Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوريون أسرى توقعات الزلازل والخيم ملجأ الخائفين

لجأ قسم كبير إلى صفحات "فيسبوك" ليستقوا أخبارهم منها فوقعوا ضحية الاحتيال والتخويف

لزم أفراد ثلاث عائلات الخيمة بعد الزلازل ولم يبرحوها إلا في أوقات النهار (اندبندنت عربية)

ملخص

كيف جمع #الخوف من #الزلازل الناس في #سوريا، ولماذا لا يزال بعضهم يرتاد الخيم؟

لا يزال بعض السوريين في مدن محددة كحلب وإدلب واللاذقية يبيتون لياليهم بعد الزلازل خارج بيوتهم، وتحديداً في خيام نصبوها في ساحات عامة وسكنوها مع عائلاتهم، بالتالي أوجدوا لأنفسهم حياة جديدة بدأوا يألفونها بعد أن كان مجرد التفكير بها يثير رفضهم، لكن تسمرهم أمام شاشات هواتفهم جعلهم أسرى منشورات تضخ الخوف والتوقعات غير المبنية على أسس علمية، بل إن كل هدفها جمع الإعجابات وزيادة عدد المتابعين.

الخوف يجمع

التقت ثلاث عائلات، كانت غريبة عن بعضها البعض، في خيمة نصبت في إحدى حارات الرمل الشمالي في مدينة اللاذقية، وبعد أن تفرق عدد من الأشخاص ممن كانوا يقصدونها خصوصاً في الليل، لزم أفراد العائلات الثلاث الخيمة ولم يبرحوها إلا في أوقات النهار، إذ يقصدون منازلهم للاستحمام وغسل ملابسهم، وجلب ما يساعدهم على الاستمرار بالحياة في الخيمة.
ويقول عبدالله وهو أب إحدى العائلات الموجودة في الخيمة "لدى ابنتي حالة قوية من الهلع على أثر الزلزالين السابقين، إذ لم تعد تستطيع أن تدخل المنزل وتبقى به إلا وأصابتها نوبة خوف تدفعها للنزول بسرعة إلى الخيمة وهذا ما دفعنا للبقاء فيها حتى الآن".
أما الباقون فأوضحوا أنهم لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض، لكن وجودهم في مكان واحد واشتراكهم في حياة واحدة أنشأ بينهم نوعاً من الألفة والمودة، إذ لا تفوت هذه العائلات فرصة للتشارك في معظم النشاطات، من طعام وشراب أو السمر في الليل فيشعلون النرجيلة ويضعون الموالح والفواكه، كما يمضون ليلتهم في التسلية بألعاب الورق، وفي النهار يجتمعون ليصنعوا الطعام معاً، فإما يطبخون أو يشعلون ناراً للشواء، وكأن هذه الخيمة أصبحت بديلاً عن بيوتهم.

نزوح من المدينة إلى الريف

ومنذ الزلزال الأول حتى اليوم، تعيش اللاذقية حالة نزوح واضحة من المدينة إلى الريف، إذ قصد عدد كبير من أهلها قراهم، ولم يكتفوا بالانتقال إليها بل اصطحبوا معهم أصدقاءهم وأقرباءهم من مدينة جبلة التي أتى الزلزال على عدد كبير من مبانيها، وراح ضحيته المئات.
فإذا ما قام أحدهم بجولة في المدينة بخاصة في الليل سيجدها شبه خالية من السكان وسياراتهم، فلا صعوبة اليوم لمن بقي في المدينة أن يجد مكاناً يركن فيه سيارته، فالشوارع فارغة.
وعلى المقلب الآخر، اكتظت قرى اللاذقية بأبنائها الذين انتقلوا في سنوات سابقة إلى المدينة، إضافة إلى وجود عدد كبير من الوجوه غير المعروفة.
وعلى رغم أن الشعور بالهزات أقوى في القرى فإن من نزح إليها يعلل وجوده بأن المكان هو بيت مفرد من دون أي طوابق فوقه. وعن ذلك يقول نزال "صحيح أن منزلنا في القرية فيه تشققات وتصدعات، لكنه يبقى آمناً أكثر من المدينة حيث أسكن في الطابق الرابع ولدي طفلان، فإذا حدث شيء في المدينة لن أستطيع الخروج بسرعة بهم ولكن هنا بثوان معدودة أصبح في الخارج وبأمان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


نزوح اقتصادي

وأثر هذا النزوح على المحال التجارية سلباً وإيجاباً، بحسب كل المنطقة، إذ تشهد محال مدينة اللاذقية تراجعاً في حركتها. ويقول علي، وهو صاحب مطعم أكلات شعبية، "خفت الحركة كثيراً وبخاصة خلال النهار بسبب انتقال معظم أهل المدينة إلى القرية، ولكن الملاحظ أنها تنشط في الليل حتى ساعات الفجر الأولى".
ولدى سؤاله عما يفعل بفرشة الإسفنج المركونة على حائط مطعمه قال "أصبحت أبات ليلتي هنا في مطعمي، فحركة الليل جعلتني أفتحه من الـ10 مساء إلى الثالثة فجراً، وهو وقت ذروة هذه الأيام للعمل وتقديم الطعام".
ويشير ذلك إلى أن معظم أهل المدينة ممن لم يقصدوا القرى يبقون مستيقظين طيلة الليل تحسباً لأي طارئ، إذ لا يريدون أن يعيشوا مجدداً ذات اللحظات السابقة المخيفة.
وتقول ابتسام، "أحاول أن أبقى مستيقظة ليلاً، أو أتبادل مع أهل بيتي فترات النوم، ولكن عندما أخرج قليلاً لأستنشق الهواء على الشرفة أشعر بالخوف، فلا حركة واضحة والبيوت معظمها قد هجرها أهلها وبقيت معتمة".


خوف المنشورات المضللة

ولا يزال الخوف معشعشاً في نفوس أهل بعض المدن السورية أكثر من غيرها كاللاذقية وحلب وإدلب، إذ لجأ الجميع إلى صفحات "فيسبوك" ليستقوا أخبارهم منه، فوقعوا بشكل جماعي ضحية الاحتيال والتخويف والترهيب.
فقد انتشرت صفحات مزيفة للعالم الهولندي فرانك هوغربيتس، تبتغي جمع الإعجابات والتفاعل معها، كما خرج كل من لديه صفحة فيها عدد من المتابعين ليتحدث عن الموضوع وينشر توقعات لم يتأكد من صحتها، وذلك بهدف زيادة عدد متابعي صفحته.
كما أخذ الناس كلام المتنبئين على محمل الجد وأصبحوا ينتظرون كل يوم يقال إنه يتوقع فيه حدوث هزة ليغادروا أو يبقوا مستيقظين.
وعلى رغم أن عدداً من الجيولوجيين السوريين حاولوا نقل الحقيقة العلمية وبعض توقعاتهم التي تنبئ بالخير، فإن معظم الناس مالوا إلى الخوف عوضاً عن الطمأنينة، وذلك في ظل عالم يضخ كميات كبيرة من التقارير والمعلومات المخيفة مقابل عدد بسيط جداً ممن يخاطبون العقل علمياً، وعليه فإن الوقوع ضحية الخوف أسهل من الأخذ بالأسباب والتفكير المنطقي، وهذا ما حصل ولا يزال يحصل مع بعض السوريين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات