Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طهو الطعام بمواقد الغاز مضر أكثر من العيش في مدينة ملوثة

ثاني أكسيد النيتروجين يضر بالرئتين ويصل إلى مجرى الدم فيفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وألزهايمر

الطبخ بالغاز يضر بصحتك أكثر من العيش في مدينة ملوثة (آي ستوك)

لا يخفى أن المنظفات والمبيدات التي تملأ بيوتنا كي تبقيها خالية من أي بقع أو حشرات، تملأ في الحقيقة صدورنا بسموم تبقى فيها طويلاً، وربما لا تغادرها، ولكن لمن لا يعلم يترصدنا في منازلنا تلوث آخر أيضاً. وإذا كنت تنزعج من روائح المنظفات وترتدي الكمامة، ربما سيسيل لعابك أمام مصدر التلوث الآخر وتعجز إلا عن استنشاق الرائحة الطيبة.

فقد كشف بحث جديد تناولته وكالة "ساوث ويست نيوز سيرفيس" SWNS عن أن الطبخ بالغاز يضر بصحتك أكثر من العيش في مدينة ملوثة، مشدداً على أن الأطفال والمسنين يشكلان الفئتين الأكثر تضرراً.

ربما يذهب تفكيرك إلى الطهاة ذائعي الصيت أصحاب البرامج التلفزيونية الذين يفضلون استخدام مواقد الغاز على الأجهزة الكهربائية البديلة، غير أنها، كما وجد الباحثون، تطلق ثاني أكسيد النيتروجين ومواد بالغة الصغر تجسد سموماً خطرة موجودة أيضاً في الأبخرة الناجمة عن حركة مرور السيارات.

تؤدي هذه السموم إلى أضرار في الرئتين، وفي مقدورها أن تجد طريقها إلى مجرى الدم، مما يفاقم خطر الإصابة بأمراض في القلب وأنواع من السرطان وألزهايمر، كما ذكرت "ساوث ويست نيوز سيرفيس".

وللأسف، يبقى الأطفال والمسنون الأكثر عرضة للخطر، فقد وجدت إحدى الدراسات أن مواقد الغاز ترفع نسبة الملوثات المحمولة في الهواء الداخلي مرات عدة أكثر من مستوياتها في شوارع المدينة المزدحمة.

في الدراسة، قصد الأطفال المدرسة وعلى ظهورهم حقائب مزودة بأجهزة لمراقبة نسبة تلوث الهواء، تذكر "نيو ساينتست" New Scientist.

وتبين في النتيجة، وفق البروفيسور فرانك كيلي من "إمبريال كوليدج لندن" أن "كثيراً من الأطفال تعرضوا مساءً في المنزل، عندما كان أحد الوالدين يطهو الطعام، لمستويات من التلوث أعلى مما واجههم وهم في طريقهم إلى المدرسة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك أشارت دراسة أخرى إلى أن حالة واحدة من كل ثماني إصابات ربو في مرحلة الطفولة في الولايات المتحدة مردها إلى استخدام مواقد الغاز.

في هذا السياق، يشرح البروفيسور كيلي، علماً أنه لم يشارك في هذه الدراسة، أن مواقد الغاز تشكل "مصدراً رئيساً لتلوث الهواء في الأماكن الداخلية"، لذا تؤدي إلى تفاقم الربو أو حتى تسببه في حالات صحية أخرى.

كذلك لفت البروفيسور كيلي إلى أنه عند وجود طفل في الأسرة مصاب بالربو، ستظهر عليه أعراض أكثر مما لو أن الموقد في المنزل لا يعمل بالغاز. فعند استعمال مواقد الغاز، ترتفع مستويات السموم في الهواء الداخلي مرات عدة أكثر من المستويات في أحد شوارع مدينة مزدحمة.

على المنوال نفسه، وجدت دراسة أخرى أن سكان جنوب كاليفورنيا الذين يستخدمون مواقد الغاز يتعرضون بشكل روتيني لثاني أكسيد النيتروجين ومستويات من مركب "الفورمالديهايد" تتجاوز عتبات السلامة الخاصة بالتلوث خارج المنزل التي حددتها السلطات الأميركية.

وبطبيعة الحال، تزداد المشكلة سوءاً في المنازل الصغيرة، حيث التهوية غير كافية أبداً.

نقلت "ساوث ويست نيوز سيرفيس" عن البروفيسور ستيفن لوفت من "جامعة كوبنهاغن" الدنماركية، قوله إن "الخطر المرتبط بموقد الغاز أكبر على الأرجح من العيش في مدينة ملوثة".

ومن ناحية أخرى، تعزز مواقد الغاز الاحترار العالمي، إذ وجدت دراسة أميركية أن غاز الميثان المتسرب من المواقد في الولايات المتحدة يطرح على المناخ تأثيراً مماثلاً لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من 500 ألف سيارة تعمل بالبنزين.

والشهر الحالي، أفادت المنظمة غير الحكومية "كلاسب" Clasp أنه في دول الاتحاد الأوروبي، قد يترك الطهو بالغاز أكثر من 100 مليون شخص عرضة لمستويات من تلوث الهواء الداخلي التي تنتهك قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصة بتلوث الهواء في الأماكن الخارجية.

وتدعو المنظمة إلى وضع ملصقات تحذيرية على جميع مواقد الغاز تشير إلى مخاطر الأخيرة على الصحة.

والنبأ السار أن الحكومة البريطانية كانت أعلنت أنه بحلول 2025 ستحظر جميع المنازل الجديدة من تركيب أنظمة التدفئة العاملة بالوقود الأحفوري، مما سيعني أن تلك البيوت ستستخدم قطعاً مواقد تعمل بالحث الحراري، علماً أنها أحد أنواع المواقد الكهربائية التي تحول الطاقة مباشرة إلى أواني الطهو المغناطيسية، ما يجعلها فاعلة في استهلاك الطاقة وسريعة في التسخين.

أما في الولايات المتحدة أيضاً، سيقدم "قانون خفض التضخم" الذي أصدره الرئيس جو بايدن إعانات للأسر تصل حتى ألف و340 دولاراً، كي تتحول من استخدام موقد الغاز إلى موقد يعمل بتقنية الحث الحراري.

وعموماً، يتفق الباحثون على أنه إذا أتيحت الفرصة للناس، عليهم التحول إلى مواقد كهربائية.

في رأي البروفيسورة نيكولا كارسلاو من "جامعة يورك" الإنجليزية، إنها "طريقة سهلة نسبياً لخفض التعرض للمواد الجسيمية السامة وأكسيد النيتروجين".

وفي غضون ذلك، من الضروري فتح النافذة واستخدام مروحة الشفط، إذ تؤثر هذه الخطوة إيجابياً في جودة الهواء الداخلي، كما تقول البروفيسورة كارسلاو.

وتشير دراسات إلى أن شفاطات الموقد القوية التي تنفث الهواء إلى الخارج تخفض مستويات التلوث في الداخل بنسبة 55 في المئة.

هل تحرص عادة على شراء أفضل الفواكهة والخضراوات واللحوم، وتتبع مختلف الإرشادات والنصائح الخاصة لإعداد طعام صحي يجنب جسمك أي سموم إضافية؟ ممتاز، ولا تنس أن استنشاق أبخرة الطهو بالغاز ينطوي على مخاطر كثيرة بدوره إلى حد أن الدراسات تصنفه بين العوامل المسرطنة المحتملة. لذا، لا تستهن بأهمية أجهزة شفط أبخرة الطعام، وفكر جدياً في استخدام مواقد بديلة.

المزيد من صحة