Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محنة عائلة بريطانية... الأم تنتشل طفلتها من مهدها لحظة حدوث الزلزال

لقطات تقشعر لها الأبدان التقطتها كاميرا مراقبة الأطفال

الدمار الهائل في أنطاكيا بعد الزلزال (أ ب)

عاشت #أسرة_بريطانية رعباً على حياتها أثناء حدوث #الزلزال المدمر في #تركيا، والذي صورته كاميرا المراقبة الخاصة بالطفلة.

وكانت العائلة التي تتحدر من منطقة هال Hull تقضي إجازة في تركيا عند حدوث الزلزال.

وسمع صوت فيكتوريا سانلي تستغيث بالله وتصرخ "يا إلهي!" بينما هبت لانتشال طفلتها كاتلين من مهدها في الوقت الذي ضرب فيه الزلزال.

وفيما حملت طفلتها نحو بر الأمان، شوهد السرير يهتز بينما علت أصوات الارتطام والتحطم في المكان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وخلال المشاهد الدرامية تلك، استمرت العلبة الموسيقية الخاصة بالطفلة كاتلين بلعب أنغام تهويدة الأطفال "فرير جاك" Frere Jacques مما شكل خلفية موسيقية سوريالية للكارثة.

كانت العائلة في أضنة على مقربة من مركز الزلزال في زيارة لأهل ليمي سانلي والد كاتلين.

وكان السيد سانلي في إسطنبول وقت حدوث الزلزال وقاد سيارته لمدة 12 ساعة للوصول إلى عائلته في أضنة، حيث وجدها بأمان.

وأتى السيد سانلي برفقة أسرته الصغيرة إلى تركيا لتقديم طفلته المولودة حديثاً لجديه. ومن ثم عاد للمملكة المتحدة لبضعة أيام للعمل قبل أن يحط مجدداً في إسطنبول بحثاً عن رحلات جوية إلى أضنة. وبعدها حدث الزلزال المدمر، وقال السيد سانلي إنه استيقظ على عدد من المكالمات التي لم يتم الرد عليها من زوجته.

وفي حديث لـ"اندبندنت"، قال السيد سانلي، "عندما أرسلت لي زوجتي فيديو وهي تخرج طفلتنا من سريرها خلال حدوث الزلزال، كان مشهداً يفطر القلوب. تسمع انفجاراً ضخماً، وبوسعك سماع المبنى بأكمله يهتز بصوت عالٍ محدثاً ضوضاء كبيرة. عندما تشاهد ذلك، تشعر بأن الدم يتجمد في عروقك. عندما رأيت تلك المشاهد، قلت في نفسي "عليَّ أن أجد وسيلة للوصول إلى هناك". شعرت بأنني منهار ومحطم كون عائلتي هناك بمفردها، كانت زوجتي هناك بمفردها وأنا كرجل وكزوج وأب لم أكن موجوداً من أجلهما".

وأضاف قائلاً، "شعرت زوجتي بالذعر الشديد. لم تعرف كاتلين ماذا يحدث، واستمرت بالضحك والقهقهة والبكاء. كانت زوجتي بغاية الشجاعة وتمتعت بأكبر قدر ممكن من الهدوء نظراً إلى ما مرت به بمفردها".

وفي حديثها أيضاً لـ"اندبندنت"، أوضحت السيدة سانلي أنه لا يوجد شيء كان يمكن أن يهيئها لصدمة الزلزال. وقالت، "استيقظت على نباح الكلب، وبينما حاولت أن أجد طريقي كان المبنى بأكمله يهتز، كانت الأضواء تهتز، وكان كل شيء يرتجف، وكدت أتوقف لبرهة، وأصبت ببعض الذعر لأن عقلي كان يحاول فهم ما يحصل".

وأضافت، "عندما قلت يا إلهي على الكاميرا، كان هذا بمثابة إدراك لما كان يحدث".

وبينما كانت تقيم في الطابق الخامس من المبنى المكون من 10 طوابق، أمسكت سانلي بابنتها وهربت من المبنى المنهار مرتدية فقط نعالها وبيجاماها وسترة ومعها كلبهما.

وأضافت السيدة سانلي، "بمجرد أن استيقظت، كانت طفلتي هي تركيزي الوحيد. زاد هذا النوع من الخوف والذعر سوءاً لأن الأمر لا يتعلق بي وحدي فقط، بل أيضاً في إخراج فتاتي الصغيرة".

وتابعت، "كان الجو ماطراً بشدة، ولكن الجميع كانوا خارج المبنى. كان الجميع يستقلون سياراتهم ويغادرون، وكان الناس يصرخون في وجهي باللغة التركية، وأنا لا أتحدث اللغة، ولم أفهم ما يجري".

وإلى جانب مئات آخرين، بقيت السيدة سانلي في سيارتها في حديقة قريبة لتجنب المباني المتساقطة. وأوضحت، "أنت لا تفكر حقاً بشكل صحيح في تلك اللحظة، فأنت تعلم فقط أنه عليك الخروج من المبنى".

وقام السيد سانلي الذي ولد في أضنة قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة باستئجار سيارة وقاد طوال 12 ساعة من إسطنبول إلى أضنة ليكون إلى جانب زوجته وابنته.

قاد السيد سانلي بين الجثث والمباني المنهارة، وقال إنه أراد رؤية أسرته وحسب. وتابع، "في ثلاثة مواقع مختلفة، شهدت على حوادث تحطمت فيها نحو 20 أو 30 سيارة، وكانت الجثث تملأ المكان. كان المنظر مروعاً".

وصل إلى أضنة بأمان، ولكنه قال إنه شعر بالصدمة جراء الوضع في المدينة وبأنه شاهد نحو 15 مبنى ينهار خلال وجوده هناك.

وأضاف، "تم إنقاذ البعض في حين لا يزال آخرون تحت الركام. وما زال هنالك كثير من المباني التي لم يتم البحث تحتها".

تمكن عامل الأمن من اصطحاب أسرته إلى مدينة مرسين في الجنوب، حيث قال إن الأمور "أفضل نوعاً ما" على رغم أن بعض محطات الوقود فرغت من مخزونها فيما لم يعد هنالك من خبز على رفوف كثير من المتاجر.

وتابع قائلاً، "تعد مرسين وجهة صيفية في العادة، ولكنها تمطر حالياً والجو شديد البرودة هنا. تتساقط الثلوج في إسطنبول ووسط تركيا أيضاً. وهذه الظروف المناخية تصعب الأمور وتزيدها سوءاً أضعافاً وأضعافاً".

وقال السيد سانلي إن أسرته تعيش "كل يوم بيومه" الآن وتخطط للبقاء في تركيا للمساعدة في جهود الإغاثة. وقد أطلق حملة على "غو فاند مي" GoFund Me لجمع التبرعات.

وأردف قائلاً، "كان بوسعنا العودة إلى المملكة المتحدة على متن الرحلة التالية المتوفرة، ولكن ماذا عن عائلتي هنا؟ نحن في هذا الأمر معاً. هل بمجرد أننا بأمان في المملكة المتحدة سنتركهم هنا بمفردهم؟ ماذا عن الأشخاص الآخرين، ليس بوسعنا تركهم هكذا".

وفي سياق متصل، دعت الأمم المتحدة لمزيد من المساعدات لتركيا وسوريا مع ارتفاع محصلة الوفيات حتى الساعة جراء الزلزالين المدمرين إلى أكثر من 21 ألف وفاة.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن "هناك حاجة ماسة للمساعدات الطارئة المنقذة للحياة للمدنيين أينما كانوا بغض النظر عن الحدود والتخوم. نحن في حاجة ماسة إليها، من خلال الطرق الأسرع والأكثر مباشرة والأكثر فاعلية. إنهم [الناس] بحاجة إلى مزيد من كل شيء تماماً".

وتأتي هذه الدعوات في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية بأن الناجين من الزلزالين في تركيا وسوريا يواجهون تهديد "كارثة أخرى" في حال عدم وصول المساعدة إليهم. وأعيقت عملية البحث عن ناجين بفعل درجات الحرارة المتدنية التي انخفضت إلى ما دون الصفر وبفعل أكثر من 200 هزة ارتدادية، مما جعل البحث عبر البنى غير المستقرة أمراً محفوفاً بالمخاطر.

وقال عامل إغاثة طبية بريطاني إن الوضع في تركيا وسوريا بعد الزلزال هو أحد أسوأ الأمور التي شاهدها خلال مسيرته المهنية التي امتدت طيلة 30 عاماً.

وفي تصريح لبرنامج "توداي" Today على الإذاعة الرابعة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، قال ستيف مانيون، وهو جراح عظام في جمعية "يو كاي ميد" UK Med الخيرية التي ترسل متخصصين من الهيئة الوطنية للخدمات الصحية NHS إلى مناطق الكوارث إنه تمت معالجة الجرحى في خيم نصبت في مواقف السيارات التابعة للمستشفيات، وفي بعض الأحيان في ظل درجات حرارة ما دون الصفر وتحت تساقط الثلوج.

وأضاف، "عملت كمساعد إغاثة طبية في أوقات الكوارث على مدى 30 عاماً، بيد أن مستوى الدمار هنا في أكثر المناطق تضرراً يفوق الخيال فعلاً. في الواقع، إن عدد المنازل والمباني المدمرة والضرر وتأثير ذلك في المدنيين هو من أسوأ الأمور التي شاهدتها على الإطلاق".

وأضاف أن بعض الأشخاص كانوا يحاولون الوصول إلى "ما تبقى من حاجياتهم" من منازلهم المدمرة فيما شوهد آخرون يسيرون "مع إصابات طفيفة كأطراف مكسورة" لأن العناية الطبية تركزت على الإصابات الأكثر حرجاً. وقال الدكتور مانيون إن جهوداً بذلت لفتح ممرات إنسانية إلى شمال سوريا في ظل تشغيل معبر حدودي واحد فقط.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط