Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إدانات دولية لهجومي القدس ونتنياهو يتعهد برد "قوي وسريع"

القوات الإسرائيلية متأهبة لأقصى درجة وتوقف 42 شخصاً ومناشدات بـ"ضبط النفس"

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات قوية وسريعة بعد هجومين نفذهما فلسطينيان في القدس الشرقية وأسفر أحدهما عن سقوط سبعة قتلى. وقال نتنياهو، في تصريحات تلفزيونية نشرها مكتبه قبيل اجتماع للقادة الأمنيين "سيكون ردنا قوياً وسريعاً ودقيقاً، لا نسعى إلى التصعيد، لكننا مستعدون لأي سيناريو".

إدانات دولية

ومن واشنطن إلى موسكو، أدان عدد من القادة الأجانب الهجومين الفلسطينيين في القدس الشرقية، داعين إلى ضبط النفس.

ولم تصدر السلطة الفلسطينية أي إدانة، واعتبرت أن إسرائيل تتحمل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع".

وتأتي أعمال العنف على خلفية تصعيد مفاجئ على خط النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي يسجل، منذ الخميس 27 يناير (كانون الثاني)، على إثر مقتل تسعة فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بمخيم جنين للاجئين، شمال الضفة الغربية.

ومنذ 48 ساعة، تتزايد الدعوات لاحتواء التوتر، ويرتقب وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القدس ورام الله مطلع الأسبوع.

القوة "ملاذ أخير"

ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى عدم استخدام القوة المميتة إلا كـ"ملاذ أخير"، مندداً بـ"الهجوم الإرهابي الصادم" الذي نفذ أمس الجمعة قرب كنيس في القدس.

وجاء في بيان لبوريل أن "الاتحاد الأوروبي يدرك تماماً مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة، التي تبررها الهجمات الإرهابية الأخيرة، لكن ينبغي التأكيد على أنه لا ينبغي استخدام القوة المميتة إلا كملاذ أخير، عندما يكون لا مفر منها لحماية الأرواح".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "إدانته الشديدة" للهجوم على الكنيس في القدس الشرقية، الذي تزامن مع إحياء ذكرى المحرقة. وجاء في بيان لستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش "لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للأعمال الإرهابية، يجب على الجميع إدانتها ورفضها". وتابع البيان "الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة"، مضيفاً "حان الوقت لممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

وأدان الرئيس الأميركي جو بايدن الهجوم، وأكد في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "التزام الولايات المتحدة الراسخ أمن إسرائيل".

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار قد أكدت، عقب الهجوم الأول، أن "الولايات المتحدة تقدم دعمها الكامل للحكومة الإسرائيلية وشعبها".

من جهته، شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل على أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيبحث في "التدابير التي يجب اتخاذها لخفض منسوب التوتر".

قلق روسي

وأعربت الدبلوماسية الروسية عن "قلقها البالغ" ودعت كل الأطراف إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية "نحن قلقون للغاية إزاء مسار الأحداث هذا، وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد".

وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، السبت، عن "صدمته العميقة"، وشدد بيان للمتحدثة باسم الخارجية الألمانية على أن "الحوار والتعاون بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية ضروريان أكثر من أي وقت مضى للقضاء على الإرهاب".

ومساء الجمعة، أطلق وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تغريدة جاء فيها "مهاجمة مصلين في كنيس خلال ذكرى المحرقة ويوم الشبات (السبت) أمر مروع"، وأضاف "نقف إلى جانب أصدقائنا الإسرائيليين".

والسبت، جاء في تغريدة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "إدانة شديدة لهذا العمل الشنيع، يجب تجنب تأجيج دوامة العنف بأي ثمن".

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية "في سياق من التوترات المتصاعدة، ندعو كل الأطراف إلى تجنب الأفعال التي من شأنها تأجيج العنف".

حادث جديد

وأصيب إسرائيليان بجروح، صباح السبت، في إطلاق نار بالقدس الشرقية نفذه فتى فلسطيني في الـ13 من عمره أصيب بدوره برصاص الشرطة، غداة اعتداء على كنيس أوقع سبعة قتلى.

وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء"، إن "شاباً عمره 23 سنة حالته خطرة ورجلاً عمره 47 سنة حالته متوسطة إلى خطرة، أصيبا بجروح في أعلى الجسم جراء طلقات نارية".

وقالت الشرطة إنها "شلت حركة" مطلق النار الذي أصيب بجروح، مضيفة أنه "يبلغ من العمر 13 سنة"، وهو فلسطيني من سكان القدس الشرقية.

اعتداء الكنيس

وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق السبت توقيف 42 شخصاً على صلة بالهجوم على الكنيس الذي يعد بين الاعتداءات التي خلفت أكبر عدد من القتلى منذ سنوات، ونفذه فلسطيني من سكان القدس الشرقية في الـ21 من عمره.

وقد أطلق المهاجم النار على الكنيس في حي النبي يعقوب الاستيطاني قبل أن تطارده الشرطة الإسرائيلية وتقتله.

وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التعازي في أعقاب هجومي القدس، قائلاً إن مواطنة أوكرانية قتلت في أحدهما. وكتب على "تويت"، "نشاطر إسرائيل الألم بعد الهجمات الإرهابية في القدس. كانت من بين القتلى امرأة أوكرانية. خالص التعازي لأسر الضحايا". وأضاف، "الجرائم ارتكبت باستخفاف في اليوم الدولي لإحياء ذكرى المحرقة. يجب ألا يكون للإرهاب مكان في العالم اليوم. لا في إسرائيل ولا في أوكرانيا".

وتأتي هذه الهجمات في ظل تصعيد للمواجهات في الأراضي الفلسطينية بعد مداهمات دامية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية هي الأعنف منذ نحو 20 عاماً، أعقبها إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ من قطاع غزة ردت عليها تل أبيب بشن غارات على القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه "حركة حماس".

وتفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الجمعة، مكان الاعتداء على الكنيس، حيث تجمعت حشود كانت تهتف "الموت للعرب". وتعهد نتنياهو "باتخاذ خطوات فورية"، داعياً الإسرائيليين إلى عدم الرد بأنفسهم. وقال، "لدينا أجهزة شرطة ولدينا جيش".

مواقف وإدانات

في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، نزل العشرات من الفلسطينيين إلى الشوارع مبتهجين وهم يلوحون بالإعلام الفلسطينية.

كما أشادت ميليشيات "حزب الله" اللبنانية بالعملية التي وصفتها بـ"البطولية"، ورأت فيها "رد فعل سريعاً وحاسماً وجريئاً على العدوان والمجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم جنين"، مؤكداً "تأييده المطلق لجميع الخطوات التي تقوم بها فصائل المقاومة الفلسطينية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودانت دول عربية تقيم علاقات مع إسرائيل، بينها مصر والأردن والإمارات، إطلاق النار قرب الكنيس، مشددة على وقف كل الهجمات على المدنيين في الجانبين.

وحذرت السعودية من المزيد من التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت وزارة الخارجية في بيان أن الرياض حذرت "من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى المزيد من التصعيد الخطير، والمملكة إذ تدين كل استهداف للمدنيين، لتؤكد ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال".

وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو، الجمعة، عبر الهاتف، ودان "الهجوم الإرهابي المروع" خارج الكنيس اليهودي. وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس قال بوضوح إن هذا كان هجوماً على العالم المتحضر"، و"شدد على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية". وغرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، عبر "تويتر" قائلاً،  "أفكر بضحايا الاعتداء أمس على كنيس في القدس، بعائلاتهم وبالشعب الإسرائيلي، وأدين بشدة هذا العمل الشنيع"، داعياً إلى تجنب دوامة العنف.

كما اعتبرت لندن أن "مهاجمة مصلين في ذكرى المحرقة ويوم السبت أمر مروع".

ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى عدم اللجوء إلى استخدام القوة المميتة إلا "كملاذ أخير"، مندداً "بشدّة" بهجومي القدس وداعياً إلى "بذل جهود هادفة لإعادة إطلاق مفاوضات السلام" و"جميع الأطراف إلى عدم الرد على الاستفزازات".

وقال بوريل في بيان، "إن الاتحاد الأوروبي يدرك تماماً مخاوف إسرائيل الأمنية المشروعة والتي تبررها الهجمات الإرهابية الأخيرة، لكن ينبغي التأكيد على أنه لا ينبغي استخدام القوة المميتة إلا كملاذ أخير، عندما يكون لا مفر منها لحماية الأرواح". وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي قلق جداً من تصاعد التوترات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ندعو الطرفين إلى بذل قصارى جهدهما لوقف التصعيد وإعادة إطلاق التنسيق على المستوى الأمني وهو أمر ضروري لمنع نشوب مزيد من أعمال العنف".

تأهب

وتحدثت الشرطة في بيان السبت عن توقيف 42 شخصاً في محافظة القدس بعضهم أفراد من عائلة منفذ الهجوم على الكنيس وجيرانه سيتم التحقيق معهم في شأن علاقتهم به وما يعرفونه.

وقالت الشرطة في بيان آخر إنها وضعت قواتها في "أعلى مستوى من التأهب".

ووصف مفوض الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي العملية بأنها "أحد أسوأ الاعتداءات التي واجهناها في السنوات الأخيرة. إنه هجوم صعب ومعقد أوقع عدداً كبيراً من الضحايا".

تصعيد العنف

ويتزامن الهجوم على الكنيس مع تزايد الدعوات الدولية إلى التهدئة بعد تصعيد متماد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

فقد قتل تسعة فلسطينيين، الخميس، في مخيم جنين للاجئين، في عملية تعد بين الأعنف التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ الانتفاضة الثانية بين عامي 2000 و2005. وقالت إسرائيل إن العملية استهدفت عناصر من "حركة الجهاد الإسلامي" التي تعهدت و"حركة حماس" الرد.

وأطلقت في وقت لاحق صواريخ عدة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، لكن الدفاعات الجوية اعترضت معظمها، ورد الجيش بضرب أهداف لـ"حماس" في غزة، من دون أن ترد أنباء عن إصابات لدى الجانبين.

وقال المتحدث باسم "حماس" عبداللطيف القانوع، الجمعة، إن هجوم القدس "بداية الرد على جرائم حكومة المستوطنين الفاشية، وآخرها مجزرة جنين".

المتحدث باسم "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية طارق عز الدين قال بدوره، "نبارك عملية القدس الفدائية المباركة التي جاءت بالزمان والمكان المناسبين لترد على مجزرة جنين".

ودفعت العملية العسكرية في جنين السلطة الفلسطينية إلى إعلان وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، في خطوة انتقدتها الولايات المتحدة.

ودعا مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى إنهاء "دوامة العنف هذه التي لا نهاية لها" في الضفة الغربية.

زيارة لبلينكن

وأعلنت واشنطن، الخميس، أن وزير خارجيتها أنتوني بلينكن سيتوجه الأسبوع المقبل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث سيحض على "وضع حد لدوامة العنف التي أودت بكثير من الأبرياء". وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية، الجمعة، أن الزيارة لا تزال قائمة.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية هذا العام إلى 30 بينهم مقاتلون ومدنيون قضى معظمهم برصاص القوات الإسرائيلية، فيما سجل عام 2022 أكبر حصيلة للقتلى في الأراضي الفلسطينية، بحسب الأمم المتحدة.

فقد قتل العام الماضي ما لا يقل عن 26 إسرائيلياً و200 فلسطيني في أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية، معظمهم في الضفة الغربية، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط