Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إذا كنت تعاني "الفوبيا" اطمئن... فكلهم كذلك

كثير من البشر على مر الزمن اكتسبوا حالات محددة من المرض تمثل الخوف تقريباً من كل شيء تحت السماء

ما لم تعالج حالات "الفوبيا" فقد تحاصر حياة صاحبها وغالباً تضعف الثقة في النفس (بيكسلز)

ملخص

#هل سخرت سابقاً من شخص يعاني #فوبيا اللحى والأرقام والخيوط؟ أو فوبيا #النيازك والنجوم والقمر؟ وهل تعلم أن هذه الحالات وأغرب منها أنواع من "الفوبيا" تم تحديدها في فئات؟

قد يكون عزاء بعض الناس أنهم ليسوا وحدهم من يعانون من تجربة "الفوبيا" المرضية، ففي الواقع هناك كثير من الأفراد الناجحين وذوي المكانة العالية على مدى التاريخ البشري عانوا إلى حد كبير من ظروف مرضية واسعة التنوع، منهم من ذكرتهم الدورية الأميركية News and World Report عام 2004، حين قالت إن نابليون بونابرت عاني من فوبيا القطط، والملكة إليزابيث الأولى من فوبيا الورود، كما كابد سيغموند فرويد الخوف من نوبة القلق في مكان تجمع جماهيري يكون من الصعب عليه الهروب منه، وأندريا أغاسي قاست فوبيا العنكبوت، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عانى فوبيا المصافحة، وآخرون كثر.

تأثير "الفوبيا" على المحيط

"فوبيا" كلمة مشتقة من اليونانية وتعني الخوف، وهي تعبر عن مجموعة خاصة من حالات الرعب والقلق والذعر المرتبطة بأشياء وأماكن وتجارب ومواقف محددة.

و"الفوبيا" عبارة عن استجابات خوف غير رشيدة، مختلفة وظيفياً وغير معاونة، وتقيس حالاتها المختلفة مدى الخبرة والتخيل البشري.

وبسبب الأعراض المادية غير السارة التي تصاحب هذه الاستجابات، فإن تفادي هذه الأشياء والأنشطة أو المواقف المخيفة هو محاولة طبيعية، لأنه إذا لم تعالج حالات الفوبيا فقد تحاصر حياة صاحبها، وغالباً تخفض تقدير الذات وتضعف الثقة في النفس، وبما أن الإنسان لا يعيش وحده، فإن اختلالاته الوظيفية الناتجة من "الفوبيا" يمكن أن تؤثر في كل من حوله، الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، وهذا التأثير المدمر في الآخرين يمثل بقية القصة، والذي نادراً ما يذكره الذين يعانون "الفوبيا"، حيث يركزون فقط على مخاوفهم الذاتية. إنهم يثرثرون كثيراً حول معاناتهم، لكنهم في معظم الحالات يصمتون حيال المعاناة التي يجلبونها للآخرين.

فالآخرون الذين يرعون شخصاً ما لديه "فوبيا" يعانون معه، مثلاً عندما لا يستطيع الزوج العبور على القناطر أو قيادة سيارته على الطرق السريعة، فإن الزوجة غالباً تبقى في البيت أيضاً أو تذهب بمفردها، وعندما يخاف الأب من المياه فإن الطفل يفتقد اللعب مع والده برش المياه.

فوبيا السخرية من "الفوبيا"

لا يوجد ما هو مضحك حول حالات "الفوبيا" بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون منها، لكن في عصر ثقافة شديدة الحساسية لمعظم أشكال الأمراض الذهنية والانفعالية، فإن من المثير لسخرية بعض الناس استمرار اكتشاف حالات "فوبيا" في الحياة، لذلك عندما يتعلق الأمر بتعدد حالاتها يبدو أن كثيراً من المجتمعات يشعرون بالمتعة لرواية قصص عن مخاوف الآخرين التي تبدو بالنسبة إليهم مضخمة جداً.

 

 

هناك بعض الثقافات التي تحب أن تسمع عن أولئك الذين يخافون من العنكبوت، أو الذين يرتعدون من اللحى، أو يرهبون لفظ اسم، لكن مخاوف صاحب "الفوبيا" تبدو حقيقية بالنسبة إليه كما هي الحال مع التلعثم بالكلام أو مشكلات الظهر، إذ تجبر السخرية الذين يعانون "الفوبيا" على أن يخفوا معضلاتهم في لحظة شعورهم بالخوف، وذلك هرباً من التعليقات السلبية وأصابع السخرية التي تشير إليهم.

فالخوف مما سيفكر فيه الآخرون يمثل في حد ذاته شكلاً محتملاً من "الفوبيا" يمكن أن يكثف الإحساس المقترن بها، ويصبح القلق حول ردود فعل الآخرين عبارة عن ضغط بالنسبة إلى الشخص الذي يعاني أحداث "الفوبيا".

أنواع "الفوبيا" وفئاتها

صنف الكاتب آرثر بيل في كتابه "الفوبيا" حالاتها في سبع فئات، وبصورة لا يمكن تفاديها، لكن يوجد بعض التداخل بين هذه الفئات، فمن يتابعها عليه أن يضع في اعتباره حقيقة أن كثيراً من المخلوقات البشرية على مر الزمن قد اكتسبت تدريجاً حالات "فوبيا" محددة تمثل الخوف تقريباً من كل شيء تحت السماء.

أول فئة هي حالات "الفوبيا" المقترنة بالأنشطة أو الخبرات وتسمى النوع الموقفي، ويوجد في هذه الفئة فوبيا سماع كلمة أو اسم معين، وفوبيا أن تأكل أو تؤكل، وفوبيا النوم أو أن تتعرض للسرقة، وفوبيا التحدث للجمهور أو أن ترتكب خطيئة، وكذلك فوبيا الاستحمام والظلام والمشي وعبور الشارع والرقص والجلوس والطيران والزواج والعمل، وفوبيا الحقد والخطف والدفن حياً والنظر إليك والثروة والتأتأة، وفوبيا أن تكون محبوباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الفئة الثانية هي حالات "الفوبيا" المقترنة بالحيوانات والنباتات، وفي هذه الفئة فوبيا الهرش بسبب الحشرات، وفوبيا تجاه بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والدجاج والسمك والخيول والفئران والثعابين والعناكب والنحل والطيور البرمائية، وفوبيا الأشجار والخضراوات، وفوبيا عثة الملابس.

أما الفئة الثالثة فهي حالات "الفوبيا" المقترنة بالظروف والانفعالات أو الأحاسيس، ومنها فوبيا الارتفاعات وتقلبات الطقس، وفوبيا أن تصبح غاضباً أو الإغماء والضعف، وفوبيا رائحة المرء ذاته، وفوبيا أن تكون موضع سخرية، وفوبيا السرور واللمس والأماكن المحصورة، وفوبيا الضحك والبرد والتعب والعزلة وزيادة الوزن.
الفئة الرابعة هي حالات الفوبيا التي تقترن بالأشياء والألوان والمواد، ومنها فوبيا اللحي، وفوبيا الذهب والتراب والأنقاض والثوم، وفوبيا المرايا والمنبهات وأجهزة الكمبيوتر والأقلام والدراجات والأسلحة النارية، وفوبيا المعادن والنيازك والأسنان وشواهد القبور، وفوبيا القمر والنجوم والمسارح واللون الأصفر والمواد الخشبية.

الفئة الخامسة هي حالات "الفوبيا" المقترنة بالظواهر الطبيعية أو البيئية، وفي القائمة فوبيا الرياح والفيضانات، وفوبيا الأرقام والجاذبية والرعد والبرق، وفوبيا الفجر والظواهر الكونية والليل والماء الجاري والظلال والبحر والسماء.

الفئة السادسة هي حالات "الفوبيا" المقترنة بالناس والمهن، وفيها فوبيا الرجال والمجتمع والأعضاء المبتورة، وفوبيا أطباء الأسنان والمهرجين والزحام، وفوبيا المراهقين والنساء والقديسين والأولياء والكهنة والشحاذين، وفوبيا السياسيين والطغاة والأجانب.

أما الفئة السابعة والأخيرة، فهي حالات الفوبيا المقترنة بأجزاء الجسم ووظائفه وما يبتلى به من نوع الإصابة وتعويض الدم المفقود، ومن ضمنها فوبيا التلقيح ضد الأمراض والحقن والعمليات الجراحية، وفوبيا الأحلام والعيون والشعر، وفوبيا ميلاد طفل والقيء بعد دوار الجو، وفوبيا التبرز وأمراض الكلى والمعاشرة الجنسية ونزيف الأنف والإمساك.

سيكولوجيا الخوف

إن كل حالات "الفوبيا" عبارة عن استجابات خوف متطرفة، والأعراض المعاشة أثناء القلق الفوبي شائعة في كل حالاتها، لأن سببها تنشيط الجهاز العصبي السيمباتي.

تتضمن هذه الأعراض ضربات القلب غير المنتظمة أو السريعة، قشعريرة وعرق وهبات ساخنة أو قصر في فترة التنفس، دوار وألم باطني وإحساس بوخز، إضافة إلى إغماء أو دوخة ورعشة وأحياناً اختناق واهتياج وانزعاج وتنميل، مع أفكار عن القدر المشؤوم أو الموت والشعور بعدم الواقعية أو الانفصال عن الذات.

 

 

لذا يحاول جميع من لديه حالة "فوبيا" أن يتفاداها عندما يكون ذلك ممكناً، لأنها تحرك بقوة الأعراض البدنية غير السارة. وتظهر هذه الأعراض من خلال نظام الإنذار في الجسم المصمم ليخبرنا عندما نكون في خطر حقيقي، وليعلمنا بسرعة درساً لا ينسى وهو الذي سيحمينا في المستقبل.

لذلك ففي اضطرابات "الفوبيا" وحالات القلق فإن هذه الإنذارات عالية الشدة تتلاشى عندما لا يكون هناك تهديد حقيقي.

ويعتبر الكاتب آرثر بيل أنه من سوء حظ أولئك الذين يعانون مخاوف "الفوبيا" أنهم لم يصلوا إلى اختيار "الباب الأول، الباب الثاني، أو الباب الثالث" لتحديد ما إذا ما كانوا سيعيشون خبرات مخاوفهم بدنياً أو ذهنياً أو انفعالياً، وذلك بصورة طبيعية أخرى نتيجة تنشئة اجتماعية، فكل منهم يميل إلى تفسير التجربة من خلال الربط بين الأحاسيس وغالباً مع سيطرة أحد الأوجه (بدني أو ذهني أو انفعالي).

أحداث في المخ

على رغم أنه قد يكون الشعور بـ"الفوبيا" في الصدر وفي أماكن أخرى، فإن ردود فعل القلق الفوبي تبدأ في المخ، إنها تؤثر فيه من مراكز اللحاء الأعلى والفصوص الموقتة إلى الهياكل الأكثر بدائية وعمقاً في الجهاز الطرفي في المخ، وأيضاً العقد القاعدية والحبل الشوكي من بين مكونات المخ.

وعندما تثار الإنذارات الفوبية يرسل المخ رسائل إلكتروكيماوية عاجلة خلال النظام العصبي المركزي، الذي بدوره يتصل بكل خلية وعضو في الجسم بصورة مباشرة أو غير مباشرة خلال الأعصاب المحيطة، والرسائل الكيماوية – الهرمونية في مجرى الدم.

هذا النظام شديد التعقيد في الاتصال، يضطرب قليلاً عندما يحدث عدم توازن كيماوي في المخ، مع وصول رسائل زائفة إلى بقية الجسم، وتمثل تراجيديا الأحداث الفوبية التأثير الصافي لعدم التوازن الكيماوي هذا.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة