توشك اللجنة الأولمبية الدولية على السقوط في مأزق صعب مع استمرار الحرب الروسية - الأوكرانية التي اندلعت في الـ24 من فبراير (شباط) 2022، ويبدو أن تبعاتها ستؤثر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة المقرر إقامتها في العاصمة الفرنسية باريس عام 2024.
ووسط استمرار الغزو الروسي لأراضي الجارة أوكرانيا واشتعال الحرب بين الطرفين، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء 27 يناير (كانون الثاني) الحالي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى منع الرياضيين الروس من المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة.
وكتب زيلينسكي على منصة "تيليغرام" في أعقاب اتصال هاتفي مع ماكرون "لقد شددت بشكل خاص على أنه لا ينبغي أن يكون للرياضيين الروس مكان في الألعاب الأولمبية في باريس".
وفي اليوم التالي لتصريحات زيلينسكي قالت اللجنة الأولمبية الدولية إن عودة الرياضيين الروس للمشاركة في أولمبياد باريس يجب "استكشافها بشكل أكبر في ظل ظروف صارمة".
وعرض المجلس الأولمبي الآسيوي، أمس الخميس، منح الرياضيين الروس والبيلاروس فرصة المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية. وقال الكيان الأولمبي القاري الذي يتخذ من الكويت مقراً له عبر موقعه الرسمي "يجب أن يتمكن جميع الرياضيين، بصرف النظر عن جنسياتهم أو جوازات سفرهم، من المشاركة في المسابقات الرياضية".
وأضاف "عرض المجلس الأولمبي الآسيوي منح الرياضيين الروس والبيلاروس المؤهلين فرصة المشاركة في المسابقات الآسيوية، بما في ذلك دورة الألعاب الآسيوية" التي تستضيفها مدينة هانغجو الصينية خريف عام 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تتيح هذه الخطوة للرياضيين الروس المشاركة في مسابقات بمثابة التأهيلية للأولمبياد الصيفي في باريس.
ويبدو أن موقف اللجنة الأولمبية الدولية لم يلق استحسان أوكرانيا، فخرج وزير الرياضة الأوكراني، مساء أمس، ليقول إن بلاده لن تستبعد مقاطعة الألعاب الأولمبية إذا سمح لرياضيي روسيا وبيلاروس بالمنافسة في باريس 2024.
وقال الوزير فاديم هوتزيت، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن خطط اللجنة الأولمبية الدولية للنظر في سبل عودة هؤلاء الرياضيين للمنافسة الدولية ستجد معارضة.
وكتب عبر صفحته على "فيسبوك"، "موقفنا لم يتغير، طالما هناك حرب في أوكرانيا فلا ينبغي للرياضيين القادمين من روسيا وبيلاروس المشاركة في المسابقات الدولية".
"العمل جار حالياً على المزيد من الخطوات الممكنة والخطوات الأولى لمواصلة العقوبات ومنع رياضيي روسيا وبيلاروس من المشاركة في المنافسات الدولية، وإذا لم يتم الاستماع إلينا فلا أستبعد إمكانية المقاطعة ورفض المشاركة في الأولمبياد".
وكتب في وقت لاحق أن المحادثات مع الاتحادات الرياضية الوطنية ستبدأ في شأن مقاطعة محتملة لأولمبياد باريس "في حالة السماح للرياضيين من روسيا وبيلاروس بالعودة إلى الملاعب الرياضية الدولية".
وانطلاقاً من الأراضي الروسية وأراضي بيلاروس شنت موسكو عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أوكرانيا في الـ24 من فبراير، أي بعد ثلاثة أيام فقط من حفل ختام دورة الألعاب الشتوية 2022 في بكين، في انتهاك للهدنة الأولمبية التي تبدأ قبل أسبوع من بدء دورة الألعاب الأولمبية وتنتهي بعد أسبوع من انتهاء دورة الألعاب البارالمبية.
وسارعت اللجنة الأولمبية الدولية يومها إلى معاقبة كل من موسكو ومينسك.
ومنذ ذلك الحين لم يتم تنظيم أي حدث رياضي دولي في روسيا أو في بيلاروس، كما لم يحصل أي حدث رياضي فيهما على أي دعم دولي، ومنع كذلك رفع أي رموز وطنية لهذين البلدين خلال أي حدث رياضي دولي.