Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما أشبه اليوم بالحرب الباردة... معزوفة عالمية للسلام الهش

"نيكسون في الصين" عمل أميركي يستحضر السبعينيات القلقة على خشبة أوبرا باريس

نيكسون وزوجته ووزير الخارجية الأمريكي ويليام روجرز يزورون سور الصين العظيم في 24 فبراير 1972 (أ ف ب)

ملخص

 تتقاطع هذه #الأوبرا التي كتبت نصها #أليس_غودمان عام 1987 بصورة لافتة مع الأحداث الحالية في العالم

على رغم قصتها المتمحورة حول أحد فصول الحرب الباردة قبل نصف قرن، يعبر عمل "نيكسون في الصين" الأوبرالي الذي انطلق عرضه في باريس أمس السبت بصورة لافتة عن الوضع الحالي في العالم، في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وبكين.

العمل الذي ابتكر عام 1987 بعد 15 عاماً من زيارة تاريخية أجراها الرئيس الأميركي إلى الصين، أثار الجدل في بداياته قبل أن يصبح من كلاسيكيات الأوبرا في الولايات المتحدة، وبعد 36 عاماً يعرض العمل في ما لا يقل عن خمس دور أوبرا في أوروبا.

تقول رينيه فليمينغ، إحدى أشهر السوبرانو الأميركيات، "يؤخذ العمل على محمل الجد في أيامنا هذه بصورة أكبر نظراً إلى أننا نسمع بالصين والولايات المتحدة في نشرات الأخبار يومياً، في مؤشر إلى هشاشة السلام العالمي".

سلام لا يزال هشاً

وتؤدي النجمة للمرة الأولى دور بات نيكسون، زوجة الرئيس، مرتدية على الخشبة معطفاً أحمر شبيهاً بالرداء الشهير الذي ارتدته السيدة الأولى حينها خلال الزيارة، وإلى جانبها يؤدي مواطنها ألباريتون توماس هامبسون بصورة مقنعة للغاية شخصية ريتشارد نيكسون.

وقبل العرض العام وخلال التمرينات النهائية التي تزامنت مع زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو، تقاطعت هذه الأوبرا التي كتبت نصها أليس غودمان بصورة لافتة مع الأحداث الحالية في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء في نص غناه مؤدي شخصية تشو إنلاي (رئيس وزراء الصين في عهد ماو تسي تونغ) متوجهاً فيه إلى نيكسون رداً على دعوة الأخير للسلام، "يدكم الممدودة والإشارات التي تبعث بها روسيا لنا هذا كله يبدو مبهماً".

ويؤكد ألباريتون تشاومينغ شانغ الذي يجسد شخصية تشو إنلاي، أن "هذه الأوبرا تذكر بالحاجة إلى الدبلوماسية بين القوى في هذه الفترة الضبابية".

واستلهمت المخرجة المسرحية الأرجنتينية فالنتينا كاراسكو مما عرف بدبلوماسية كرة الطاولة، أي تبادل اللاعبين بين الولايات المتحدة والصين خلال سبعينيات القرن الـ 20، محولة فناني جوقة الأوبرا إلى لاعبي بينغ بونغ يتقاذفون الكرات من جانبي المسرح.

وتوضح كاراسكو أن "هذا الأمر يستحضر الحرب الباردة مع عالم ثنائي القطب وشباك في الوسط وتقاذف المسؤوليات بين المعسكرين".

وبعد أكثر من ثلاثة عقود على أول إخراج مسرحي للعمل بتوقيع بيتر سيلارز، "سمحت لنفسي بتقديم إخراج مسرحي أقل التصاقاً بالنص الأصلي وأكثر رمزية"، وفق كاراسكو.

ومن بين الرموز الأخرى النسر الأميركي والتنين الصيني والكتاب الأحمر وبزات الحرس الحمر، فضلاً عن مشاهد القمع في الصين والرقابة على الكتاب وضرب المعتقلين.

أفدح من الأساطير القديمة

وعلى شاشة كبيرة تظهر صور عدة عن الزيارة إضافة إلى وثائقي قصير عن قمع الموسيقيين الذين كانوا يؤدون الموسيقى الغربية إبان الثورة الثقافية.

لكن ما هو أبعد من الإخراج المسرحي هو رأي المؤلف الموسيقي اليوم عن عمله بهذه النسخة، إذ يقول جون آدامز (76 عاماً) خلال اتصال أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية من باريس، مازحاً "لقد ابتكرت هذا العمل الأوبرالي قبل وقت طويل جداً لدرجة أنه يخيل لي أن شخصاً آخر كتبه".

ويذكر آدامز بالبدايات "الجدلية للغاية" لهذا العمل، وهو من الأعمال الأوبرالية القليلة التي تتطرق إلى مواضيع سياسية معاصرة، ويقول "طالما تمحورت أعمال الأوبرا حول الأساطير اليونانية والآلهة الإسكندينافية أو الميلودراما على غرار أعمال بوتشيني"، غير أن أذواق الجمهور "تتبدل مع الوقت وهم يحبون هذا العمل".

ويقر آدامز بأنه لا يملك سلطة على مختلف النسخ من هذا العمل، لكنه حرص على أن يكون المغنون الذين يؤدون أدوار صينيين من المتحدرين من أصول آسيوية ومن بينهم جون ماثيو بدور ماو وكايثلين كيم بدور زوجة ماو.

وشهد عام 2021 جدلاً بسبب اتهام عمل إسكتلندي بممارسة ما يعرف بالـ "ييلو فيس" (أي تغيير ملامح ممثلين غير آسيويين لجعلهم يشبهون الآسيويين في أعمال فنية).

المزيد من ثقافة