Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أديبة يمنية تعود من مهجرها بـ"شمس أوام" وبجيوب ضامرة

قالت الروائية فكرية شحرة إنها تتيح كتبها مجاناً على الإنترنت حتى تصل إلى اليمنيين ولا تجني شيئاً مقابل الكتابة

تقول الروائية اليمنية " أنا عاطلة عن العمل، وعاجزة عن طباعة كتبي" (أندبندنت عربية)

عرفت الكاتبة والأديبة اليمنية فكرية شحرة بكتابة القصة القصيرة والرواية والمقال السياسي، وتعد من أبرز المساهمين في الحركة الأدبية النسائية والأكثر نتاجاً بينهن. وصدر لها خمس مجموعات قصصية حملت عناوين عدة "نصف روح" و"هكذا يموتون" و"فتيات الغربة" و"نافذة وأربعون جداراً" و"الرجل بعيون أنثى"، ولها خمسة إصدارات روائية بعنوان "عبير أنثى" ورواية "قلب حافٍ"، منها ثلاثية بعنوان "صاحب الابتسامة" قبل أن يتم تنقيحها وإصدارها بعنوان جديد يحمل عنوان "شمس أوام".

كتبت فكرية عن واقع الناس وأوجاعهم، ونقلت معاناة بلادها التي تاهت في تفاصيل حرب تسببت بها ميليشيات نفذت انقلاباً على الشرعية في صنعاء، وتركت خلفها ملايين المشردين والجائعين في أرجاء المعمورة.


الكتابة من المهجر

دخلت شحرة عالم الكتابة في وقت مبكر قبل أن تنقطع بفعل ارتباطها الأسري، وعادت للكتابة بعد أن كبر الأبناء، وغدت من دون مسؤولية أسرية، وارتبط ذكرها بشقيقها الصحافي الراحل حميد شحرة مؤسس صحيفة "الناس".

بعد ثماني سنوات من الهجرة خارج البلاد قسراً، عادت من المهجر وهي تحمل في جعبتها عديداً من الروايات والقصص التي أنتجتها في ظل الحرب على رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الكاتبة، وعادت لمدينة مأرب التي أوردتها في روايتها "إنها مدينة الخلاص" التي ينطلق منها اليمنيون المناصرون للشرعية لاستعادة دولتهم.

في معرض مأرب للكتاب تسابق الناس لالتقاط الصور معها كشكل من أشكال رد الجميل للكاتبة التي قدمت المدينة ومعاناة النازحين والقاطنين فيها. 

تقول الكاتبة والروائية فكرية شحرة لـ"اندبندنت عربية"، إن "قضية اليمن بذاتها تحتاج إلى تعريف للعالم، سواء كان بالكتابة الصحافية والروائية أو الأدبية أو القصة أو الشعر، وأعتقد أن شريحة الأدباء والصحافيين بشكل عام هم المنوهون بها، والذين ينبغي أن يصدروا القضية بوضوح شديد".

 

وحول الظروف التي أجبرت الكاتبة على مغادرة البلاد قالت، "معظم الكتاب والصحافيين لجأوا للخارج من مطاردة الحوثي، لكي يقولوا ما يريدون بشكل واضح من دون مخاوف، كل قضايانا في المهجر هي الوطن، ونحن من بعد نرى الوضع بشكل أشمل". 

رحلة الكاتبة من القصة إلى الرواية

تقول إن كثيراً من الأدباء بدأوا مسيرتهم بالرواية، وهذا له مبررات "أعتقد أن فن القصة القصيرة أصعب من الرواية، فالقصة عبارة عن التقاط مشهد معبر قصير بشكل مركز، وهذا يحتاج إلى موهبة ودراية أقوى. الرواية فضفاضة كثيراً، ولكنها تحتاج إلى نفس طويل وخلفية قوية من المعرفة والأسلوب والسرد، وتحتاج إعداد، أما القصة فهي مشهد عميق ملتقط من الواقع، وأعتقد أنني برعت في هذا الجانب".

الصعوبات التي تواجه الروائي اليمني. تقول شحرة، "محنة الكاتب اليمني بشكل عام هي صعوبة النشر والتوزيع، أنا مثلاً في القاهرة تمكنت من مسألة الطباعة على نطاق ضيق، واضطررت إلى أن أنشر رواياتي وكتبي بصيغة (بي دي أف) للناس لأن التوزيع صعب، لن تصل إلى الناس، ولن يستطيعوا شراءه نظراً إلى الأوضاع القائمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "كثيرون يرسلون إليّ كتاباتهم الأدبية، ويكون إنتاجهم الأدبي الأول، فأصاب بالإحباط والدهشة، لدينا كل هؤلاء من الأدباء الذين لم يجدوا من يساندهم أو لم تلقَ كتاباتهم النور. أنا اعتبر نفسي من المحظوظين القلة الذين استطاعوا أن يظهروا ما يكتبون". 

أمنيات تتمنى تحقيقها

قالت الروائية إنها نتمنى أن تقرأ كتب اليمنيين لأنهم يضعون فيها عصارة الأفكار والقيم الوطنية والقضية المحلية. وأضافت، "أرفض فكرة أن يكتب الأدب مجرد كلام جميل، الأدب الأديب أن يوصل فكرة ومعلومة، وإذا لم يفعل فلا قيمة له".

وحول أمنياتها لتجربتها الخاصة، قالت، "أتمنى أن تتسع دائرة قرائي، كما أتمنى أن تصل إلى كل بيت، وأن يقرأ الجميع لي، وأنا أبذل قصارى جهدي لتصل كتبي إلى الجميع، وأحرص على توفيرها للقارئ على الإنترنت مباشرة من دون حقوق طباعة".

"الكتابة ما توكل عيش"

وحول الجدوى الاقتصادية للكتابة، تقول، "لم تكن الكتابة يوماً ما مصدر رزق أو (توكل عيش) كما يقال، معظم كتبي طبعت على نفقة أصدقائي ومعارفي، وبمساندتهم، وعاجزة عن طباعة كتاباتي، وأنا عاطلة من العمل، ولديّ زوج وأولاد هم من يصرفون عليّ. في المقابل، لا دخل أتلقاه من الكتابة، هذه هي حقيقة الكاتب".

وواصلت الحديث عن المعاناة بالقول، "الأوضاع المادية في اليمن صعبة، ومعظم الكتاب لا تظهر كتبهم، ولم يجدوا من يخرجهم إلى الجمهور. هذا الشيء مؤلم جداً، ونتمنى أن نجد جهة مسؤولة لإبراز مواهب الشباب".

احتكار صناعة السيناريو

وعن مصادر الكتابة الأخرى ذات العائد الأعلى، السينما والدراما مثلاً، قالت، "لم يعرض عليَّ أحد، ولدينا جهات تحتكر كتابة السيناريو وإخراج المسلسل، وكأن هذا الشيء خاص بهم، ويكتفون بإنتاج سيناريو أفكار موجودة على السطح ويصنعون مسلسلات"، مضيفة، "أخبرت جهات عدة أن رواياتي متاحة، ولديّ مجموعة قصصية قصيرة تصلح أن تحول إلى سيناريوهات، والحقيقة لم أجد أي صدى لهذا الأمر".

واصلت الكاتبة حديثها حول مدينة مأرب التاريخية وعلاقتها بآخر إنتاجاتها الروائية "شمس أوام" التي تسرد تفاصيل اجتياح الحوثيين العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، وأصدرت ثلاثة أجزاء خلال السنوات الخمس الماضية تحت اسم "صاحب الابتسامة"، نقلت فيها أحداث الحرب بالتدريج عندما توجه اليمنيون إلى مأرب، فقالت، "شعرت حينها بأن مأرب عبارة عن منارة، وقد كانت كذلك قديماً"، خاتمة حديثها بأن شمس الجمهورية ستسطع من مأرب مجدداً.

المزيد من ثقافة