Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نيران الحرب تمتد إلى أموال الأثرياء الروس

واشنطن تدعم أوكرانيا من مليارات "أوليغارشي" المصادرة وموسكو تؤمم 500 أصل لأغنياء والغرب يحسم الحد الأقصى للنفط

مصادرة وتأميم أصول الأثرياء الروس باتت تمول حرب موسكو في أوكرانيا  (أ ف ب)

أعلن وزير العدل الأميركي سماحه بأول عملية لتحويل أموال روسية مصادرة لاستخدامها من أجل مساعدة أوكرانيا، بحسب شبكة "سي أن أن".

وقال ميريك غارلاند، "أعلن اليوم أنني سمحت بأول تحويل لأموال روسية مصادرة، موجهة إلى أوكرانيا"، مضيفاً أن الأصول المصادرة جاءت في أعقاب توجيه الاتهام إلى الأوليغارشي كونستانتين مالوفييف في أبريل (نيسان)، وأكد الوزير أن هذا المبلغ سيذهب إلى وزارة الخارجية "لدعم الشعب الأوكراني"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وإلى جانبه رحب المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين بهذا التحويل لمبلغ قيمته 5.4 مليون دولار من أجل "إعادة بناء أوكرانيا".

وكتب على "تويتر" "عانى جميع الأوكرانيين بطريقة أو بأخرى من هذه الحرب، يجب أن نضمن حصول الشعب الأوكراني على تعويضات عن الأضرار الجسيمة التي لحقت به".

ويعد الملياردير الروسي كونستانتين مالوفييف أحد المصادر الرئيسة لتمويل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، واتهم بـ"محاولة التهرب من العقوبات باستخدام متواطئين للاستحواذ على وسائل إعلامية وإدارتها سراً في كل أنحاء أوروبا"، بحسب واشنطن.

منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلنت الولايات المتحدة دفعات عدة من العقوبات ضد شركات أو مواطنين روس.

وتهدف العقوبات الأميركية خصوصاً إلى تجميد أي أصول لهؤلاء الأشخاص في الولايات المتحدة وحظر كل التعاملات بينهم وبين البنوك الأميركية.

أوروبا تحسم سعر النفط الروسي 

في السياق، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إقرار عقوبات جديدة تفرض على روسيا في 24 فبراير (شباط) في الذكرى الأولى للهجوم، ولم تكشف تفاصيل عن هذه الرزمة العاشرة من العقوبات، لكنها اعتبرت أن روسيا يجب أن "تدفع ثمن الدمار الذي تسببت به".

ومن المقرر أن يبدأ، غداً الأحد، تطبيق حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية المكررة المصدرة بحراً إلى الخارج، فيما ندد الكرملين أمس الجمعة بتدابير "سلبية" ستزعزع استقرار الأسواق بشكل أوسع بدلاً من التأثير في روسيا وحدها.

وأكد المسؤولون الأوروبيون في الإعلان المشترك الصادر في ختام القمة، عزمهم على "تكثيف الجهود لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم إعادة إعمار أوكرانيا ولدفع تعويضات، وفقاً للقانونين الأوروبي والدولي"، وتطالب أوكرانيا وبعض حلفائها منذ أشهر عدة بهذا الإجراء، لكن تطبيقه يطرح مشكلات عدة على الصعيد القانوني.

في المقابل، أعلنت روسيا أمس الجمعة "تأميم" حوالى 500 من الممتلكات والأصول المملوكة خصوصاً لأثرياء أوكرانيين قريبين من السلطة في شبه جزيرة القرم، التي احتلتها موسكو وضمتها عام 2014، على أن يتم استخدام جزء من أموالها لتمويل التدخل العسكري في أوكرانيا.

عائدات النفط الروسي 

من جانبها، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الجمعة، إن الحدود القصوى الجديدة لأسعار منتجات النفط الروسية من جانب الغرب ستعتمد على الحد الأقصى لسعر النفط الخام الذي تم تحديده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وستحد بشكل أكبر من عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على إمدادات أسواق الطاقة العالمية.

وقالت يلين، في بيان، بعد الإعلان عن الاتفاق "الحدود القصوى التي حددناها للتو ستؤدي الآن دوراً حاسماً في عمل تحالفنا العالمي لتقويض قدرة روسيا على مواصلة حربها غير القانونية في أوكرانيا.

"إلى جانب عقوباتنا التاريخية، نجبر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على الاختيار بين تمويل حربه الوحشية أو دعم اقتصاده المتعثر".

وقال التحالف الذي يفرض الحد الأقصى للسعر، الذي يضم مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا، الجمعة، إن سقف الأسعار هو 100 دولار للبرميل على المنتجات التي يتم تداولها بعلاوة على النفط الخام، لا سيما الديزل، و45 دولاراً لبرميل للمنتجات التي يتم تداولها بخصم، مثل زيت الوقود والنفتا.

وقال التحالف إنه سيطبق سقف أسعار المنتجات البترولية في الخامس من فبراير الحالي أو "في وقت قريب جداً بعد ذلك". وقالت الدول المشاركة في بيان إنها ستدرج "استثناءات محدودة المدة" للمنتجات التي يتم تحميلها على سفينة قبل الخامس من فبراير.

وأظهرت بيانات وزارة المالية الروسية، الجمعة الماضي، تراجع إيرادات الموازنة الشهرية لروسيا من النفط والغاز في يناير (كانون الثاني) إلى أدنى مستوى لها منذ أغسطس (آب) 2020 بسبب تأثير العقوبات الغربية في صادراتها.

زيلينسكي عازم على الدفاع عن باخموت

وعلى الصعيد الميداني، أعلن الرئيبس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الماضي، أن بلاده ستدافع "طالما أمكنها" عن مدينة باخموت، لدى استقباله في كييف قادة أوروبيين حضروا لدعم ترشيح أوكرانيا للاتحاد الأوروبي.

وبعد حوالى عام على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، باتت باخموت مركز المعارك وانتزعت قوات موسكو في الأسابيع الأخيرة مكاسب ضئيلة بسيطرتها على مناطق محدودة في المنطقة لقاء خسائر فادحة.

وأكد زيلينسكي في ختام القمة مع القادة الأوروبيين "لن يتخلى أحد عن باخموت... سنقاتل طالما أمكننا" واصفاً المدينة بأنها "حصن".

وأضاف "إذا تسارعت عمليات تسليم أسلحة (غربية إلى كييف)، لا سيما أسلحة بعيدة المدى، فلن نكتفي بعدم الانكفاء من باخموت، بل سنباشر وضع حد لاحتلال دونباس"، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تسيطر روسيا على قسم منها.

وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن عنف المواجهات التي حولت بعض الأحياء عند أطراف باخموت إلى أنقاض، فيما كان يتردد دوي المدفعية وتبادل إطلاق نار بالأسلحة الرشاشة بصورة متواصلة.

وكان الدخان يتصاعد من وسط المدينة فيما مروحيات عسكرية أوكرانية تحلق على علو منخفض فوق السهول المكسوة بالجليد لتفادي رصدها وإسقاطها، وبحسب السلطات، لا يزال هناك حوالى 6500 شخص في المدينة التي كانت تعد حوالى 70 ألف نسمة قبل الحرب.

وقتل شخص وأصيب سبعة آخرون الخميس الماضي، في هجوم على آلية تنقل مسعفين متطوعين، وفق السلطات المحلية.

كذلك تواصلت عمليات القصف على خيرسون وأفادت السلطات عن مقتل شخص وإصابة آخر الجمعة الماضي في المدينة الواقعة في الجنوب والتي سيطر عليها الروس ثم انسحبوا منها.

مساعدات عسكرية

في الوقت نفسه أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدة عسكرية جديدة لكييف بقيمة 2.2 مليار دولار تضم "قدرات دفاع جوي حاسمة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن سكانها، فضلاً عن مركبات مشاة مدرعة" وذخيرة.

وأفاد البنتاغون أن رزمة المساعدات الجديدة تتضمن صواريخ دقيقة التصويب يبلغ مداها ضعف مدى الصواريخ التي تستخدمها كييف حالياً ضد القوات الروسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر للصحافيين، إن الحزمة الجديدة تشتمل على (جي أل أس دي بي) وهي قنابل قطرها صغير تطلق من الأرض وتدفعها صواريخ إلى مدى يبلغ 150 كلم، ما يمكن القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية ومخازن الذخيرة البعيدة من خطوط التماس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الجمعة الماضي أن باريس وروما ستقدمان لكييف في الربيع منظومة دفاع "أرض-جو" متوسطة المدى من نوع "مامبا" لمساعدة أوكرانيا "في حماية نفسها من الهجمات الروسية التي تستهدفها بطائرات مسيرة وصواريخ وطائرات".

وقالت الوزارة في بيان إن "توفير هذه المنظومة يلبي الحاجة الملحة التي عبر عنها وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لنظيريه الفرنسي والإيطالي، لحماية السكان المدنيين والبنى التحتية من الهجمات الجوية الروسية".

ويأتي الإعلان عن هذه الهبة بعد أن زار ريزنيكوف باريس هذا الأسبوع.

ومامبا منظومة رديفة لنظام باتريوت الأميركي نشرت في رومانيا لحماية ميناء كونستانتا الاستراتيجي على البحر الأسود.

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي

في هذه الأثناء في كييف، اجتمع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وعدد من كبار المسؤولين الأوروبيين مع زيلينسكي.

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده لن تضيع "يوماً واحداً" للمضي نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكداً عزمه على بدء المفاوضات بهذا الصدد "هذه السنة".

وأشاد القادة الأوروبيون في بيان بـ"الجهود الكبيرة" التي بذلتها أوكرانيا على رغم الحرب لإنشاء مؤسسات "مستقلة وفعالة" مكلفة مكافحة الفساد المتفشي في هذا البلد.

لكنهم أضافوا "أكدنا مرة جديدة أن إجراء إصلاحات قضائية عميقة ومتماسكة ... يبقى أمراً أساسياً" من أجل التقدم في عملية الاندماج، من دون أن يحددوا جدولاً زمنياً.

وأعلن شارل ميشال في ختام القمة في كييف حيث دوت صفارات الإنذار مرتين خلال النهار "أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي هو أوكرانيا".

منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للانضمام إليه في يونيو (حزيران) العام الماضي، لكن مسار العضوية صعب ويتطلب كثيراً من الإصلاحات التي قد تستغرق سنوات.

المزيد من دوليات