Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبح ترشح نيكي هايلي للرئاسة مفيدا لترمب؟

تتزايد فرص الرئيس السابق في الفوز كلما تعدد منافسوه وتبعثرت الأصوات

بينما يتطلع #الجمهوريون لمرشح قوي يلتف حوله الحزب لهزيمة الرئيس الديمقراطي الحالي جو #بايدن الذي يعاني تراجع شعبيته بشكل حاد وسيبلغ 82 عاماً من العمر وقت الانتخابات الرئاسية المقبلة، اعتبر البعض أن ترشح حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة #نيكي_هايلي كأول منافس جمهوري يتحدى الرئيس السابق #دونالد_ترمب، يعد نذيراً بترشح عدد كبير من المسؤولين السابقين وحكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ، ما سيعزز فرص ترمب في الفوز بترشيح الحزب له، فما السبب في ذلك؟

صانعة التاريخ

اعتادت نيكي هايلي طوال حياتها السياسية أن تصنع التاريخ، فقد كانت أصغر سيدة تشغل منصب حاكمة ولاية في الولايات المتحدة، وأول امرأة أميركية آسيوية حاكمة في البلاد، وأول أميركية هندية تعمل في المجلس الوزاري للرئيس بصفتها مندوبة للرئيس ترمب في الأمم المتحدة، لكن دخولها السباق الرئاسي كأول مرشح جمهوري ينافس الرئيس السابق، قد يجعلها إذا فازت على منافسيها أول امرأة وأول أميركية آسيوية تتصدر قائمة الجمهوريين.
ولكن إذا لم تفز هايلي بترشيح الحزب، فيمكنها أن تدعي أن دخولها السباق مبكراً، فتح شهية باقي المرشحين الجمهوريين المترددين لخوض غمار منافسة ترمب، ما قد يسهل مهمته في الفوز حينما تتبعثر أصوات الناخبين بين خصومه، وفي هذه الحالة ستكون قد صنعت التاريخ أيضاً لأن ترمب سيكون بحال فوزه على بايدن هو ثاني رئيس أميركي في التاريخ يخرج من البيت الأبيض ويعود إليه مرة أخرى بعد الرئيس غروفر كليفلاند في نهاية القرن الـ19.

شهية تنفتح

السبب الرئيس في استعجال هايلي الترشح مبكراً بعد نحو ثلاثة أشهر من ترشح ترمب، هو أنها ترغب في جمع أكبر قدر ممكن من أموال المتبرعين وبخاصة أولئك الذين لا يرغبون في تمويل الرئيس السابق ولهذا ستبدأ خلال أيام قليلة أول جولة لها في الولايات التي تشهد أول الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بحسب ما تقول صحيفة "واشنطن بوست"، الأمر الذي سيدفع المتنافسين الآخرين المحتملين الذين انشغلوا بكتابة مذكراتهم أو كتبهم استعداداً للمعركة، إلى إعلان الترشح مثل مايك بنس نائب الرئيس السابق، ومايك بومبيو وزير الخارجية السابق.
ووفقاً لموقع "ذا هيل" من المقرر في 28 فبراير (شباط) الجاري، أن ينشر الرجل الذي يعتبر أقوى منافس لترمب، وهو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، خطة يطلق عليها اسم "مخطط لإحياء أميركا"، يبدو أنها ستكون نقطة البداية في إعلان حملته الانتخابية المنتظرة رغم أنه لم يؤكد ذلك بعد. ولدى ديسانتيس قصة نجاح خاصة به يمكن أن يستفيد منها حول قيادته ولاية فلوريدا وازدهارها، ورسالته المناهضة لليسار الليبرالي التي تحظى بجاذبية واسعة بين الجمهوريين، كما أن فوزه بالأصوات بهامش 19 نقطة على منافسه الديمقراطي في ولاية كانت ذات يوم "متأرجحة" (بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري)، يعني الكثير للجمهوريين.

وفي عام نموذجي، ربما يتدافع أيضاً عديد من المرشحين المحتملين مثل حاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو، وحاكم ولاية أركنسو السابق آسا هاتشينسون، وحاكم ولاية ماريلاند السابق لاري هوغان وحاكم ولاية فيرجينيا غلين يونغكين، فضلاً عن بعض المرشحين للرئاسة من مجلس الشيوخ مثل تيم سكوت سيناتور ولاية ساوث كارولينا وهو من أصل أفريقي ينظر إليه على أنه نجم صاعد يمكن أن يوحد الأميركيين.

كيف يستفيد ترمب؟

على غير عادة الرئيس السابق، رحب ترمب بترشح هايلي للسباق الرئاسي قائلاً "إنها يجب أن تترشح"، رغم تأرجحها بين تأييده وانتقاده خلال السنوات الماضية، كما وصفها المتحدث باسم "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" وهي جماعة عمل سياسي تابعة لترمب، بأنها "سياسية مهنية"، فضلاً عن ترحيب خمسة من مؤيدي ترمب في مجلس الشيوخ بترشح هايلي قائلين إن ترمب يحتاج منافسين مثلها، وهو ما يفسر إدراك ترمب أن فرصه في الفوز تتزايد في ميدان مزدحم بالمتنافسين مثلما ساعده ذلك في تأمين ترشيح الحزب الجمهوري في عام 2016.
لكن هذا الأمر يزيد من قلق التيار المحافظ في الحزب وعلى وجه الخصوص في مجلس الشيوخ على رغم أن معظم الأعضاء الجمهوريين في المجلس ما زالوا على الحياد في السباق حتى الآن، والقليل منهم يقدمون انتقادات علنية لترمب، أو ينشرون تعليقات تشير إلى أنهم لا يريدونه كمرشح لحزبهم. ويعود سبب قلق الجمهوريين المحافظين إلى نتائج استطلاع للرأي أجراه أخيراً "نادي النمو" وهو جماعة يمينية تدافع عن حقوقها التجارية، إن ترمب يتخلف عن ديسانتيس في أي منافسة بينهما حيث يحصل ديسانتيس على 49 في المئة، بينما يحصل ترمب على 40 في المئة، لكن عندما تتوسع دائرة المنافسة لتشمل بنس وهالي وبومبيو وسكوت ويونغكين، فإن ترمب يتقدم حاكم فلوريدا بنسبة 37 في المئة مقابل 33 في المئة.

خشية تكرار سيناريو 2020

ولأن الجمهوريين سئموا الخسارة، ويحمل كثيرون منهم ترمب مسؤولية خسارة الحزب لمجلس النواب في 2018، وخسارة البيت الأبيض ومجلس الشيوخ في 2020، واستمرار الفشل في عدم الاستحواذ على الأغلبية في مجلس الشيوخ العام الماضي، فإنهم لا يرغبون في تكرار سيناريو عام 2016 وينتهي الأمر بترشيح الحزب الجمهوري للرئيس السابق، لأنهم يعلمون أنه كلما ازداد ازدحام المنافسة، كان من الصعب على أي مرشح، سواء كان ديسانتيس أو هايلي أو أي شخص آخر، الانتصار على ترمب، ويحرصون بدلاً من ذلك على تضييق نطاق السباق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، خشية أنه إذا فاز ترمب بترشيح الحزب، فقد يسحقه بايدن في مباراة العودة كما فعل عام 2020 مع عزوف كثير من الجمهوريين عن التصويت لترمب.
ولهذا اعتبر السيناتور الجمهوري مايك راوندز أن وجود 15 أو 16 متنافساً في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين ليس أمراً جيداً أو مفيداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تململ المانحين من ترمب

ويبدو أن المانحين الأغنى للحزب الجمهوري أكثر استعداداً الآن للتخلي عن ترمب مقارنة بخصومه السياسيين، ووفقاً لصحيفة "إيكونوميست"، لا تخطط شبكة كوخ لدعم ترمب مالياً، كما سئم منه أيضاً ستيف شوارزمان، الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، وكذلك مؤسس شركة "إنترآكتيف"، توماس بيترفي، وتبلغ قيمة رأسمال شركتيهما معاً نحو 60 مليار دولار، في حين أن كين غريفين، رئيس شركة "سيتادل"، الذي قدم أكثر من 100 مليون دولار للمرشحين الجمهوريين في الانتخابات النصفية الأميركية، أيد ديسانتيس بوضوح.
ويعرف هؤلاء الممولون أنه من خلال مساعدة هايلي التي لا تبدو من مرشحي الوزن الثقيل في الحزب، ولا تشير توجهاتها إلى معارضة شرسة لترمب، يمكن أن يعرضوا الحزب للخطر، وقد يجعل ذلك ترشحها قصير الأمد، لكنها إذا لعبت أوراقها بشكل صحيح، فقد تتمكن من الوصول إلى البيت الأبيض كنائبة للرئيس على قائمة شخص آخر، على رغم أن ذلك لن يكون سهلاً بالنظر إلى منافسة شخصيات أخرى.

هايلي وتاتشر

وما يجعل هايلي منافسة ضعيفة، هو تحول مواقفها حيال الرئيس السابق مرات عدة ففي كتابها الخاص، الذي نشر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، شبهت هايلي نفسها بمارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا خلال الحرب الباردة، في محاولة لتأكيد أنها مثل تاتشر، لم تكن خائفة من صنع أعداء وهي تواصل تقدمها إلى الأمام، لكن في حين رفضت "السيدة الحديدية" تاتشر الالتفاف، فإن هايلي تأرجحت كثيراً، فعندما زعم ترمب أن جو بايدن سرق انتخابات 2020 التزمت الصمت، ثم عادت وشجبت الأمر بعد أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) 2021، قبل أن تعود لدعم ترمب مرة أخرى في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال". وعندما ترشح ترمب لأول مرة في عام 2016 هاجمته وأيدت خصمه السيناتور ماركو روبيو، لكنها انضمت إلى إدارته في العام التالي وأصبحت سفيرة أميركا لدى المنظمة الدولية، كما أنها تعهدت بعدم الترشح ضد ترمب في عام 2024، قبل أن تتنصل من التعهد وتعلن ترشيح نفسها. وحتى في خطاب ترشحها لم تذكر في مقطع الفيديو الذي نشرته، اسم ترمب، واكتفت بدلاً من ذلك بالإشارة إلى أن الجمهوريين خسروا التصويت الشعبي في سبعة من أصل ثمانية انتخابات.
وغالباً ما حافظت هايلي على مسافة من بعض مواقف ترمب الشخصية والسياسية التي عرضته لانتقادات، ومع ذلك، نادراً ما انفصلت عنه، فقد دعمت معظم أجندة سياسته الخارجية، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، ومن اتفاقية باريس للمناخ ومن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.

الكعب العالي

ويفسر المراقبون هذه المواقف بالضعف ما يجعلها خياراً غير جذاب لكل من قاعدة "ماغا" (make America great again) التي تدعم ترمب وللمحافظين التقليديين، وهو ما كشف عنه استطلاع "يوغوف- ياهو" الأخير بأن هناك خمسة في المئة فقط من الناخبين ذوي الميول الجمهورية سيدعمونها في ترشيح الحزب في حين أن ترمب وديسانتيس متقدمان بفارق كبير يتراوح بين 35 و37 في المئة من الأصوات.
وإذا كانت المرشحة هايلي تتباهى بأنها لا ترتدي الكعب العالي من أجل الموضة، ولكن كي تركل الأخطاء إذا رأتها، فإن الأيام والأسابيع المقبلة ستظهر ما إذا كانت قادرة على فعل ذلك والتحدث بصراحة و"ركل" الأخطاء أمام المنافسين في معركة طويلة أرادت أن تكون أول المحاربين فيها ضد الرئيس السابق، أم إنها ستتخلى عن سياسة الكعب العالي طمعاً في أن تكتفي بمنصب نائب الرئيس سواء كان ذلك على تذكرة ترمب أو تذكرة أحد أهم منافسيه.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير