Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدبابات تكسر آخر المحاذير في الدعم الغربي لأوكرانيا

كييف تقول إن دورها سيكون "حاسماً للانتصار" وروسيا "غاضبة" وبايدن يطمئنها: "لا تشكل تهديداً هجومياً"

رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، بقرار نظيره الأميركي جو بايدن تزويد كييف بدبابات "أبرامز" الأميركية، معتبراً حصول القوات الأوكرانية على هذه الدبابات الثقيلة المتطورة "خطوة مهمة لتحقيق النصر النهائي".

وكتب زيلينسكي في تغريدة على "تويتر"، "شكراً لجو بايدن على قرار جديد قوي بتقديم دبابات أبرامز لأوكرانيا. ممتن للأميركيين على دعمهم".

وأضاف أن "العالم الحر اليوم موحد بشكل لم يسبق له مثيل حول هدف مشترك، تحرير أوكرانيا".

واعتبرت الرئاسة الأوكرانية، الأربعاء، أن الدبابات الغربية الثقيلة التي قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، وفي مقدمتهم ألمانيا، إرسالها إلى الجيش الأوكراني ستؤدي دوراً "حاسماً في نصرنا المستقبلي" على القوات الروسية.

وبعيد إعلان واشنطن وبرلين موافقتهما على إرسال دبابات "أبرامز" الأميركية و"ليوبارد" الألمانية إلى أوكرانيا للتصدي للهجوم الروسي، قال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك إن "هذا يوم تاريخي. إنه يوم من تلك الأيام التي ستكون حاسمة لنصرنا المستقبلي".

وتابع يرماك عبر "تيليغرام"، "الأمر الأساسي هو أن هذه ليست سوى البداية. نحتاج إلى مئات الدبابات".

معنى الدبابات سياسياً وعسكرياً

وبموافقته أخيراً على تسليم كييف دبابات ثقيلة ألمانية وأميركية الصنع على رغم التحذيرات الروسية، يعبر المعسكر الغربي عتبة رمزية جديدة في دعمه لأوكرانيا التي يرجح أنها ستستفيد من الدبابات في اختراق خطوط القوات الروسية.

بعد أسابيع من إلحاح كييف على منحها دبابات "ليوبارد 2" التي تشتهر بأنها من بين الأفضل في العالم، وافقت ألمانيا، الأربعاء، متعهدة بإرسال 14 قطعة منها إلى أوكرانيا، مما يمهد الطريق لتسليمات مماثلة من دول أوروبية عدة تملك هذه الدبابات.

وعلق الباحث في "صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة" برونو ليت عبر "تويتر" قائلاً "من التبرع بـ5 آلاف خوذة ثقيلة إلى إرسال ليوبارد إلى أوكرانيا. في أقل من عام تخلت ألمانيا عن سبعة عقود من السياسة السلمية. ربما مع بعض التردد، لكن ذلك يشكل نقطة تحول رئيسة في حد ذاته".

والأربعاء أيضاً، أعلن مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة سترسل إلى أوكرانيا 31 دبابة "أبرامز".

قبل ذلك، وعدت لندن بمنح كييف عشرات دبابات "تشالنجر 2"، في حين أعلنت باريس وكذلك واشنطن عن تسليم مدرعات للاستطلاع وقوات المشاة.

سقوط المحرمات

هذه الجبهة الموحدة خلف كييف تبدو تحدياً جديداً للروس الذين راهنوا منذ بداية النزاع على تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا.

مع هذه الشحنات الجديدة التي ستتسلمها كييف، يخاطر الغربيون مرة أخرى بأن تتهمهم موسكو بـ"المشاركة في النزاع"، لكن في الواقع، سقطت بالفعل محرمات عدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

يؤكد المحلل العسكري الأوكراني ميكولا بيليسكوف أن "مدافع هاوتزر وراجمات الصواريخ التي تم توفيرها عام 2022 كانت بمثابة معدات خطرة، إن لم تكن أكثر خطورة من الدبابات القتالية لأن المدفعية أقوى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالمثل، انتهى الأمر بواشنطن أخيراً إلى الموافقة على تسليم نظام صواريخ "باتريوت" أرض - جو متوسطة المدى إلى كييف بعد كثير من التردد خشية التصعيد وتعتبر هذه المنظومة من بين الأفضل في الغرب.

وعبرت موسكو عن غضبها من قرار ألمانيا، قائلة إن برلين تتخلى عن "مسؤوليتها التاريخية تجاه روسيا" والناشئة عن الجرائم النازية في الحرب العالمية الثانية عندما غزت قوات هتلر الاتحاد السوفياتي.

وقال السفير الروسي لدى ألمانيا سيرغي نيتشايف إن "هذا القرار الخطر للغاية يأخذ الصراع إلى مستوى جديد من المواجهة"، مضيفاً أنه سيسبب "ضرراً لا يمكن إصلاحه للحال المؤسفة بالفعل للعلاقات الروسية- الألمانية".

لكن مصدراً حكومياً أوروبياً قال إن "تقييمنا هو أن (الدبابات) اليوم ليست أدوات تصعيد، بالنظر إلى استخدامها المرجح من الأوكرانيين" على أراضيهم فقط وليس خارجها.

وربما تنشر موسكو في خضم ردها الجيل التالي من دباباتها القتالية من طراز "تي 14" في ساحة المعركة للمرة الأولى، لكن المشكلة أنه "تم تصنيع نحو 20 قطعة منها فقط" حتى الآن، وفق الباحث في "المجلس الألماني للعلاقات الدولية" أندراس راتش.

بالتالي "في غياب رد عسكري متناسب، يمكننا أن نتوقع هجوماً إعلامياً متزايداً من روسيا التي يمكن أيضاً أن تطلق حملة تعبئة عسكرية ثانية"، بحسب راتش.

لن تغير الحرب

لكن الباحث يعتقد بأن "الروس يعرفون جيداً أن بضع عشرات من الدبابات الغربية لن تغير وجه الحرب، ولذلك لا أتوقع تصعيداً فورياً من موسكو".

ودعت كييف منذ ديسمبر (كانون الأول) إلى إرسال نحو 300 دبابة غربية الصنع لشن هجمات مضادة، في ظل استقرار خطوط القتال نسبياً منذ أشهر، ويثير وصول الربيع الوشيك مخاوف من إطلاق عملية روسية واسعة النطاق في منطقة دونباس (شرق).

ويمكن للدبابات والمدرعات أن تسمح للقوات الأوكرانية بكسب أفضلية في التحرك على أمل اختراق خطوط الدفاع الروسية بدعم مدفعي وكسر حرب الخنادق الجارية في شرق البلاد.

ويقول بيليسكوف "كانت الدبابات القتالية جزءاً لا يتجزأ من سباق التسلح منذ الحرب العالمية الثانية. ولا يمكن إجراء عملية دفاعية أو هجومية من دون ترسانة من الدبابات الهجومية".

مع ذلك، لن تضمن الدبابات وحدها تحقيق أفضلية في ساحة المعركة، إذ يشدد بيليسكوف على أنه "فقط عندما تستخدم بالتنسيق مع فرق المشاة الميكانيكية والمدفعية والدفاع الجوي والصواريخ، يمكن للدبابات أن تحقق نتائج".

بايدن: لا تهديد لروسيا

كانت واشنطن تخشى من فكرة إرسال دبابات "أبرامز" التي تصعب صيانتها إلى أوكرانيا، لكن كان عليها تغيير موقفها لإقناع ألمانيا بإرسال دبابات "ليوبارد 2" سهلة التشغيل إلى الأراضي الأوكرانية، وهي الدبابة الأكثر استخداماً لدى جيوش دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأعلن بايدن القرار الأميركي بتزويد كييف بهذه الدبابات خلال تصريحات في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، قائلاً إن الدبابات ضرورية لمساعدة الأوكرانيين "في تحسين قدرتهم على المناورة في الأراضي المفتوحة".

وتوقع مسؤول في إدارة بايدن صدور مزيد من الإعلانات من حلفاء الولايات المتحدة في شأن مركبات مدرعة أخرى لأوكرانيا.

 

وأشارت دول أوروبية أعضاء في الحلف إلى أنها ستشارك أيضاً في إرسال دبابات "ليوبارد".

وظلت كييف تطالب لأشهر بدبابات قتال غربية من شأنها أن تعزز قدرة قواتها وتمنحها الحماية وتساعدها على اختراق الخطوط الأمامية الروسية واستعادة الأراضي المحتلة.

وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن إن الأمر سيستغرق بضعة أشهر حتى يتم تسليم "أبرامز" ووصفوا الخطوة بأنها توفر لأوكرانيا دفاعاً على المدى الطويل.

وأوضح بايدن "لا يوجد تهديد هجومي لروسيا (نفسها)".

ويتزايد تصوير موسكو للحرب على أنها مواجهة محفوفة بالأخطار بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.

الطريق نحو النصر

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث، اليوم الأربعاء، إلى المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني  ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في شأن التعاون الوثيق بين بلادهم لدعم كييف.

وقالت ألمانيا التي كانت العائق الغربي لترددها في تصدير أسلحة هجومية نظراً إلى ماضيها النازي، إنها سترسل مجموعة مبدئية مكونة من 14 دبابة "ليوبارد 2" من مخزونها الخاص، وستسمح للدول الأوروبية المتحالفة أيضاً بإرسال دباباتها إلى هناك.

والهدف من ذلك تزويد أوكرانيا بكتيبتين من دبابات "ليوبارد"، تتكون كل منهما عادة من ثلاث أو أربع مجموعات. وستصل أول كتيبة إلى الأراضي الأوكرانية في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر.

وقال شولتز للبرلمان الألماني "ستظل ألمانيا دائماً في طليعة الدول عندما يتعلق الأمر بدعم أوكرانيا".

وفي وقت لاحق، صرح شولتز بأن ألمانيا سترسل مزيداً من المساعدات العسكرية إلى كييف بخلاف تسليم دبابات "ليوبارد"، بما في ذلك على سبيل المثال أنظمة دفاع جوي ومدفعية ثقيلة وقاذفات صواريخ متعددة.

كسر المحظورات

سيؤدي إرسال الدبابات لأوكرانيا إلى كسر أحد آخر المحظورات في الدعم الغربي لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي الذي مضى عليه ما يقرب من عام والذي يتمثل في تزويد كييف بأسلحة هجومية وليس دفاعية.

وظل الغرب متردداً في إرسال أسلحة هجومية ثقيلة إلى كييف خوفاً من استفزاز روسيا التي تعد قوة نووية.

وتضاعفت التعهدات لأوكرانيا من دول أخرى تستخدم "ليوبارد" التي صنعت ألمانيا الآلاف منها وصدرتها إلى حلفاء في حلف الأطلسي، هذا الأسبوع، إذ بدا أن واشنطن وبرلين تعملان على تسوية الخلافات في شأن نهجهما.

وأعلنت فنلندا والنرويج أنهما سترسلان دبابات "ليوبارد" وحذت حذوهما بولندا التي سعت بالفعل إلى الحصول على موافقة برلين.

وقالت إسبانيا وهولندا إنهما تدرسان الأمر، فيما قدمت بريطانيا سرية مؤلفة من 14 دبابة من نسختها المماثلة من الدبابات المعروفة باسم "تشالنجر" وتفكر فرنسا في إرسال دباباتها المعروفة باسم "لوكلير".

وتعتبر موسكو أن إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية حديثة لن يؤدي إلا إلى تأجيل ما تقول إنه سيكون انتصارها الحتمي. ورأى سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف أن تسليم الدبابات الأميركية سيكون "استفزازاً صارخاً آخر".

الانسحاب من سوليدار

منذ أن استعادت أوكرانيا بعض الأراضي في صيف وخريف 2022، تحولت الحرب إلى طريق دموي مسدود، وتعتقد كييف بأن الأسلحة الثقيلة الغربية يمكن أن تعيد لها الزخم.

وأقرت كييف، اليوم الأربعاء، بسحب قواتها من سوليدار، وهي بلدة صغيرة لاستخراج الملح في شرق البلاد كانت روسيا أعلنت قبل أكثر من أسبوع أنها سيطرت عليها في أكبر مكسب لها منذ أكثر من نصف عام.

وتقع البلدة على مقربة من باخموت وهي مدينة أكبر كانت محور هجوم روسي مكثف لأسابيع.

وقال حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية الذي نصبته روسيا إن وحدات ميليشيات "فاغنر" الروسية المرتزقة تتحرك الآن داخل باخموت، وهناك قتال في الضواحي وفي الأحياء التي سيطرت عليها أوكرانيا في الآونة الأخيرة.

وقتلت روسيا خلال 11 شهراً منذ حربها على أوكرانيا آلاف المدنيين وأخرجت الملايين من ديارهم وحولت مدناً بأكملها إلى أنقاض.

وتقول موسكو إن "عمليتها العسكرية الخاصة" كانت ضرورية لوقف تهديد أمني ناتج من علاقات أوكرانيا بالغرب الذي تصوره الآن على أنه يسعى إلى تدميرها. فيما تؤكد كييف وحلفاؤها أن أوكرانيا لم تهدد روسيا قط وأن الهجوم الروسي هو عدوان لإخضاع أحد الجيران والاستيلاء على الأرض.

المزيد من دوليات