Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رؤية إيمانويل ماكرون لـ "أوروبا أقوى" تتبلور

لا يتفق الجميع في القارة العجوز مع الرئيس الفرنسي

كثيراً ما يشير الرئيس الفرنسي إلى "الاضطراب الكبير"، ويعني انتهاء النظام العالمي الأحادي القطب (أ ف ب)

ملخص

 كثيراً ما يشير الرئيس الفرنسي إيمانويل #ماكرون إلى انتهاء #النظام_العالمي الأحادي القطب ذي القيادة الأميركية ويدعو إلى تعزيز "السيادة الأوروبية". 

أوردت "إيكونوميست" أن أوروبا تتبنى أفكار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شأن "إعادة التسلح وتأكيد الدور وتعلم التحدث بلغة القوة" في ضوء تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا المستمر منذ أكثر من عام، "لكن في مسائل مهمة، لا سيما أمن أوروبا في المستقبل، لا تزال القارة غير مقتنعة بهذه الأفكار".

وذكرت بأن ماكرون زار قبل أسبوعين من الغزو نظيره الروسي فلاديمير بوتين وجلس الرجلان عند طرفي طاولة بطول مستوعب للشحن البحري، بحجة التباعد الاجتماعي في ظل جائحة "كوفيد-19"، وتعهد بوتين لضيفه بأن روسيا "لن تكون سبب التصعيد"، لكن دباباتها انطلقت باتجاه جارتها الأصغر بعد أسبوعين "مما كشف عن عقم مبادرة السيد ماكرون".

ولفتت المجلة البريطانية إلى أن ماكرون "يؤمن بالعمل في شكل لا يرقى إليه الشك"، فهو يرسل بانتظام رسائل نصية إلى نظراء له حول العالم، واستقبل منذ مطلع العام الحالي 16 زعيماً عالمياً في باريس، ويتوجه الشهر المقبل إلى الصين للقاء رئيسها شي جينبينغ، ومن المرجح أن يطلب إليه الضغط على حليفه بوتين في شأن الحرب الأوكرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والشهر الماضي زار أربعة بلدان أفريقية، وفي العاشر من مارس (آذار) الجاري يكون قد استقبل رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك قبل أن يستقبل ملكها تشارلز الثالث، في أول زيارة خارجية للأخير بعد توليه العرش.

ووفق "إيكونوميست"، يملك ماكرون "عوامل قوة صلبة لا تتوافر لدى أي بلد آخر من البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي"، وتشمل هذه العوامل السلاح النووي ومقعداً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجيشاً ضخماً ذا انتشار عالمي يتراوح بين منطقتي الكاريبي والمحيط الهادئ، و264 سفارة وبعثة دبلوماسية تجعل فرنسا صاحبة ثالث أكبر شبكة دبلوماسية في العالم بعد الصين (275) والولايات المتحدة (267).

وكثيراً ما يشير الرئيس الفرنسي إلى "الاضطراب الكبير"، ويعني انتهاء النظام العالمي الأحادي القطب ذي القيادة الأميركية الذي نشأ بعد انتهاء الحرب الباردة وعودة التنافس بين قوى عظمى عدة، مما يستتبع مزيداً من "السيادة وتعزيز القدرة على أن نأخذ قراراتنا بأنفسنا وتمكيناً لمواصلة ذلك"، وفق أحد مستشاريه الذي لم تسمّه المجلة.

وأشارت المجلة إلى أن دعوة ماكرون خلال خطاب ألقاه في جامعة الـ "سوربون" الفرنسية عام 2017 إلى "سيادة أوروبية" بدت دعوة مجردة وقتذاك، لكنها أصبحت أكثر تبلوراً بعد الحرب الأوكرانية، إذ لم تعد أوروبا تتحدث عن القانون والتجارة والسلم وحسب، بل كذلك عن السلاح والاستقلالية والقوة.

وذكرّت بتعهد ألمانيا تعزيز إنفاقها العسكري وبدء أوروبا تصدير السلاح إلى أوكرانيا، وعملها على تقليص اعتمادها على الغاز الروسي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، "لكن إذا كسب تشخيص السيد ماكرون شعبية فلا يصح الكلام نفسه على وصفاته العملية".

أثناء "مؤتمر ميونخ للأمن" في الـ 17 من فبراير (شباط) الماضي دعا ماكرون إلى محادثات في باريس حول مستقبل الدفاعات الجوية للقارة، واقترح مناقشة "البعد الأوروبي" للردع النووي الفرنسي، لكن البلدان الأقرب إلى أوكرانيا لا ترى سوى حلف الـ "ناتو"، وتحديداً الولايات المتحدة اللاعب الأبرز في الحلف، ضمانة لأمنها، بل إن ماكرون نفسه الذي قال لـ "إيكونوميست" عام 2019 إن الحلف يعاني "موتاً دماغياً" غيّر لهجته إزاء الحلف، فعزز قوات الأخير المنتشرة في أوروبا الشرقية بقوات فرنسية وبات يتحدث عن "المكون الأوروبي" للحلف بدلاً من "الاستقلالية الإستراتيجية" لأوروبا، ورفع خطة الإنفاق الدفاعي للفترة من 2024 وحتى 2030 بواقع الثلث إلى 413 مليار يورو (437 مليار دولار)، مقارنة بالفترة ما بين 2019 و2025، غير أن الدول الأعضاء الأخرى في الحلف تشتبه دائماً في أن فرنسا تريد البقاء على مسافة ما من الحلف، فهي سحبت قواتها من تحت قيادته المشتركة عام 1966 ولم تعدها إلا عام 2009. وأضافت المجلة أن ماكرون يسير على خطى شارل ديغول الذي قاد فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، فماكرون يتحدث عن أوروبا السيدة وفي الوقت نفسه يؤكد أن لفرنسا مصالحها القومية الخاصة.

وبحسب المجلة فقد أثارت زيارة ماكرون إلى موسكو قبل الحرب الأوكرانية انقساماً أوروبياً، فقد كانت منسقة مع المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنها أثارت امتعاض قادة بولندا ودول البلطيق، فهي دول تتخوف منذ أمد بعيد من ميول بوتين التوسعية، ونقلت عن الدبلوماسي الفرنسي السابق ميشال دوكلو قوله إن هذه الدول "لن تؤيد يوماً مفهوم ماكرون للاستقلالية الإستراتيجية إذا واصل الاعتقاد بأنه سيتمكن يوماً ما من العمل مجدداً مع بوتين".

وقال بنجامين حداد، العضو في الكتلة البرلمانية الفرنسية المؤيدة لماكرون، "من الصعب إقامة حوار خاص مع بلدان مثل روسيا والصين وأداء دور المحور داخل أوروبا في الوقت نفسه".

ووفق المجلة فإن القيام بالأمرين معاً يمكن أن يفضي إلى غموض، فماكرون يشدد لهجته إزاء روسيا، إذ أعلن أنها يجب أن "تُهزم"، وتعهد بدعم أوكرانيا "حتى النصر"، لكنه يقول إن روسيا يجب ألا "تُسحق"، وظل يتصل ببوتين حتى سبتمبر (أيلول) الماضي.

المزيد من دوليات