Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عصابات سرقة السيارات في الجزائر تبتكر حيلا للإيقاع بضحاياها

تتنوع بين استخدام التكنولوجيا لفك الشيفرات والاحتيال على مكاتب تأجير السيارات وغيرها من ضروب الاحتيال

تلجأ عصابات السرقة إلى العنف الجسدي والاعتداءات على مالكي السيارات (موقع التلفزيون الجزائري)

ملخص

تملك #الشرطة_الجزائرية قارئاً آلياً للوحات الترقيم مثبثاً بسياراتها يسمح برصد كل #السيارات_المسروقة المعلن عنها وأيضاً بكشف السيارات التي تحمل لوحات ترقيم مزورة

تطورت الأساليب والحيل التي تستخدمها عصابات سرقة السيارات في الجزائر بشكل لافت، وأخذت أبعاداً مقلقة وخطرة كبدت مالكي المركبات خسائر فادحة، خصوصاً بعد ظهور شبكات منظمة أصبحت تستخدم حيلاً "شيطانية" كثيرة للتمكن من سرقة أكبر عدد من السيارات.
وبقدر ما تبتكر عصابات السرقة مزيداً من الحيل والتقنيات لضمان سطو "ناجح" على مختلف السيارات دون إثارة انتباه أحد، يتصاعد أيضاً لجوؤها إلى العنف الجسدي والاعتداءات على مالكي السيارات، وبخاصة على الطرق المعزولة في المناطق النائية.

شهادات حية

"حسان ل" عامل في قطاع نقل البضائع في الجزائر، وقع ضحية عصابات السرقة التي سلبته سيارته النفعية التي اقتناها بدعم حكومي ضمن آلية تشغيل الشباب، والتي كانت تؤمن له قوت عياله.
ويقول حسان لـ"اندبندنت عربية" إنه تلقى اتصالاً هاتفياً في أحد الأيام من طرف زبون يخبره بالتواصل معه لنقل سلعة من العاصمة نحو محافظة مجاورة مقابل مبلغ مالي معتبر. وأوضح أنه تردد في البداية في قبول العرض، لكن حاجته الملحة إلى المال لدفع أقساط المركبة لدى البنك جعلته يقبل العرض، وينطلق نحو الزبون لتلبية طلبه. ويضيف أنه لدى لقائه بالزبون الذي كان مرفوقاً بشخص آخر، لم يلحظ أي شيء غريب، بل انطلق الجميع نحو الوجهة المحددة بشكل عادي، غير أنه تفاجأ لدى بلوغ طريق قليل الحركة، بـ"الزبون" وصاحبه يشهران في وجهه سكيناً وحاولا طعنه، لكنه تمكن من الإفلات ولاذ بالفرار إلى غابة قريبة من المكان، قبل أن ينطلق اللصان بالسيارة إلى وجهة مجهولة.
ويحمد حسان الله عندما يتذكر الحادثة التي كادت تودي بحياته، لكنه يتحسر عن ضياع سيارته مصدر رزقه التي لم يتم العثور عليها لحد الآن.


قصة أخرى يرويها محمد سائق سيارة أجرة، حول حادثة استيلاء عصابة سرقة على سيارته في وضح النهار وأمام الملأ. ويقول محمد، "كنت متوقفاً كعادتي في المحطة أنتظر الزبائن فإذا برجل وامرأة يقتربان مني ويطلبان نقلهما إلى مدينة مجاورة، وكان فصل صيف". ويضيف "حرص الرجل والمرأة التي كانت ترافقه على الظهور بمظهر الوقار، لكنها كانا يبيتان نية خبيثة كلفتني سيارتي في غفلة مني".
ويتابع "انطلقت بالزبون ومرافقته نحو مقصدهما، ولما اقتربنا من الوصول طلب مني الشخص التوقف لاقتناء بعض المرطبات لأن الجو كان حاراً وقتها، فركنت السيارة على الجانب، واحتراماً للمرأة فضلت النزول لشراء المطلوب تاركاً المحرك في حالة تشغيل. وما إن ابتعدت بضعة أمتار عن السيارة حتى سمعت سيارتي تنطلق أمامي بسرعة البرق أمام أنظار المارة، لأتأكد أنني وقعت ضحية مصيدة لصوص السيارات".

أساليب متنوعة

هاتان عينتان من عشرات القصص التي تروي وقوع أشخاص ضحية عصابات سرقة السيارات التي لا تتردد حتى في سلب حياة ضحاياها للاستيلاء على مركباتهم. وتكشف اعترافات أفراد العصابات المقبوض عليهم لدى استجوابهم من طرف قوى الأمن عن أساليب متنوعة لسرقة السيارات على غرار استعمال "جهاز أشعة قرصان" الذي يمكنه الولوج إلى النظام الإلكتروني لأي سيارة وفك شيفرتها في أقل من خمس دقائق فقط، يتم بعدها الاستيلاء على السيارة بسهولة.
ويقدر سعر الجهاز بـ250 ألف دينار جزائري (1800 دولار أميركي) ومن مميزاته أنه صغير الحجم وخفيف الوزن وله القدرة على فك شيفرة أي سيارة مهما كان نظام أمانها معقداً، وغالبية السيارات باهظة الثمن تسرق عن طريق هذا الجهاز الذي يزداد تداوله بين عصابات سرقة السيارات.
ويلجأ لصوص السيارات كذلك إلى استعمال مفاتيح مقلدة ثم فتح السيارة بطريقة عادية وسرقتها، بتواطؤ من بعض العمال في محطات غسل وتشحيم السيارات الذين يقومون بنسخ المفاتيح التي يتركها أصحابها لديهم أثناء عملية الغسل، بالتنسيق مع أصحاب محلات نسخ مفاتيح السيارات، حيث يتم الاحتفاظ بنسخة من مفاتيح السيارات ويتبعون أصحابها إلى مقار سكنهم ليعودوا لاحقاً لسرقة السيارات، وكم من مواطن استيقظ صباحاً ولم يجد سيارته أمام منزله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الحيل المستخدمة أيضاً، إبطال جهاز الإنذار في السيارات، حيث تكررت شكاوى أصحاب وكالات السيارات من تفاقم سرقتها، وكشفت التحقيقات الأمنية أن العصابات أصبحت تستهدف هذه الوكالات، حيث تستأجر منها سيارات لفترة محدودة ثم تستنسخ مفاتيحها، وبعد أسابيع أو أشهر تقوم بسرقة تلك السيارات من مستأجرين آخرين، فلا يعرف صاحب الوكالة من سرقها، وهو ما يتطلب تحقيقات أمنية ومتابعات تستغرق وقتاً طويلاً.
ومن الطرق التي تستعملها العصابات، كسر ضوء إشارة تغيير اتجاه السيارة، بهدف إبطال عمل جهاز الإنذار، ومن ثمة فتح الأبواب أو كسرها وسرقة السيارة ويستهدفون أنواعاً معنية من السيارات والتي عادة ما تكون كورية الصنع مقارنة بالسيارات الأوروبية وحتى اليابانية.

وتستغل شبكات سرقة السيارات في الجزائر، بعض الفتيات، في الفترة الأخيرة، بهدف استدراج الضحايا من خلال إيقافهم في بعض الطرق من دون أن ينتبه السائقون إلى أن أفراد العصابات مختبئون في أماكن قريبة لينقضوا عليهم ويهاجموهم بالأسلحة البيضاء، ويسلبون منهم سياراتهم بالقوة. وتختار العصابات أحياناً أوقاتاً محددة لتنفيذ سرقاتها، لا سيما وقت هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح لضمان عدم وجود مارة في الجوار وعدم سماع صوت محرك المركبة التي يسرقونها.

قاعدة بيانات

ويتوجه ضحايا سرقة السيارات إلى وكالات التأمين التي اكتتبوا بها ليصرحوا بالضرر الذي لحق بهم، فتنتظر الوكالات وصول محضر عدم الجدوى أو الكف عن البحث، الذي يصدر عن قوات الأمن أو الدرك الوطني (بحسب المنطقة التي يقطن بها الزبون)، ويتم التعويض عن الشركة بشكل عادي وفق القيمة المصرح بها، على أساس أنه عند الاكتتاب يكون الزبون قد اختار الخدمة (التأمين الشامل أو امتياز التأمين ضد السرقة) وصرح بقيمة السيارة.
لكن توجه أصحاب السيارات إلى خدمة "التأمين الشامل" الذي يسمح بالتعويض عن السرقة يرتبط بالوضع المعيشي أو القدرة الشرائية، حيث إن المواطن الجزائري يختار مضطراً هذه الخدمة لدى شراء السيارة جديدة، لكن في الحالات العادية هناك زبائن محددين يختارون تلك الخدمة، سواء من ميسوري الحال أو مهن محددة على غرار الأطباء، والأساتذة الجامعيين نظراً إلى كلفتها الباهظة.
وكشف مدير الأمن العمومي بالمديرية العامة للأمن الوطني، عميد أول شرطة، نايت الحسين أحمد، عن وجود "قارئ آلي للوحات الترقيم مثبث بسيارات الشرطة مرتبط بالبطاقات الرمادية حيث يسمح هذا الجهاز الذي بدأ العمل به منذ عام 2021 برصد كل السيارات المسروقة المعلن عنها لدى أجهزة الأمن الوطني، كما يسمح أيضاً بكشف السيارات التي تحمل لوحات ترقيم مزورة".
وأوضح المتحدث أن "القارئ الآلي للوحات الترقيم معمم على مستوى مختلف المحافظات، حيث سمح هذا الجهاز خلال عام 2022 باستعادة 700 سيارة مسروقة".
وانشأت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "إنتربول"، نظاماً لمكافحة هذه الجريمة يتمثل في قاعدة بيانات عن السيارات المسروقة، موضحة على موقعها الرسمي في مدونة تحمل عنوان "مكافحة الجريمة المتصلة بالمركبات" أنها تتكفل بتقديم التدريب، وتجري العمليات الميدانية، وتعمل مع شركات تصنيع المركبات.
ووضعت المنظمة قاعدة البيانات لتستخدمها في الميدان فرقة عمل "الإنتربول" المعنية بالكشف عن المركبات الآلية المسروقة. وفرقة العمل هذه مكونة من أفراد شرطة ومحققين من القطاع الخاص، كلهم من الخبراء في مجال مكافحة الجريمة التي تستهدف المركبات، وتساعد البلدان الأعضاء في تنفيذ عمليات في الموانئ والمعابر الحدودية، تؤدي إلى اعتقال المجرمين واسترداد السيارات المسروقة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي