Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جديد التضخم الأميركي: تهريب "البيض" عبر الحدود

مسؤولون حذروا من إدخال السلعة من المكسيك والغرامة تصل إلى 10 آلاف دولار ورواد مواقع التواصل يسخرون من ارتفاع الأسعار

أبلغ مسؤولو حرس الحدود الأميركي عن زيادة أعداد الذين يحاولون تهريب البيض من المكسيك (أ ف ب)

ملخص

#أميركيون سخروا من ارتفاع #أسعار_البيض على مواقع #التواصل_الاجتماعي واقترحوا أن تكون هدية الزواج كرتونة بيض بدلا عن الخاتم

تحدٍ مفاجئ جديد تقف أمامه سلطات الحدود الأميركية مع المكسيك، ليس مع عصابات تهريب البشر أو تجار المخدرات، بل مع مواطنين عاديين يعبرون وبحوزتهم كميات كبيرة من البيض بسبب ارتفاع أسعاره بوتيرة متزايدة.

ففيما يبدو أن أسعار البيض أصبحت أزمة عابرة للحدود، حذر مسؤولو الحدود الأميركية خلال الأيام الماضية، من عمليات تهريب البيض من الخارج. وغرد حساب مدير العمليات الميدانية في ولاية سان دييغو الأميركية، على "تويتر"، مشيراً إلى زيادة معدل عمليات تهريب "البيض" من المكسيك إلى داخل الولايات المتحدة، محذراً من غرامة تصل إلى 10 آلاف دولار لمن يتم ضبطه في عملية تهريب مثل هذه المواد الغذائية.

"تضخم البيض"

المثير أن البضاعة الممنوعة هذه المرة ليست مواد مخدرة أو مواد تستخدم لصنع متفجرات، كما أنها تجارة مشروعة داخلياً، لكنها أصبحت وحدة قياس التضخم الذي ضرب الولايات المتحدة في العامين الماضيين، إذ ارتفع سعر البيض بنسبة 150 في المئة في يناير (كانون الثاني) الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق مكتب إحصاءات العمل الأميركي.

البيض الأميركي كان الأكثر تأثراً بالتضخم من أي سلعة غذائية أخرى حتى أطلق البعض على أسعاره "Eggflation" بدلاً من "Inflation" أو التضخم، تلك الموجة من ارتفاع الأسعار المدفوعة بتأثيرات فيروس كورونا المستجد والحرب في أوكرانيا، والتي دفعت بدورها كلفة الطاقة والغذاء لأعلى معدل لها، ثم ضربت سلالة مميتة من فيروس إنفلونزا الطيور صناعة الدواجن الأميركية منذ العام الماضي.

وأدى تفشي إنفلونزا الطيور القاتل، المستمر منذ أوائل العام الماضي، إلى قتل أكثر من 57 مليون من الدواجن في الولايات المتحدة، وفق وزارة الزراعة الأميركية. وأسهمت الإنفلونزا، جنباً إلى جنب مع ارتفاع كلفة الأعلاف والنقل والتعبئة التي أعقبت جائحة كورنا، في تضخم أسعار البيض، والتي وصلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى مستوى قياسي. فبحلول نهاية 2022، كان الأميركيون يدفعون في المتوسط 4.25 دولار مقابل 12 بيضة كبيرة من الدرجة الأولى، مقارنة بـ1.79 دولار للكمية نفسها العام السابق، وفق البيانات الرسمية.

وأمام هذا الارتفاع الكبير لسعر سلعة رئيسة في وجبة الفطار، هرع الأميركيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من واقعهم. فاقترحت بعض الكوميكس أن تكون هدية عروض الزواج عبوة من البيض بدلاً من الخاتم، وآخر يدعو حبيبته لعشاء في مكان فخم محاطين بصفوف من عبوات البيض.

وغرد آخرون ساخرين من تحذيرات مسؤولي الحدود "الآن أموال الضرائب تنفق في السيطرة على البيض" و"لنخفي البيض وسط شحنات الهروين والكوكايين"، في إشارة إلى تقصير سلطات الحدود إحباط عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود.

وتلاعبت بعض عناوين المواقع الإخبارية بالألفاظ في تعبيرات ساخرة عن الوضع مثل استبدال الكلمة الإنجليزية Expensive التي تعني غالي الثمن بـ"Eggspensive". وسخر آخرون بأن الأزمة ربما تعيد دعوات بناء "السور" الذي أوعز الرئيس السابق دونالد ترمب ببنائه لمنع الهجرة غير الشرعية.

عمليات التهريب عبر الحدود

والأسبوع الجاري، أبلغ مسؤولو حرس الحدود عن زيادة في عدد الأشخاص الذين يحاولون تهريب البيض عبر الحدود من المكسيك.

ووفق بيانات نقلتها مجلة "نيوزويك" الأميركية عن سلطات الجمارك وحماية الحدود الأميركية (سي بي بي)، فإن مكتب نقطة حدود سان دييغو سجل عمليات مصادرة لبيض مهرب بارتفاع قدره 397.54 في المئة بين 11 يناير 2022 و31 يناير 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

وفي الإطار الزمني نفسه، سجل مكتب نقطة حدود توكسون زيادة 320.25 في المئة، في حين سجل مكتب لاريدو زيادرة قدرها 313.08 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعد نقل البيض غير المطهو عبر الحدود الأميركية عملاً غير قانوني ينطوي على غرامة مالية كبيرة، وذلك بسبب خطر نقل سلالات مختلفة من إنفلونزا الطيور ومرض نيوكاسل، وهو فيروس معد يصيب الطيور.

ويتوجب على المسافرين الذين يجلبون البيض الإعلان عما لديهم من أطعمة غير مطهوة أو مواد زراعية محظورة أثناء عبورهم الحدود، وعندها يمكن للشخص التخلي عن تلك الأطعمة طوعاً دون عواقب، حيث يقوم متخصصون في الزراعة بإعدام البيض وغيره من الأطعمة غير المطهوة.

ومع ذلك، أفاد مسؤولو الحدود لوسائل إعلام أميركية بأنه أخيراً وفي ظل الارتفاع الصاروخي في أسعار البيض داخل الولايات المتحدة، زادت حالات امتناع الأفراد العابرين للحدود عن الإعلان عما بحوزتهم، ومن ثم يتم اكتشاف البيض أثناء التفتيش ومصادرته، مع فرض غرامة قدرها 300 دولار على الشخص، بينما تكون العقوبات أكبر في حالات التهريب الكبيرة.

استجواب في الكونغرس

ووسط مخاوف بين المزارعين ودعاة مكافحة الاحتكار الذين حذروا من قوة الشركات الزراعية الكبرى في تحديد الأسعار، أرسل اثنان من المشرعين الأميركيين رسائل إلى أكبر شركات البيض في البلاد للحصول على إجابات عن سبب تضخم أسعار البيض إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة، وفقاً لنسخ من الرسائل اطلعت عليها وكالة "رويترز".

وكتبت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن والنائبة كاتي بورتر، "تستحق العائلات الأميركية أن تعرف ما إذا كانت الأسعار المتزايدة التي تدفعها مقابل البيض هي انعكاس مشروع لانخفاض العرض أم هو جشع الشركات الخارج عن السيطرة"، وطالبتا بمعلومات عن هوامش الربح وتأثيرات إنفلونزا الطيور وما إذا كانت الشركات قد تواصلت مع بعضها البعض في شأن أسعار البيض، لافتتين إلى أنهما تنتظران إجابات مقنعة بحلول الأول من مارس (آذار) المقبل.

وأعلنت شركة "Cal-Maine Foods" التي تسيطر على نحو 20 في المئة من سوق البيض في الولايات المتحدة، عن ارتفاع إجمالي أرباحها بنسبة 600 في المئة في أواخر ديسمبر إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، بينما لا تزال الشركات الأخرى لم تقدم بيانات العام الماضي.