شهد القطاع غير الربحي في السعودية تحولات لافتة، بوصفه أحد المؤشرات الرئيسة لقياس أداء "المجتمع الحيوي"، الذي قررت رؤية البلاد الطموحة وضعه في سلم الاهتمام.
وفي آخر المناسبات الاجتماعية التي نظمتها مؤسسة "مسك" لدعم المبادرات المهمة في المجال، لفت وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، إلى أن القطاع الحيوي في البلاد "لم يعد مشبوهاً فقد أصبح مستوى الحوكمة فيه عال جداً، بعد أن كان ينظر إليه على أنه قطاع مشبوه، ولا تعرف طريقة إدارته ولا وجهة الأموال فيه".
وأعاد الوزير الراجحي الفضل إلى التشريعات التي حوكمت القطاع خلال السنوات الماضية وجعلتها أكثر شفافية وضبطاً.
واعتبر المسؤول السعودي ما تحقق من أرقام في مساهمة القطاع في الناتج المحلي خلال ثلاث سنوات فقط "أكثر مما تحقق خلال 30 سنة" سبقت، على رغم اعتبار السعودية منذ حين بين أكثر بلدان العالم مساهمة في دعم الأعمال الخيرية نسبة إلى ناتجها المحلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الراجحي إلى أن بلاده تعلق على حاضنة "مسك" -وهي الاسم المختصر لمؤسسة محمد بن سلمان للمبادرات- ومسرعاتها دوراً مهماً في تحفيز نمو القطاع الشبابي غير الربحي، وتعزيز ثقافة البحث والابتكار، ودعم القيادات الشبابية الواعدة في القطاع، وتمكين المنظمات في هذا الحقل الذي تتلاقى الجهود الحكومية والأهلية في إعطائه دفعة نحو الأمام، في سياق الإصلاحات والتحولات التي تشهدها السعودية التي يمثل الشباب أكثر من ثلثي سكانها.
ونظر الوزير إلى المستهدفات التي حققتها المؤسسة في هذا الصدد باعتبارها "قصة نجاح" في سبيل تحقيق مستهدفات التنمية المجتمعية، "فقد كرمنا العام الماضي في هذا البرنامج ثماني جمعيات، وخلال عام واحد حققت هذه الجمعيات إيرادات بأكثر من خمسة ملايين ريال (1.332 مليون دولار)، واستفاد منها 47 ألف مستفيد، وانضم إليها 366 متطوعاً وأكثر من 100 عضو، كما قدمت للمجتمع 123 دورة تدريبية وورشة عمل، و52 برنامجاً متخصصاً".
وذكر الراجحي أن منظمات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت حتى الآن 3700 منظمة، بنسبة نمو تجاوزت 165 في المئة، كما أن 67 في المئة منها متخصصة بما يجعلها ذات أثر أكبر في المجتمع.
من جهتها أوضحت ديمة آل الشيخ مدير عام "مسك" للمجتمع أن المنظمة تستهدف مجالات مختلفة تهم الشباب، أبرزها في هذا العام "البيئة وجودة الحياة وتقنية المعلومات والثقافة والقيم"، وذلك بناءً على عدة دراسات وقراءات وتحليل فجوات لحاجات الشباب الأكثر إلحاحاً خلال السنوات القليلة المقبلة، بحسب قولها.
ولاحظت نورة العتيبي، أحد أعضاء لجنة التحكيم، إقبالاً لافتاً من جانب المبادرات المجتمعية الخاصة بالتقنية، إذ قدم عدد من الشباب أفكاراً لمشاريع غير ربحية ذات تخصص تقني، إلا أن القليل منها فقط ما لبى معايير "مسك" التي لا يتوقف دورها على الدعم المادي للمشاريع، بل "تظل تتابع وتقيس الأثر ومستوى نمو هذه المشاريع غير الربحية التي تفتح باب تسجيلها كل سنة".
