير بأمرين في وقت واحد، وهما إدانة التهم الموجهة إلى ترمب، مع الاستمرار في تصوير نفسه كبديل جيد للرئيس السابق الذي يواجه اتهامات جنائية تتعلق بدفع أموال لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز قبيل انتخابات 2016.

جدوى ترمب

وعلى جانب آخر، يمكن له أن يعيد تسليط أضواء وسائل الإعلام عليه مرة أخرى من خلال إثارة الأسئلة حول جدوى انتخاب الرئيس السابق للرئاسة، بحسب ما يقترح مارتن سويت أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بوردو"، في إشارة إلى أن ترمب منذ فوزه بالبيت الأبيض عام 2016، ترأس حزبه في ثلاث دورات انتخابية باهتة، فقد شهدت انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 خسارة الحزب الجمهوري سيطرته على مجلس النواب، وفي عام 2020 خسر ترمب محاولة إعادة انتخابه لدورة ثانية، وانتهى عام 2022 بمحاولة جمهورية فاشلة لاستعادة السيطرة في مجلس الشيوخ، في حين فاز ديسانتيس في العام نفسه بمحاولة إعادة انتخابه بهامش مذهل وصل إلى 19 نقطة، وهو الأكبر في سباق حكام فلوريدا منذ أربعة عقود.

ويتوقع سويت أن يثير ديسانتيس قضايا خسائر ترمب الانتخابية المستمرة أكثر من أي شيء آخر، لأن هذه هي نقطة الانقسام التي تكشف ما إذا كان أتباع ترمب يهتمون بالأفكار التي يمكن أن تدفعهم للفوز بالبيت الأبيض، أو يريدون ببساطة التزلف بعد أخبار اتهام الرئيس السابق.

لكن فورد أوكونيل الاستراتيجي الجمهوري والمرشح السابق للكونغرس، يرى أن رفض حاكم فلوريدا المساعدة في أي إجراءات تسليم للرئيس السابق كان بمثابة اعتراف ضمني بمدى خطورة لائحة اتهام ترمب من الناحية السياسية، بخاصة بعد أن قال في وقت سابق إنه ليس لديه خطط للتورط في القضية، ما أثار غضب حلفاء ترمب الذين حثوه على محاولة وقف أو تأخير أي تسليم محتمل.

هجمات في الانتظار

وبينما يقول عديد من الجمهوريين إن لائحة الاتهام قد تنتهي بالفائدة على ترمب على المدى القصير، إلا أنه قد يجد نفسه في النهاية معرضاً لهجمات من داخل حزبه، ويتوقع أحد الاستراتيجيين الجمهوريين أن ديسانتيس سيناور بشكل جيد عندما يتعلق الأمر بترمب لبضعة أشهر قبل أن يقفز إلى السباق، لكن بعد ذلك ستندلع المعركة الحقيقية، وسيصور ديسانتيس الرئيس السابق على أنه مدير حلبة السيرك، وأنه هو الشخص المناسب الذي يمكن أن يحمل الشعلة من دون أن يجلب معه هذا السيرك والضجة التي تصاحبه، لكن الوقت ليس مناسباً الآن لإثارة هذا الجدل.

وعلى رغم أن ثلاثة أرباع الجمهوريين يريدون أن يصبح ترمب رئيساً مرة أخرى، فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتغير بها ذلك، وفقاً للاستراتيجيين الجمهوريين، هي التعامل مع نقاط الضعف السياسية للرئيس السابق، وتصوير مشكلاته القانونية على أنها رمز للفوضى والدراما التي تحيط بترمب وجعل هذه الحجة واضحة لقاعدة الحزب الجمهوري.

لكن حتى الآن، لم يكن هناك أي شخص على استعداد لشن هجمات بأي طريقة مستدامة، ومع ذلك، قد تؤثر لوائح اتهامه على المدى الطويل في وضعه خلال الانتخابات من خلال الحديث المستمر عن جرائمه المزعومة، مما سيزيد من إرهاقه وفريقه أمام جمهور الناخبين، بخاصة في المناطق غير الجمهورية، وفقاً للكاتب السياسي إدوارد كليغور الذي يرى أن ذلك ربما يزعج ناخبي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية بما يكفي لمنع الرئيس السابق من الفوز بالترشيح بسهولة، وفي الوقت الحالي، ستحاصر أنباء سوء سلوك ترمب الجمهوريين أكثر مما يتعرضون له من أنباء عما يمكن أن يفعله كرئيس محتمل.

المزيد من تحلیل