Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حلاق تركي منكوب يعيش في إيرلندا الشمالية يطالب بمبان آمنة ببلاده

فقد خمسة من أسرته في الزلزال بسب انهيار مساكنهم

رجل يسير قرب مبنى منهار في بلدة ادييامان (أسوشيتدبرس)

فقد حلاق تركي يعيش في مقاطعة "أنتريم" بإيرلندا الشمالية، ما لا يقل عن خمسة من أفراد عائلته في #الزلزال الذي ضرب تركيا. ودعا إلى بناء منازل مستقبلية في المناطق المعرضة للخطر، تكون أكثر أماناً. وقد خسر إنغين تشالر الذي يدير محل حلاقة في مدينة كاريكفرغوس، زوجة أخيه واثنتين من بناتها، منهما طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، فيما نجت توأمتها. كذلك توفيت قريبته وابنتها وبعض شقيقات زوجته. وتعود أصول تشالر إلى مدينة "إسكندرون" في جنوب تركيا، بالقرب من #الحدود_ السورية. وبصورة عامة، تأكد حتى يوم الجمعة مقتل أكثر من 28 ألف شخص في تركيا وسوريا، فيما يتواصل العمل لمحاولة إنقاذ أشخاص ما زالوا محاصرين تحت #الأنقاض.

وقد تحدث السيد تشالر عن الأيام الطويلة من الانتظار المؤلم الذي عاناه ترقباً لأخبار من منطقته، مشيراً إلى أن أصدقاء له في المدينة التي نشأ فيها، ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض.

في هذا الإطار، نقل تشالر إلى وكالة "برس أسوسييشن" أنه استيقظ في الرابعة من صباح يوم الأحد على مكالمة هاتفية من أحد أشقائه، يخبره فيها عن وقوع الزلزالين. وحينها، لم يعرف الرجلان كلاهما مدى الخسارة والضرر اللذين لحقا بهما، في وقت كان التواصل فيه صعباً للغاية. وأضاف، "حاولت التحدث مع أفراد عائلتي لكن الإنترنت كانت مقطوعة على غرار الكهرباء والماء، ولم أتمكن من التواصل معهم. لقد وجب عليَّ الانتظار لساعات كي أتمكن من الاتصال بهم. واستطعت التحدث مع شقيقي الأصغر الذي أخبرني بأن المباني انهارت بكاملها. لطالما تحدثوا عن أخطار وقوع زلازل في تركيا، إلا أن الحكومة لم تكن مستعدة لها، ولا لحجمها".

وفي المقابل، أكد تشالر نجاة والده ووالدته، "أتيحت لي الفرصة أخيراً يوم الجمعة للتحدث مع والديَّ، وهما بخير، لكن الأسى طغى عليهما نتيجة فقدان جميع الأشخاص الذين قضوا في الكارثة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطراداً، أغلق تشالر محل الحلاقة يومي الإثنين والثلاثاء، قبل أن يعاود فتحه الأربعاء، في محاولة لتشتيت ذهنه عما يحدث. وقد توجه شقيقه الذي يدير المحل معه، إلى تركيا لمساعدة العائلة، فيما بقي هو لتولي إدارة العمل. ووفق كلماته، "لم أفتح المحل (في البداية) بسبب الصدمة التي تلقيتها، وكنت أريد أن أواصل محاولات التحدث مع عائلتي". وكذلك أكد تشالر أن لديه "أصدقاء ما زالوا محاصرين تحت الأنقاض ولم يتمكنوا من الخروج بعد. إنهم ينتظرون المساعدة، وقد يموتون. إن كل ما نستطيع فعله هو التمسك بالأمل في أن يتمكنوا من النجاة".

وأضاف، "لكن وجودي في المنزل بمفردي ومتابعة التغطية على شاشة التلفزيون، زاد الأمر سوءاً، لأنك تتخيل عائلتك في هذا الموقف. إنني أشعر بالحزن لدى رؤية تلك المشاهد. لم يعد لدى الناس هناك مأوى ولا طعام أو بطانيات، خصوصاً أن الطقس بارد للغاية، ربما في حدود ست درجات مئوية تحت الصفر".

وتابع، "الأمر صعب للغاية. إن البقاء في المنزل وعدم التحدث مع أي شخص لم يكن مفيداً لسلامتي العقلية، لذلك عدت إلى العمل محاولاً تجنب التفكير في هذه المصيبة قدر الإمكان".

وكذلك أشار تشالر إلى "أن عائلتي موجودة هناك، وعلى رغم من أنني أريد القيام بشيء ما من أجلها، فإن المال لا يساعد في تحسين الوضع في الوقت الراهن، إذ إن لا يوجد أي شيء يمكن شراءه، وكل ما يمكنني أن أفعله الآن هو انتظار الأخبار".

يعيش تشالر في إيرلندا الشمالية منذ نحو 16 عاماً، وقد وصل إليها حين كان في العشرينيات من عمره كي يعمل حلاقاً مع شقيقه، الذي سبقه إلى بلدة "كاريكفرغوس". ويتذكر أن زلزالاً وقع في مدينته في تركيا، حينما كان في الثانية عشرة من عمره، لكنه ذكر أنه لم يكن بأي شكل من الأشكال بقوة وحجم الذي حدث في نهاية الأسبوع الماضي.

وأضاف، "شعرت بالهزة في حينها، لكنها لم تكن كارثة كهذه"، مستطرداً أنه "منذ نحو 100 عام، ضرب زلزال المنطقة نفسها وتوفي 250 ألف شخص".

واستكمالاً، رأى تشالر أن "المباني التي انهارت هي التي قضت على الناس، فجميعها أبنية خرسانية كبيرة، ولا تشبه المنازل في إيرلندا الشمالية. إن تلك الأبنية الكبيرة لم تستطع تحمل الزلازل".

وكذلك أعرب تشالر عن اعتقاده أن "نحو 80 في المئة من المباني في المدينة، انهارت بعد الزلازل. وفيما صمدت بعض الأبنية وما زالت قائمة، إلا أنها تعرضت لأضرار كبيرة إلى درجة أنه لم تعد قابلة للسكن".

واستكمالاً، دعا إنغين تشالر إلى ضرورة أن تستعد جميع المناطق المعرضة لخطر الزلازل في مختلف أنحاء العالم، من خلال الحرص قدر الإمكان، على أن يأتي تصميم المباني بشكل يعطيها القدرة على تحمل الزلازل الكبيرة، تجنباً لوقوع مآس مماثلة في المستقبل.

وختم بالإشارة إلى أن "هذه هي الطبيعة. لا يمكنك فعل أي شيء حيالها. لا يمكن سوى أن نحرص على أن تكون منازل الناس آمنة".

المزيد من دوليات