Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفقر يلازم فلاحات غزة والأجور لا تساوي المجهود

بالكاد تحصل الريفية على 10 دولارات تسد بها جوع أسرتها

يعتبر قطاع الزراعة ثاني أكبر مشغل للنساء في غزة (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

#الفلاحات في #غزة يعملن في #الأرض و #الزراعة للخروج من دائرة #الفقر الذي يتفشى بسرعة كبيرة في #القطاع

وسط المزارع الخضراء والحياة الريفية في مدينة خان يونس جنوب غزة، وبين حقول الطماطم المتدلية في خيمات بلاستيكية، تنحني السيدة فاطمة لتتفقد ثمار أرضها التي تعمل فيها رفقة فلاحات عدة للخروج من دائرة الفقر الذي يتفشى بسرعة كبيرة في القطاع.

تقضي الخمسينية فاطمة أكثر من ثماني ساعات يومياً وسط الحقول الخضراء، ما بين التعشيب وقطف الثمار ورش النباتات بالمبيدات الحشرية، إضافة إلى رعي الحيوانات، فهذا عملها الذي اعتادت عليه منذ أربع سنوات بعدما ساءت أوضاع أسرتها الاقتصادية، وحينها قررت النزول إلى منطقتها الريفية للعمل.

10 دولارات تسد جوع صغارها

تشكل النساء حوالى 49 في المئة من مجمل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على حد سواء، ونتيجة الظروف الاقتصادية المتدهورة في القطاع، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 17 في المئة، بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني (مؤسسة حكومية).

قبل أن ينهش الفقر جيب زوجها، كانت فاطمة تعيش حياة جيدة رفقة أطفالها، لكن اليوم بالكاد تلقي بالاً لصحتها، فكل ما يهمها العودة من عملها مساء وفي حوزتها 10 دولارات تسد بها جوع أولادها الستة، وتقول "في اليوم الذي لا أعمل فيه لا أجد طعاماً للصغار، نحن نعمل فقط لنؤمن قوتنا اليومي، لقد نسينا السهرات والتنزهات، وبات الفقر صديقاً لا يفارقنا".

 

ووفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن معدلات الفقر في غزة (الدخل اليومي 10 دولارات) تلامس 64 في المئة، بينما وصلت مؤشرات الفقر المدقع (الدخل اليومي ثلاثة دولارات) إلى نحو 41 في المئة، فيما بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي نحو 70 في المئة.

خبيرة زراعة

تعمل فاطمة تحت يد "معلم البيارة"، وعند الخامسة صباحاً تباشر عملها في التنقل بين ممرات المزروعات زاحفة على ركبتيها، تتفقد النباتات وتقوم بأعمال "القشبرة" التي تعني حسب ما توضح، أنها إزالة الأوراق الناشفة من على الشجر والشتلات.

ومن دون وسائل وقاية، تعمل فاطمة التي تضيف "ما يقوله صاحب المزرعة أفعله، لم أفكر يوماً بلبس القفازات أو وضع كمامة، لا تهمني صحتي بقدر حصولي على المبلغ البسيط يومياً".

تعمل فاطمة من دون عقد عمل، مثل نحو 25 في المئة من إجمالي العاملات في غزة، وهذا يجعل راتبها أقل من الحد الأدنى للأجور (يبلغ 540 دولاراً). وبحسب بيانات جهاز الإحصاء فإن 30 في المئة من النساء العاملات يتلقين راتباً أقل من الحد الأدنى للأجور.

توقفت المزارعة عن الحديث، الذي تعتبره يأخذ من وقت عملها، لرش المزروعات بالمبيدات الحشرية، مواصلة مهماتها المتعددة في الأرض، ومباشرة توجهت نحو شجرة الخوخ وأخذت تفرد سبابتها وإبهامها على فرع شجرة الخوخ، وتنزع زهرة في المسافة بين الإصبعين.

 

استراحة… لكن لإطعام صغارها

ويعد قطاع الزراعة ثاني أكبر مشغل للنساء في غزة بنسبة 20 في المئة، ومن خلاله تسهم المرأة الريفية بحوالى سبعة في المئة من الإنتاج المحلي، وفقاً لمعطيات جهاز الإحصاء.

عند العاشرة صباحاً، تستريح الريفيات من العمل لفترة لا تتجاوز 30 دقيقة، لكنها ليست فترة راحة بالنسبة إلى فاطمة التي توجهت إلى منزلها، لإطعام صغارها وجبة الإفطار وتجهيزهم للذهاب إلى المدرسة، قبل أن تعود مرة أخرى إلى عملها.

وفور انتهاء الاستراحة، فتحت فاطمة بوابة الحظيرة وأخرجت الأغنام لرعيها في الحقول، ومسرعة عادت لإطعام الحمام، وجمع البيض من أسفل الدواجن استعداداً لنقلها إلى محلات البيع بالتجزئة، وتتابع "يجب أن أكون أماً في البيت وعاملة مجتهدة في البيارة، وبائعة رائعة في السوق، هذه الحياة في غزة باختصار، وهذا كله من أجل المال الذي نحصل على فتات منه، في النهاية أفضل من البطالة".

في الواقع، بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة 43 في المئة، أما حاملات الشهادة الجامعية فوصلت البطالة بينهن إلى 66 في المئة، وهذه البيانات أعلى من الذكور، إذ وصلت البطالة بين القوى العاملة إلى 53 في المئة، وبين حملة الشهادات الجامعية إلى 71 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ربة منزل

ينتهي عمل فاطمة في الأرض عند الساعة الثانية بعد الظهر، لتبدأ مهماتها المنزلية في تنظيف بيتها وترتيبه، وإعداد الخبز وطهيه في فرن الطينة وتجهيز الطعام لصغارها، وتواظب على ذلك يومياً، وفي المساء تتحول الأم إلى أستاذة تتابع ما تعلمه أطفالها في المدارس.

حول حياة المرأة الريفية تقول عضو مجلس إدارة جمعية تنمية المرأة الريفية إيمان كالي "يشهد واقع النساء أزمة اقتصادية متردية، ومن المؤسف أن الوضع يتراجع كل عام مع تفاقم معاناة الريفيات من التهميش والفقر، وعلى رغم عملهن المستمر لإعالة أسرهن، إلا أنهن ينتظرن المساعدات التنموية والإغاثية".

وتضيف "المرأة الريفية على وجه الخصوص لا تأخذ حقها في الأجور، على رغم أنها تعمل لساعات طويلة لتحصل على دولار واحد في الساعة، وهذا العام انخفضت الأجور بحكم تردي الوضع الاقتصادي، وعلى رغم هذا إلا أن المرأة تضطر لأن تعمل لمحاربة الظروف الصعبة وتوفير قوت يومها".

وتؤكد كالي أن جزءاً كبيراً من النساء الريفيات اللواتي يعملن بجانب أزواجهن في الأرض وتربية المواشي، لا يتلقين مردوداً مادياً، وتشير إلى أن المرأة في مناطق الريف تفتقر إلى الخدمات الصحية والتعليمية ومواصلات النقل النائية.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات