Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين وحرب أوكرانيا: ثنائية قطبية وعدم انحياز

أهداف بوتين المعلنة هي إنهاء الأحادية الأميركية على قمة العالم وفرض التعددية القطبية

الغرب الأميركي والأوروبي يريد إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا لردعها عن التفكير بأي هجوم على أي بلد قبل تشجيع أوكرانيا على التفاوض (رويترز)

ملخص

كلما طالت #حرب_أوكرانيا تجمدت الحروب في كل مكان وصار من الصعب أن تبقى مجرد حرب استنزاف أو حرب #"الناتو" بشكل غير مباشر مع #روسيا

لا شيء يوحي أن وثيقة "موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية" أحدثت نقلة توازي حجم الصين الدولي، مجرد إلقاء حجر في بحر هائج. الغرب الأوروبي قال بلسان المستشار الألماني أولاف شولتز إن الوثيقة "تطور مهم". الغرب الأميركي ركز من خلال مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن جيك سوليفان على البند الأول من الوثيقة، الذي ينص على "احترام سيادة الدول كافة، كل الدول متساوية بغض النظر عن حجمها أو قوتها أو ثروتها، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد والتخلي عن المعايير المزدوجة". وقال "هذا يكفي". الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلط الأضواء على بند "احترام المصالح المشروعة والهواجس الأمنية لمختلف البلدان ومعالجتها بشكل مناسب، ونبذ عقلية الحرب الباردة لأنه لا يمكن ضمان الأمن الإقليمي من خلال تعزيز الكتل العسكرية وتوسيعها". وهذا يعطي موسكو الحق في حماية مصالحها وهواجسها الأمنية والشكوى من توسيع "الناتو" إلى حدودها وتسليح الحلف الأطلسي أوكرانيا.

والجميع قالوا إنهم يدرسون الوثيقة، وهذا كلام دبلوماسي للامتناع عن الرفض المعلن لها في انتظار أن تستقر في الأرشيف أو خطوة عملية صينية تفتح الطريق إلى "وقف شامل لإطلاق النار" و"إطلاق مفاوضات سلام على قاعدة أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة". فلا طرف يقول إنه ضد التفاوض، لكن كل طرف يريد التفاوض بشروطه. موسكو تفضل تحقيق أهدافها بالقوة، ثم الذهاب إلى التفاوض على تسوية تكرس لها سياسياً ما كسبته عسكرياً، وكييف تطالب بانسحاب روسيا من كل المناطق التي سيطرت عليها بالقوة قبل التفاوض. والغرب الأميركي والأوروبي يريد إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا لردعها عن التفكير بأي هجوم على أي بلد، قبل تشجيع أوكرانيا على التفاوض. وليس هذا هو الباب المفتوح أمام التفاوض على إنهاء الحرب التي بدأت روسيا تستخدم فيها أسلحة ثقيلة جداً لم يتم استخدامها من قبل، وتشارك في المعارك قوات "فاغنر" من المرتزقة بقيادة السجين السابق المدان بالسرقة يفغيني بريغوجين وفرقة "الذئاب القيصرية" التي يقودها دميتري روغوزين وتقدم المساعدة العسكرية والفنية لقوات دونيتسك ولوغانسك الموالية لموسكو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أكثر من ذلك، فإن أهداف بوتين المعلنة والأبعد من أوكرانيا، حتى مولدوفا، هي إنهاء الأحادية الأميركية على قمة العالم وفرض التعددية القطبية بين ثلاثة أقطاب متساوية: أميركا وروسيا والصين. وهذا طبعاً في إطار أن تستكمل روسيا مهامها التي بينها حديث بوتين عن "مهمة خاصة في أوراسيا"، فأساس الأوراسية، كما يرى منظرها الحالي ألكسندر دوغين، هو "التوسع الجغرافي"، وكون الأوراسية ضد الأطلسية. و"لا وجود لروسيا المستقلة والمقتدرة إلا في عالم متعدد الأقطاب، وحيث تمارس الحكم فيها (أقلية مقدسة) في (نظام أيديوقراطي) مسلح بعقيدة سياسية محددة"، بحسب دوغين.

لكن الحرب مرشحة لأن تقود إلى شيء آخر، وإن كان من الصعب تصور المفاعيل الجيوسياسية والاستراتيجية للحرب في المرحلة الحالية، وقبل أن تتوقف المعارك بشكل ما. والتقديرات هي أن العالم ذاهب إلى "ثنائية قطبية" وليس إلى تعددية قطبية، ثنائية بين أميركا والصين على غرار ما كانت بين أميركا والاتحاد السوفياتي، حيث كانت الصين فيها إلى جانب أميركا: أميركا ومعها أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين، مقابل الصين ومعها روسيا وكوريا الشمالية وبلدان أخرى قليلة، أما الهند وعدد كبير من الدول فإن خيارها هو عدم الانحياز، كما كانت حال حركة اللاانحياز خلال الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، وكانت الهند ويوغوسلافيا وإندونيسيا ومصر من قادتها.

وكلما طالت حرب أوكرانيا تجمدت الحروب في كل مكان، وصار من الصعب أن تبقى مجرد حرب استنزاف أو حرب "الناتو" بشكل غير مباشر مع روسيا.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل