Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المستثمرون يتخلون عن أسهم التكنولوجيا ويتجهون إلى البنوك والنفط

مكاسب شركات مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" تضاعفت بنسبة 400 في المئة

تعتبر الشركات الممتازة في القطاعات "الدفاعية"رهاناً أفضل حاليا من شركات التكنولوجيا المثقلة بالديون (رويترز)

ملخص

يعود #مؤشر_الأسهم الأول في لندن إلى الحياة حيث يدير #المستثمرون ظهورهم لشركات #التكنولوجيا الكبرى

يعود مؤشر الأسهم الأول في لندن إلى الحياة، حيث يدير المستثمرون ظهورهم لشركات التكنولوجيا الكبرى لصالح أسهم البنوك القديمة والنفط والتعدين.

وفق البيانات المتاحة، فقد وصل مؤشر "فوتسي 100"، الذي تقدر قيمة الشركات المكونة له مجتمعة بنحو تريليوني دولار، إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 8013 نقطة خلال تعاملات جلسة الخميس الماضي، محققاً ثامن إنجاز له في أسبوعين، لكنه تراجع قليلاً يوم خلال تعاملات الجمعة، فيما لا يزال أعلى بنسبة 17 في المئة فوق أدنى مستوى سجله أخيراً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

هذه المكاسب تعد مهمة إلى حد كبير بالنسبة لمؤشر طالما سخر منه بعض المستثمرين والمحللين باعتباره "ديناصوراً" يتجه نحو الانقراض، مثقلاً بأسهم الاقتصاد القديم مثل شركات التمويل والسلع الكبرى التي تشكل الجزء الأكبر من قيمته.

المحللون، يرون أن عودة ظهور مؤشر "فوتسي" يشير إلى تحول نموذجي أوسع بين المستثمرين: شهية متزايدة للأسهم "ذات القيمة"- تلك التي ينظر إليها على أنها تتداول بسعر أقل من قيمتها الحقيقية- في الوقت نفسه الذي تتراجع فيه أسهم شركات التكنولوجيا عالية النمو.  

اضطرابات أقل في أسهم مؤشر "فوتسي 100"

لكن الوضع لم يكن دائماً يسير على هذا النحو، فقد تضاعف المؤشر أكثر من الضعف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009، لكن هذا يتضاءل مقارنة بمؤشر "ستاندارد أند بورز 500"، الذي تضاعف أكثر من أربعة أضعاف أو بنسبة 400 في المئة، ومؤشر "ناسداك" المركب الثقيل الذي تضخم بنسبة 1000 في المئة خلال ذلك الوقت.

ويرى محللون، أن مؤشر "فوتسي 100" ليس بديلاً عن الاقتصاد البريطاني، الذي يتأرجح على شفا الركود، لأن الشركات المدرجة في المؤشر تحقق معظم إيراداتها في الخارج. وبدلاً من ذلك، فإن هذا النوع من الشركات المكونة لمؤشر "فوتسي 100" هو ما يفسر انتعاشه.

وعلى رغم أن مزيج الصناعات في مؤشر فوتسي "أكثر تقليدية"، فإن هذا لا يعني أنها "ديناصورات"، كما يقول أندي غريفيث المدير التنفيذي لمنتدى المستثمر، وهي مجموعة تمثل المستثمرين في الأسهم البريطانية. وقال إن "هذا يعني أن هناك اضطراباً أقل في تكوين المؤشر مقارنة بآخرين مثل ناسداك".

وبعبارة أخرى، تعتبر الشركات الممتازة في القطاعات "الدفاعية"، تلك التي تقدم السلع أو الخدمات الأساسية، التي تولد دخلاً موثوقاً للمستثمرين من خلال مدفوعات الأرباح، رهاناً أفضل في الوقت الحالي من شركات التكنولوجيا المثقلة بالديون التي تقدم خدمات من المرجح أن يتخلى عنها المستهلكون في أوقات الشدة الاقتصادية.

هل انتهى عصر المال المجاني؟

بعد عام 2021، تراجع مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" بأكثر من 19 في المئة العام الماضي، وهو أسوأ أداء له منذ عام 2008. وانخفض مؤشر "ناسداك"، المكان الذي كان موجوداً منذ الازدهار التكنولوجي في منتصف عام 2010، بمقدار الثلث تقريباً، حيث تعثرت أسهم شركات ضخمة مثل "أبل" الذي تراجع بنحو 16 في المئة منذ أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في يناير (كانون الثاني) 2022، كما تراجعت أسهم مالك "ميتا" و"فيسبوك" بنسبة تجاوزت 55 في المئة، منذ ارتفاعها القياسي في سبتمبر (أيلول) 2021، كما أعلنت شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى مثل "ألفا بت" و"أمازون" و"مايكروسوفت" عن تسريح آلاف العمال في الأسابيع الأخيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعافى كلا المؤشرين الأميركيين بشكل طفيف بعد الانخفاضات الكبيرة خلال العام الماضي، ولكن من المرجح أن يستمر أحد أكبر العوامل المؤثرة على أدائهما والمتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة. وقبل أيام، قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة في الوقت الحالي، على رغم انخفاض التضخم في الأشهر الأخيرة.

لكن أكثر من عقد من أسعار الفائدة المتدنية للغاية كانت نعمة لشركات التكنولوجيا، ذلك لأنه عندما تكون أسعار الفائدة منخفضة، فإن العوائد على السندات الحكومية تكون منخفضة أيضاً. ويعزز ذلك من شهية المستثمرين للاستثمارات الأكثر خطورة، مثل أسهم شركات التكنولوجيا الصغيرة أو المثقلة بالديون، التي يمكن أن تحقق عوائد ضخمة بعد سنوات، ولكن عندما ترتفع أسعار الفائدة ويكون التضخم مرتفعاً، تنخفض توقعات الأرباح، مما يجعل الشركات عالية المخاطر أقل جاذبية.

وقد غيرت نهاية حقبة "المال المجاني" حسابات المستثمرين، وفقاً لما ذكره غريفيث، حيث أصبحت الديون أو الرافعة المالية الآن أكثر تكلفة. وأضاف "لقد تغيرت حالة العالم بشكل كبير... كان من السهل جداً تمويل الأنشطة التجارية غير المربحة من خلال الرافعة المالية على مدى السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية".

شركات تابعة للمؤشر ضاعفت أرباحها

بالنسبة لمؤشر "فوتسي 100" فالقصة مختلفة، حيث عزز ارتفاع أسعار الفائدة أرباح البنوك الدولية الكبرى، في حين أدت أسعار النفط والغاز- التي بدأت في الارتفاع في خريف عام 2021 لكنها ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات بعد قيام الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي- إلى أرباح مذهلة لمنتجي الطاقة.

وقامت شركتا "بي بي" و"شل" وهما من بين الشركات التابعة لمؤشر "فوتسي 100"، بمضاعفة أرباحهما السنوية خلال العام الماضي لتصل مجتمعة إلى 68 مليار دولار. وقفزت مخزوناتهم بنسبة 46 في المئة و24 في المئة على التوالي منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.

يقول ماكس نيومان مدير ومدير المحفظة في بنك الاستثمار "جوليوس بير إنترناشيونال"، إن إعادة فتح الصين لاقتصادها في ديسمبر (كانون الأول) بعد أكثر من ثلاث سنوات من القيود الوبائية عزز أيضاً توقعات مؤشر السلع الثقيلة.

وفي مذكرة بحثية حديثة، قال مايكل هيوسون، كبير محللي الأسواق في "سي أم سي ماركتس"، إن المؤشر "غير المحبوب في كثير من الأحيان" عاد إلى رادارات المستثمرين مرة أخرى. وأضاف "في هذه الحقبة الجديدة من ارتفاع أسعار الفائدة... عاد مؤشر الشركات الكبرى في المملكة المتحدة إلى تفضيله ليس فقط لصفاته الدفاعية، ولكن أيضاً لقدرة الشركات الموجودة فيه على توليد دخل للمساهمين".

وقال هيوسون إن توزيعات أرباح المؤشر أو متوسط العائد السنوي الذي يمكن أن يتوقعه المستثمر كنسبة من إجمالي ممتلكاته، أعلى بشكل عام من عائد "ستاندرد أند بورز 500" أو "ناسداك" المركب. في الوقت الحالي، يبلغ عائد مؤشر فوتسي نحو 3.8 في المئة، بينما يبلغ عائد مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" نمو 2.1 في المئة، وبلغ عائد مؤشر "ناسداك" نحو 1.5 في المئة.

لكن على مدار العقد الماضي، كان الوعد بتحقيق مبالغ نقدية وفيرة من أسهم التكنولوجيا سريعة النمو، بدلاً من العوائد الإضافية من خلال توزيعات الأرباح، هو مما أثار اهتمام المستثمرين، لكن نقص شركات التكنولوجيا قد يعود ليطارد مؤشر "فوتسي"، بمجرد تراجع التضخم وأسعار الفائدة.

ومنذ أغسطس (آب)، تراجعت أسعار الغاز بالجملة التي عززت أرباح منتجي الطاقة، إلى مستويات ما قبل الحرب. وقالت سوزانا ستريتر، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في "هارجريفز لانسداون"، إن "هناك رياحاً جديدة من القلق تهب حول المدى الذي ستستمر فيه أسعار الفائدة في الارتفاع في الولايات المتحدة".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة