Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من البحر إلى البادية... من المستفيد بتخريب قطاع الطاقة في سوريا؟

عدم تحديد المتسبّب بتلك الأعمال التخريبية يثير استغراب مراقبين

سفينة تابعة للبحرية الملكية البريطانية تبحر في مضيق جبل طارق إلى جانب ناقلة النفط الإيرانية غريس 1 التي قيل إنها كانت تتجه إلى سوريا (أ. ب.)

أنجزت ورشات فنية تابعة لوزارة النفط السورية إصلاح أحد خطوط الغاز الممتد انطلاقاً من حقل الشاعر في البادية السورية، إثر تعرضه إلى عمل تخريبي يوم الأحد 14 يوليو (تموز) الحالي، أخرجَ على الفور معملاً للغاز في ريف حمص الشرقي عن الخدمة.
وأعلنت وزارة النفط عودة المعمل الذي يُطلَق عليه اسم "إيبلا"، إلى الإنتاج بطاقته الكاملة، حيث يمدّ الخط الواصل إليه بما يقارب الـ2.5 مليون متر مكعب يومياً، مع إمداده الغاز إلى محطات لتوليد الكهرباء.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، صراحةً إلى قيام "داعش" بالعمل التخريبي من دون الخوض بتفاصيل تتعلق بالحادثة، معلناً أن استهداف خط الغاز حدث بواسطة عبوة ناسفة.
 

الفاعل مجهول
 

وتستغرب مصادر محايدة، وسط هذا الاستهداف المفاجئ، عدم تحديد البيانات والتصريحات الرسمية الجهة المتسبّبة بالعمل التخريبي، فيما التحقيقات جارية وتراوح مكانها.
في المقابل، تسابق وزارة النفط الزمن في سعي حثيث لملء المخزون الاحتياطي، بخاصة خلال الأشهر المقبلة قبل دخولها في تحدٍ صعب مع حلول فصل الشتاء، حين يكثر بشدة طلب السوريين على المشتقات النفطية من المازوت والغاز، بينما تُقدَر حاجة البلاد بنحو 136 ألف برميل نفط يومياً.
وفي وقت تمر البلاد بأحلك أوقاتها بعد فرض واشنطن عقوبات اقتصادية عليها، وتوقّف واردات النفط المستورد من بلاد حليفة لسوريا، وتحديداً توقيف الناقلات الإيرانية وآخرها عند مضيق جبل طارق، يتهاوى النفط السوري المثقل بخسائر الحرب التي تُقدَّر قيمتها بـ 74 مليار دولار، وفقدان أراضٍ وحقول في الجزيرة السورية تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فزاعة التنظيم
 

في غضون ذلك، يرى مراقبون إثر تكرار حوادث استهداف إمدادات الطاقة من الغاز وقبلها النفط على الساحل السوري في 22 يونيو (حزيران) الماضي، أسباباً سياسية لعدم الإشارة إلى المتسبب بعينه، أو عدم القدرة على تحديده، إذ تكتفي البيانات والتصريحات الرسمية بالقول إن "المجموعات الإرهابية" تقف وراء الأعمال التخريبية، من دون الإشارة إلى طبيعتها.
وتُفسَّر عدم تسمية "داعش" بالاسم إلى عدم منح القوات الأميركية وقوات "قسد" المدعومة من واشنطن ذرائع للبقاء، بعد انهيار التنظيم المتشدد في شرق سوريا أخيراً. وقد ترى دمشق في افتعال معارك أو استهداف خطوط إمداد أو تحرك مجموعات محاربة وإعلانها على الملأ، شرعنةً لبقاء واشنطن وأذرُعها على الأرض السورية، الأمر الذي لا تودّه الحكومة السورية ولا تحبذ إعلانه، تحاشياً للخوض مجدداً بحرب جديدة بعد أن خَفتَ أوزارها شرقاً وسط "سعادة" روسية- سورية وترقب لترك الولايات المتحدة مواقعها العسكرية، الأمر الذي ذهب أدراج الرياح مع استقدام قوات دولية إضافية فرنسية وبريطانية الجنسية إلى سوريا.
 

خبيرة بالمنطقة
 

وترنو الأنظار متجهة نحو خلايا نائمة، وتشير أصابع الاتهام إليها في محاولة لإيقاظ نفسها والتذكير بشراستها قبل سنوات ممن تبقّى لتنظيم "داعش" بعد سقوط آخر معاقله في مارس (آذار) الماضي، كونها الخبيرة في منطقة البادية وسط سوريا، الممتدة شرق حمص ونقاط قوتها وخاصرتها الرخوة.
في السياق ذاته، لا تهادن فلول "داعش" عن إثبات حضورها في كل سانحة، بخاصة أنها خبرت أجواء وطبيعة المنطقة وتضاريسها. وكان التنظيم يمسك قبل سقوطه، مساحات واسعة على امتداد الصحراء السورية وصولاً إلى دير الزور في شرق البلاد.
وترى مصادر مطلعة وخبيرة بالجماعات المتطرفة أن سيطرة "دولة داعش" سابقاً على مواقع نفطية منها حقول الشاعر في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، واستماتتها بالدفاع عن هذا المورد الاقتصادي الهام كمصدر إمداد مالي لحربها، تشير إلى امتلاكها معلومات دقيقة عن محاور وتفرعات خطوط الإمداد، واستحواذها على مخططات وخرائط تتعلق بسير وتفرعات الأنابيب النفطية على امتداد الصحراء وبشكل دقيق، يسهّل عليها تلك الأعمال التخريبية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي