Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوكب الأرض يجدد نفسه كلما منحناه الفرصة

تعافت طبقة الأوزون نسبياً بعد منع الاستخدام البشري لكل أنواع الغازات التي تسبب الضرر في هذه الطبقة، وكان على رأسها غاز الكلور الذي يستخدم في صناعات أهمها صناعات التبريد والصناعات التجميلة

 الأرض كائن حي متكامل أي خلل في أحد أعضائه يصيب سائر "الجسد" الأرضي (رويترز)

ملخص

#ناسا تتوقع عودة الأرض إلى صحتها في 2050 إذا طُبقت #بروتوكولات_المناخ وتوقف تدمير السلسلة #الإيكولوجية للكوكب

يتفق العلماء بأن النظام الإيكولوجي والبيئي لكوكب الأرض يمكنه شفاء نفسه بنفسه لو منح الفرصة لذلك، كمنع النشاط البشري الصناعي المضر بالبيئة، والحد من التلوث واللجوء إلى الطاقة النظيفة والتوعية بدور الغابات، وتأثير تلوث المحيطات وارتفاع درجة الحرارة عبر التدخل الإيجابي من قبل البشر كما حدث بعد توقيع الاتفاقات التي تحظر إنتاج الغازات التي تؤدي إلى الضرر بطبقة الأوزون ومنع استخدامها في المنتجات الصناعية، أو عبر التدخل السلبي أي ترك الطبيعة لتقوم بتجديد نفسها، كما حدث في فترة الإغلاق بعد تفشي فيروس "كوفيد-19" في عام 2019.

 

تمتد طبقة الأوزون إلى مسافة تصل إلى 50 كيلومتراً فوق سطح الأرض، وتحمي الحياة من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، إلا أن المواد الكيماوية التي ينتجها الإنسان المعروفة باسم مركبات الكربون الكلور- فلورية التي اخترعت في أوائل عام 1890، واستخدمت لأول مرة في 1930 في صناعات التبريد وغاز الدفع في عبوات البخاخ على أنواعها من المواد التجميلية إلى الدهانات إلى البخاخات الصناعية، التي لعبت دوراً رئيساً في الإخلال بالتوازن الطبيعي لطبقة الأوزون، فوق القطب المتجمد الجنوبي حين ظهر الثقب الشهير لأول مرة في عام 1980، إلا أن الباحثين البيئيين وعلماء طبقات الجو متفائلون بتجدد طبقة الأوزون بشكل مطرد منذ عام 1987، حين وضع بروتوكول مونتريال ووافقت 190 دولة على حظر المواد الكيماوية المستنفدة للأوزون، ويرى بول وبيتس العالم في وكالة "ناسا" بأن مناخ الأرض وطبقة الأوزون يمكن أن يعودا إلى مستويات طبيعية بحلول عام 2050 تقريباً أو قبلها بقليل في حال طبقت بروتوكولات المناخ التي تحد من التدخل البشري في تدمير السلسلة الإيكولوجية لكوكب الأرض.

كيف تقوم الأرض بتجديد نفسها؟

كوكب الأرض كائن حي متكامل يؤدي أي خلل في دور أحد أعضائه إلى خلل في سائر "الجسد" الأرضي، كما يصف حالة كوكبنا علماء البيئة والجيولوجيا وعلماء المناخ والطبقات الجوية وعلماء الزلازل والبراكين والطبقات الأرضية والطبقات الجوية، وكل الباحثين والمهتمين بأوضاع المحيطات والبحار والغابات والجبال والأنهار والصحاري.

لا يزال للتدخل البشري تأثيره المباشر في الكوكب الأزرق منذ قيام الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر، حين بات الوقود الأحفوري مصدراً أساساً لتوليد الطاقة التي تحتاج إليها الصناعات المزدهرة والمدن المتوسعة والتنافس الاقتصادي غير المسبوق عالمياً، المترافق مع النزاعات على مصادر الطاقة من جهة، ومحاولة إيجاد بدائل من الطاقة النظيفة من جهة أخرى. وعلى رغم أن الوقود الأحفوري قد أسهم في تحقيق تقدم سريع ومذهل في المجتمعات الإنسانية حول العالم، لكن هذا التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي كان له أثمان فادحة على أجزاء كثيرة من الكوكب، فبدأ الأمر مع ثقب الأوزون ذي الضرر المباشر على الكائنات الحية جميعها ومنها البشر، ولم يتوقف عند الاحتباس الحراري الذي يهدد كوكب الأرض بجوائح كثيرة لن يكون أولها الجفاف والتصحر وتهديد الأمن الغذائي والهجرة الجماعية والنزاعات المتنقلة على مصادر المياه والأرض الصالحة.

وبات معلوماً أن النظام البيئي لكوكب الأرض عبارة عن سلسلة متكاملة ومتصلة تدعم بعضها بعضاً، والضرر الذي يلحق بحلقة من حلقات السلسلة يؤدي إلى أضرار انهيارات بيئية متتالية على طريقة أحجار الدومينو، وكان العالم الشهير ألبرت آينشتاين قد حذر من أن انقراض النحل سيؤدي إلى انقراض البشر بعد أربع سنوات فقط، بسبب الدور الأساسي الذي يؤديه النحل في ثبات السلسلة الغذائية.

 

 

منذ ذلك الحين أي بعد اكتشاف ثقب الأوزون في عام 1980 بات السؤال الذي يبحث العلماء عن إجابة له هو هل تستطيع الأرض أن تعيد تجديد نفسها؟

الإجابة عن هذا السؤال جاءت بالإيجاب، بسبب تمكن طبقة الأوزون من تضييق الثقب إلى مساحة صغيرة نسبياً بعدما مُنع الاستخدام البشري لكل أنواع الغازات التي تسبب الضرر في هذه الطبقة، وكان على رأسها غاز الكلور الذي يستخدم في صناعات كثيرة أهمها صناعات التبريد والصناعات التجميلة.

الدليل الثاني على إمكان تجديد الأرض نفسها برز خلال جائحة "كوفيد"، والإقفال العام حول العالم الذي بدأ منذ عام 2019، إذ تبين بالملاحظة أن الإقفال الذي فرض على العالم بدءاً من وقف الطائرات والسفر والسياحة وتنقل السيارات والانتقال على أشكاله بين الدول، وصولاً إلى وقف معظم النشاطات البشرية التي تتطلب استهلاك كثير من الوقود الأحفوري، وبعد مرور سنة أو سنة ونصف من الإغلاق لاحظ العلماء أن الطبيعة تمكنت من إعادة ترميم نفسها بشكل كبير، سواء في المحيطات التي انخفضت نسبة ملوحتها والمواد الأسيدية الناجمة عن تلوثها بفائض ثاني أوكسيد الكربون في المياه، ولوحظ اتساع مساحة الغابات التي كانت مهددة بالاندثار نتيجة القطع البشري أو ارتفاع الحرارة والحرائق والتصحر والجفاف، ولوحظ أيضاً نقاء الهواء بنسبة عالية ملحوظة حول العالم، وارتفاع نسبة التكاثر بين الحيوانات في الغابات، وفي الجزر المرجانية خصوصاً التي كنت مهددة بالاندثار نتيحة تلوث المحيطات، وبناء على هذه الملاحظات اتفق العلماء على أنه في الأيام المظلمة لوباء الفيروس التاجي كانت هناك نقطة مضيئة واحدة، حين ظهر أن الطبيعة آخذة بالتعافي بعدما قضي على ما يقرب من ثلثي الحياة البرية في العالم في السنوات الـ 50 الماضية، وفقاً لتقرير حديث للصندوق العالمي للطبيعة.

 

ويظهر تقرير جديد صادر عن الحدائق النباتية الملكية، أن حوالى 40 في المئة من النباتات كانت مهددة بالانقراض في السنوات الماضية، ولكنها بدأت تسترجع نسبتها السابقة ولو ببطء.

يقول ريتشارد بريماك عالم الأحياء في جامعة بوسطن الذي يعمل مع زملاء له على مستوى العالم في البحث حول تأثير الإغلاق لعالمي العام بين عامي 2019 و2020، فوجد أن عدد أسماك القاروس الصغيرة الباقية على قيد الحياة تضاعف كثيراً بسبب توقف الصيد نتيجة الإغلاق الوبائي، وإغلاق الحدود بين الولايات المتحدة وكندا، ويمكن أن تعيش اليرقات الباقية هذا العام ما يصل إلى 15 عاماً، وبرأيه فإن عمليات الإغلاق "أعطت الناس لمحة عن مدى سرعة تحسن الأمور إذا اتخذنا إجراءات حاسمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الدور البشري في وقف التدهور

خلال 100 عام تضرر النظام البيئي بشكل متسارع وأدى إلى نتائج دراماتيكية لم تكن متوقعة كارتفاع درجة حرارة الكوكب، وذلك إما بسبب التأثير السلبي المباشر للبشر في السلسلة الإيكولوجية أو لأسباب الحقبات المناخية الطبيعية التي تمر بها الأرض في مراحل مختلفة، لكن ما يشدد عليه العلماء هو إدراكنا لتأثيرنا السلبي في بيئتنا قبل وصولنا إلى نقطة اللاعودة، وقد هب المجتمع الدولي إلى منع زيادة حرارة الأرض درجة أو درجة ونصف في الأقل عبر مجموعة من الاتفاقات البيئية الدولية، ولو أن متشائمين كثر يرون أن المعالجة قد بدأت متأخرة.

في تقرير خاص صدر أخيراً عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بين أن المستويات الحالية للاحترار العالمي تتضخم بسبب ندرة المياه وتآكل التربة وفقدان الغطاء النباتي وأضرار حرائق الغابات وذوبان الجليد الدائم والتدهور الساحلي وانخفاض غلة المحاصيل، ويرى التقرير أن مستوى الخطر يعتمد على كيفية تطور السكان والاستهلاك والإنتاج والتطور التكنولوجي وأنماط إدارة الأراضي.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة