Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العلاقة الوطيدة بين الزعيمين الروسي والصيني لا تخفي هيمنة الأخير

يتوجه شي جينبينغ إلى موسكو لكن الزعيم الروسي هو المعرض للضغوط

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حديث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في ديسمبر 2022 (أ ب)

ملخص

#الغزو_الروسي لأوكرانيا سلط الضوء على طبيعة العلاقة بين #الصين و#روسيا وكما يبدو فإن ميزان القوى يميل لصالح شي وبكين

تقابل فلاديمير بوتين مع شي جينبينغ زهاء 40 مرة منذ تولي الزعيم الصيني رئاسة البلاد في عام 2012. وطبعت العلاقة الودية بينهما شكل العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وبكين من جوانب عدة على امتداد العقد الماضي.

جعل شي موسكو وجهته الدولية الأولى في عام 2013 بعد توليه الرئاسة وتأتي زيارته الأخيرة الأسبوع المقبل في أعقاب انتخابه رئيساً لولاية ثالثة غير مسبوقة. خلال هذه الفترة، تطور شكل التحية بين شي وبوتين من "الرئيس العزيز" إلى "الصديق العزيز" ثم "صديقي القديم". العام الماضي، قبل أسابيع من غزو القوات الروسية لأوكرانيا، التقى الزعيمان وأعلنا انعقاد شراكة "غير محدودة" بين بلديهما.

تاريخياً، كانت العلاقات بين الصين وروسيا مليئة بانعدام الثقة والمواجهات ولا سيما في ذروة انقسامهما خلال الحرب الباردة في أواخر ستينيات القرن الماضي، لكن بوتين وشي غيرا وجه هذه العلاقة. إبان زيارته الأخيرة إلى موسكو في عام 2019، تحدث شي عن "الصداقة الشخصية العميقة" التي تربطه بنظيره الروسي. وقال شي "خلال السنوات الست الماضية، التقينا نحو 30 مرة. وروسيا هي أكثر بلد زرته، والرئيس بوتين صديقي وزميلي المقرب". يتشارك الزعيمان هدف تغيير النظام العالمي، وسوف يستمران بالسعي إلى تحقيق هذا الهدف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن اجتياح أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 سلط الضوء على طبيعة العلاقة التي تجمعهما، ومن الواضح بأن ميزان القوى يميل لصالح شي وبكين. منذ سنوات، ينمو التبادل التجاري بين البلدين على نحو مطرد، لكن في عام 2022، بلغ حجماً قياسياً يوازي 1.28 تريليون يوان (153 مليار جنيه استرليني أو 187 مليار دولار)، وفقاً للبيانات الصينية. وسجل هذا التبادل زيادة بنحو 30 في المئة على عام 2021، كان أحد أسبابها إقبال الشركات الصينية على شراء النفط والفحم بأسعار مخفضة في الوقت الذي نبذت فيه حكومات أخرى النفط الروسي في إطار نظام عقوبات موسع فرضته الدول الغربية التي أرادت معاقبة موسكو على شنها الحرب.

سعى بوتين إلى تصوير دعم الغرب لأوكرانيا على أنه خطر وجودي على روسيا، متهماً الدول الأعضاء في حلف الناتو بالتدخل المباشر في الصراع عن طريق إمداد أوكرانيا بالأسلحة وأشكال أخرى من الدعم. إجمالاً، كان من مصلحة شي أن يؤيد هذا الاقتراح، أقله من منطلق ما تعتبره بكين تأثير الغرب بشكل غير متكافئ على العالم، كما أن بكين لم تدن الغزو. في هذه المرحلة من البرود في علاقة كل من الصين وروسيا مع الولايات المتحدة- تطاول أيضاً المجال التجاري (في حالة بكين) والأمني، من المنطقي بالنسبة إلى الصين أن تستغل علاقتها بروسيا إلى أبعد الحدود.

لكن فيما وضع بوتين نفسه في موقع المحاصر بسبب غزوه - عليه مهاجمة الغرب لفظياً، مما يزيد عزلة بلده على الساحة الدولية - من الواضح بأن الصين تمتلك خيارات أخرى وترغب باللجوء إليها. في أكتوبر (تشرين الأول)، قال بوتين إن العلاقات مع الصين بلغت "مستوى غير مسبوق" وإن شي "صديقه المقرب"، إذ يبدو بأن الرئيس استشعر بأن بكين ربما تشعر بضيق متزايد بسبب الوضع في أوكرانيا.

في الواقع من الواضح بأن شي - الذي جعل نفسه الزعيم الأكثر نفوذاً في الصين منذ ماو تسي تونغ - لديه طموحات عالمية أكبر، هذا الشهر، نجحت وساطة بكين في التوصل إلى هدنة بين إيران والسعودية، الخصمين القديمين في الشرق الأوسط. والشهر الماضي، طرحت بكين خطة سلام لأوكرانيا. ومع أن المقترح مبهم، فهو يسلط الضوء على رغبة الصين بلعب دور وسيط دولي.

أما بالنسبة إلى الاجتماع الأخير بين بوتين وشي في موسكو، قال مسؤول روسي إن الزعيمين سيتباحثان في قضية النزاع الأوكراني، كما في شؤون "التعاون العسكري والتقني". ومن جهته، صرح الكرملين بأنه سيتم توقيع وثائق ثنائية "مهمة"، من دون أن يدخل في تفاصيل إضافية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إنه من شأن زيارة شي أن تعزز الشراكات الاقتصادية وتروج لـ"السلام". وقالت الصين إنها ستتمسك "بموقفها الموضوعي والعادل" من الحرب في أوكرانيا وسوف "تلعب دوراً بناءً في الدعوة إلى مفاوضات سلام".

الهدف واضح بالنسبة إلى بوتين: فهو يحتاج إلى مساندة شي الكلية. ويظهر من خلال اجتماع الثنائي غير الرسمي على مائدة الغداء يوم الإثنين، قبل بدء المحادثات الرسمية يوم الثلاثاء، بأن الرئيس الروسي يريد أن يبين مدى تقارب البلدين. أما شي، فيبدو أنه سعيد بالتعامل مع روسيا طالما يناسب ذلك مصالح بلاده. فزيادة حجم التبادل التجاري أمر مفيد في أي وقت، بينما سيكون لزيادة التعاون العسكري إيجابياته أيضاً. وموسكو قادرة على تعزيز القدرات البحرية الصينية عن طريق منح الأسطول الصيني حق استخدام الموانئ الروسية في الشرق الأقصى وتبادل التكنولوجيا. وتقول التقارير كذلك إن شي يعتزم التحدث مع الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - أول اتصال بينهما منذ الغزو الروسي - غداة رحلته.

وعبرت الولايات المتحدة عن "عميق قلقها" من احتمال أن تحاول الصين وضع نفسها في موقع صانع السلام عن طريق الترويج لوقف إطلاق نار، لكن أي وقف لإطلاق النار في الوقت الراهن لن يؤدي إلى سلام عادل ودائم، كما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض الجمعة. وألمحت الولايات المتحدة أيضاً إلى أن الصين تفكر بتزويد روسيا بالأسلحة- وهو اتهام سعت الصين إلى رفضه.

على خلفية هذه الأحداث، لا تتوقعوا نهاية قريبة للعلاقة الوثيقة بين بوتين وشي- لكن من الواضح أيهما المسيطر.

© The Independent

المزيد من دوليات