Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحركات مكثفة للحكومة المصرية لاحتواء تعليق الرحلات الجوية البريطانية

هل يتحمل قطاع الطيران مزيداً من الخسائر مع بدء الموسم السياحي؟

الخطوط الجوية البريطانية أعلنت تعليق رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع (أ.ف.ب)

تسبب القرار "المفاجئ" بتعليق رحلات الخطوط البريطانية إلى مصر لمدة أسبوع، في موجة هجوم مصرية عنيفة على السلطات البريطانية التي انفردت بقرارها من دون الرجوع إلى الجانب المصري الذي تحرك سريعاً على الصعيد الدبلوماسي لاستيضاح الأمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما يشير إلى عدم قدرة الطيران المصري على تحمل مزيد من الخسائر، فإن إجمالي خسائر شركة مصر للطيران قفزت إلى 20 مليار جنيه (1.2 مليار دولار) خلال الفترة من عام 2011 وحتى العام 2015 فقط، وفقاً لما أعلنه وزير الطيران المصري يونس المصري في وقت سابق.

ومن شأن القرار البريطاني أن يعيد قطاع الطيران المصري إلى الخسائر مرة أخرى، بخاصة مع احتمالية أن تتجه شركات أخرى إلى تعليق رحلاتها أسوة بالناقلات البريطانية التي اتخذت قرار تعليق رحلاتها إلى مصر بشكل مفاجئ.

وفي خط متواز مع الإجراءات الرسمية التي أعلنتها مصر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وتحرك رجال أعمال وسياسيون ومشاهير الرياضة في مصر للهجوم على بريطانيا، والذين طالبوا سلطات المملكة المتحدة بضرورة الكشف عن أسباب هذا القرار المفاجئ في الوقت الذي أصبحت فيه مصر من أكثر بلدان منطقة الشرق الأوسط أمناً واستقراراً.

الحكومة المصرية تحركت سريعاً، حيث التقى وزير الطيران المدني يونس المصري السفير البريطاني في مصر جيفري أدامز، وأكد الأخير أن قرار الخطوط الجوية البريطانية بتعليق رحلاتها إلى مطار القاهرة الدولي لا يتعلق بالتدابير الأمنية المصرية.

وقدم السفير البريطاني اعتذاراً للسلطات المصرية، مؤكداً خلال بيان أصدرته وزارة الطيران المدني في مصر، "أن قرار تعليق رحلات الطيران إلى مصر لا يتعلق بالتدابير الأمنية للمطارات المصرية، وبخاصة على ضوء تطوير المنظومة الأمنية لجميع المطارات المصرية بشهادة لجان المرور الدولية ومن بينهم لجنة المرور البريطانية".

استياء مصري من القرار "المفاجئ"

وفي المقابل، أبدى الوزير المصري استياءه لاتخاذ الخطوط الجوية البريطانية القرار بشكل انفرادي دون الرجوع إلى الجهات المصرية المختصة وأن القرار جاء بشكل مفاجئ.

وجاء القرار بتعليق رحلات الطيران المتوجهة لمطار القاهرة الدولي لمدة 7 أيام لما سمته الخطوط البريطانية "مخاوف أمنية". وأعلنت أيضاً شركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا تعليق رحلاتها من فرانكفورت وميونيخ إلى القاهرة لعدة ساعات يوم السبت كإجراء احترازي، إلا أنها قررت استئناف رحلات الطيران أمس.

وفيما يعد تأكيدا على ما قاله السفير البريطاني، قال شريف برسوم، المدير الإقليمي لشركة الخطوط الجوية البريطانية بشمال أفريقيا، في تصريحات أمس، "إن إجراءات الأمن بمطار القاهرة الدولي ممتازة بنسبة 100%، ولا يوجد أي تعليق عليها". وأضاف "أن قرار تعليق رحلات الشركة لمدة 7 أيام جاء لمراجعة الخطوط وليس أكثر".

وأضاف برسوم "أن الشركة أخذت القرار بتعليق الرحلات لمراجعة الخطط الأمنية من قبل أنظمة الأمن بها، وليس من قبل الدولة البريطانية"، مشيرا إلى "أن القرار لم يصدر عن وزارة النقل البريطانية".

القرار ليس له أي دوافع سياسية

وقال مسؤول بالسفارة البريطانية بالقاهرة، طلب عدم ذكر اسمه، "إن قرار تعليق رحلات بريتيش أيروايز ليس له دوافع سياسية". وفقاً لنشرة "انتبرايرز". وأضاف "أن القرار اتخذ من جانب شركة الخطوط الجوية البريطانية للأسباب الموضحة في البيان الصادر عنها". وأكد "أنه ليس هناك رابط بين القرار وأي عملية تقييم تمت أخيرا للاستعدادات الأمنية بالمطارات المصرية".

وشدد على "أن بريطانيا ومصر شريكان دوليان في مجال أمن الطيران"، مشيرا إلى "أن آخر التوجيهات التي صدرت عن بلاده بشأن السفر إلى مصر لا تحذر من السفر من أو إلى مطار القاهرة".

وفي رده على سؤال حول الكيفية التي تتعامل بها السفارة مع الوضع الحالي، قال المسؤول "إن المملكة المتحدة تجري اتصالات مع السلطات المصرية المعنية وستواصل تقديم الدعم في الوقت الذي تواصل فيه العمل مع الخطوط البريطانية لحل تلك الأزمة".

وقال سامح الحفني، رئيس سلطة الطيران المدني، في تصريحات أمس، "إنه لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن ربط تكدس مشجعي المنتخب الجزائري بمطار القاهرة خلال الأيام الماضية، بتعليق الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى مصر، وليست ثمة مؤشرات على تراجع الخطوط البريطانية عن قرارها، وستواصل تعليق رحلاتها الجوية إلى القاهرة لستة أيام مقبلة".

وكان مسؤولون في شركة مصر للطيران أعلنوا "أن الشركة سوف تستعين بطائرات أكبر حجما في رحلاتها بين القاهرة ولندن لتلبية الطلب المتزايد على تذاكر السفر".

ولم تتخذ أي شركات طيران أخرى خطوات مماثلة، إذ واصلت شركات أير فرانس وطيران الإمارات والاتحاد للطيران رحلاتها الجوية إلى القاهرة. وقالت شركة توماس كوك البريطانية "إن القرار لن يكون له تأثير على رحلات الطيران الأسبوعية التابعة لها التي تربط بين مدينة نيوكاسل والغردقة".

في سياق منفصل، تنتظر شركة الخطوط الجوية الروسية بوبيدا، التابعة لشركة إيروفلوت، رد السلطات في مصر لبدء تنظيم رحلات جوية إلى العديد من المدن المصرية، وفقاً لما صرح به أندريه كالميكوف، المدير العام لشركة بوبيدا.

القرار يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

على مواقع الـ"سوشيال ميديا" انطلقت حملة هجوم عنيفة على السلطات البريطانية قادها سياسيون ورجال أعمال ومشاهير الرياضة المصرية، حيث علق رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على "تويتر" قائلاً: "طيب لو عندكم معلومة عن عمل إرهابي ليه متبلغوش أجهزتنا الأمنية مش دي حرب مشتركة على الإرهاب ولا رعاياكم بس .. مبادئ غريبة وجبانة".

فيما طالب يوسف رشدان، عضو جمعية شباب الأعمال الحكومة والدبلوماسية المصرية، بسرعة الرد رسميا على قرار بريطانيا بوقف رحلاتها الجوية لمطار القاهرة بصورة غير مبررة ومتجاهلة النجاحات الاقتصادية التي حققتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية.

وعلى صفحته الرسمية بـ"تويتر" قال الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، "إن القرار البريطاني بوقف رحلات الخطوط الجوية البريطانية إلى مصر لمدة أسبوع ليس له ما يبرره، ومبني على افتراضات خاطئة، ومعلومات لا يوجد دليل على صحتها، والحديث عن توقع أعمال عنف في المطارات المصرية هي حجة (مبرر) ليس هناك ما يعززها بمعلومات جادة، فمصر حريصة على أمن مطاراتها بشهادة الجميع".

وأضاف "بريطانيا تنفي وجود أي ثغرات أمنية في مطار القاهرة، طيب إيه حكاية وقف الرحلات الجوية للخطوط البريطانية لمدة أسبوع، أفصحوا عن السبب الحقيقي بدلا من هذه الأكاذيب والادعاءات".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد