Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزمة تدابير للحد من ظاهرة الاختناق بالغاز في الجزائر

تزويد بيوت المواطنين أجهزة إنذار صوتية ومرئية مجاناً ضد تسربات أحادي أكسيد الكربون

عناصر الحماية المدنية الجزائرية في حالة استنفار مع بداية الشتاء (وكالة الأنباء الجزائرية)

حرك تصاعد الوفيات بسبب الاختناق بالغاز في المنازل، السلطات العليا في الجزائر، إذ قررت الحكومة اتخاذ حزمة من التدابير للحد من الظاهرة، منها تزويد بيوت المواطنين مجاناً بأجهزة إنذار صوتية ومرئية ضد تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون، وفتح مخابر للمراقبة التقنية والنوعية للآلات الكهرومنزلية، وخصوصاً المدافئ.

قرارات بعد وفيات

وقرر مجلس الوزراء الجزائري في جلسة برئاسة الرئيس عبدالمجيد تبون تشجيع المصنعين المحليين للمدافئ وسخانات الماء والمواقد وأنظمة التدفئة، وغيرها، على تغطية طلب السوق المحلية بنوعية آمنة ذات تقنية عالية المستوى لتزويد كل السكنات قيد الإنجاز. وشدد على أن تتضمن دفاتر شروط بناء المشاريع السكنية قيد الإنجاز، أنظمة رفيعة للتدفئة، ومنع المساس بأنظمة التدفئة وأنابيب الغاز ومصادر الطاقة، وكل عمليات تعديلها بعد، تجنباً لإحداث خلل بنظام التزود بالغاز، إضافة إلى إعداد قانون يتضمن إنشاء مخابر لمراقبة الأمان في التجهيزات التي تستخدم الغاز، وذلك بالتنسيق بين وزارات التجارة والصناعة والمؤسسات الناشئة.

وأحصت مصالح الحماية المدنية منذ بداية العام، وفاة 44 شخصاً اختناقاً بغاز أحادي أكسيد الكربون. وأوضح المتحدث باسم الجهاز النقيب نسيم برناوي أن الأعوان أنقذوا خلال الفترة نفسها، 455 شخصاً من موت وشيك بعد أن ضاق تنفسهم بفعل استنشاق الغاز لمدة طويلة، مشيراً إلى تسجيل مقتل 103 أشخاص بالغاز وإنقاذ حياة أكثر من 2400 آخرين العام الماضي.

خطوة استباقية على رغم الاختلافات

وتعليقاً على إجراءات الحكومة لمواجهة الظاهرة، رحب مدير مصلحة الإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية عاشور فاروق بقرار إدراج مادة قانونية تمنع إجراء تعديل على أنظمة التدفئة وأنابيب الغاز ومصادر الطاقة على اعتبار أن نسبة كبيرة من حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون سببها سد منافذ التهوية وتحويل أنابيب الغاز وفق ما يتماشى مع الديكورات التي تريدها العائلات بمطابخها المجهزة، مبرزاً أن المنع خطوة إيجابية وإجراء استباقي للتقليل من حوادث الاختناق بالغاز.

من جانبه، حذر رئيس منظمة حماية المستهلك مصطفى زبدي من تداول أجهزة إنذار مغشوشة لا تقدم إنذارات صحيحة في حال حدوث تسرب للغاز، داعياً المواطنين إلى تجنب اقتناء هذه الأجهزة المستوردة والمسوقة من مصادر مجهولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون فاتورة أو وصل شراء يبين مسارها. واقترح فكرة الاتفاق حول علامات معينة لهذه الأجهزة تكون لها سمعة ومعروفة بنوعيتها وجودتها تفادياً لتسجيل أية حوادث.

واختلفت الأسباب التي تقف وراء الظاهرة التي استدعت عقد جلسة لمجلس الوزراء تحت إشراف الرئيس تبون، بين من يرجعها إلى الآلات الكهرومنزلية المستوردة التي لا تستوفي شروط الأمان ولا ذات جودة جيدة، ومن يعتبر عمليات بناء وتشييد المساكن التي تسعى إلى الربح السريع وتعتمد على عمال غير مؤهلين لتوفير أموال إضافية، لها يد في تفشي الظاهرة، بينما يرى طرف ثالث أن غياب المرافقة من طرف الجهات المعنية زاد من متاعب المواطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حملات توعوية غير كافية

ومع كل فصل شتاء، تتحرك مصالح عدة من أجل مواجهة الظاهرة عبر حملات التحسيس والتوعية، غير أن ذلك لم يأتِ بجديد في ظل ارتفاع أرقام الوفيات وحالات الاختناق. وقد أطلقت وزارة الداخلية حملة لتعزيز الجهود التوعوية والتحسيسية من مخاطر استخدام الغاز، بهدف رفع الوعي لدى كل شرائح المجتمع وتعميم الثقافة الوقائية لمجابهة الآثار الخطرة المتعلقة بها. وشددت على أن المبادرة تسعى إلى إرساء ثقافة الوقاية والتعريف بكيفية التعامل مع أخطار الغاز الطبيعي والغازات المحترقة للتقليل من الحوادث المميتة التي تتسبب فيها.

وسبقت الخطوة حملات الحماية المدنية التي تشدد على أهمية الحذر واليقظة من مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون الذي لا رائحة ولا لون له، والذي لا تتفطن غالبية العائلات لتسربه إلا بعد فوات الأوان، على رغم أن سبل الوقاية منها بسيطة جداً. وأشارت إلى أن هذه الحوادث لها علاقة بسوء تركيب تجهيزات التدفئة وتسخين الماء من قبل أشخاص غير مؤهلين، إلى جانب غياب الصيانة وعمليات المراقبة الدورية ومنافذ التهوية.

"فواجع" لا تنتهي

وبات لا يمر يوم في الجزائر من دون تسجيل حالات اختناق قاتلة، وآخرها مقتل 6 أشخاص من عائلة واحدة بمنطقة "الكاليتوس" في الجزائر العاصمة، الأب البالغ من العمر 47 سنة، والأم 45 سنة، و4 أولاد. وسجلت مصالح الحماية المدنية قبلها أكبر حصيلة وفيات عرفتها البلاد في يوم واحد، بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة، حين توفي 17 شخصاً يمثلون عائلات بأكملها.

كما سجلت محافظة المسيلة جنوب البلاد، الحصيلة الأكبر بوفاة 9 أشخاص من عائلة واحدة، وفي محافظة سطيف في الشرق، فارق 6 أشخاص من عائلة واحدة الحياة، وفي مستغانم غرباً توفي شخصان، في حين تم إنقاذ وإسعاف 25 آخرين.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات