Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب الاتهامات بين الغرب وموسكو تهيمن على قمة العشرين

روسيا تندد بـ "هجوم إرهابي" قرب الحدود مع أوكرانيا وتؤكد لاحقا: الوضع "تحت السيطرة"

ملخص

مثلت #الحرب في #أوكرانيا نقطة شائكة رئيسة في اجتماعات #مجموعة_العشرين، وفيما اتهمت #واشنطن موسكو وبكين ردت الأخيرتان على الاتهام بوصفه "ابتزازاً وتهديداً"

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، إن الهجوم الروسي على أوكرانيا عكر صفو اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في الهند بينما دعا المجموعة إلى حث روسيا على سحب قواتها.

كانت الحرب نقطة شائكة رئيسة في اجتماعات مجموعة العشرين، التي تضم أكبر اقتصادات العالم، بينها الولايات المتحدة وروسيا، منذ أن شنت موسكو هجومها الشامل على جارتها في 24 فبراير (شباط) 2022.

وذكر بلينكن لوزراء خارجية المجموعة وفقاً لتصريحات معدة سلفاً أطلع الصحافيون عليها بعدما ألقاها الوزير الأميركي صباح اليوم الخميس، "للأسف، من جديد تطغى على هذا الاجتماع حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا، وحملتها التدميرية المتعمدة ضد أهداف مدنية، وهجومها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة".

ورفضت الهند، التي تستضيف اجتماعات مجموعة العشرين العام الحالي، تحميل روسيا مسؤولية الحرب، وتسعي وراء التوصل لحل دبلوماسي وتزيد مشترياتها من النفط الروسي بشدة.

وقال بلينكن إنه يتعين على مجموعة العشرين أن تكرر الدعوات، التي وافق عليها معظم زعماء المجموعة في بالي خلال نوفمبر (تشرين الثاني)، لروسيا لإنهاء الحرب والانسحاب من أجل السلام الدولي والاستقرار الاقتصادي.

وأضاف "حتى مع حشد الدعم لأوكرانيا نركز على التحديات العالمية. هذا ما يحتاجه العالم ويتوقعه". وسعت الهند إلى تجنب أن تهيمن الحرب في أوكرانيا على رئاستها للمجموعة، ودعت إلى التركيز على أمن الغذاء والطاقة والأسمدة الذي يؤثر بشكل خاص في الدول الأقل ثراء.

وذكر بلينكن أن روسيا لم توافق بعد على تجديد مبادرة حبوب البحر الأسود، التي تسهل تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، قبل أن تنتهي في 18 مارس (آذار).

وأضاف بلينكن "من الضروري أن تتحدث مجموعة العشرين من أجل توسيع مبادرة الحبوب (البحر الأسود) لتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر ضعفاً".

القمع الروسي للمعارضة

اتهم بلينكن موسكو بقمع المعارضين في الداخل ودعا محققي الأمم المتحدة إلى مواصلة توثيق ما قيل عن الانتهاكات الروسية في الحرب الأوكرانية.

ووصف بلينكن، في خطاب ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، حملة القمع التي تستهدف المجتمع المدني في روسيا بأنها "تكميم ممنهج" وحث أيضاً المحققين المعينين من الأمم المتحدة على مواصلة توثيق انتهاكات موسكو في أوكرانيا لتوفير "سجل محايد لما يحدث، وقاعدة ارتكاز للجهود المحلية والدولية لمحاسبة الجناة".

وجاء خطابه المسجل بالفيديو قبل كلمة متوقعة للمسؤول الروسي الكبير سيرغي ريابكوف المقرر أن يمثل أمام المجلس التابع للأمم المتحدة، ومقره جنيف، للمرة الأولى منذ هجوم موسكو على أوكرانيا قبل أكثر من عام ومنذ تعليق مشاركة روسيا في المجلس خلال أبريل (نيسان) 2022.

ونفت روسيا ارتكاب انتهاكات بحق مدنيين في المناطق المحتلة أو الاستهداف العمدي لهم في هجماتها.

وعارض عشرات من السفراء الغربيين وجود ريابكوف في الأمم المتحدة في جنيف بوقفة احتجاج رفعوا خلالها العلم الأوكراني.

"طالبان" وإيران في مرمى العشرين

وفي خطابه انتقد بلينكن أيضاً حركة "طالبان" بسبب "قمعها الوحشي للنساء والفتيات في أفغانستان" كما انتقد إيران لقمعها الاحتجاجات وعبر عن بالغ القلق من معاملة الصين للأقلية المسلمة فيها.

وخلص تقرير للأمم المتحدة نشرته العام الماضي إلى أن احتجاز الويغور ومسلمين آخرين في الصين ربما ينطوي على جرائم ضد الإنسانية وهناك دول في المجلس تبحث اتخاذ المزيد من الخطوات لتكثيف التدقيق في الأمر. وتنفي بكين من جانبها ارتكاب أي انتهاكات.

وعادت الولايات المتحدة لمجلس حقوق الإنسان، المؤلف من 47 دولة عضواً، العام الماضي كدولة عضو يحق لها التصويت بعد أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من المجلس بسبب ما قال إنه تحيز ضد إسرائيل.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى المجلس ميشيل تايلور للصحافيين قبيل بدء الجلسة "عودة الولايات المتحدة للمجلس تعني أننا نسهم في تشكيل المشهد ولم نعد نتخلى عن دورنا". وتستمر جلسة المجلس خمسة أسابيع.

"الابتزاز والتهديد"

في سياق تبادل السجال الدائر، اتهم وزيرا الخارجية الروسي والصيني، الخميس، الدول الغربية باستخدام "الابتزاز والتهديدات" لفرض وجهات نظرها، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية

 

 

وأضاف البيان، أنه خلال لقاء على هامش اجتماع وزاري لمجموعة العشرين في نيودلهي، رفض الوزيران الروسي سيرغي لافروف والصيني تشين غانغ "محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى بهدف فرض نهج أحادي الجانب من خلال الابتزاز والتهديدات".

ماذا يحدث على الحدود الروسية؟

نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي قوله اليوم الخميس إن الوضع في منطقة بريانسك بالقرب من الحدود مع أوكرانيا "تحت السيطرة".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في وقت سابق إن المخربين الأوكرانيين أطلقوا النار على المدنيين فيما وصفه بأنه "عمل إرهابي" بالقرب من الحدود الروسية مع أوكرانيا.

وأفادت وكالات أنباء روسية في وقت سابق بأن مجموعة من المخربين الأوكرانيين احتجزوا رهائن في منطقة بريانسك، فيما قال حاكم المنطقة إن شخصاً قُتل. ونفى مسؤولون أوكرانيون المسؤولية عن العملية.

وقال مستشار كبير للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن التقارير عن هجوم تخريبي شنته القوات الأوكرانية في منطقة بريانسك الروسية "استفزاز متعمد".

وكتب ميخايلو بودولياك على "تويتر"، "القصة حول وجود مجموعة تخريب أوكرانية في روسيا الاتحادية هي أسلوب معروف للاستفزاز المتعمد".

وتابع "روسيا تريد تخويف شعبها لتبرير الهجوم على دولة أخرى وتزايد الفقر بعد عام من الحرب".

وفي تعليقات تلفزيونية، قال بوتين إن روسيا ستنتصر في مواجهة مثل هذه الهجمات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب "رويترز"، قال الكرملين اليوم الخميس، إن روسيا تتحرك للقضاء على "إرهابيين" من أوكرانيا شنوا هجوماً عبر الحدود وقال مسؤولون روس أنهم خطفوا رهائن.

ونقلت وكالات أنباء روسية رسمية عن مسؤولين قولهم في وقت سابق اليوم الخميس إن القوات الروسية تقاتل مجموعة مخربين أوكرانية تسللت إلى منطقة بريانسك على الحدود مع أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين يتلقى تحديثات منتظمة من الأجهزة الأمنية ووزير الدفاع سيرغي شويغو بشأن الوضع.

ونفى بيسكوف التقارير، التي تفيد بأن بوتين يعتزم عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن اليوم الخميس، لكنه قال إنه سيعقد اجتماعاً للمجلس يوم الجمعة في موعده المعتاد.

فيما أعلن نائب بالبرلمان الروسي أن بوتين سيترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الروسي في وقت لاحق اليوم الخميس، عقب الحديث عن تسلل مخربين وخطف رهائن في منطقة بريانسك الحدودية.

حدود مضطربة

والمنطقة الحدودية الروسية أصبحت مضطربة بشكل متزايد منذ أرسلت موسكو عشرات الآلاف من الجنود إلى داخل أوكرانيا قبل عام في إطار ما تطلق عليه "عملية عسكرية خاصة"، ووردت تقارير عن وقوع قصف وعمليات تخريبية متفرقة.

وذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي في بيان نقلته وكالات أنباء روسية اليوم الخميس أن قواته والجيش تحاول تصفية ما وصفتها بأنها "مجموعة مسلحة من القوميين الأوكرانيين" عبرت الحدود.

وقال ألكسندر بوجوماز حاكم بريانسك إن الأوكرانيين أطلقوا النار وقتلوا شخصاً.

وقال بوجوماز على قناته على "تيليغرام"، "اليوم مجموعة تخريب واستطلاع أوكرانية اخترقت منطقة كليموفسكي في قرية لوبيتشاني. أطلق المخربون النار على سيارة متحركة. ونتيجة للهجوم قتل أحد السكان وأصيب طفل في العاشرة من عمره".

وقال إن القوات المسلحة الأكرانية شنت هجوماً بطائرات مسيرة وأطلقت قذائف مدفعية على مناطق أخرى قرب الحدود. ولم يتسن لـ"رويترز" بعد التحقق من التقارير.
 
غرف التعذيب في خيرسون
 
وعلى صعيد الاتهامات أيضاً، قال محققون في جرائم الحرب اليوم الخميس، بناء على أدلة جديدة، إن شبكة مكونة من 20 غرفة تعذيب على الأقل في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا المحررة في الآونة الأخيرة "خططت لها الدولة الروسية ومولتها بشكل مباشر"، وفق "رويترز".

ويعمل فريق العدالة المتنقلة، الذي تموله بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع ممثلي الادعاء العام الأوكرانيين المتخصصين في جرائم الحرب بجميع أنحاء البلاد وفي خيرسون منذ استعادة المدينة من القوات الروسية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) بعد احتلالها لأكثر من ثمانية أشهر.

ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من الكرملين.

وتحدثت "رويترز" عن نطاق استخدام غرف التعذيب في خيرسون خلال يناير (كانون الثاني) عندما قالت السلطات الأوكرانية إن حوالى 200 شخص تعرضوا للتعذيب في 10 مواقع. وروى ناجون لـ"رويترز" عن تعرضهم للتعذيب بما شمل صدمات كهربائية وأساليب الخنق.

وفي ذلك الوقت، لم يرد الكرملين ووزارة الدفاع الروسية على أسئلة "رويترز" بشأن ما قيل عن التعذيب والاحتجاز غير القانوني. ونفت موسكو التي تقول إنها تنفذ "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا ارتكاب جرائم حرب أو استهداف مدنيين.

ويدعم الفريق المتنقل، الذي يسانده خبراء دوليون، مكتب المدعي العام الأوكراني لدى مراجعته لأكثر من 71 ألف تقرير عن جرائم حرب في جميع أنحاء البلاد منذ الغزو الذي بدأ في 24 فبراير 2022.

 

 

وقال الفريق الذي شكله المحامي البريطاني واين جوردش في بيان "الأدلة الجديدة التي تم جمعها من خيرسون التي تم تحريرها أخيراً تكشف أن غرف التعذيب موجودة بتخطيط وتمويل مباشر من الدولة الروسية".

ووصف شهود استخدام القوات الروسية للتعذيب بالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق. وذكر البيان أن ما لا يقل عن ألف من الناجين من غرف التعذيب قدموا أدلة للمحققين وتم الإبلاغ عن أن أكثر من 400 من خيرسون في عداد المفقودين.

وقال الفريق إن تمويل شبكة من منشآت التعذيب جزء من خطة الدولة الروسية "لإخضاع أو تغيير فكر أو قتل شخصيات قيادية مدنية أوكرانية ومعارضين عاديين".

وأضاف أن مراكز التعذيب أدارتها أجهزة أمن روسية مختلفة بما يشمل جهاز الأمن الاتحادي الروسي وجهاز الأمن الاتحادي المحلي في خيرسون ودائرة السجون الروسية. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق مما قيل.

ضمانات "مستقبلية" لأوكرانيا

قال المستشار الألماني أولاف شولتز في خطاب أمام البرلمان الخميس إن ألمانيا ودولاً حليفة تجري محادثات مع كييف بشأن ضمانات أمنية مستقبلية.

وأوضح شولتز الذي سيستقبله جو بايدن في البيت الأبيض الجمعة "نتحدث مع كييف ودول شريكة أخرى بشأن ضمانات أمنية مستقبلية لأوكرانيا" تمهيداً لسلام دائم في هذا البلد.

وأضاف "لكن هذه الضمانات الأمنية تفترض حتماً أن تنجح أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في هذه الحرب" متعهداً أن تواصل ألمانيا مساعدة أوكرانيا التي غزتها القوات الروسية قبل عام.

يأتي خطاب شولتز بعد أكثر من عام بقليل من شن موسكو هجومها على أوكرانيا، ما دفع المستشار إلى إعلان حقبة جديدة في الدفاع الألماني والسياسة الخارجية للبلاد.

زادت ألمانيا استثماراتها العسكرية وأنهت علاقاتها الاقتصادية مع روسيا وتجاوزت المحرمات المتعلقة بإرسال أسلحة إلى مناطق تشهد حرباً.

كذلك، جدد شولتز دعوته إلى روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا قائلاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس منفتحاً حالياً على مفاوضات من أجل إنهاء الحرب.

وتساءل شولتز "هل بوتين مستعد حتى للتفاوض بشأن سلام عادل؟ لا شيء يوحي بذلك في الوقت الحالي".

في السياق حض المستشار الألماني بكين على عدم إمداد روسيا بالسلاح في حربها هذه، بعدما أفادت واشنطن بأن الصين تدرس هذا الاحتمال.

وقال شولتز في كلمته أمام البرلمان "رسالتي إلى بكين واضحة: استخدموا نفوذكم في موسكو للضغط من أجل انسحاب القوات الروسية. ولا تزودوا المعتدي الروسي السلاح".

تصدير الحبوب على المحك

فيما نقلت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن الغرب "يدفن بكل وقاحة" مبادرة حبوب البحر الأسود التي تسهل تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية من موانئها الجنوبية.

وعلى رغم أن روسيا لا تزال ملتزمة بالاتفاق، فقد انتقدت مراراً نهج الغرب تجاه المبادرة التي أبرمت في يوليو (تموز) الماضي، قائلة إن الدول التي فرضت عقوبات على موسكو لا تفعل ما يكفي لتخفيف القيود على الصادرات الروسية لا سيما الأسمدة.

ونقلت الوكالة عن لافروف قوله، خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، في إشارة إلى اتفاق الحبوب "الغرب يدفن بكل وقاحة المبادرة الإنسانية المعروفة التي توسط فيها الأمين العام للأمم المتحدة".

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن روسيا تسببت "بشكل متعمد وممنهج" في تأخير شحنات الحبوب في الأشهر القليلة المنصرمة، بينما صادراتها من الأغذية والحبوب والأسمدة مستمرة. وذلك خلال حديثه في الاجتماع نفسه المنعقد في الهند.

وأضاف بلينكن "من الضروري لمجموعة العشرين أن تتحدث من أجل تمديد مبادرة الحبوب وتوسيعها لتعزيز الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجاً".

تمديد

تنتهي المرحلة الحالية من الاتفاق، الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، في 18 مارس (آذار). وسيتم تمديده إذا لم يبد أي طرف اعتراضاً رسمياً.

وقبل التمديد السابق للاتفاق في نوفمبر، صعدت روسيا انتقاداتها له أيضاً في محاولة للحصول على مزيد من التنازلات من الغرب، لكنها في النهاية سمحت بتمديده لمدة 120 يوماً.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء إنها لن توافق على تمديد ثان للاتفاق إلا إذا وُضعت مصالح المنتجين الزراعيين الروس في الاعتبار.

ولم تستهدف العقوبات الغربية القطاع الزراعي الروسي بشكل مباشر، لكن موسكو تقول إن العقوبات تؤثر في المدفوعات والشحن والتأمين وبالتالي تشكل "عائقاً" أمام صادراتها من الحبوب والأسمدة.

المزيد من دوليات