أسبوعان لطرد "المستأجرين الصاخبين" في بريطانيا

سيتمكن المالكون المؤجرون من طرد المستأجرين الذين يتسببون بالمشكلات للجيران أو يتأخرون في تسديد الإيجار في غضون أسبوعين، بموجب الخطط التي وضعها ريشي سوناك لقمع أي سلوك معادٍ للمجتمع.

وتشمل هذه الخطط أيضاً اقتراح استحداث سجل للمجالس البلدية، فيه تعداد للعقارات المؤجرة لفترات قصيرة خلال الإجازات، وسط مخاوف في شأن مستأجري "إير بي أن بي" الذين ينشئون "شقق حفلات" تشكل مصدر إزعاج للجيران.

وقد تشمل الإجراءات بحق المستأجرين المسببين للمشكلات أولئك الذين يزعجون جيرانهم بالموسيقى الصاخبة، أو يتعاطون المخدرات، أو يخربون العقار المستأجر، أو يتأخرون في تسديد الإيجار.

وتقترح الخطة المذكورة حظر أي سلوك معادٍ للمجتمع في جميع عقود الإيجار الخاصة، وتقليصاً لمدة الإخطار بالطرد من أربعة أسابيع إلى أسبوعين.

يأتي هذا كله بموازاة تنديد الجمعيات الخيرية بخطة الحكومة الهادفة إلى التصدي للمتسولين الذين يشكلون مصدر "إزعاج" في شوارع بريطانيا - باعتبارها "تجريماً إضافياً للأشخاص الضعفاء".

وقد يحيل ذلك سلطات إضافية للشرطة والمجالس في مجال مكافحة التشرد والنوم في الشوارع "وغير ذلك من نشاطات الشارع التي تسبب الإزعاج للعموم، على غرار سد المداخل والأرصفة، وفي مجال رفع الأنقاض والخيم وغيرها من الحاجات المتنوعة التي ربما تعيث الخراب في المناطق".

بيد أن منظمة "هومليس لينك" Homeless Link الوطنية الرائدة في مجال تقديم خدمات الرعاية للمشردين اعتبرت أن الخطة هي "خطوة إلى الوراء" تقوض التزامها داخل هذا البرلمان الحد من التشرد.

وأفادت مسؤولة رقابة سابقة بأن الحكومة تعمل على "حشد" الأصوات لتمرير خطة مكافحة السلوك المعادي للمجتمع، بعد أن بقيت تتجاهل، طوال أعوام، مناشدات الضحايا بالتصرف حيال هذه المسألة.

وصرحت دايم فيرا بايرد التي كانت مفوضة عن الضحايا في إنجلترا وبلاد الغال، إلى موقع "اندبندنت"، بأنها في الواقع "أفكار ذكية تبدو جيدة عند الكلام عنها، لكن استيعابها يصبح صعباً عند التطبيق"، وأضافت: "أعتقد بأن جل ما يفعلونه هو إطلاق طائرات ورقية، متأملين أن يجلب لهم ذلك أصواتاً".

في إحالة إلى مشكلات الضجة والسكر والسلوك المضطرب في شقق "إير بي أن بي"، تعد الخطة باستحداث برنامج تسجيل جديد يوفر للمجالس بيانات تسمح برصد عقود الإيجار القصيرة الأمد في كل منطقة محلية.

تهدف خطة العمل التي نشرتها الحكومة إلى منع عقود الإيجار القصيرة الأمد "من استيراد السلوك المعادي للمجتمع إلى داخل المناطق"، والسماح للمجالس "باتخاذ إجراءات بحق المستأجرين والمالكين".

وفي توضيح للخطة خلال جلسة أسئلة وأجوبة في مقاطعة إيسيكس، قام جيف جونز بمواجهة سوناك - فأخبر رئيس الوزراء بأنه يعاني مشكلات بعد أن حُولت الحانة المحلية سابقاً إلى شقة تؤجرها "إير بي أن بي".

وأكد متحدث باسم شركة "إير بي أن بي" أن الحفلات ممنوعة على منصة الشركة التي "لطالما أيدت فكرة استحداث سجل وطني بعقود الإيجار القصيرة الأمد، لترى السلطات بشفافية أكبر النشاط التأجيري في مناطقها"، بحسب ما أفاد.

وعلى صعيد آخر، وعدت الحكومة أيضاً باستهداف ممارسة "مريعة" تعرف باسم الواقواقة Cuckooing وتقوم على استغلال منازل الأشخاص المستضعفين، وأعلنت عن استعدادها لإضافتها إلى سجل الأعمال الإجرامية.

وهذه الظاهرة التي يتم في سياقها الاستيلاء على منزل شخص ضعيف واستغلاله لأعمال غير مشروعة تنطوي على "وقع خطر" على الضحايا ويتأتى عنها سلوك معادٍ للمجتمع ضمن المناطق.

ويذكر أن سوناك وبرايفرمان تعرضا للمضايقات ولهتافات تطالبهما بالرحيل خلال نزهة قصيرة قاما بها في وسط بلدة تشلمسفورد بمقاطعة إيسيكس الإثنين الماضي.